التصنيفات
الفلسفة للشعب الأدبية

مشكلة الشغل و أبعاده مرفقة بأسئلة مهمة لطلبة الفلسفة

مشكلة الشغل و أبعاده مرفقة بأسئلة مهمة لطلبة الفلسفة


الونشريس

الشغل Le Travail
* الشغل هو نشاط إنساني إلزامي يهدف إلى إنتاج اثر نافع . أو هو كل جهد عضلي او فكري يقوم به الإنسان لتحقيق منفعة ما . يعرفه أوغست كومت A.Comte بقوله ( الشغل هو التغيير النافع للطبيعة بواسطة الإنســــــــــان )

ما هي خصائصه ؟ (الشغل ميزة إنسانية يختلف عن سلوك الحيوان ، فرغم أن النحلة مثلا تصنع الخلايا الشمعية بدقة مذهلة و تنتج العسل ..الخ الا أن نشاطها هذا غريزة و ليس شغلا .– الشغل نشاط مكتسب بالتعلم و العادة و ليس سلوك فطري – إنه نشاط متطور بتطور التصورات و غير ثابت فمن الحجارة الى الخشب و الحديد إلى الأجهزة الاليكترونية المتطورة ، فالإنسان يصنع الشيء و يتخل الأداة قبل أن يجسده في الميدان و هذا هو سر التفوق

مـــا هي أبعــــــاد الشغل ؟ أي لماذا يعمل الإنسان ؟

*البعد الاقتصادي / يهدف الشغل إل سد الحاجات الاقتصادية ،. فما نستهلكه اليوم هو نتاج العمل الإنساني سواء تعلق الأمر بالتغذية أو الملبس و المأوى ، و هي مطالب بيولوجية ضرورية لاستمرار الحياة . يستطيع العامل أن يوفرها بالاجرة التي يقتنيها . فنحن نعمل من أجل تحويل الحبوب الى ثمار ، و الخشب الى كراسي و طاولات ، ، والحديد إلى سيارات وطائرات…إلخ. فالنشاط الاقتصادي هو كل نشاط يهدف إلى تحويل الطبيعة إلى مواد قابلة للاستهلاك من طرف الإنسان. هكذا يظهر أن الإنسان مضطر للعمل من أجل ترويض الطبيعة واستغلال خيراتها بشكل يناسبه. ، وتترتب الإنتاج و الاستهلاك نشاطات تجارية كثيرة مثل الاستيراد و التصدير والعمليات المصرفيـة و عمليات البنوك و السمسرة و المقاولات والقروض و به تتحدد العلاقة بين العمال و أرباب العمل ، و بين المنتجيــن و التجار و بين البائع و المستهلك ….كما يهدف الشغل الى التخلص من التبعية الأجنبية و تحقيق الاكتفاء الذاتي و تحسين الدخل الفردي و القومـي و تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة .
*البعد النفسي/ يؤثر الشغل إيجابا على الجانب النفسي ، حيث يقضي على الملل و القلق وظواهر الشذوذ ، و يرفع من معنويات صاحبه فيكون متفائلا و منبسطا و منفتحا على العالم الخارجي و مندمجا في المجتمع ، يشعر بالاستقلاليـــــــة و الفاعلية و الانتظام في الحياة ، و يحرره من التبعية والانطواء و العوائق الذاتية ، كما يساهم الشغل في تنمية الملكات العقلية كالذكاء و الذاكرة و التخيل ، وقد اعتبره علماء النفس قاعدة أساسية في بناء الشخصية السوية ، و وقاية من الأمراض النفسية و العقد السيكولوجية ففي العمل ينسى المرء همومه و آلامه و يتطلع إلى آفاق جديدة ، و لا يكون له الوقت للتفكير في مشاكله التي تأزم وضعيته أكثر ، ويلجأ الأطباء في مستشفيات الأمراض العقلية الى تكليف مرضاهم ببعض النشاطات كالرسم و النحت و التمثيل ليعبروا عن رغباتهم المكبوتة و معاناتهم النفسية بشكل تلقائي الأمر الذي يسهل علاجهــم.

*البعد الأخلاقي / الشغل فضيلة كبرى ،و واجب خلقي يمليه الضمير ، فمن يعمل يشعر بالحرية و بالاطمئنان ومن لا يعمل يشعر بالعبودية و تأنيب الضمير . و الشغل يبعد عنا الرذائل بكل أنواعها كالسرقة والاحتيال و التسول والقمار، و يحفظ كرامتنا ، فالعامل يكون دائما محل تقدير و احترام من طرف الغير يعيش معززا مكرما ، لا يُحتقر و لا يكون عالة على الآخرين ، و إذا كانت النظرية المسيحية تعتبر العمل نقمة على البشر نتيجة خطيئة آدم الأولى فان الإسلام قدسه و جعله عبادة يكفر به المرء عن سيئاته و خطاياه و يكسب بذلك رضا الله سبحانه و تعالى قال تعــــــــالى في سورة النحل ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى و هو مؤمن فلنحيّينه حياة طيبة و لنجزينّهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) الآية 97 ،و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " ان الله تعالى يبغض العبد الصحيح الفــــــــارغ " و قال أيضا " من اكتسب قوته و لم يسأل الناس لن يعذبه الله يوم القيامـة"

*البعد الاجتماعي / يهدف الشغل إلى تحقيق التكامل الاجتماعي و ذلك من خلال التعاون بين جميع أفراده ، قال أرسطو " الانسان اجتماعي بالطبيعة ، فالذي يستطيع العيش لوحده لأنه يكفي نفسه بنفسه فهو إما بهيمة أو إله "و قد اعتبر عبد الرحمان ابن خلدون الشغل ظاهرة ملازمة للاجتماع البشري لأن الإنسان بمفرده لا يستطيع أن يغطي كل حاجياته إلا بالتعاون الجماعي ،فيجد الفلاح العلاج من عمل الطبيب و الطبيب من جهته يجد الغذاء من عمل الفلاح و هكذا بالنسبة لكل أفراد المجتمع ، يشبههم اميل دوركايم بأعضاء الجسم فرغم أن لكل عضو وظيفة خاصة إلا أن الغاية واحدة هي المحافظة على حياة الكائن . و يساعد الشغل على انتظام الحياة الاجتماعية و تقوية الروابط بين أفرادها ، ويشكل أساسا متينا لتحقيق العدالة ، به تتحدد الواجبات و تمنح الحقوق ، و الشغل يقضي على الآفات الاجتماعية كالفقر و البطالة وغيرها..، و يمكن صاحبه من دفع دينه للمجتمع الذي هيأ له شروط الحياة فكما استفدنا من عمل السلف علينا أن نعمل ليستفيد الخلف ، فليس الشغل عمل فردي بل الذي ينجز لصالح الجماعــــــة.

حل المشكلة / ان الشغل باعتباره ميزة إنسانية لا يقتصر دوره في ارضاء الحاجات البيولوجية و المادية فقط ، و انما يرمي ايضا الى بناء الفرد و المجتمع و الحضارة في إطار المبادئ الخلقية و القيم الإنسانيـــــــــــــــــــــــة

مقال 1 / إذا افترضنا أن الأطروحة التالية ( الشغل مجرد نشاط اقتصادي ) صحيحة و تقرر لديك إبطالها ، فما عساك أن تفعل ؟
2/ هل يهدف الشغل الى إرضاء الحاجات المادية فقط ؟ الأستاذ ج-ف




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.