التصنيفات
الأحكام و الفتاوى الإسلامية

حكم إدراج آيات قرآنية في النكت

حكم إدراج آيات قرآنية في النكت


الونشريس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيخنا الفاضل

نستنكر على البعض -هداهم الله- أن يطلقوا نكت تحتوي على آيات قرآنية
كأن يستهزئوا بجهات أو أشخاص أو مواقف بإدخال آيات قرآنية
وحتى يكون كلامي مستند بحكم شرعي وفتوى ليقتنع الطرف الآخر به أرجو منك شيخنا الفاضل أن تبين لنا حكم إدخال آيات قرآنية في النكت؟!

جزاكم الله خيرا

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله. يجب على المسلم تعظيم كلام الله عز وجل واحترامه وصيانته من كل سوء ونقص ينسب إلى الله لأن كلام الله في كتابة صفة لله عز وجل والإساءة إليه بوجه من الوجوه إساءة إلى الرب جل وعلا والواجب تعظيم الله في ذاته وصفاته وأفعاله وتنزيهه من كل سوء قال تعالى ذاما للكفار: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ). وقال تعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ). ولا شك أن استعمال القرآن في النكت والطرائف وغير ذلك من الأغراض الفاسدة أو التافهة فيه نوع من امتهان القرآن والاستخفاف به وهذا ينافي التعظيم الواجب لأن القرآن أنزل على العباد لهدايتهم ودلالتهم إلى الجنة والتبرك بتلاوته والانتفاع بمعانيه والعمل بحدوده وأحكامه والاستشفاء به وغير ذلك من الأعمال المشروعة في الكتاب والسنة ولم ينزل ليهان ويستخدم في أمور تافهة أو محرمة.

فعلى هذا يحرم على المسلم ذكر الآيات القرآنية ضمن النكتة والطرفة ويجب عليه تنزيه القرآن عن مثل هذه الأمور وعدم التهاون في ذلك والإنكار على من يفعل ذلك ونصحه. أما من قصد بكلامه الاستهزاء بآية من كتاب الله أو سورة منه وظهرت قرينة بينة على ذلك فهذا كافر مرتد عن دين الإسلام لقوله تعالى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ).

وقد كره أهل العلم استعمال القرآن والتكنية به في المخاطبات المباحة التي تحصل بين الناس في أمور حياتهم.

و يجدر التنبيه على مسألة يتهاون فيها كثير من الناس في هذا الباب وهي التحديث بالنكت والطرائف في أحوال المتمسكين بالشرع وفي العبادات والشعائر الدينية وهذا أمر خطير قد يدخل في حكم الاستهزاء بالدين والعياذ بالله.

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.