التصنيفات
علم النفس وعلوم التربية

خصائص تلاميذ الابتدائي و كيف نراعيها

خصائص تلاميذ الابتدائي و كيف نراعيها


الونشريس


خصائص تلاميذ المرحلة الابتدائية و كيفية مراعاتها

الونشريس


إن الطفل هو محور العملية التعليمية، وعلى التربية أن تنطلق في استراتيجياتها من واقعه، وأن تستجيب لخصائص نموه واحتياجاته في كل مرحلة من مراحل هذا النمو. وللطفولة في الإسلام منزلتها الحبيبة، وأهميتها الدقيقة ولقد عنى الإسلام بهذه المرحلة من عمر الإنسان، فحباها بالكثير من الرحمة والعطف، إلى جانب الصقل والتربية.
ولقد عمد علماء النفس إلى تقسيم مراحل الطفولة إلى خمس مراحل، ويعد هذا التقسيم على أساس النمو الجسمي للطفل، وما يواكب هذا النمو من خصائص نفسية ونمو عقلي ولغوي وهذه المراحل هي :

1- مرحلة الطفولة الأولى: وتبدأ من الولادة حتى سن ثلاث سنوات.

2- مرحلة الطفولة المبكرة ( الطفولة الثانية ):من ثلاث إلى ست سنوات.

3- مرحلة الطفولة المتوسطة ( الطفولة الثالثة ): من ست إلى تسع سنوات.

4- مرحلة الطفولة المتأخرة: وتمتد من سن التاسعة إلى الثانية عشرة.

5- مرحلة المراهقة: التي تبدأ من سن الثالثة عشرة.

وعلى ضوء هذا التقسيم يقع تلاميذ المرحلة الابتدائية في الفئة العمرية من ( 6- 12) عاما؛ أي أن المرحلة الابتدائية تمتد لتشمل مرحلتي الطفولة المتوسطة والمتأخرة ، ومن هذا المنطلق كان لزاما التعرف على خصائص هاتين المرحلتين للتعرف على ملامح شخصية تلميذ المرحلة الابتدائية وسماتها .

ويمكن عرض خصائص النمو ومتطلباته من خلال مرحلتي الطفولة المتوسطة والمتأخرة ( تلاميذ المرحلة الابتدائية )، إلا أن لكل مظهر من مظاهر النمو المختلفة تطبيقات تربوية خاصة به يجب أن يدركها المعلم أو من يقوم بعملية التدريس لهؤلاء التلاميذ في تلك المرحلة.

1- النمو الحركي:
حيث تنمو العضلات الصغيرة والكبيرة في المرحلة العمرية من (6-9) سنوات، ويحب الطفل العمل اليدوي كما يشاهد النشاط الزائد وتعلم المهارات الجسمية والحركية اللازمة للألعاب والأنشطة المختلفة ويطرد النمو الحركي حيث تعتبر المرحلة العمرية من ( 9-12) سنة هي مرحلة النشاط الحركي الواضح حيث تشاهد فيها زيادة واضحة في القوة والطاقة .

ويستمتع الأطفال في المرحلة العمرية من (6-9) سنوات بأوجه النشاط العضلي كالجرى والقفز التسلق على الأشياء ، كما أنهم يميلون بشكل عام إلى الحركة في مختلف أوضاعهم ، أما تلاميذ الصفوف الثلاثة التالية من ( 9-12) سنة تنمو لديهم المهارات الحركية ويتميز أداؤهم بالتناسق بين حركة العين .

التطبيقات التربوية للنمو الحركي:

1- إتاحة فرصة للأطفال للتعبير عن نشاطهم العضلي من خلال ممارسة الألعاب مع توفير المكان والوقت المناسبين للأطفال.

2- الاهتمام بأن تكون الوسائل التعليمية في المدارس الابتدائية مجسمة بقدر الإمكان؛ كي يستطيع الطفل لمسها ورؤيتها .

3- أن تكون الكتب الدراسية مكتوبة بخط واضح وكبير.

4- الاهتمام بتغذية الطفل.

5- توسيع نطاق الإدراك عن طريق الرحلات إلى المتاحف والمعارض.

6- اتخاذ النشاط وبخاصة الحركي مدخلا إلى تعليم الطفل ، وإثراء أنواع النمو المختلفة ، ويأتي على رأس النشاط الحركي اللعب باعتباره أداة مشوقة لبذل الجهد والاستمرار في ممارسة الخبرة.

7- إن لغة الأطفال هي الحركة، ومن ثم يجب إعداد الأنشطة المتنوعة التي تتيح لهم الحركة والجري والانطلاق مع أدوات اللعب الإيهامي ، كما أن خيال الطفل يتدخل في تصوره للأشياء والأحداث وحواس الطفل هي المصدر الرئيسي للإدراك ولتنمية محصوله اللغوي .

2- النمو الحسي:
يشاهد في المرحلة من (6-9) سنوات تطور في النمو الحسي ، وخاصة في الإدراك الحسي ويتضح ذلك تماما في عملية القراءة والكتابة ، ومع بداية المدرسة الابتدائية تظهر قدرة الطفل على التمييز بين الحروف الهجائية المختلفة الكبيرة والمطبوعة ، ويستطيع تقليدها ، ويستمر السمع في طريقه إلى النضج ، ويتطور الإدراك الحسي وخاصة إدراك الزمن ، إذ يتحسن في هذه المرحلة من (9-12) سنة إدراك المدلولات الزمنية والتتابع الزمني للأحداث التاريخية.

وتمتاز شخصية تلاميذ الحلقة الأولى من (6-9) سنوات بأن مازال إدراكهم لمفاهيم الزمن والمكان والمسافة محدودا، وتكاد تكون أهدافهم مباشرة ، كما يستخدمون خبراتهم البديلة، والفجة أحيانا ، في حل بعض مشكلاتهم وفى إدراك العلاقات السببية ، في حين تتسع قدرة التلاميذ في المرحلة من (9-12) سنة على فهم العلاقة السببية ويتسع إدراكهم لمفاهيم الزمان والمكان والمسافة.

التطبيقات التربوية للنمو الحسي:
تتفق التطبيقات التربوية للنمو الحسي مع النمو الحركي ، حيث يفضل إتاحة الفرص للأطفال في هذه المرحلة للتعبير عن نشاطهم من خلال الألعاب مع توفير المكان والزمان المناسبين مع ضرورة تركيز النشاط اللغوي حول المحسوسات من الأشياء وحول لعب الدور والأداء التمثيلي وأن يدور حول اهتمامات الطفل وقدراته.

3- النمو العقلي :
يؤثر الالتحاق بالمدرسة في نمو الطفل وذلك في المرحلة العمرية من (6-9) سنوات ، والمدرسة هي المؤسسة التربوية التي وكلها المجتمع لتقوم بعملية التربية والتعليم والسلوك القويم القائم على القيم والمعايير الاجتماعية التي تحددها ثقافة المجتمع ، ويستمر النمو العقلي بصفة عامة في نموه السريع بالمرحلة من (6-9) سنوات ، ومن ناحية التحصيل يتعلم الطفل المهارات الأساسية في القراءة والكتابة والحساب ، ويلاحظ هنا أهمية التعلم بالنشاط والممارسة .

وينمو التفكير الناقد في نهاية هذه المرحلة حيث يلاحظ أن الطفل ناقد للآخرين حساس لنقدهم، وينمو التخيل من الإسهام إلى الواقعية والابتكار والتركيب، وينمو اهتمام الطفل بالواقع والحقيقة، وينمو حب الاستطلاع لديه.

ومن ناحية أخرى فإن النمو العقلي يظهر في هذه المرحلة من (9-12) سنة بصفة خاصة في التحصيل الدراسي، ويدعم ذلك الاهتمام بالمدرسة والتحصيل والمستقبل العلمي للطفل ، وتنمو مهارات القراءة، وتتضح تدريجيا القدرة على الابتكار مع القدرة على التخيل والإبداع.

وينزع أطفال السنة السابعة بشكل عام إلى النقد والتشكك والسؤال باستمرار عن معنى ما يلقى عليهم من مفردات أو ما يقدم إليهم من معلومات ، ويزداد حب الاستطلاع عند الأطفال في المرحلة العمرية من ( 9-12) سنة والرغبة في التعلم ، ويحبون جمع البيانات والحصول على معلومات من مجالات مختلفة ، ومن مصادر متنوعة.

التطبيقات التربوية للنمو العقلي :
1- أن تكون موضوعات المنهج ملائمة لدرجة النضج العقلي التي وصل إليها الطفل.

2- أن يعتمد التدريس في السنوات الأولى على حواس الطفل ، وذلك عن طريق تشجيع الملاحظة والنشاط.

3- ربط التدريس بمظاهر الحياة أو الأشياء الموجودة في البيئة .

4- استغلال الهوايات والمهارات الموجودة عند الطفل لتساعده على تنمية الخيال مع العلم أن التخيل في مرحلة الطفولة المبكرة يبدأ من الواقع وهو خيال جامح ، أما التخيل في مرحلة الطفولة المتوسطة والمتأخرة تخيل مرتبط بالواقع ومقيد بقوانين الطبيعة. وهناك صلة وثيقة بين هذا التخيل وبين الإبداع أو الابتكار لأن التفكير الإبداعي يعتمد على التخيل إلى حد كبير لأن الأساس فيه الإتيان بأفكار جديدة غير مسبوقة ، وعليه فإن بوادر التفكير الإبداعي تظهر في هذه المرحلة عند الطفل ممثلة في التفكير التخيلي .

5- تدريب الطفل على التفكير واكتشاف العلاقات بين الأشياء.

6- مواصلة استخدام الألعاب اللغوية ، وتوظيف أوجه النشاط المختلفة ، والتركيز على التدريبات الاتصالية التي تنمي القدرة على الإبداع اللغوي والتخفيف من التدريبات النمطية .

7- توضيح أهداف تعليم اللغة العربية للتلاميذ، وإشعارهم بقيمة ما يتعلمونه، وذلك تماشيا مع رغبتهم في هذه المرحلة في السؤال عن أهداف ما يقدم إليهم من خبرات.

ومن الخصائص النفسية التي يتميز بها التلاميذ في المرحلة الأولى و التي ينبغي أن يفطن إليها المدرس دائما ، أنهم عمليون يعنون بالأمور الحسية ولا يهتمون بالأمور المعنوية ، ولذلك نراهم يتعلقون بالأشياء التي تمس حياتهم في المنزل والمدرسة والشارع وغير ذلك من المحسوسات أكثر من تعلقهم بالوجدانيات والمعنويات ، كما أنهم يميلون إلى التحدث عما يقومون به من ألوان النشاط والأعمال وما يزاولونه من الخبرات والتجارب، وهنا يجب على المعلم أن يستغل ميولهم ونشاطهم الغريزي وخصائصهم النفسية في تعليمهم اللغة العربية وفنونها في تلك المرحلة.

ويميز بياجيه بين أربع مراحل رئيسية في نمو التفكير عند الأطفال ، وهذه المراحل هي :

1- مرحلة اكتساب الانطباعات الإدراكية: وهى تمتد من سن الميلاد حتى سنتين ، حيث يتعلم فيها الطفل أن يتعرف على الملامح الرئيسية للعالم من حوله وبعض صفاته الأساسية ، ويتعلم معاني المدركات الحسية .

2- مرحلة التفكير الفطري: وهي تمتد من سن سنتين إلى سبع سنوات، وهي مرحلة يواجه فيها الطفل مشكلات أكثر في تفسير بيئته، أي في فهم العلاقات بين الأمور الحسية التي كان قد تعرفها ويعرف كذلك صفة واحدة فقط للشيء في وقت ما.

3- مرحلة التفكير الحسي الإجرائي: وهي تمتد من سن سبع سنوات إلى إحدى عشرة سنة، وفيها يكتسب التلميذ المفاهيم الموجودة في العلاقات المعقدة ويتمكن من التفكير المعكوس ، حيث يمكن أن يعود بالشيء إلى نقطة بدايته ، ويعلل بوضوح تحولات المظهر وينظم الموضوعات في مجموعات مختلفة الحجم على أساس الصفات المختلفة .

4- مرحلة التفكير الشكلي المنطقي: وتمتد من سن الحادية عشرة إلى ما فوقها ، حيث يستطيع التلميذ أن يتصور العلاقات الممكنة بين الأشياء ويتناولها ، ويبدأ في مزاولة التفكير الذي يتطلب المقدمات المنطقية الصرفة التي يمكن أن تؤخذ من الخبرات الأخرى السابقة .

وإذا نظرنا إلى تفكير الطفل في مرحلة الطفولة المتوسطة من (6-9) سنوات نجد أنه يتطور من التفكير الحدسي إلى التفكير المجرد، كما أن خياله يتجه من خيال التوهم إلى الاهتمام بالواقع والحقيقة ويميل إلى الابتكار والتركيب ، وتبرز قدرته على الحفظ، وكلما زاد تشجيع الوالدين للطفل وتوفير المثيرات التربوية المناسبة لنموه العقلي زاد حب الاستطلاع لديه وهذه المرحلة كما نعلم هي بداية دخوله المدرسة الابتدائية لا ينساها ولا تغيب عنه طوال حياته .

أما عن مرحلة الطفولة المتأخرة التي تقع ما بين (9-12) سنة من عمر الطفل من ناحية التفكير يصبح الطفل قادرا على ربط الظواهر بأسباب واقعية مقبولة، لأن هناك انتقالا واضحا من الذكاء الحدسي إلى الذكاء المحسوس القائم على العلاقات المتبادلة أو العكسية، بالإضافة إلى التفسيرات الموضوعية والمنطقية.

وفي ضوء ذلك فإن تعليم التلاميذ مهارات التفكير يتطلب التأكيد على أن محتوى المواد الدراسية ينبغي ألا يصبح مركز اهتمام المعلمين بل هو مجرد أداة لنقل ما تحمله من مهارات التفكير، بالإضافة إلى تدريب التلاميذ على التفكير الناقد وحل المشكلات والاكتشاف والاستنتاج باستخدام أسلوب التعلم التعاوني الجمعي والتنافس ، والإدراك البصري بمساعدة الرسوم لتعزيز عمليات التفكير، حيث يوضح التلميذ أفكاره لكل فرد في مجموعته ويتشارك الجميع ، ويتفاعلون في الحصول على التعميمات أثناء تنظيم أفكارهم من خلال المواد الدراسية وتطبيقها في مواقف جديدة.

ويمتاز تلاميذ المرحلة الابتدائية بارتفاع مستوى الابتكارية والخيال، مما يجعلهم يميلون إلى إظهار هذه القدرات من خلال فرص اللعب وحكاية القصص ، فالأنشطة الابتكارية التي يمارسها تلاميذ المرحلة الابتدائية يمكن من خلالها أن يزداد فهم المعلم لتلاميذه ، حيث يكشف كل تلميذ عن نفسه أمام زملائه بما يساعده على تكوين مفهوم واقعي عن ذاته ، ومن هنا يتضح أن التفكير الابتكارى هو واحد من أهم القدرات التي ينبغي العناية بها وتنميتها لدى التلاميذ في شتى المراحل وأثناء تعلمهم للمواد الدراسية المختلفة وبالأخص اللغة التي هي أداة الاتصال بين الأفراد .

وتعد المدرسة المكان المناسب الذي يوفر مناخا خصبا لنمو القدرات الابتكارية وقدرات التفكير الإبداعي لدى التلاميذ من خلال ممارسة الأنشطة التي تسهم في تنميتها ، ومن خلال المعرفة والخبرات والمهارات التي يتعرض لها التلاميذ في المدرسة بصورة منظمة مما يكون لها الأثر الإيجابي أو السلبي على نمو قدرات التفكير الإبداعي لدى التلاميذ أثناء تعلمهم لمهارات اللغة المختلفة.

4-النمو اللغوي:
يعتبر النمو اللغوي في المرحلة من (6-9) سنوات بالغ الأهمية ، حيث تعتبر هذه المرحلة هي الأساس في اكتساب اللغة ، وتعتبر هذه المرحلة مرحلة الجمل المركبة الطويلة ، ولا يقتصر الأمر على التعبير الشفوي بل يمتد إلى التعبير التحريري ، أما عن القراءة فإن استعداد الطفل لها يكون موجودا قبل الالتحاق بالمدرسة ويظهر ذلك منة خلال الاهتمام بالصور والرسوم والمجلات والصحف.

وتتطور القدرة على القراءة بعد ذلك إلى التعرف على الجمل وربط مدلولاتها بأشكالها ، كما أن عدد الكلمات التي يقرأها الطفل في الدقيقة تزداد مع النمو ، ويستطيع الطفل في هذه المرحلة تمييز المترادفات ومعرفة الأضداد ، ويتضح تقدم النمو اللغوي في هذه المرحلة من (9-12) سنة في كلام الطفل وقراءته وكتابته ، حيث تزداد المفردات ويزداد فهمها، ويزداد إتقان الخبرات والمهارات اللغوية ، ويلاحظ طلاقة التعبير والجدل المنطقي.

وفي المرحلة الابتدائية تنمو المفردات اللغوية من صف دراسي إلى صف دراسي أعلى ، كما أن تلاميذ تلك المرحلة يستخدمون الأسماء بنسبة تصل إلى ثلاثة أضعاف استخدامهم للأفعال ؛ وذلك لأن طبيعة الفعل أكثر من طبيعة الاسم تعقيدا كما يقل تكرار المفردات في الأحاديث المنطوقة تدريجيا تبعا لتقدم التلميذ في العمر ، ويكثر استخدام الجمل في الصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية بصورة أوضح منه في الصفوف الثلاثة الأخيرة ، كما تحظى المفردات اللغوية غير الفصحى بنسبة مرتفعة في أحاديث التلاميذ وخاصة في الصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية إذا ما قيست بالمفردات اللغوية غير الفصحى لدى تلاميذ الصفوف الثلاثة الأخيرة ، بالإضافة إلى ذلك يجب أن نأخذ في الاعتبار بأن البيئة المحيطة للتلميذ تؤثر تأثيرا كبيرا على المفردات اللغوية المختلفة المنطوقة في جميع الصفوف الدراسية بالمرحلة الابتدائية .

وتلعب المدرسة دورا مؤثرا في النمو اللغوي لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية حيث تمدهم بذخيرة من الخبرات المختلفة، كما يعرض الطفل لأنماط لغوية شبيهة بما تستخدم في البيئة ؛ ويرجع هذا إلى تقليد الكبار من حوله .

ومن أهم الأمور التي ينبغي على المدرسة أن توفرها لتلاميذها كي تنمو ثروتهم اللغوية :

– الخبرات المباشرة الغنية والوفيرة.
– القراءة الواسعة المتنوعة.
– دراسة الكلمة وذلك من خلال ( استخدام المعاجم، والسياق في معرفة معاني الكلمات، واستخدام الكلمة في الأنشطة المختلفة داخل المدرسة ).

ومن ناحية أخرى فإن من جوانب النمو اللغوي في هذه المرحلة هو حدوث تطور مهم في نمو فنون اللغة الأربعة (الاستماع والكلام والقراءة والكتابة ) ، حيث تزداد قدرة التلاميذ على الاستماع لفترة طويلة ، وتنمو قدرتهم على التعبير عن أنفسهم بطلاقة وحيوية ، كما يتعلمون في أثناء تلك المرحلة معظم المهارات التي تحتاجها عملية القراءة ، بالإضافة إلى أن حجم المفردات المستخدمة لدى التلميذ تنمو بسرعة حيث إن تلاميذ تلك المرحلة تنمو لغتهم نموا مطردا في كمية المفردات ونوعيتها ، واتساع معانيها.

خصائص لغة الطفل في المراحل الأولى من العمر :

1- يغلب على لغة الطفل أن تتعلق بالمحسوسات لا بالمجردات .
2- يغلب على لغة الطفل أن تتركز حول النفس.
3- يغلب على لغة الطفل البساطة وعدم الدقة والتحديد.
4- للطفل مفاهيمه وتراكيبه الخاصة في الكلام .

وتوجد العديد من العوامل التي تؤثر على النمو اللغوي للطفل في مرحلة التعليم الابتدائي ولعل أهمها ( الجنس، والذكاء ، و ظروف البيئة ، ونمط الضبط ، وترتيب الطفل في العائلة ، وحجم العائلة ، والمستوى الاقتصادي والاجتماعي ، بالإضافة إلى وسائل الإعلام وتشجيع الآباء) .

إن النمو اللغوي لدى الطفل مظهر من مظاهر النمو العقلي، كما أن اللغة أداة مهمة من أدوات التفكير، لذا تعتبر مرحلة الطفولة المبكرة هي المرحلة المناسبة لشروع الطفل في تعلم اللغة، ويسبق هذا التعلم محاولة الطفل فهم معنى الكلام الذي يسمعه ؛ لأن عملية الفهم تسبق عملية التعبير اللغوي ، وتؤثر في نمو الطفل العقلي واللغوي ظروف ذاتية متصلة بالطفل نفسه ، كما تؤثر في هذا النمو بيئته المحيطة به تأثيرا مباشرا ، فالبنات عادة أسرع من الأولاد في النمو اللغوي وأفضل نطقا ، وأوسع حصيلة في المفردات .

ويعد النمو اللغوي جزءا من النمو العقلي تؤثر فيه الظروف الاجتماعية المحيطة فمثلا إذا كان الطفل وحيدا أو الأول في أسرته ، فهو يخالط والديه مخالطة مستمرة ويتعلم منهما ، كان أسرع في اكتساب اللغة وأقدر على تمثلها ، كذلك يؤثر المستوى الاقتصادي للأسرة في تعلم اللغة ؛ لأن الطفل في الأسرة الحسنة المستوى أكمل صحة وأسلم أجهزة وأعضاء ، فهو أسرع نطقا وأدق لفظا وأوسع تجربة ، كما أن محيط الطفل الوجداني والانفعالي يساعد أيضا على النمو اللغوي السوي ؛ فالطفل المحاط بالحنان الأبوي والأسري أقدر على اكتساب اللغة من الطفل الناشئ في ظل الكبت والإحباط . وأخيرا فإن لغة الكلام والتخاطب عند الطفل لغة مكتسبة ، حيث يكتسبها الطفل من بيئته ويتقنها.

وعلى ضوء ذلك فإن النمو السليم للطفل لغويا وعلميا ، واجتماعيا ونفسيا ، وصحيا يستدعى استعمال الأشياء والخامات التي تتفق مع حاجات الطفل الطبيعية ، واستخدام القصص والمسرحيات والأناشيد وغيرها من الأشياء المحببة إلى نفسه في تعليمه اللغة ، واتخاذ النشاط وبخاصة الحركي مدخلا إلى تعليم الطفل ، وإثراء أنواع النمو المختلفة ويأتي على رأس النشاط الحركي اللعب باعتباره أداة مشوقة تؤدي إلى بذل الجهد والاستمرار في ممارسة الخبرة.

التطبيقات التربوية للنمو اللغوي:

1- تدريب التلاميذ على إجادة القراءة الصامتة وعلى سرعة الفهم من خلالها.

2- تشجيع التلاميذ من خلال توفير مجموعة من القصص والكتب العلمية والاجتماعية الشيقة لتدفعه إلى القراءة والتحصيل الذاتي.

3- تنوع النشاط اللغوي سواء في الفصل أو في الكتب المقررة ، فلا يقتصر على الأداء الفردي بل يمتد إلى النشاط اللغوي الجماعي .

4- توثيق صلة التلميذ في هذه المرحلة بالمكتبة ، مع توسيع الاستخدامات اللغوية عند الطفل ، وتدريبه على استعمال بدائل لغوية أخرى تضاف إلى رصيده .

5- توظيف المفردات الشائعة في بيئاتهم والتدرج في عرض الجديد من الألفاظ، مما هو بعيد إلى حدما عن خبرتهم المباشرة.

6- تربية ملكة التعبير الشفوي لدى التلاميذ؛ لأنها الخطوة الطبيعية التي تمهد للتعبير الكتابي ، وعلى المعلم في أثناء تحدث الأطفال أن يسلك طريقا وسطا فلا يتركهم يتحدثون بالعامية بلا قيد ولا شرط ولا يحملهم على الفصحى وهم لا يسمعونها في المنزل وغيره من الأماكن العامة .

7- الإصلاح من لغة التلاميذ تدريجيا، لأن الطفل ينمو لغويا كما ينمو جسميا وعقليا.

8- يغلب على تلاميذ تلك المرحلة الخجل والتهيب، لذا يجب على المعلم النابه تشجيعهم وأخذهم باللين والصبر، كما يميل الأطفال إلى المحاكاة والتقليد ولهذا يجب أن يحرص المعلمون على أن تكون لغة الفصل لغة سهلة سليمة جديرة بأن يحاكيها التلاميذ.

9- الطفل ميال بطبعه إلى الحديث عن عمله ، وإلى إلقاء الأخبار ، ولهذا كان التعبير الحر خير ما يلائم الأطفال في تلك المرحلة للتدريب على فنون اللغة كلها .

10- الاهتمام بمهارات الكلام والاستماع حيث إنهما يسبقان مهارات القراءة والكتابة.

5- النمو الانفعالي :
تتهذب الانفعالات في المرحلة العمرية من (6-9) سنوات نسبيا عن ذي قبل ، تمهيدا لمرحلة الهدوء الانفعالي التالية ، وفي هذه المرحلة نجد أن الطفل لا يصل إلى النضج الانفعالي ، فهو قابل للاستثارة الانفعالية ويكون لديه بواق من الغيرة والعناد والتحدي، وفي المرحلة من (9-12) سنة تمثل مرحلة هضم وتمثل الخبرات الانفعالية السابقة ، حيث يحاول الطفل أن يتخلص من الطفولة والشعور بأنه قد كبر ، وتعتبر هذه المرحلة مرحلة الاستقرار والثبات الانفعالي ، ويتضح الميل للمرح وتنمو الاتجاهات الوجدانية ، كما تؤثر الضغوط الاجتماعية تأثيرا واضحا في النمو الانفعالي.

وفي المدرسة الابتدائية يجب أن يحس التلاميذ بأنهم محبوبون من مدرسيهم وأن يكونوا مطمئنين إلى الجو المدرسي الذي يعيشون فيه ، حتى يطمئنوا إلى البيئة الطبيعية كما اطمأنوا للبيئة الاجتماعية وهذا يؤثر بدوره على نموهم الانفعالي ، ومن هنا يجب على المناهج أن تتصل بحاجات التلاميذ النفسية والانفعالية فتحقق للناشئ حريته في البحث والقراءة والاطلاع والتنقل من الفصل إلى الحديقة إلى المكتبة إلى غير ذلك من مصادر المادة المختلفة .

التطبيقات التربوية للنمو الانفعالي :

1- إشباع الحاجات النفسية للطفل كالحاجة إلى الحب والتقدير والانتماء.
2- تدريب التلاميذ على ضبط انفعالاتهم والتحكم فيها.
3- عدم استثارة التلاميذ من قبيل التسلية وعدم التفرقة بينهم في المعاملة.
4- عدم الاستجابة للطفل والسماح له بالحصول على ما يريد عن طريق الصراخ.

6- النمو الاجتماعي :
تستمر عملية التنشئة الاجتماعية في المرحلة العمرية من (6-9) سنوات ؛ وتدخل المدرسة كمؤسسة رسمية لتقوم بدورها في هذه العملية ، وفي سن السادسة تكون طاقات الطفل على العمل الجماعي مازالت محدودة وغير واضحة ، وبدخول الطفل المدرسة تتسع دائرة اتصاله الاجتماعي ، ويبدي رغبته في العمل الجماعي ويكون لعبه جماعيا ، وتكثر صداقاته ويزداد تعاونه مع رفاقه في المدرسة والمنزل ، وتتحقق له المكانة الاجتماعية ، وتكثر الصداقات عن ذي قبل لازدياد صلة الطفل بالآخرين. وقد يهتم بالأصدقاء ورفاق السن أكثر من اهتمامه بأفراد أسرته ، وتطرد عملية التنشئة الاجتماعية في هذه المرحلة من (9-12) سنة، فيعرف الطفل المزيد عن المعايير والقيم والاتجاهات الديمقراطية، ويزداد احتكاكه بالكبار ، ويكون التفاعل الاجتماعي مع الأقران على أشده ، يشوبه التعاون والتنافس والولاء ، ويستغرق العمل الجماعي معظم وقت الطفل متمثلا في الأنشطة الجماعية داخل الفريق .

ويعد التعاون بين التلاميذ في مرحلة التعليم الابتدائي من أهم مطالب النمو الاجتماعي، ويظهر هذا التعاون من خلال الأنشطة الصفية والألعاب اللغوية التي يقوم المعلم بإعدادها، حيث يتعلم الطفل كيف يعيش مع نفسه ، ويتفاعل مع غيره من الناس ، هذا بالإضافة إلى أن هذا التعاون يساعد التلميذ على تحقيق أفضل نمو ممكن ؛ من خلال دراسة نمو السلوك الإنساني لتحديد أفضل الشروط البيئية الممكنة للتعاون ، والتي تؤدي إلى أحسن نمو ممكن ولتيسير اكتساب التكيف الاجتماعي السوي وذلك من خلال أساليب تعلم المهارات الاجتماعية وخاصة المهارات التعاونية والتي تظهر بشكل جلي في الأداءات والمواقف التي يقوم التلاميذ بها تحت إشراف وتوجيه من معلميهم.

كما أن التعاون يعد أحد أهم صور السلوك الاجتماعي التي يتم تشكيلها في هذا السن حيث إن الطفل في تعاونه مع الآخرين يزيد من مشاركته الاجتماعية، وفي هذا السياق يشير فروبل إلى" أن الفرد وحدة في كتلة هي المجتمع هدفها تحقيق وجودها والاعتراف بعضويتها في المجتمع ولا سبيل لبلوغ هذه الغاية إلا بنشاط الطفل الذاتي " والذي يتضح من خلال التعاون الذي يعد أحد القيم التي تنبثق في النفس من خلال المخالطة.

ويرافق الطفل في مرحلة الطفولة المتأخرة ظهور روح العمل الجماعي، وميله للاشتراك في الجماعات إشباعا لغريزة حب القيادة والغلبة والسيطرة التي تلح عليه في أعماقه، والعمل الجماعي في هذه المرحلة يحتاج إلى توجيه سديد .

التطبيقات التربوية للنمو الاجتماعي :

1- توفير المناشط التي تساعد التلاميذ على التعلم مع مراعاة احتياجات هؤلاء التلاميذ من خلال الممارسة واللعب والعمل الجماعي .

2- توفير الجو الاجتماعي وإشباع حاجة الطفل إلى الرعاية والتقبل والحنان من قبل الأسرة والأقران .

3- تحسين العلاقة بين الوالدين والطفل كوقاية من حدوث الاضطرابات النفسية.

4- تقوية الميل الاجتماعي مثل التعاون واحترام الآخرين .

5- إمداد الطفل بخبرات اجتماعية سليمة وكيفية التصرف في المواقف الاجتماعية المختلفة .

6- أهمية الرحلات والمعسكرات والتدريب على تحمل المسؤولية الاجتماعية.

7- مشاركة التلاميذ مع بعضهم البعض للتعبير عن أفكارهم في صورة مجموعات صغيرة، لأن هذا من شأنه أن ينمي الثقة بالنفس والمسؤولية فضلا عن روح الجماعة والعمل في الفريق .

7- النمو الخلقي:
ففي بداية المرحلة الابتدائية من (6-9) سنوات يحل المفهوم العام لما هو صواب وما هو خطأ ، وما هو حلال وما هو حرام محل القواعد المحددة ، ويزداد إدراك قواعد السلوك الأخلاقي القائم على الاحترام المتبادل ، وتزداد القدرة على فهم ما وراء القواعد والمعايير السلوكية ، وتتحدد الاتجاهات الأخلاقية للطفل في هذه المرحلة العمرية من (9-12) سنة في ضوء الاتجاهات الأخلاقية السائدة في أسرته ومدرسته وبيئته الاجتماعية وهو يكتسبها من الكبار ويتعلمها منهم ، ومع النمو يقرب السلوك الأخلاقي من سلوك الراشدين؛ حيث نلاحظ في هذه المرحلة أن الطفل يدرك مفاهيما أخلاقية مثل الأمانة والصدق والعدالة ، وهنا تأتي أهمية سلوك الوالدين والمربيين كنماذج يحتذيها الأطفال في سلوكهم.

وتتبلور القيم الأخلاقية والمبادئ الاجتماعية عند طفل الثامنة في التعامل مع الآخرين وهذا يستلزم وجود القدوة الحسنة والتي تتبلور في المعلم والأسرة ، ولقد نبه علماء التربية الإسلامية كالغزالي وابن خلدون وابن مسكويه على أهمية تربية الطفل في المراحل الأولى باعتبار أن هذه الفترة تغرس الأخلاق وتربي العواطف والعقول ، والأدب مطلوب في فترة الطفولة ؛ لينشأ الطفل على محامد الأفعال ومكارم الأخلاق

التطبيقات التربوية للنمو الخلقي :

1- أن يكون الكبار قدوة صالحة ونموذجا للسلوك القويم .

2- الاهتمام بالتربية الأخلاقية التي تقوم على المبادئ الأخلاقية في إطار التنشئة الاجتماعية.

3- المعاملة المتوازنة داخل المنزل حتى يمكن للطفل القيام بمسؤولياته.

4- تعميق الوازع الديني في نفوس الأطفال من خلال حكاية قصص الأنبياء المحببة إلى نفوس التلاميذ.

ومن خلال العرض السابق لملامح المرحلة الابتدائية وخصائص تلاميذها تتضح الأهمية القصوى لتلك المرحلة وضرورة العناية بمناهجها بما يضمن النمو السليم للطفل في شتى الجوانب والمجالات، ولقد عمد الباحث إلى عرض مطالب النمو في الجوانب السابقة لارتباط هذه الجوانب بنمو اللغة والنجاح في تعليمها.

منقول




رد: خصائص تلاميذ الابتدائي و كيف نراعيها

الونشريس




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.