تعريفات عامة :
* أولا : تعريف الشعر :
هو شعور يحس به المرء داخل قرارة نفسه ، ينعكس كلمات ينطق بها لسانه.
* والشعر في الأدب العربي : ( هو كلام ، عربي ، فصيح ، موزون ، مقفى ، ذو معنى ).
* أما يسمى بالشعر ( المرسل ، أو المنثور ، أو الشعبي ) ؛ الذي لا نصيب لصاحبه من السليقة الشاعرية ، ولا الملكة الفنية .. فلا يطلق عليه ( شعرا ) ؛ والأحرى بصاحبه أن يأتي بما عنده في كلام منثور ويترك النظم وشأنه بدلا من هدم الفن كله ، وحرمان الأدب من آثار القادرين عليه طالما أنه عاجز عن النظم .
* ثانيا : تقطيع بيت الشعر :
* التقطيع من أهم ثمرات علم العروض : وهو ملكة فكرية ترسخ بالمزاولة ، وكثرة المران المتتابع ، والتكرار ..
* وأحسن الطرق المتبعة لمعرفة تقطيع البيت الشعري لمعرفة البحر الذي ينتمي اليه ؛ هو كتابة البيت كتابة عروضية ..
ثم القيام بتتبع البيت في السطر الذي يليه ، ثم وضع علامة ( – ) اشارة لكل حرف متحرك أيا كانت حركته ( ضمة ، أو فتحة ، أو كسرة ) . ووضع علامة ( ه ) اشارة لكل حرف ساكن .. الى نهاية البيت ..
ولهذه الطريقة قواعد يلزم معرفتها ، حيث أن العروضيين لا يعبؤون عند تقطيع الأبيات الا بالمنطوق من الحروف أثناء قراءتها .. فيقابلونه بنظائره من التفاعيل .
لذلك يوجبون مراعاة القوانين التالية :
1 – الحرف المضعف يكتب بحرفين عند ارادة الوزن ؛ أولهما ساكن والثاني متحرك ، هكذا : ( ه – ) .
2 – التنوين في جميع صوره يكتب نونا ساكنة ( – ه ) .
3 – همزة الوصل اذا كانت في درج الكلام تسقط من الوزن ؛ كما سقطت في النطق .
4 – ال الشمسية تسقط من الوزن اذا كانت في درج الكلام مثل ( طلعت الشمس ) .
5 – ألف المد التي لا تكتب يجب اعتبارها في الوزن في مثل : هذا ، وذلك ، وهؤلاء .
6 – لما كانت العرب في كلامها لا تبتدئ بساكن ، ولا تقف على متحرك ؛ فقد وجب إشباع حركتي آخر الشطر الأول ، والشطر الثاني من البيت إن كانا متحركين لينتج عن مدهما حرف ساكن يصح الوقوف عليه ؛ كما في قول البارودي :
سواي بتحنان الأغاريد يطرب – و *** وغيري باللذات يلهو ويعجب – و
وبعد ذلك يتحرى التفاعيل المناسبة للبيت بمقتضى وضعه حسب الحركة ، والسكون ..
مثال ذلك :
وما المرء إلا بيت شعر عروضه ** مصائب لكن ضربه حفرة القبر
– – ه – ه / – – ه – ه – ه / – – ه – ه / – – ه – – ه ** – – ه – / – – ه – ه – ه / – – ه – ه / – – ه – ه – ه
وملمر / ء اللابي / تشعرن / عروضهو ** مصاء / بلا كن ضر / بهو حف / رتلقبري
فعولن / مفاعيلن / فعولن / مفاعلن ** فعول / مفاعيلن / فعولن / مفاعيلن
* وأهم طريقة لرسوخ ملكة التقطيع في ذهن الناشئ أن يتعهد الأبيات المقطعة ، ويحاول تكرار ألفاظها ، والنظر إليها ، مع تقطيعها ، ثم يكثر من التقطيع حتى يجد نفسه قادرا على المحاكاة ، وتقطيع أي بيت يعرض عليه ، وذلك بعد تكوين السليقة العروضية الناتجة عن الممارسة ، والتكرار ..
* ثالثا : العلل التي تدخل بيت الشعر :
* الزحاف : هو تغيير يدخل العروض ، والضرب ، كما يدخل الحشو .
ولا يلزم تكراره الا اذا جرى مجرى العلة : كقبض الطويل ، وخبن البسيط ..
والزحاف نوعان :
أ – مفرد : وهو ثمانية أقسام ، وهي :
1 – الخبن : وهو حذف الثاني الساكن من التفعيلة ، حيث تصبح ( فاعلن ) فعلن . و ( مستفعلن ) متفعلن .
2 – الاضمار : وهو تسكن الثاني المتحرك ، حيث تصبح ( متفاعلن ) مستفعلن .
3 – الوقص : وهو حذف الثاني المتحرك ، حيث تصبح ( متفاعلن ) مفاعلن .
4 – الطي : وهو حذف الرابع الساكن ، حيث تصبح ( مستفعلن ) مستعلن . و ( مفعولات ) مفعلات .
5 – القبض : وهو حذف الخامس الساكن ، حيث تصبح ( فعولن ) فعول . و ( مفاعيلن ) مفاعلن .
6 – العصب : تسكين الخامس المتحرك ، فتصبح ( مفاعلتن ) مفاعيلن .
7 – العقل : حذف الخامس المتحرك ، فتصبح ( مفاعلتن ) مفاعلن .
8 – الكف : حذف السابع الساكن ، فتصبح ( فاعلاتن ) فاعلات . و( مفاعيلن ) مفاعيل . و( مستفعلن ) مستفعل . و ( فاعلاتن ) فاعلات .
ب – الزحاف المركب ( المزدوج ) :
1 – الخبل ( الخبن مع الطي ) : حذف الرابع ، والثاني الساكنين ، فتصبح ( مستفعلن ) متعلن . و ( مفعولات ) متعلات .
2 – الخزل ( الاضمار مع الطي ) : اسكان الثاني المتحرك : فتصبح ( متفاعلن ) متفعلن .
3 – الشكل ( الخبن مع الكف ) : وهو حذف الثاني والسابع الساكنين ، فتصبح ( فاعلاتن ) فعلات . و ( مستفعلن ) متفعل .
4 – النقص ( العصب مع الكف ) : وهو اسكان الخامس المتحرك ، وحذف السابع الساكن . فتصبح ( مفاعلتن ) مفاعلت .
* رابعا : انتشار الشعر العربي في العالم :
* وقد سيطر طابع الشعر العربي المميز ( الوزن ، والقافية ) على الشعر في العالم ، وطغى على الطابع الإغريقي ، واللاتيني ، والجرماني .. وبرغم أن اللغات : الجرمانية – خاصة الألمانية – يصعب استخدامها في القافية ؛ فقد اتخذت الطابع العربي طابعا لها ، ونبذت الأصول الجرمانية ، والإغريقية .. حتى صارت غريبة عليها اليوم .
* وأول تأثيرات طابع الشعر العربي المميز قد وردت إلى الغرب عبر ( بيزنطة ) في صلوات اليهود في القرن السادس قبل الهجرة ، وفي القصائد الدينية للكنيسة الرومانية الشرقية …
* أما الوزن فقد ظهر في الشعر لأول مرة حوالي عام 245 هـ في الشعر الديني الذي نظمه ( أوتفريد ) ..
* وقد انتشر الشعر الأندلسي حينما خرج من ( قرطبة ) إلى أصقاع أوربة .. فأخذ الشعراء الغنائيون عن ( الأوزان ، والقوافي ) العربية … حتى أصبح شعر الغزل الأندلسي فنا عالميا ، فغزا : فرنسة ، وإيطالية ، وصقلية ، والنمسا ، وألمانية.
* ولعل أكبر دليل على ذلك ما كتبه ( خوان رويز ) من أشعار لمحبوبته ، وما كتبه شعراء بلاط الملك ( ألفونس ) ، وما زالت ترانيم ( عيد الميلاد ) تحمل الطابع العربي حتى ذلك اليوم .
* وقد أثر طابع الشعر العربي على ( إيطالية ) تأثيرا أكبر .. ونشاهد ذلك واضحا في أشعار ( فرنسيس الأسيزي ) ، و ( دانتي ) ، و ( فراجا كابا نا داتودي ) ، و ( ميكيا فيللي ) … فقد نظموا على أسس الأوزان العربية .. كما بقي ذلك الأثر العربي أوضح ما يكون في ( صقلية ) ، و( توسكانا ) ، و ( البندقية ) .
والسلام عليكم .