التصنيفات
الأدب واللغة العربية

المعلقات سبعة ام عشرة!!

المعلقات سبعة ام عشرة!!


الونشريس

التعريف المختصرالكامل للمعلقات من كافة الجوانب
كان فيما اُثر من أشعار العرب ، ونقل إلينا من تراثهم الأدبيالحافل بضع قصائد من مطوّلات الشعر العربي ، وكانت من أدقّه معنى ، وأبعده خيالاً،وأبرعه وزناً ، وأصدقه تصويراً للحياة ، التي كان يعيشها العرب في عصرهم قبلالإسلام ، ولهذا كلّه ولغيره عدّها النقّاد والرواة قديماً قمّة الشعر العربي وقدسمّيت بالمطوّلات ، وأمّا تسميتها المشهورة فهي المعلّقات . نتناول نبذةً عنها وعنأصحابها وبعض الأوجه الفنّية فيها :

فالمعلّقات لغةً من العِلْق : وهو المال الذي يكرم عليك ، تضنّبه ، تقول : هذا عِلْقُ مضنَّة . وما عليه علقةٌ إذا لم يكن عليه ثياب فيهاخير1، والعِلْقُ هوالنفيس من كلّ شيء ، وفي حديث حذيفة : «فما بال هؤلاء الّذين يسرقون أعلاقنا» أينفائس أموالنا2 . والعَلَق هو كلّ ما عُلِّق3 .
وأمّا المعنى الاصطلاحي فالمعلّقات : قصائد جاهليّة بلغ عددها السبع أوالعشر ـ على قول ـ برزت فيها خصائص الشعر الجاهلي بوضوح ، حتّى عدّتأفضل ما بلغنا عنالجاهليّين من آثار أدبية4 .
والناظر إلى المعنيين اللغوي والاصطلاحي يجد العلاقة واضحةبينهما ، فهي قصائد نفيسة ذات قيمة كبيرة ، بلغت الذّروة في اللغة ، وفي الخيالوالفكر ، وفي الموسيقى وفي نضج التجربة ، وأصالة التعبير ، ولم يصل الشعر العربيالى ما وصل إليه في عصر المعلّقات من غزل امرئ القيس ، وحماس المهلهل ، وفخر ابنكلثوم ، إلاّ بعد أن مرّ بأدوار ومراحل إعداد وتكوين طويلة .
وفي سبب تسميتها بالمعلّقات هناك أقوال منها :
لأنّهم استحسنوها وكتبوها بماء الذهب وعلّقوها على الكعبة ، وهذاما ذهب إليه ابن عبد ربّه في العقد الفريد ، وابن رشيق وابن خلدون وغيرهم ، يقولصاحب العقد الفريد : «وقد بلغ من كلف العرب به (أي الشعر) وتفضيلها له أن عمدت إلىسبع قصائد تخيّرتها من الشعر القديم ، فكتبتها بماء الذهب في القباطي المدرجة،وعلّقتها بين أستار الكعبة ، فمنه يقال : مذهّبة امرئ القيس ، ومذهّبة زهير،والمذهّبات سبع ، وقد يقال : المعلّقات ، قال بعض المحدّثين قصيدة له ويشبّهها ببعضهذه القصائد التي ذكرت :

برزةٌ تذكَرُ في الحسـ ـنِ من الشعرالمعلّقْ
كلّ حرف نادر منـ ـها له وجهٌ معشّق5

أو لأنّ المراد منها المسمّطات والمقلّدات ، فإنّ من جاء بعدهم منالشعراء قلّدهم في طريقتهم ، وهو رأي الدكتور شوقي ضيف وبعض آخر6 . أو أن الملك إذا ما استحسنها أمر بتعليقها فيخزانته .
هل علّقتعلى الكعبة؟
سؤال طالما دار حوله الجدل والبحث ، فبعض يثبت التعليق لهذه القصائد علىستار الكعبة ، ويدافع عنه ، بل ويسخّف أقوال معارضيه ، وبعض آخر ينكر الإثبات،ويفنّد أدلّته ، فيما توقف آخرون فلم تقنعهم أدلّة الإثبات ولا أدلّة النفي ، ولميعطوا رأياً في ذلك .
المثبتونللتعليق وأدلّتهم :
لقد وقف المثبتون موقفاً قويّاً ودافعوا بشكل أو بآخر عن موقفهم فيصحّة التعليق ، فكتبُ التاريخ حفلت بنصوص عديدة تؤيّد صحّة التعليق ، ففي العقدالفريد7ذهب ابن عبد ربّه ومثله ابن رشيق والسيوطي8وياقوت الحموي9وابن الكلبي10وابن خلدون11، وغيرهم إلى أنّالمعلّقات سمّيت بذلك; لأنّها كتبت في القباطي بماء الذهب وعلّقت على أستارالكعبة ، وذكر ابن الكلبي : أنّ أوّل ما علّق هو شعر امرئ القيس على ركن من أركانالكعبة أيّام الموسم حتّى نظر إليه ثمّ اُحدر ، فعلّقت الشعراء ذلكبعده .
وأمّا الاُدباء المحدّثون فكان لهم دور في إثبات التعليق ، وعلىسبيل المثال نذكر منهم جرجي زيدان حيث يقول :
«وإنّما استأنف إنكار ذلك بعض المستشرقين من الإفرنج ، ووافقهم بعضكتّابنا رغبة في الجديد من كلّ شيء ، وأيّ غرابة في تعليقها وتعظيمها بعدما علمنامن تأثير الشعر في نفوس العرب؟! وأمّا الحجّة التي أراد النحّاس أن يضعّف بها القولفغير وجيهة; لأنّه قال : إنّ حمّاداً لمّا رأى زهد الناس في الشعر جمع هذه السبعوحضّهم عليها وقال لهم : هذه هي المشهورات»12، وبعد ذلك أيّدكلامه ومذهبه في صحّة التعليق بما ذكره ابن الأنباري إذ يقول : «وهو ـ أي حمّاد ـالذي جمع السبع الطوال ، هكذا ذكره أبو جعفر النحاس ، ولم يثبت ما ذكره الناس منأنّها كانت معلّقة على الكعبة»13 .
وقد استفاد جرجي زيدان من عبارة ابن الأنباري : «ما ذكره الناس» ،فهو أي ابن الأنباري يتعجّب من مخالفة النحاس لما ذكره الناس ، وهم الأكثرية منأنّها علقت في الكعبة .
النافونللتعليق :
ولعلّ أوّلهم والذي يعدُّ المؤسّس لهذا المذهب ـ كما ذكرنا ـ هوأبو جعفر النحّاس ، حيث ذكر أنّ حمّاداً الراوية هو الذي جمع السبع الطوال ، ولميثبت من أنّها كانت معلّقة على الكعبة ، نقل ذلك عنه ابن الأنباري14 . فكانت هذه الفكرة أساساً لنفيالتعليق :
كارل بروكلمان حيث ذكر أنّها من جمع حمّاد ، وقد سمّاها بالسموطوالمعلّقات للدلالة على نفاسة ما اختاره ، ورفض القول : إنّها سمّيت بالمعلّقاتلتعليقها على الكعبة ، لأن هذا التعليل إنّما نشأ من التفسير الظاهر للتسمية وليسسبباً لها ، وهو ما يذهب إليه نولدكه15.
وعلى هذا سار الدكتور شوقي ضيف مضيفاً إليه أنّه لا يوجد لدينادليل مادّي على أنّ الجاهليين اتّخذوا الكتابة وسيلة لحفظ أشعارهم ، فالعربية كانتلغة مسموعة لا مكتوبة . ألا ترى شاعرهم حيث يقول :

فلأهدينّ مع الرياح قصيدة منّي مغلغلة إلىالقعقاعِ
ترد المياه فما تزال غريبةً في القوم بين تمثّلوسماعِ؟16

ودليله الآخر على نفي التعليق هو أنّ القرآن الكريم ـ على قداسته ـلم يجمع في مصحف واحد إلاّ بعد وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله) (طبعاً هذا علىمذهبه) ، وكذلك الحديث الشريف . لم يدوّنإلاّ بعد مرور فترة طويلة من الزمان (لأسباب لا تخفى على من سبر كتب التأريخ وأهمّها نهي الخليفة الثاني عن تدوينه) ومنباب أولى ألاّ تكتب القصائد السبع ولا تعلّق17 .
وممّن ردّ الفكرة ـ فكرة التعليق ـ الشيخ مصطفى صادق الرافعي،وذهب إلى أنّها من الأخبار الموضوعة التي خفي أصلها حتّى وثق بها المتأخّرون18 .
ومنهم الدكتور جواد علي ، فقد رفض فكرة التعليق لاُمورمنها :
1 ـ أنّه حينما أمر النبي بتحطيم الأصنام والأوثان التي في الكعبةوطمس الصور ، لم يذكر وجود معلقة أو جزء معلّقة أو بيت شعر فيها .
2 ـ عدم وجود خبر يشير إلى تعليقها على الكعبة حينما أعادوابناءَها من جديد .
3 ـ لم يشر أحد من أهل الأخبار الّذين ذكروا الحريق الذي أصابمكّة ، والّذي أدّى إلى إعادة بنائها لم يشيروا إلى احتراق المعلّقات في هذاالحريق .
4 ـ عدم وجود من ذكر المعلّقات من حملة الشعر من الصحابة والتابعينولا غيرهم .
ولهذا كلّه لم يستبعد الدكتور جواد علي أن تكون المعلّقات من صنعحمّاد19، هذا عمدة ما ذكره المانعونللتعليق .
بعد استعراضنا لأدلة الفريقين ، اتّضح أنّ عمدة دليل النافين هو ماذكره ابن النحاس حيث ادعى انّ حماداً هو الذي جمع السبع الطوال .
وجواب ذلك أن جمع حماد لها ليس دليلا على عدم وجودها سابقاً،وإلاّ انسحب الكلام على الدواوين التي جمعها أبو عمرو بن العلاء والمفضّل وغيرهما،ولا أحد يقول في دواوينهم ما قيل في المعلقات . ثم إنّ حماداً لم يكن السبّاق الىجمعها فقد عاش في العصر العباسي ، والتاريخ ينقل لنا عن عبد الملك أنَّه عُني بجمعهذه القصائد (المعلقات) وطرح شعراء أربعة منهم وأثبت مكانهم أربعة20 .
وأيضاً قول الفرزدق يدلنا على وجود صحف مكتوبة فيالجاهلية :

أوصى عشية حين فارق رهطه عند الشهادة في الصحيفةدعفلُ
أنّ ابن ضبّة كان خيرٌ والداً وأتمّ في حسب الكراموأفضلُ

كما عدّد الفرزدق في هذه القصيدة اسماء شعراء الجاهلية ، ويفهم من بعضالأبيات أنّه كانت بين يديه مجموعات شعرية لشعراء جاهليين أو نسخ مندواوينهم بدليلقوله :

والجعفري وكان بشرٌ قبله لي من قصائده الكتابالمجملُ

وبعد ابياتيقول :

دفعوا إليَّ كتابهنّ وصيّةً فورثتهنّ كأنّهنّالجندلُ21

كما روي أن النابغة وغيرهمن الشعراء كانوا يكتبون قصائدهم ويرسلونها الى بلاد المناذرة معتذرين عاتبين ، وقددفن النعمان تلك الأشعار في قصره الأبيض ، حتّى كان من أمر المختار بن أبي عبيدواخراجه لها بعد أن قيل له : إنّ تحت القصر كنزاً22 .
كما أن هناك شواهد أخرىتؤيّد أن التعليق على الكعبة وغيرها ـ كالخزائن والسقوف والجدران لأجل محدود أو غيرمحدود ـ كان أمراً مألوفاً عند العرب ، فالتاريخ ينقل لنا أنّ كتاباً كتبه أبو قيسبن عبدمناف بن زهرة في حلف خزاعة لعبد المطّلب ، وعلّق هذا الكتاب على الكعبة23 . كما أنّ ابن هشام يذكر أنّ قريشاً كتبت صحيفةعندما اجتمعت على بني هاشم وبني المطّلب وعلّقوها في جوف الكعبة توكيداً علىأنفسهم24 .
ويؤيّد ذلك أيضاً ما رواهالبغدادي في خزائنه25من قول معاوية : قصيدة عمرو بن كلثوم وقصيدةالحارث بن حِلزه من مفاخر العرب كانتا معلّقتين بالكعبة دهراً26 .
هذا من جملة النقل ، كما أنّه ليسهناك مانع عقلي أو فنّي من أن العرب قد علّقوا أشعاراً هي أنفس ما لديهم ، وأسمى ماوصلت إليه لغتهم; وهي لغة الفصاحة والبلاغة والشعر والأدب ، ولم تصل العربية فيزمان إلى مستوى كما وصلت إليه في عصرهم . ومن جهة اُخرى كان للشاعر المقام الساميعند العرب الجاهليين فهوالناطق الرسمي باسم القبيلة وهو لسانها والمقدّم فيها ، وبهم وبشعرهم تفتخر القبائل ، ووجود شاعر مفلّق في قبيلة يعدُّ مدعاة لعزّها وتميّزها بين القبائل ، ولا تعجب من حمّاد حينما يضمّ قصيدة الحارث بن حلزّة إلى مجموعته ، إذ إنّ حمّاداً كان مولى لقبيلة بكر بن وائل ، وقصيدة الحارث تشيد بمجد بكر سادة حمّاد27 ، وذلك لأنّ حمّاداً يعرف قيمة القصيدة وما يلازمها لرفعة من قيلت فيه بين القبائل .
فإذا كان للشعر تلك القيمة العالية ، وإذا كان للشاعر تلك المنزلة السامية في نفوس العرب ، فما المانع من أن تعلّق قصائد هي عصارة ما قيل في تلك الفترة الذهبية للشعر؟
ثمّ إنّه ذكرنا فيما تقدّم أنّ عدداً لا يستهان به من المؤرّخين والمحقّقين قد اتفقوا على التعليق .
فقبول فكرة التعليق قد يكون مقبولا ، وأنّ المعلّقات لنفاستها قد علّقت على الكعبة بعدما قرئت على لجنة التحكيم السنوية ، التي تتّخذ من عكاظ محلاً لها ، فهناك يأتي الشعراء بما جادت به قريحتهم خلال سنة ، ويقرأونها أمام الملإ ولجنة التحكيم التي عدُّوا منها النابغة الذبياني ليعطوا رأيهم في القصيدة ، فإذا لاقت قبولهم واستحسانهم طارت في الآفاق ، وتناقلتها الألسن ، وعلّقت على جدران الكعبة أقدس مكان عند العرب ، وإن لم يستجيدوها خمل ذكرها ، وخفي بريقها ، حتّى ينساها الناس وكأنّها لم تكن شيئاً مذكوراً .

موضوع شعر المعلّقات

لو رجعنا إلى القصائد الجاهلية الطوال والمعلّقات منها على الأخصّ رأينا أنّ الشعراء يسيرون فيها على نهج مخصوص; يبدأون عادة بذكر الأطلال ، وقد بدأ عمرو بن كلثوم مثلاً بوصف الخمر ، ثمّ بدأ بذكر الحبيبة ، ثمّ ينتقل أحدهم إلى وصف الراحلة ، ثمّ إلى الطريق التي يسلكها ، بعدئذ يخلص إلى المديح أو الفخر (إذا كان الفخر مقصوداً كما عند عنترة) وقد يعود الشاعر إلى الحبيبة ثمّ إلى الخمر ، وبعدئذ ينتهي بالحماسة (أو الفخر) أو بذكر شيء من الحِكَم (كما عند زهير) أو من الوصف كما عند امرئ القيس .
ويجدر بالملاحظة أنّ في القصيدة الجاهلية أغراضاً متعدّدة; واحد منها مقصود لذاته (كالغزل عند امرئ القيس ، الحماسة عند عنترة ، والمديح عند زهير . .) ،

عدد القصائد المعلّقات

لقد اُختلف في عدد القصائد التي تعدّ من المعلّقات ، فبعد أن اتّفقوا على خمس منها; هي معلّقات : امرئ القيس ، وزهير ، ولبيد ، وطرفة ، وعمرو بن كلثوم . اختلفوا في البقيّة ، فمنهم من يعدّ بينها معلّقة عنترة والحارث بن حلزة ، ومنهم من يدخل فيها قصيدتي النابغة والأعشى ، ومنهم من جعل فيها قصيدة عبيد بن الأبرص ، فتكون المعلّقات عندئذ عشراً .




رد: المعلقات سبعة ام غشرة!!

معلقة لبيد بن ربيعة
1
بِمِنىً تَأَبَّدَ غَوْلُهَافرِجَامُهَا
عَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلّهَافَمُقَامُهَا
2
خَلَقاً كما ضَمِنَ الوِحيُسِلامُهَا
فَمَدافِعُ الرّيَّانِ عُرِّيَرَسْمُهَا
3
حِجَجٌ خَلَوْنَ حَلالُهاوَحَرامُها
دِمَنٌ تَجَرَّمَ بَعْدَ عَهْدِأَنِيسِها
4
وَدْقُ الرَّوعِدِ جَوْدُهَا فَرِهَامُها
رُزِقَتْ مَرابِيعَ الْنُّجومِوَصَابَها
5
وَعَشِيَّةٍ مُتَجَاوِبإِرزَامُهَا
مِنْ كُلِّ سارِيَةٍ وغَادٍمُدْجِنٍ
6
بالَجلْهَتَيْنِ ظِباؤُهاوَنَعامُها
فَعَلا فُرُوعُ الأَيْهَقانِوَأَطْفَلَتْ
7
عُوَذاً تَأجَّلُ بالفَضاءِ بِهامُها
وَالْعَيْنُ ساكِنَةٌ علىأَطْلائِها
8
زُبُرٌ تُجِدُّ مُتُونَهاأَقْلامُها
وَجَلا السّيُولُ عَنِ الْطّلولِكأنّها
9
كِفَفاً تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّوَشامُها
أَوْ رَجْعُ وَاشِمَة أُسِفَّنَوُورهُا
10
صُمّاً خَوَالِدَ ما يَبِينُكلامُها
فَوَقَفْتُ أَسْأَلُها، وَكيفَسُؤالُنا
11
مِنْها وَغُودِرَ نُؤْيُهاوَثُمامُها
عَرِيَتْ وكانَ بها الَجمِيعُفَأبْكَرُوا
12
فتَكَنَّسوا قُطُناً تَصِرُّخِيَامُها
شَاقَتْكَ ظُعْنُ الحَيِّ حينَتَحَمَّلوا
13
زَوْجٌ عَلَيْه كِلةٌ وَقِرَامُها
مِنْ كلُّ مَحْفُوفٍ يُظِلُّعِصِيَّةُ
14
وَظِبَاءَ وَجْرَةَ عُطَّفاًأَرْآمُها
زُجُلاً كأَنَّ نِعَاجَ تُوضِحَفَوْقَها
15
أَجْرَاعُ بِيشَةَ أَثْلُهاوَرِضَامُها
حُفِزَتْ وَزَايَلَها السَّرَابُكأْنها
16
وَتَقَصَّعَتْ أَسْبَابُهاوَرِمَامُها
بَلْ مَا تَذَكّرُ منْ نَوَارَوَقَدْ نَأَتْ
17
أَهْلَ الْحِجَارِ فأْيْنَ مِنْكَمَرَامُها
مُرِّيَّةٌ حَلّتْ بِفَيْدَوَجَاوَرَتْ
18
فَتَضَمَّنَتْها فَرْدَةٌفَرُخَامُهَا
بِمشَارِق الْجَبَلَيْنِ أَوْبِمُحَجَّر
19
فبها وَحَافُ الْقَهْرِ أَوْطِلْخَامُها
فَصُوَائِقٌ إِنْ أَيْمَنَتفِمظَنَّةٌ
20
وَلشَرُّ واصِلِ خُلَّةٍصَرَّامُهَا
فَاقْطَعْ لُبَانَةَ مَنَتَعَرَّضَ وَصْلُةُ
21
باقٍ إِذَا ظَلَعَتْ وَزَاغَقِوامُهَا
وَأحْبُ الُمجَامِلَ باَلجزيلِوَصَرْمُهُ
22
مِنْها فَأَحْنَقَ صُلْبُهَاوَسَنامُهَا
بِطَلِيحِ أَسْفَارٍ تَرَكْنَبَقِيَّةً
23
وَتَقَطَّعَتْ بَعْدَ الكَلالِخِدَامُهَا
وَإِذَا تَغَالَى لَحْمُهَاوَتَحَسَّرَتْ
24
صَهْبَاءُ خَفَّ مَعَ الْجَنُوبِجِهَامُهَا
فَلَهَا هِبَابٌ في الزِّمَامِكأَنَّها
25
طَرْدُ الْفُحُولِ وَضَرْبُهَاوَكِدامُهَا
أَوْ مُلْمِعٌ وَسَقَتْ لأَحْقَبَلاَحهُ
26
قَدْ رَابَهُ عِصْيَانُهَاوَوِحامُهَا
يَعْلُو بِهَا حَدَبَ الإِكَامِمُسَتْحَجٌ
27
قَفْرَ الَمراقِبِ خَوْفُهَاآرَامُهَا
بِأَجِزَّةِ الثَّلَبُوتِ يَرْبَأُفَوْقَهَا
28
جَزَآ فَطَالَ صِيَامُهُوَصِيَامُهَا
حَتَّى إِذَا سَلَخَا جُمَادَىسِتَّةً
29
حَصِدٍ وَنُجْعُ صَرِيَمةٍإِبْرَامُهَا
رَجَعَا بِأَمْرِهِمَا إِلَى ذِيمِرَّةٍ
30
رِيحُ الَمصَايِفِ سَوْمُهَاوَسِهامُهَا
وَرَمَى دَوابِرَهَا السَّفَاوَتَهَيَّجَتْ
31
كَدُخَانِ مُشْعَلةً يُشَبُّضِرامُهَا
فَتَنَازَعَا سَبِطاً يَطِيرُظِلالُهُ
32
كَدُخَانِ نارٍ ساطِعٍأَسْنَامُهَا
مَشْمُولَةٍ غُلِئَتْ بِنَابِتِعَرْفَجِ
33
مِنْهُ إِذَا هِيَ عَرَّدَتْإِقْدَامُهَا
فَمضَى وَقَدَّمَهَا وكانَتْعادَةً
34
مَسْجُورَةً مُتَجَاوِراً قُلاُمها
فَتَوَ سَّطا عُرْضَ الْسّرِيِّوَصَدَّعَا
35
مِنْهُ مُصَرَّعُ غابَةٍوَقِيَامُها
مَحْفُوفَةً وَسْطَ الْيَرَاعِيُظِلّهَا
36
خَذَلَتْ وَهَادِيَةُ الصِّوَارِقِوامُهَا
أَفَتِلْكَ أَمْ وَحشِيَّةٌمَسْبَوعَةٌ
37
عُرْضَ الْشَّقَائِقِ طَوْفُهَاوَبُغَامُهَا
خَنْسَاءُ ضَيَّعَتِ الْفَرِيرَفَلَمْ يَرِمْ
38
غُبْسٌ كَواِسبُ لا يُمَنَّطَعامُها
لِمعَفَّرٍ قَهْدٍ تَنَازَعُشِلْوَهُ
39
إِنَّ الَمنايَا لا تَطِيشُسِهَامُها
صَادَفْنَ منهَا غِرَّةًفَأَصَبْنَهَا
40
يُرْوِي الْخَمائِلَ دائِماًتَسْجَامُها
بَاَتتْ وَأَسْبَلَ وَاكِفٌ مندِيَمةٍ
41
فِي لَيْلَةٍ كَفَرَ النُّجُومَغَمَامُها
يَعْلُو طَرِيقَةَ مَتْنِهَامُتَوَاتِرٌ
42
بعُجُوبِ أَنْقَاءِ يَميلُهُيامُها
تَجَتَافُ أَصْلاً قالِصاًمُتَنَبِّذاً
43
كَجُمَانَةِ الْبَحْرِيِّ سُلَّنِظامها
وَتُضِيءُ في وَجْهِ الظَّلامِمُنِيرَةً
44
بَكَرَتْ تَزِلُّ عَنِ الثَّرَىأَزْلاُمها
حَتَّى إِذَا انْحَسَرَ الْظلامُوَأَسْفَرَتْ
45
سَبْعاً تُؤاماً كاملاً أَيَّامُها
عَلِهَتْ تَرَدَّدُ في نِهاءِصُعَائِدٍ
46
لم يُبْلِهِ إِرْضَاعُهاوَفِطامُها
حتى إِذا يَئِسَتْ وأَسْحَقَخَالِقٌ
47
عنْ ظَهْرِ غَيْبٍ وَالأَنِيسُسقامُها
فَتَوَّجستْ رِزَّ الأَنِيسِفَراعَها
48
مُوْلُى الَمخَافَةِ خَلْفُهَاوَأَمَامُها
فَغَدَتْ كِلا الْفَرْجَيْنِتَحْسبُ أَنَّهُ
49
غُضْفاً دَوَاجِنَ قافِلاًأَعْصامُها
حتى إِذا يَئِسَ الرُّمَاةُوَأَرْسَلُوا
50
كالسَّمْهَرِيَّةِ حَدُّهَاوَتَمامُها
فَلَحِقْنَ وَاعْتَكَرَتْ لهامَدْرِيَّةٌ
51
أَنْ قَدْ أَحَمَّمِنَ الحُتُوفِحِمامُها
لِتَذُودَهُنَّ وَأَيْقَنَتْ إِنْلم تُذُدْ
52
بِدَمٍ وَغُودِرَ في الَمكَرِّسُخَامُها
فَتَقصَّدَتْ مِنْهَا كَسَابِفَضُرِّجَتْ
53
وَاجْتَابَ أَرْدِيَةَ السَّرابِإِكامُهَا
فَبِتِلْكَ إِذْ رَقَصَاللَّوَامعُ بالضُّحى
54
أَوْ أَنْ يَلُومَ بحاجَةٍلَوَّامُها
أَقْضِي اللُّبَانَةَ لا أُفَرِّطُرِيبَةً
55
وَصَّالُ عَقْدِ حَبَائِلٍجَذَّامُها
أَوَ لَمْ تَكُنْ تَدْرِي نَوَارُبأنَّني
56
أَوْ يَعْتَلِقْ بَعْضَ النُّفُوسِحمَامُها
تَرَّاكُ أَمْكِنَةٍ إِذا لمْأَرْضَها
57
طَلْقٍ لَذِيذٍ لَهْوُهَاوَنِدَامُهَا
بلْ أَنْتِ لا تَدْرِينُ كَمْ مِنلَيْلَةٍ
58
وَافَيْتُ إِذْ رُفِعَتْ وعَزَّمُدَامُها
قَدْ بِتُّ سامِرَها وَغَايَةَتاجرٍ
59
أَوْ جَوْنَةٍ قُدِحَتْ وَفُضَّخِتامُها
أُغْلي السِّباءَ بكُلِّ أَدْكَنَعاتِقٍ
60
بِمُوَترٍ تَأْتَاُلهُ إِبْهَامُها
بِصَبُوحِ صَافِيَةٍ وَجَذْبٍكَرِينَةٍ
61
لاِ عَلِّ مِنهَا حينَ هَبنِيامُها
باكَرْتُ حاجَتَها الدَّجَاجَبِسُحْرَةٍ
62
قد أَصْبَحَتْ بيَدِ الشَّمالِزِمامُها
وَغَدَاةَ رِيحٍ قَدْ وَزَعْتُوقِرَّةٍ
63
فُرْطٌ وِشاِحي إِذْ غَدَوْتُلِجامُها
وَلَقَدْ حَمَيْتُ الحَيَّ تحْمِلُشِكَّتي
64
حَرْجٍ إِلَى أَعْلاَمِهِنَّقَتامُها
فَعَلَوْتُ مُرْتَقَباً على ذِيهَبْوَةٍ
65
وَأَجَنَّ عَوْراتِ الثُّغورِظَلامُها
حتّى إِذا أَلْقَتْ يَداً فيكافِرٍ
66
جَرْداءَ يَحْصَرُ دُونَهاجُرَّامُها
أَسْهَلْتُ وَانْتَصَبَت كَجِذْعِمُنِيفَةٍ
67
حتّى إِذا سَخِنَتْ وَخَفّعِظامُها
رَفّعْتُها طَرْدَ النّعامِوَشَلهُ
68
وَابْتَلَّ مِن زَبَدِ الحَمِيمِحزَامُها
قَلِقَتْ رِحَالَتُها وَأَسْبَلَنَحْرُها
69
ورْدَ الْحَمامَةِ إِذْ أَجَدَّحمامُها
تَرْقَى وَتَطْعَنُ في الْعِنانِوَتَنْتَحِي
70
تُرْجَى نَوَافِلُها ويُخْشىذَامُها
وَكَثِيرَةٍ غُربَاؤُها مَجْوُلَةٍ
71
جِنُّ الْبَدِيِّ رَوِاسياًأَقْدَامُها
غُلْبٍ تَشَذَّرُ بالدُخولِ كأنّها
72
عِندِي ولم يَفْخَرْ عَلَيَّكِرامُها
أَنْكَرْتُ باطِلَها وُبؤْتُبِحَقِّها
73
بِمَغَالِقٍ مُتَشابِهٍ أَجْسامُها
وَجزُورِ أَيْسارٍ دَعَوْتُلِحَتْفِها
74
بُذِلَت لجيرانِ الَجميعِ لحِامُها
أَدْعُو بِهِنَّ لِعَاقِرٍ أَوْمُطْفِلٍ
75
هَبَطَا تَبالَةَ مُخْصِباًأَهْضامُها
فَالضَّيْفَ وَالجارُ الَجنِيبُكَأَنَّما
76
مِثْلِ الْبَلِيَّةِ قالِصٍأَهْدامُها
تأوِي إِلى الأطْنابِس كلُّرِذِيَّةٍ
77
خُلُجاً تُمَدُّ شَوارِعاًأَيْتامُها
وُيكَلِّوُنَ إِذَا الرِّيَاحُتَناوَحتْ
78
مِنّا لزِازُ عَظِيمَةٍ جَشَّامُها
إِنّا إِذا الْتَقَتِ المجامِعُلَمْ يَزلْ
79
ومُغَذْمِرٌ لِحُقُوقِها هَضّامُها
وُمقَسِّمٌ يُعْطِي الْعشِيرةَحَقَّها
80
سَمْحٌ كَسُوبُ رَغائِبٍ غَنّامُها
فَضلاً وذُو كرمٍ يُعِينُ علىالنَّدى
81
ولِكُلِّ قَوْمٍ سُنّةٌ وإِمامُها
مِنْ مَعْشَرٍ سَنَّتْ لَهُمْآباؤهُمْ
82
إِذْ لا يَميلْ مَعَ الْهوىأَحْلامُها
لا يَطْبَعُون ولا يَبُورُفَعالُهُمْ
83
قَسَمَ الَخلائِق بَيْنَناعَلاُمها
فَاقْنَعْ بما قَسَمَ الَملِيكُفإِنّما
84
أَوْفَى بِأوْفَرِ حَظّناقَسّامُها
وَإِذا الأَمانةُ قُسِّمَتْ فيمَعْشَر
85
فَسَما إِلَيْهِ كَهْلُهاوغُلامُها
فَبَني لَنا بَيْتاً رَفِيعاًسَمْكُهُ
86
وهُمُ فَوارِسُها وَهُمْ حُكّامُها
وهُمُ السّعادةُ اذَا الْعَشيرَةُأُفْظِعَتْ
87
والُمرْمِلاتِ إِذا تَطاوَلَعامُها
وهُمُ رَبيعٌ للْمُجاوِرِ فِيهِمُ
88
أَوْ أَنْ يَميلَ مَعَ الْعَدُوِّلِئَامُها
وهُمُ الْعَشِيرَةُ أَنْيُبَطِّىْءَ حاسِدٌ




رد: المعلقات سبعة ام غشرة!!

بوركت اخي على الموضوع لكن الاستاذ قال لنا هناك 7 معلقات

شكرا




رد: المعلقات سبعة ام غشرة!!

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايـة
بوركت اخي على الموضوع لكن الاستاذ قال لنا هناك 7 معلقات

شكرا

نعم صدق كانوا 10واصبحوا سبعة




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.