كل فتاة تحب ان يقال أنها حلوة و ساحرة و فاتنة و ملكة جمال و السؤال هو: ما الجمال؟!! هل الجمال هو البودرة و الاحمر و الكريم و الروج و الكحل؟ هل لون الشعر… و طول الشعر و شكل التسريحة… و مقاس الصدر… و محيط الوسط… و خرطة الرجلين… و استدارة الردفين؟ هل الجمال فستان و باروكة و بوستيش و شنطة و جزمة و نظارة؟ المرأة يخيل لها ذلك… كل تفكير المرأة في شكلها… في مقاساتها الخارجية … في اللون و ال***ة التي ترسمها حول العينين و الحاجة و الشفة.
يخيل لها أن الجمال يمكن رسمه على الوجه و يمكن تفصيله بالتحزيق و التقميط و المكواه و المشط. و تنسى أن كل هاذا طلاء و دهان… و انه سوف يذوب ساعة ان تضع رأسها تحت الحنفية و سوف تتحول الى وجه باياتشو بعد أول موجة من العرق… و أنها بعد مشوار في الحر سوف تتحول الى امرأة اخرى. لأن كل ما صنعته كان ديكور من الخارج… كل ما فعلته كان سلسلة متقنة من الأكاذيب… و عملية رائعة من التفليق اشترك فيها العطار و الصيدلي و الخردواتي.
و هو تفليق يمكن ان يكتب له الدوام… حتى الجسم و مقاساته كذبة كبيرة أخرى سرعان ما تفتضح من أول حمل فيتحول الغزال الى حصان بلدية، و خصر الى خصر سيدة قشطة. و الوجه الجميل و التقاطيع الدقيقة الحلوة هي نوع من الجمال يفقد ثأتريره مه التعود و المعاشرة. و هاذا حكم الحمال الخارجي مصيره وجر رجل… منحة سخيفة من الطبيعة للمرأة لتصطاد بها رجلا… نوع من خداع البصر …
فادا تم المراد و وقع الصيد السمين في الفخ و عفد العفد ووقع المأون و انتقلت العروسة المزخرفة الى العش الموعود و مضى شهر و شهران… بدأ الديكور يفع و بدأ الطلاء يسقط و الدهان يتشقق و بدأت تظهر النفس التي وراؤ الزواق و الطلاء… ساعتها يبدو الجمال الحقيقي ادا كان هناك جمال حقيقي … و الجمال الحقيقي هو جمال الشخصية ، و حلاوة السجايا… و طهارة الروح.النفس الفياضة بالرحمة و المودة و الحنان و الامومة .. هي النفس الجميلة. النفس العفيفة و العفة درجات… عفة اللسان و عفة اليد و عفة القلب و عفة الخيال… و كلها درجات جمال. و الخلق الطيب الحميد. و الطبع الصبور الحليم المتسامح. و الفطرة الصريحة البسيطة. و الروح الشفيفة الحساسة. كل هذه ملامح الجمال الحقيقي.
أي قيمة لوجه جميل و طبع قاس خوان مراوغ خبيث، و اي قيمة لماقاسات الوسط و الصدر… و القلب مشحون بالطمع و الدناءة. و اي قيمة للشفاه المرجان و اللسان يقطر بالسم و القطران، و اي قيمة للساق الجميلة خرط المخرطة التي تمد لك بشلوت و الذراع الفاتنة التي تمد لك بقبقاب. و اي قيمة لباروكة لا يوجد تحتها عقل، و اي قيمة لنهد نافر خصصته صاحبته لارصاع العشاق لا ارضاع الاطفال و أرداف تزيين للنزوا و فم فاتن لا بنطق الا الكذب.
اد أردت ان تحكم على جمال امرأة لا تنظر اليها بعينيك و انما انظر اليها بعقلك لترى ماذا يختفي وراء الديكور. و حذار ان تنظر اليها بعاطفتك او غريزتك و الا فانك سوف تفقد عقلك من اول نظرة تم يخيل اليك انك أمام فينوس الخارجة من زبد البحر. و في ضباب الحواس و صخب الاثارة تستحيل الرؤية و تتحول حدائق الحيوان الى جنات مغرمين و ملامح القردة الى تقاطيع الملائكة. المرأة كتاب عليك أن تقرأه بعقلك اولا و تتصفحه دون النظر الى غلافه… قبل ان تحكم على مصمونه. ذوق الناقد و ليس ذوق العاشق هو الذي سوف يذلك.
و لذلك تحرص المرأة بذكائها على أن تحولك الى عاشق اولا حتى تفقد عقلك فلا ترة الحقيقة. و أغلب الرجال لا يرون الحقيقة الا بعد فوات الأوان. و الذين يرون الحقيقة يتحولون يتحولون الى فلاسفة فيعشقون الحقيقة لذاتها و ينسون المرأة… و يؤلفون الكتب في دراسة الجمال و فلسفة الجمال و ينسون حكاية المراة الجميلة. و حتى هاذا الفسلسوف لا تعدم المرأة وسيلة لضحك عليه فتقابله كل يوم و تحت ابطها كتاب. لقد وضعت الروج المناسب للرجل المناسب.
من كتاب “الشيطان يحكم” للكاتب و فيلسوف العصر محمود مصطفى. الصور من تنسيقي
11 مشاهدة بدون اي رد اين انتم يا اهل المعرفة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟