الأشكال العيادية Les formes cliniques .
1 ـ الأشكال السببية Les formes étiologiques .
أ ـ الشكل العيادي ما بعد الصدمات poste traumatique .
ـ الشكل العيادي ما بعد الاضطرابات العضوية مثل التسمم Intoxication ـ الشكل العيادي المرافق للحمل والنفاس :
يحدث هذا النوع نتيجة الصدمة الانفعالية التي تتسبب فيها عملية الوضع خلال مدة معينة ( بضع أسابيع ) تشاهد حالة من الخلط الهذياني تتابع مع الأعراض التالية :
ـ اضطرابات عاطفية وانفعالية عميقة.
ـ أعراض انهيارية إلى درجة الانتحار أو القتل الموجه للرضيع.
ـ هيجان وقلق مثير للملاحظة .
ـ هذيانات تتمحور مواضيعها حول الوليد.
ـ اضطراب عميق على مستوى الوعي (stupeur ،تبلد ذهني ).
والتطور لهذا النوع من الاضطراب يسير في أغلب الأحيان نحو الشفاء التام.
ب ـ الشكل ذو المنشأ النفسي .
نتيجة صدمة نفسية عميقة عند الشخص الذي لديه صعوبة في التماهي وضعف تكويني تنشئي والذين لديهم صعوبة في التوافق السلوكي مع البيئة والمجتمع المحيط ، كما يحملون إستعداد ذهاني وضعف شديد في المقاومة النفسية.
2 ـ الأشكال العرضية Formes symptomatiques .
أ ـ الشكل التأويلي الحاد forme interprétative aigue . يبني هذياناته على الغيرة وتأويل غير منطقي للأحداث ،كما تكتسي طابعا انفعاليا شديدا.
ب ـ الشكل الهلسي الحاد Forme hallucinatoire aigue . يحتويه هذيان التأثيرات الخارجية والهلاوس السمعية والكلامية.
ج ـ الشكل الخيالي الحاد Forme imaginative aigue . نشاط كبير في نسج القصص والخرافات ،يسردها بشكل متسارع وغير منتظم تحت مواضيع دينية أو جنسية أو حتى خرافية ،نجدا بحدة عند الشخصيات التي تحمل سيمات هستيرية والمتخلفين ذهنيا.
7 ـ تطور الحالة المرضية Evolution de la maladie
ــ من 30% إلى 50% من الحالة (صدمات نفسية عميقة ) والتي تظهر بشكل حاد تشفى بسرعة.
ــ تطور دوري Evolution cyclique ،
بعد فترة من الهدوء تنتكس إلى هجمة هذيانية حادة ، تتحول إلى حالة من ذهان الهوس والانهيار عند 7% من الحالات .
ــ 15% إلى 30% تتطور نحو "الفصام" عند الشباب و" هذيان هلسي مزمن " عند الشيوخ أو حالة من "البرانويا".
8 ـ التطور الإيجابي Eléments de bon pronostique .
عناصر مطلوبة حتى يكون العلاج فعال وإيجابي نحو الشفاء التام.
§ بداية حادة وشديدة وظهور مفاجئ.
§ تكون عوامل الظهور للمرض واضحة.
§ اضطراب في المزاج.
§ غياب سوابق فصامية في العائلة.
§ هذيان آني متعدد المواضيع وغني مع شفاء سريع.
9 ـ التطور السلبي Elément de mauvais pronostique .
هذه العناصر تؤثر عل تحس الحالة.
· بدء تدريجي وبطيء غير مفاجئ.
· سوابق فصامية في العائلة.
· تطور طويل وغير سريع قبل الفحص الطبي.
· صعوبات في التكيف واضطرابات سلوكية تسبق الهجمة.
10 ــ التشخيص الفارقي Diagnostique différentiel .
نضع في الحسبان خلال تشخيصنا للحالة مع حذف مايلي:
ــ الخلط الذهني La confusion mentale الذي يفقد فيه المصاب التوجه الزماني والمكاني أما بالنسبة للهجمة الهذيانية فالتوجه الزماني والمكاني يبقى سليما.
ــ الحالة الهوسية Etat maniaqueفي هذه الحالة المزاج ظاهر وغير متبدل.
ــ حالات تغيم الوعي Etats crépusculaire والتي نلاحظها في الهستيريا حيث فقدان الذاكرة ولا يدوم الاضطراب إلا ساعات أو أياما.
ــ الحالة الفصامية Etat schizophréniqueتعتبر الهذيانات في هذه الحالة مدخل إلى الفصام.
11 ــ التكفل والعلاج Traitement et prise en charge .
ــ تحاليل مخبرية للتسمم بالمخذرات والكحوليات .
ــ أشعة سكانير لملاحظة سلامة الجهاز العصبي .
ــ الكشف عن عوامل سببية أخرى.
ــ مقابلة مع العائلة لمعرفة السببية المرضية والسوابق.
ــ الأدوية مهدئات النشاط الهذياني مثل الألدول haldol .
الاسم : ف . غ
السن : 24 سنة
المهنة: بدون عمل ، الحالة العائلية : أعزب.
المستوى الدراسي : تسرب مبكر ،السبب : ضرب المعلمة.
الأب : متوفي ، الأم : متزوجة .
السوابق المرضية : غير متوفرة.
الحالة الاجتماعية : تناول الكحول والمخذرات في مرات غير منتظمة.
بداية الإصابة : كان يبدو منعزلا في معظم الأوقات منذ حوالي أسبوع ، لا يكلم أحدا من الأهل إلا ناذرا ، توفي خاله وحضر جنازته رفقة العائلة في القرية المجاورة ، عاد مساءا إلى البيت في حالة من القلق والتقى بأصدقائه حيث تعاطوا المسكرات والحشيش المخدر حسب شهادة أحدهم ، بعد ساعات أخد يصرخ ويقول "" خليوني ..ماشي يانا .. "" وكأن مجموعة من الناس يطاردونه حيث خرج من الغرفة مسرعا يريد أن يرمي بنفسه من الشرفة لولا أن تداركه الرفقاء ، وهو في حالة من التهيج والانفعال القوي ، يريد أن يهرب ، أخد إلى المصحة في تلك الليلة وأعطي له مهدئا ولكنه عندما استفاق غادر البيت بدون حذاء ويرتدي قميص فقط نحو الخلاء ، عاد إلى البيت في حالة من النشاط المتزايد، لباس ممزق وهيئة غير منتظمة ،عيناه محمرتان بادي على وجهه نوع من الأرق والتعب الشديد،رعشة في اليدين وبشرة شاحبة وشفاه بيضاء وكأنه لم يشرب ماءا منذ مدة ،عندما لاقيته أمام البيت حاولت أن أقترب منه لأسأله عن صحته فأجابني "" ..أنا راني عارف شكون اللي دخل الماريكان .."" ..نعرفهم كلشي ونقرى مليح ونقرى حتى واشت في كروشهم .. "" ثم ينتقل بعدها من موضوع إلى موضوع ولم يعطيني فرصة لأطمئن عليه ، وعندما قلت له لا بد أن تذهب إلى الطبيب أجابني بانفعال شديد "" .. أنا طبيب روحي وراني عارف بللي ربي دوك يزفتلي الدوا ..لخاترش ربي يبغيني .."" ثم يتلفت يمينا وشمالا باستمرار وينظر إلى ساعته ويقول حان وقت الأذان باش نمشي نصلي، تهجم بعدها على أحد المارة يريد أن يلحق به الأذى ، في المساء ليلا أرغم على دخول البيت بحضور والدته التي كانت تبدو جد قلقة على إبنها وأحكم عليه الباب ، في الصباح أصطحب مع أحد أقاربه الذي يعمل بمصلحة الأمراض العقلية حيث مكث لمدة أسبوعين بالمستشفى وخرج بعدها في حالة لابأس بها تحت الدواء الخاص.
من خلال هذه الحالة يمكن استخراج الأعراض التالي :
2. حالة من القلق والتوتر والتعب وحالة من عدم التمكن من النوم وتنشئة اجتماعية غير مريحة مع ضغوط نفسية قوية تسبق الظهور( الوفاة، الطلاق ، البطالة ).
3. اضطرابات في المزاج ومواضيع هذيانية متعددة وأفكار العظمة والدينية مع تسارع في الأفكار تتعدد من موضوع إلى آخر قصيرة المدة الزمنية ومتقلبة من حالة استثارة شديدة إلى حالة من الانهيار والتعب.
4. هذيانات مسجلة عن طريق هلاوس سمعية وحسية تجعل الشاب "ف" يهرب من شيء غير حقيقي.
5. يعيش المصاب هذه الهذيانات بقوة وهو مندمج مع مواضيعها تماما.
6. تقلبات واضطرابات في السلوك العام والمظهر بما يوحي لنا إلى حالة من تفكك على مستوى الوعي والإدراك.
7. عدم القدرة على إقامة علاقات اجتماعية والاتصال بالعالم الخارجي مما نشاهده من خلال الهروب والعدوانية وعدم تقبل الضوابط والاملاءات.
8. الأرق الليلي وعدم التمكن من النوم.
9. سلامة التوجه المكاني والزماني ويتمثل في تمكن " ف " من العودة إلى المنزل وإدراك الزمان (المغرب).
10. نقص في الماء على مستوى الجلد (الوجه الشاحب والشفاه) مما يوحي لنا بافراط زائد في النشاط الحركي .
11. فقدان الشهية والابتعاد عن الطعام .
من خلال هذه الأعراض يمكن القول من احتمال الإصابة بالهجمة الهذيانية الحادة.
ومع تناول الحشيش والمخذرات وبعض الكحول فإنها من الأشكال السببية بعد الاضطرابات العضوية من النوع الهلسي الحاد.
يلاحظ كذلك حسب الأعراض بأن التطور يكون مرتقب بالإيجابية bon pronostique
ـ حسن مصطفى عبد المعطي ،علم النفس الاكلينيكي ، دار قياد للطباعة والنشر ، القاهرة، 1998.
ـ عبد الفتاح محمد دويدار ،في الطب النفسي وعلم النفس المرضي الاكلينيكي، دار النهضة العربية للطباعة والنشر ، 1994.
مراجع باللغة الأجنبية: