السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حديث-خير صفوف الرجال اولها و شرها اخرها ،وخير صفوف النساء اخرها وشرها اولها-
شرح الحديث:
(1) هذا الحديث يدل على أفضلية الصف الأوّل للرجال ويقابله الصف المؤخر، وهذا الحكم ثابت لهم سواء صلوا وحدهم أو معهم نساء، ويدل على أن النساء إذا صلين مع الرجال، فالصف الأفضل في حقهن آخر الصفوف ويقابله الصف المقدم على العكس من الرجال، والظاهر أن هذا خاص في صلاتهن مع الرجال، أما لو صلين وحدهن وإمامتهن امرأة فأفضل صفوفهن أولها.
(2) خير وشر أفعلا تفضيل، حذفت منهما الهمزة ويأتيان اسمين متقابلين كقوله تعالى(فمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ{7} وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ)
(3) قوله (خير صفوف الرجال أولها). وجه خيريته على غيره، أن فيه خصالاً لا توجد في غيره من الصفوف منها: كونه الأقرب إلى الإمام للتمكن من سماع قراءته، والتبكير إلى الصلاة للتمكن من تحصيله على الوجه المشروع ولاستغفاره صلى الله عليه وسلم لأهله ثلاثاً. رواه ابن ماجه، والنسائي، وابن خزيمة في (صحيحه)، والحاكم وقال: صحيح على شرطهما ولم يخرجا للعرباض كما في (الترغيب والترهيب) للحافظ المنذري، ولقوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول)) رواه أحمد بإسناد لا بأس به، والطبراني، وغيره من حديث أبي أُمامة كما في (الترغيب والترهيب) أيضاً، ولما فيه من البعد عن النساء والافتتان بهن.
(4) قوله (وشر صفوف الرجال آخرها)، أي لما فيه من البعد عن الإمام والقرب من النساء الذي هو سبب في تعلق القلب بهن وحصول الافتتان بهن.
(5) قوله (وخير صفوف النساء آخرها). قال الشوكاني في (نيل الأوطار): إنما كان خيرها لما في الوقوف فيه من البعد عن مخالطة الرجال، بخلاف الوقوف بالصف الأول من صفوفهن فإنه مظنة المخالطة لهم وتعلق القلب بهم، المتسبب عن رؤيتهم وسماع كلامهم ولهذا كان شرها.
(6) وإذا كان شر صفوف الرجال هو القريب من شر صفوف النساء لما في ذلك من مظنة الفتنة على الجانبين، مع أن الغالب في الذين يأتون إلى المساجد أنهم أكثر سلامة من الذين يتكاسلون عن إتيانها، فإن اختلاط الرجال بالنساء في المدارس والجامعات والمؤسسات وغيرها، ولاسيما مع قيام النساء بما يدعو إلى الفتنة، يتنافى تمام المنافاة مع هدي الإسلام بل هو محادة لتعاليمه البناءة وأهدافه السامية، نسأل الله السلامة والعافية، وصدق الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم إذ يقول: ((ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء)). أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما.
(7) من فقه الحديث وما يستنبط منه.
(1) مشروعية الصفوف للصلاة للرجال والنساء.
(2) الترغيب في الصف الأول للرجال.
(3) بيان فضل الصف الأول للرجال وأنه خير صفوفهم.
(4) أن آخر صفوف الرجال هو شر صفوفهم.
(5) جواز إتيان النساء المساجد وصلاتهن مع الرجال.
(6) ترغيب النساء في الصف المؤخر من صفوفهن إذا صلين مع الرجال.
(7) أن الصف الأول من صفوف النساء مع الرجال هو شر صفوفهن.
(8) مشروعية صلاة الجماعة.
(9) عدم جواز اصطفاف النساء مع الرجال.
(10) تأخر صفوف النساء عن صفوف الرجال.
(11) الإشارة إلى أن تباعد صفوف النساء عن صفوف الرجال أولى من تقاربها.
(12) تفاضل أعمال الخير وكون بعضها أفضل من بعض.
(13) اختلاف النساء عن الرجال في بعض الأحكام.
(14) الإشارة إلى أن صلاة النساء في البيوت أفضل من صلاتهن في المساجد.
(15) أن الشيء الواحد يكون محبوباً باعتبار ومكروهاً باعتبار آخر، فالصف المؤخر للرجال يحب لما فيه من الإتيان بالصلاة جماعة، ويكره لتأخر أهله وقربهم من النساء.
(16) الإشارة إلى أن النساء فتنة للرجال يخشى عليهم من الافتتان بهن.
(17) التنبيه إلى سد الذرائع التي تفضي إلى الفتنة وتوقع في المحذور.
(18) كمال نصح الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته، ومدى حرصه على تحصيلها لأسباب الفلاح وابتعادها عن الشر ووسائله.
(19) الجمع بين الترغيب والترهيب، فعند الترغيب فيما فيه الخير يحذر مما فيه الشر.
(20) أنه عند ذكر الأحكام الخاصة بالرجال والأحكام الخاصة بالنساء يقدم ذكر ما يتعلق بالرجال على ما يتعلق بالنساء.