استعمال النظرة
إذا توصلت إلى وضع عينيك, وحركات محجريك, وتعبيرات وجهك, رهن مراقبتك الفكرية اليقظة, فأبدأ إذن, من هذه النقطة التي بلغتها, باتباع المسلك الآتي:
احتفظ ببرودة مطلقة وأنت تعمل, وأنت تخاطب هؤلاء وأولئك من الناس, وأنت تصغي لما يقوله الآخرون. ولتكن عيناك مسمرتين, مفتوحتين فتحة طبيعية, عادية, لا ترمشان أبدا, ولتكن أفكارك وردود أفعالك ـ مهما عظمت وقويت ـ هادئة, سادرة, معماة.
هذا لا يعني, طبعاً, أن تستقر جامدة, عبوساً, صامتاً, فإذا كان ثمة ما يدعوا إلى تدخلك أو مشاركتك في الحديث, فاجتهد أن تعطي وجهك, عن سابق تصور وتصميم, العبارة اللائقة, دون أن يغيب عن بالك أن ما تقوله, والطريقة التي تقول بها, أمران مهمان أكثر من النظرة وعبارة الوجه.
إياك أن يخونك القلق الذي يساورك, أو الحزن الذي يخالجك, أو الاستياء الذي يفعم سريرتك, أو الاستهجان الذي تبطنه في قراراتك. سيطر على نفسك في كل لحظة أياً كان الظرف, ومهما كانت الأجواء, تعط بذلك صورة قوية مرتاحة, ونظرتك تستولي على نظرات الذين تخاطبهم, وهم يصغون إليك بانتباه مطمئن بليغ.
وإذا خوطبت بلوم أو تأنيب فاستمع ولا تتململ, واظهر كمن يسجل ملاحظات قيمة. فإذا كان ما يوجه إليك عارياً عن الصحة, أو في غير محله, أو لا أساس له, يتضح ذلك فوراً بمجرد موقفك الهادئ, ورصانتك في الرد عليه.
وإذا كنت, على العكس, موضع تكريم, فتقبل ما يلقى إليك دون أن تبدي به سروراً زائداً, وأذكر دوماً, في مثل هذه المواقف, المبدأ العام وهو أن رأيك الشخصي المعلل, في نفسك واعمالك, أهم بكثير من آراء الآخرين فيك.
والأفضل دوماً أن تتبع القاعدة الكبرى وهي أن لا تبدي "انهماكاً" في أي موقف من المواقف, فلا احترا مات زائدة, ولا تملق, ولا إعجاب, ولا تعاطف مصطنع, فتكسب بذلك رغبة الآخرين في التقرب منك, والتودد إليك. وهنا أيضاً, ينبغي لك أن تتصون وتعتصم بالهدوء وعدم الاكتراث.
والقاعدة العامة هي: كلما منعت عواطفك وميولك ومضلاتك التي تحركك وتهزك, من الظهور والتمثل, وكلما بقيت آراؤك ومقاصدك ومعارفك "أسراراً" محجوبة, ترتفع درجة قوتك الجاذبية, وتتأكد مغناطيسية ذاتك.
المغناطيس الجسمي
كلنا نبث, من قريب, إشاعات محض حيوية, وهي المغناطيس الحيواني الذي لا يتجاوز ميدان نشاطه مدى مترين أو ثلاثة, كما تفيض,أو تتدفق, حول كل منا, موجات مغناطيسية في دوائر ضيقة, تنبعت من أطراف الجسم الدقيقة (الشعرـ الأهداب ـ الجفون ـ أطراف الأصابع). وكل قرار أو نية حازمة صارمة بتوجيه هذه الإشاعات نحو نقطة معينة من جسم شخص آخر, تمكن الموجة من التأثير فيه. فإذا صوبت نظرك بلطف ونعومة على جبين مريض بالصداع مثلاً, وكان المريض مضطرباً, متهيجاً, لا يلبث أن تؤثر فيه تأثير ناعماً, يرده إلى حالة من النعاس الهادئ, قد ينتهي إلى غفوة لذيذة.
ويمكنك أن تفيد من المغناطيس الجسمي فوائد جمة إذا أحسنت استعماله لما فيه من تهدئة الآخرين, وإيقاظ عواطفهم الرقيقة, ومقاومة انفعالاتهم الهائجة, وحالاتهم العصبية.
الصور الذهنية
لابد أن تزيد كمية الانتباه إذا أريد التقاط صورة ذهنية, عما هو الأمر في نقطة مرئية. انتخب شخصاً تعرفه جيداً, في مظهره وفي نفسيته, بحيث يكون تمثلك الذهني له بالغاً منتهى الضبط والدقة, ثم اجلس في مكان هادئ مظلم (أو في ضوء أزرق وراء وجهك) بعد أن تكون واثقاً من أحداً لن يأتي ويزعجك, وامضِ, خلال عشرين دقيقة إلى ثلاثين, في النظر إلى الصورة الذهنية التي انتخبتها, وأعد هذا التمرين عشرين مرة إلى ثلاثين, تجد أن لقاء هذا الشخص, بعد هذا التمثل, يؤدي بك إلى النتائج التي تريدها معه, شرط لأن يكون الشخص المعني يجهل كل شيء من أمرك.
ذلك يزيد من صلابتك أمام كل من تهاب من الناس, ويجعل نظرتك إليه أثبت من قبل…
الفصل الخامس
المظهر والتصرف
للمظهر العام الذي يظهر به الشخص هيكله الجسمي, إلى هندامه, إلى طريقة لباسه, كما لتصرفه في الكلام, في الجلوس, وفي القعود, في الإصغاء, في المشي, كل التأثير في تكوين سحره الشخصي.
هذه الدقائق هي التي يستند إليها الناس عن وعي وغير وعي في بناء أفكارهم عنه, واعطاء آرائهم فيه, وهي التي ينبغي لك أن تعنى بإدراكها عناية خاصة, لتخرج إلى مسرح الحياة منسجماً مع الأدوار التي لا مفر لك من تمثيلها, سواء رضيت أم أبيت.
الهيكل الجسمي
ما من أحد في هذه الدنيا يختار, قبل أن يولد, مكان ولادته, ولا العصر الذي ينشأ فيه, ولا مركز أهله وأجداده في الحياة العامة, ولا صفاتهم وميولهم واتجاهاتهم وعقليتهم.
كذلك لم يقدر لأحد قط, أن يختار طول قامته, ولون عينيه, ودورة وجهه, ومقدار حجمه المادي. ولكن يمكن ايلاء هذه الأشياء كلها ضرباً من الانسجام والتناسق, عن طريق الجهد والفن, يجعلهما ذات رونق وهيبة وجمال.
إن اتباع القواعد الصحية العامة, واداء التمارين الرياضية, وتحقيق الهدوء النفسي, وإزالة الغضون من الوجه, وانتظام السير اليومي في العمل والراحة والنوم الهانئ, والاجتهاد في القيام بكل ما تتطلبه النظافة, أمور تفضي حتماً بمن ينفذها بدقة وضبط, إلى جعله شخصية ساحرة.
أما ذوو العاهات الجسمية, فعليهم أن لا يرزحوا تحت نيرها, وأن لا يرهقهم أمرها, فإنهم إذا عزموا, وجدوا واجتهدوا, تحولت عاهاتهم نفسها إلى وسيلة من وسائل النجاح والتوفيق.
كان أبو العلاء المعري أعمى, وبلغ مع ذلك من رفعة القدر وبعد الصيت ما جعله إمام معاصريه.
المظهر
موضوع متميز
ننتظر جديدك
sadek007جزيل لشكر على تنوهينك
ارجو من الله أن يكون كل ما نقدمه مفيدا ,ولو بعض ما فيه.
الموضوع تقنية نفسية عملية تتطلب جهدا خاصا.