الخوف التعاسة السعادة حقول مفهومية
الكابوس كريه نعمة مفردات معجمية
الحرب مشعثة ناعما
ممزقة أتأرجح
التوترات رائع
حقل معجمي حقل معجمي حقل معجمي
أراد أن يعبر الكاتب من منظر الأطفال و هم يلعبون و منظر الحديقة و الظل و أشعة الشمس عن أسباب سعادة هؤلاء الأطفال و غفلتهم عما يدور في عالم الكبار من تعاسة و خوف من الحروب و شعور بالقلق و الألم و هذا ما لا يعرفه الأطفال في شعورهم ما داموا محاطين بمن يرعاهم و انظر إلى ما قالته الأم في ذلك : " لا تتصوري مدى سعادتي بصخبهم ……إن للأطفال عالمهم الحالم…"
الرسالة الإنسانية التي أراد الكاتب إرسالها من خلال موضوع المسرحية هي رسالة توعية و بيان لخطر نشوء الحالات النفسية المرتبطة بالصراعات والحروب نتيجة للتوتر والقلق الذي يصاحب فترة الانتظار والترقب، ومن الأعراض النفسية التي تنشأ عن مشاعر الخوف والرهبة،
فالحياة تحت تهديد هجوم متوقع للعدو أو احتمال التعرض لغارات جوية له تأثير سيئ من الناحية النفسية، ويلاحظ ذلك من خلال ما يبدو علي الأفراد من مظاهر الإحباط، وفقدان روح المرح ليحل محلها التجهم والكآبة…………………،
تمثلت مأساة الأم في كونها فقدت أغلب أفراد أسرتها و أصبحت بعد ذلك تعيش فترات الخوف من فقدان ما بقي لها من أفراد أسرتها و هم أبناؤها الذين صارت ترقبهم وهم يلعبون و يمرحون في الحديقة لأنهم لا يشعرون بما يشعر به الكبار فمأساة الأم هي مأساة ماض و مأساة حاضر و مأساة مستقبل فالخوف يلازمها في كل أحوالها الزمـــانية و المكانية………
لا شك ان شخصية الأم في هذه القصة هي شخصية محورية من حيث دورها و هي شخصية ناميــة و متطورة من حيث النمو و الذي تسبب نموها هو حدث الانفجار الذي حول الشخصية من أسباب البهجة و الفرح بوجود الأطفال معها يمرحون و يلعبون إلى شخصية حزينة فقدت كل شيء و تاهت في الشارع فغاب عنها وعيها و أصبحت تعيش في ظلام الحزن و التعاسة و أصبحت تتصرف تصرف المجانين……. و كان الكاتب يرصد لنا مشهد الأم الآمنة في اللحظات السابقة لفعل التفجير حيث تتحول الحياة إلى كابوس يختلط فيه الواقع بالمخيلة بالأحلام وتتحول تلك اللحظة المرعبة التي ترسمها القصة إلى زمن أخر يصبح الصحو منه والعودة إلى غرفة البيت أمنية
كان الموقف الأول هو موقف السعادة عند ما كان الأطفال أمام عينيها يلعبون و يركضون في الحديقة ثم تغير موقفها إلى الألم و الحزن لما رأت صور ة زوجها و أخويها فذكرها ذلك بفقدانهم مما أثار في نفسها الألم و الحزن و قطع عنها ابتهاجها الأول…….. [ عرض أمثلة الحوار]
يمكن توضيح ذلك بالطريقة التالية:
الشخصية المحورية أهم أحداث التطور الدرامي تفاعل الشخصية المحورية معه
الأم صخب الأطفال و انزعاج الضيفة سعادة الأم بهذا الصخب و اعتباره طبيعيا
الضيفة تنظر إلى الصور يتحرك شعور الأم و تتألم لذلك و تعقب
الضيفة تقرر الذهاب إلى بيتها الأم تمنى بقاءها و ترجو أن تنام في هذا الزمن الذي أحدثت فيه الضيفة فراغا بذهابها
يقع الانفجار أثناء نوم الأم استيقاظ الأم على وقع الانفجار فاقدة لوعيها و رؤيتها للخراب و الدمار
مشهد الرجال في الشارع و هم يعتقدون من منظرها أنها مجرد مجنونة و إن تعرف بعضهم عليها الأم تحاورهم و تحاول أن تفهم عنهم حقيقة وضعها و لكنها لا تفلح في ذلك فتشعرهم بهيأتها و تصرفاتها بأنها امرأة بها مس من الجنون فتخسر وجودها بعد ما خسرت كل أفراد أسرتها
تعد الضيفة في القصة شخصية أساسية ، لأنها شخصية مساندة للشخصية المحورية. و كان دورها متمثلا في تحريك مشاعر الشخصية المحورية فعن طريق الأسئلة التي طرحتها عرفنا الكاتب ببعض خصائص الشخصية المحورية و بذلك جعل القارئ يدرك جليا مشاعرها كأسباب فرحها تارة ثم أسباب تعاستها تارة أخرى…فكانت شخصية الضيفة محركة لبعض الأحداث و مساهمة في تطور و نمو الشخصية المحورية
لقد استطاع الكاتب من خلال هذا العمل المسرحي أن ينقل للقارئ المعاناة الإنسانية من جراء الحروب و لقد وفق في ذلك من خلال دور الأطفال حيث صور الكاتب أبشع نتيجة يمكن أن يتصورها الإنسان في مثل هذه المواقف في الحروب و هي موت الأطفال في الحرب و هم الذين يمثلون في الوجود البراءة و يمكن اعتبار موقف الرجال في الشارع و عدم اكتراثهم بما وقع و استمرارهم في اللعب بالمقهى عاملا آخر يساهم في إبراز مدى المعاناة الإنسانية في مثل هذه الظروف …….
الغاية الفنية التي من أجلها قدم الكاتب شخصية الأم بتلك النظرة التفاؤلية للحياة قبل الحادث هي اعتماد ما يسمى عادة بمراحل القصة أو العمل القصصي الذي تميزه الحالــة البدائيـة: حيث كانت الأم تعيش حياة سعيدة في بيتها ثم يأتي ما يسمى بعنصر التحويل:فبشكل مفاجئ ، يقع خلل بهذه المعيشة و بعدها تأتي نتائج عنصر التحويل و غاب هنا عنصر التعديل و كانت الحالة النهائية محزنة ………
هي دلالة خوف من المستقبل لوجود الشبيه في الخطر و هو فقدان زوجها و أخويها في حوادث مختلفة و هي رغبة طبيعية تغذيها عاطفة الأمومة وهي في نفس الوقت عقدة نفسية أسبابها الخوف من المصير المشترك لكل العراقيين ………….
سر بقاء الأم حية وموت أطفالها من الناحية الدرامية هو التأثير العاطفي الإنساني الذي كان يرمي إليه الكاتب حيث إن المعاناة تزداد بحياة الأم أكثر من موتها ففي ذلك استمرار للألم و الحزن فهذه الأم فقدت في الحياة كل شيء حتى الشارع صار لا يحتويها و كأنه ليس مكانا طبيعيا لها في عرف أصحاب الشارع …..و هنا صارت المعاناة لا تنتهي و حالة الأم قد تغيرت فعلا بموت الأطفال لأنهم كانوا الأمل الوحيد الذي بقي لها و كانت تسعد بهم رغم أنها فقدت زوجها و أخويها قبل ذلك فهي في هذا الموقف انقطعت عن ماضيها ثم عن مستقبلها بل حتى حاضرها صار يتنكر لها……. [ انظر حوارها مع رجال الشارع]
"….اللغة في هذا النص المتقن تتوتر وتمتد وتتقلص وتسيح مع أنفاس وأشياء المكان والأم…"حيث كانت العواطف الإنسانية في شتى تموجاتها تتخذ لها إيهابا خاصا من الكلمات الموحية و المعبرة تعبيرا دقيقا و لو عدنا إلى الموقف الدرامي لوجدنا ذلك واردا في الكلمات الدالة على السعادة التي استعانت بها الأم في حوارها كقولها:"….لا تتصوري مدى سعادتي ……إنها نعمة رزقنيها الله…..شعور رائع…." و كذلك في الكلمات الدالة على الحزن و الألم كقولها"……تعودنا التوترات…في أي كابوس أنا…..محطم مثلي……" و هنا تتضح لنا العلاقة بين الموقف الدرامي و المعجم اللغوي حيث كان بينهما توافق و انسجام…..
اعتمد الكاتب قانون الوحدات الثلاث الأرسطي في البناء العمل المسرحي:حيث توافرت في هذه المسرحية
– وحدة في الموضوع و وحدة في الزمان حيث لم يتجاوز الزمان فيها24 ساعة و وحدة في المكان حيث حدد المكان هنا بمدينة واحدة …
فوحدة الموضوع أو وحدة العمل هي اتحاد الأجزاء المختلفة التي يتسق بها الحادث، ووحدة المكان تفترض وقوع العمل كله في مكان واحد لا يتجاوزه، أما وحدة الزمان فتعني أن لا يستغرق العمل أكثر من يوم واحد- قد ينقص أو يزيد، وذلك حرصاً على المقاربة الحقيقية،
إن النقاش الذي ورد في آخر مشهد من المسرحية هو نقاش يخدم البناء الدرامي من خلال ما سيفهمه القارئ من فحوى ذلك النقاش و هو نقاش مرتبط بالحل أو بسياق النهاية الدرامية فحالة الأم توحي فعلا بالجنون ثم يعد هذا الجنون في النهاية و في عرف النفسانيين أمرا طبيعيا مادام مرتبطا بالحرب و نتائجها على الفرد و المجتمع
فالأمر يتعلق إذن بإظهار النتيجة الطبيعية للحروب و هي الأزمة النفسية و الاجتماعية التي سيعيشها كل من يعيش تحت مطرقة الحروب …………….
إن دلالة عدم اكتراث رواد المقهى بما وقع هي دلالة نفسية حيث يتعلق الأمر بتعود الناس على الخراب و الدمار و بذلك أصبح الخراب طبيعيا و أصبحت الحرب نفسها أمرا طبيعيا لا تحرك عواطفهم….
خصائص الحوار في هذا النص من حيث :
* ملاءمته للشخصية : هو التناسب ، حيث نسب الكاتب لكل شخصية اللغة التي توافقها فالشخصية المحورية و هي شخصية الأم تكلمت بدلالة السعادة و الفرح ثم بدلالة الألم و الحزن و التعاسة أما الضيفة فتكلمت بلغة امتازت بالعموم و لا قيمة لها في المجال النفسي و أما الرجال في الشارع فتكلموا باللغة التي تناسب نهاية القصة من حيث اللامبالاة و عدم الاكتراث .[ ذكر أمثلة من النص]
* القدرة على رسم الملامح: وتتمثل هذه القدرة باختيار الألفاظ النفسية المعبرة عن الأحوال النفسية للأم كحالتها من التفاؤل أولا ثم كحالتها من الحزن ثانيا كما رسمت الألفاظ التي تكلمت بها الضيفة ملامحها من عدم اكتراثها و اهتمامها بطبائع الأطفال .
* مساهمته في التطور الدرامي للمسرحية : و ذلك في الانتقال من حالة إلى حالة فكل مرحلة كانت تميزها لغة خاصة…..[ذكر أمثلة و شرحها]
أضفى الحوار في آخر المسرحية مسحة من الحزن و التألم على الوضع المزري الذي آلت إليه الأم حيث إن المجتمع أدار ظهره لهذه الأم و كأنه لم يعترف لها بحقها في الحزن على وضعها …………… و اتهمت بالجنون من أقرب الناس إليها …
المقاطع السردية و الوصفية التي تخللت المسرحية هي جزء من العمل المسرحي لأنها ساهمت في التحولات الطبيعية التي حدثت في العمل القصصي و أعطت لهذه الأحداث توسعا و العمل المسرحي لا يستغني عن السرد و الوصف فالسرد مرتبط بالأحداث و الوصف مرتبط بالشخصيات و بالتالي يكون هذا الامتزاج بين السرد و الوصف و الحوار عملا طيعيا و فنيا في العمل المسرحي
لقد حافظ الكاتب على النسق المسرحي مما جعل الأحداث منسجمة و اعتمد من أجل ذلك على بناء الشخصية المحورية بناء تطويريا متناميا و الدليل على ذلك من النص هو تلك التحولات التي شهدنها الأم خلال عرض الأحداث حيث نمت شخصيتها و تطورت من السعادة و التفاؤل عند رؤية الأطفال يلعبون و يمرحون إلى الخوف و الألم عند رؤية الصور…..ثم تطورت شخصيتها تطورا كبيرا بعد حادث الانفجار [ذكر أمثلة من النص] …………..ذكر ثلاثة مشاهد مختلفة قبل و بعد الحادث و على كل حال يبدو أن هناك تكاملا بين وظيفة عمل الأشخاص و نموهم ووظيفة بناء الأحداث و تطورها في انسجام العمل المسرحي بل يعد هذا من الناحية الفنية أحد شروط نجاح العمل الدرامي أو الحركي الذي يقوم على أساس من الصعود و الهبوط وفق قانون التأثير و التأثر العاطفي….
جاء حادث الانفجار من جراء القصف خادما لهذا البناء الدرامي ، فهو أكد حالة عدم الاستقرار التي تعيشها الأسرة العراقية حيث قد يأتي الخوف أحيانا من مأمنه ، فالحركة الدرامية ما كانت لتقوي من بناء القصة لولا هذا الحادث الذي جاء ليعطي للأم حالة تحول جديدة ساهمت في توسيع حدة المشكلة و يكون ذلك دافعا جديدا لأحداث أخرى تعد نتيجة حتمية و طبيعية ، فكأن الكاتب بنى قصته على أساس من الأسباب و النتائج لتقوى عوطف القارئ ويتحد وجدانه مع الحالات النفسية المتطورة التي عرفتها الأم في شتى أحوالها المختلفة …..