التصنيفات
الأدب واللغة العربية

فن المقالـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

فن المقالـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة


الونشريس

المــقالة :

يعتبر فن المقالة من الفنون الأدبية المستقلة والمنفردة بخصوصيتها وقوانينها
وكما أنها تعتبر من الفنون المهمة جدا في حياة الأدب سواء كان أدباً عريباً ام
غربياً . وكما ترى فعند ذكر كلمة مقالة يأتي في عقل القارئ تلك القطعة المكونة
من مجموعة أفكار يطرحها كاتب المقالة ويعرض فيها قضية معينة يتم تداولها في هذه
المقالة محاولا الوصول الى حل أو ابداء وجهة نظر خاصة به تجاه موضوع المقالة .

والمقالة قديمة يعود تاريخها حسب المصادر الأدبية والتاريخية الى الكاتب
الفروسي ميشييل دي مونتين ويعتبر هذا الرجل من اهم كتاب المقالة ورائد المقالة
الحديثة في الآداب الاوروبية .

هذا لن يفيدنا كثرا في دراسة المقالة ومعرفة مكوناتها وطيفية كتابتها بطريقة
أدبية بسيطة لتسهيلها على القارئ او عاشق فن المقالة . ولكن سنبدأ من هنا
لندخل في محور هذا الكتاب الالكتروني عن فن المقالة :

تــعريفها:
قال الدكتور جونسون بتعريفة للمقالة " المقالة نزوة عقلية لا ينبغي ان يكون لها
ضابط من نظام . هي قطعة لا تجري على نسق معلوم ولم يتم هضمها في نفس صاحبها او
كاتبها " ولابد من مراعاة أن هذا التعريف من الدكتور جونسون يعرف المقالة في
عصره هو او عصرها الاول وليس بالضرورة أن يكون تعريف المقالة لهذا العصر .

وكان تعريف أدموند جوس بأنه قال : " هي قطعة انشائية ذات طول معتدل تكتب نثراً
. تمس موضوعا معيناً تحاول ملامسته من نواحٍ عدّه " .

ومن هذه التعريفات نستطيع أن نجعل تعريفنا للمقالة بأنها عقطة معتدلة الطول
تخرج بعفوية وصدق من كاتبها لعلاج قضية معيّنه يحددها الكاتب ويفضل أن لا تحمل
من الكلفة ولا التعقيد شيئ .

أنــواعها:
للمقالة أنواع عدة ولكل نوع من هذه الانواع ظروفه الخاصة به واسلوبه الخاص أيضا
. فالكاتب إما أن يكتب مقالةً تدل على افكاره هو أو عواطفة وميولة الخاصة ويكون
محور الحديث فيها عن نفسه او ذاتة لذلك أطلقوا عليها أسم ( المقالة الذاتية ) .
وإما ان تكون المقالة طرح لموضوع او قضيّة ودراستها وتوضيحها او بيان فحواها
للقارئ باسلوب علمي ودراسة واعية لا علاقة لميول الكاتب وعواطفة فيها لانها
تشترط أن يتخلي الكاتب عن عواطفة اذا أراد كتابة هذا النوع من المقالات ويسمى
( المقالة الموضوعية ) .

إذا مما سبق نستطيع القول أن المقالة هي إما أن تكون :
1- ذاتية :
– تهتم بإظهار شخصية الكاتب .
– تهتم بالاسلوب الادبي او الجمالي .
– تكون ميول الكاتب وعواطفة حيّة في هذه المقالة .
– حرة في اسلوبها لا تحكمها ضوابط معيّنة .

2- الموضوعية :
– تطرح موضوعاً معيّناً وتكشف عن خفاياه ليكون الموضوع واضحا للقارئ .
– يكون الالوب فيها واضحاً وبسيطا من غير غموض ولبس .
– تحرض المقالة الموضوعية على استخراج النتائج وتقديم الأدلة والمقدمات
والتقيّد بالموضوع .

لكنهما في الأخير يشتركان في أن كليهما آتٍ من رغبة تعبيرية لدى الكاتب عن قضية
أو طرح معيّن .

3- المقالة النقدية الادبية :
هذا النوع من المقالات كثيرا ما تجدة في عالم الأدب والفن . وتعتمد اعتمادا
كبيرا على التذوّق وقدرة الكاتب على فهم ودراسة العمل الأدبي وتحليلة وتفصيلة
واستخراج النتائج وعرضها باسلوب نقدي واضح للجمهور .

4- مقالة النقد الاجتماعي :
قلنا ان المقالة هي قطعة معلومة الطول تطرح قضية معيّنة لذلك كان لا بد من وجود
مثل هذا النوع من المقالات في كل مجتمع تتغيّر فيه عادات او تدخل عليها آخرى
غريبة او مستحدثة . فكان لابد من وجود طريقة للتعبير عن الرأي الخاص في هذا
التغيير . فكانت المقالة الاجتماعية النقدية هى الطريقة المثلى لذلك . وتعتبر
هذه المقالة من المقالات الاصلاحية في المجتمعات فالكل يستطيع كتابتها ما دام
قادرا الكتابة بصدق وملم بفنون الكتابة .

5- مقالات الوصف :
من عنوانها تعرف مضمونها هي مقالات تحمل الوصف للقارئ عن بيئة او أحداث مهمة
تحتاج الى من يصفها لتصل الى عقل القارئ بسهولة فكان لا بد من ظهور كاتب يحترف
هذا العمل الكتابي الجميل . تحتاج هذه المقالة والتى نسميها ( المقالة الوصفية
) الى كاتب واعي له القدرة على الوصف بدقة وعبقرية ليكونمسيطرا على عقل وذهن
القارئ وبارعا في التصوير للأحداث او الصور التعبيرية الجميلة .

6- مقالة السيرة :
ربما تعتقد ان السيرة هنا هي سيرة القدماء من العصور القديمة كامرئ القيس او
عنترة العبسي ولكن لا ليس هذا المطلوب منك إذا أردت كتابة مقالة سيرية او سيرة
مقالية . فالهذا النوع من المقالات يتحدث عن موقف انساني لشخص صدر منه موقف
فأثر هذا الموقف بالكاتب وبدأ يترجم تأثره في صدر المقالة معبرا عن عواطفة
وانفعالاته وانطباعاته الخاصة بالموقف .
ومقالة السيرة تعتبر سيرة قصيرة كما أن الاقصوصة هي أقصر من القصة القصيرة .
فالسيرة الكبيرة تشمل عالماً بأكملة أما المقالة السيرية فلا تتعدى شخصية وموقف
معيّن وإبداء رأي الكاتب .

7- المقالة التاريخية :
تعتمد هذه المقالة على الاحداث التاريخية والروايات وجمعها مع الخبر التاريخي
وتنسيقها ثم عرضها بطريقة الكاتب ولكن يشترط على الكاتب هنا الأمانة في الطرح
وعدم إدخال ميولة في هذا النوع من المقالات لحساسيتة مع التاريخ وأنت تعلم ما
نعني .

8- المقالة العلمية :
يهتم هذا النوع من المقالات بالعلوم والنظريات والعلماء وطرح المستجدات على
الساحة العلمية من أمور والبحوث والدراسات وغيرها من الامور المتعلقة بالعلم .

تحليل المقالة :
لابد من طرح هذه الاسئلة اذا أردنا ان نعرف ما معنى هذه المقالة وهي كالتالي :

– ماذا يريد ان يقول كاتب المقالة ؟
فلا بد من قراءة المقالة بشكل جيد والتفكر فيها ومن ثم الجواب على هذا السؤال
ولكن لا تعتقد ان الجواب سيكون سهلا في بداية الأمر . وعليه ان يدرس المقالة
ويبحث عن تفسيرها للآخرين إذا اراد . وأن يبحث عن مواطن الخطأ والصواب فيها وأن
يدرس جيدا الاسلوب للكاتب ويبحث عن نقاط اضعف سواء في تركيب اللغة او تراكبية
البيانية البلاغية . فكل هذا سيساعد القارئ على فهم الكاتب . وربما لو حاول
القارئ معرفة الحالة النفسية للكاتب فسيكون لهذا الفضل الكبير في معرفة ظروف
الكتابة لدى كاتب المقالة .
وبعد كل هذا يقوم القارئ او الدارس بنثر ما وجد في المقالة ومحاول ترتيب افكارة
ترتيبا سليما ومحاولة الشرح لما فهم او استنتج من هذه المقالة بعد دراستها .

هيكل المقالة :
المقالة كأي فن ادبي آخر له اسلوبة الخاص في الطرق . ومن اهم الامور التى لابد
من معرفتها هو ان المقالة تحمل بين طياتها هيكلا يسير عليه أكثر الكتّاب وهو
كما يلي :

1- المقدمة :
مقدمة المقالة او البداية كما نحب أن نسميها دائما هي فقرات تطرح التمهيد
للقضية وتهيأة القارئ للدخول في عمق المقالة او في موضوع المقالة ليكون ملما
بأفكار المقالة في المقدمة .
فعلى كاتب المقالة ان يحاول في كتابة المقدمة ان يوضح الفكرة او يعطي القارئ
علامات وأدلّة يخبر فيها القارئ بما سيقون بطرحة في المقالة التى بين يديه .

2- الموضوع او العرض :
هنا لا حاجة للشرح في هذا الجزء من الهيكل ولكن نقول ان جزء الموضوع هو محور
المقالة وسبب كتابتها وكثيرا ما يكون هذا الجزء هو مصدر القوة في المقالة بحيث
ان القارئ يأتي الى هنا وهو ملم ببعض الأفكار التى استقاها من المقدمّة . ولذلك
على الكاتب أن يهتم بالموضوع هنا وان يكون الاسلوب مهذبا قدر الإمكان . ويستطيع
الكاتب في هذا الجزء طرح وجهات نظره وكل ما يريد .

3- الخاتمة :
البعض يسمونها الخلاصة . وهو استنتاجات الكاتب للمحصّلة النهائية لموضوع مقالته
وعرض خلاصة بسيطة عن مضمون المقالة . وفي هذا الجزء من المقالة يستطيع الكاتب
أن يرمي بعنصر المفاجأة كما يسمية البعض ليفاجئ القارئ في نهاية رحلته مع
المقالة .

4- الاسلوب :
يعتبر الاسلوب هو الروح الخاصة بالمقالة والتى عن طريقة يمكن معرفة هل يستطيع
القارئ الاستمرار في القراءة ام لا . فالكاتب الجيّد هو من يحاول استدراج
القارئ بطريقة سهله ومحببه للقارئ تجعلة يتفاعل مع المقالة تفاعلاً يدل على أنه
يحمل الفرح لهذه المقالة . وكثيرا ما نقرأ مقالات ولا نستطيع تكملة النصف منها
بسبب ضعف الاسلوب وسطحية الطرح . وكما أنه كذلك فهناك مقالات لبعض الكتّاب تجد
من الصعوبة ترك شيئ منها لجمال اسلوب وقدرة كاتبها على جذب القارئ بسحر اسلوبه
. فعليك المحاولة جاهدا قدر المستطاع من الاعتناء بالاسلوب وصحة العبارة .

أخيرا نقول ان المقالات كثيرة الانواع يصعب التمييز بينها بسهولة ولا تنس أن المهمة شاقة وجميلة جدا اذا رغبت في دراستها وتجربتها .
ــــــــــــ
منــقول للأمــانة




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.