جمهورية اليمن
الجمهورية اليمنية إحدى البلاد الآسيوية، والتي تقع إلى الجنوب من شبه الجزيرة العربية، وبالنظر إلى اسم اليمن نجد أن عدد من الباحثين أرجعه لعدد من الأصول، فعرفه الجغرافيون القدماء باسم "العربية السعيدة"، كما ورد أنه سمي بهذا الاسم نسبة إلى "أيمن بن يعرب بن قحطان"، كما يقال أن اليمن عند العرب واليمنيين أنفسهم قد سمي بهذا الاسم لمعنى الاسم نفسه فاليُمن يأتي من الخير والبركة، ورأى آخر يقول أن السبب في التسمية يرجع إلى أن دولة اليمن تقع على يمين الكعبة المشرفة في مكة، وكان العرب قديماً يرمزون للشمال بـ "الشام" والجنوب بـ "اليمن".
الموقع
تقع الجمهورية اليمنية في الجزء الجنوبي الغربي من قارة أسيا، إلى الجنوب من شبه الجزيرة العربية، يحدها من الشمال المملكة العربية السعودية، ومن الجنوب البحر العربي وخليج عدن ومن الشرق سلطنة عمان ومن الغرب البحر الأحمر.
كما توجد عدد من الجزر التابعة لدولة اليمن والتي تنتشر قبالة سواحلها على امتداد كل من البحر الأحمر والبحر العربي، وتعد جزيرة سقطرة من أكبر هذه الجزر والتي تبعد عن الساحل اليمني على البحر العربي مسافة 150كيلو متر تقريبيا.ً
المساحة : تبلغ مساحة اليمن 527.970 كم2
عدد السكان : يبلغ عدد السكان22.230.531 نسمة.
العاصمة:صنعاء
اللغة : اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبلاد.
العملة : الريال اليمني.
الديانة : الديانة الرسمية للبلاد هي الإسلام بالإضافة لوجود ديانات اخرى مثل المسيحية واليهودية.
مظاهر السطح
تنقسم اليمن تبعاً لمظاهر السطح إلى خمس مناطق جغرافية رئيسية نذكرها فيما يلي:
المناطق الجبلية: وتتمثل في السلاسل الجبلية الواقعة في المناطق الجنوبية والغربية بمحاذاة المناطق الهضبية من الجنوب والغرب .
أما المنطقة الثانية فتعرف بالمناطق الهضبية: وتقع إلى الشرق والشمال من المرتفعات الجبلية وموازية لها، وتزداد أتساعاً كلما أتجهنا إلي منطقة الربع الخالي.
السهول الساحلية: وتتمثل في شريط ساحلي يطل على كل من البحر الأحمر وخليج عدن ويمتد من الحدود العمانية باتجاه الغرب ويتغير باتجاه الشمال حتى الحدود السعودية، ويبلغ طول هذه المنطقة 2000 كم تقريباً أما عرضها فيتراوح بين 30:60 كم.
ومن المعالم الجغرافية الأخرى باليمن نجد منطقة الربع الخالي وهي منطقة صحراوية يتخللها بعض النباتات البرية.
هذا بالإضافة للجزر اليمنية والتي تنتشر في المياه الإقليمية في كل من البحر الأحمر والبحر العربي.
المناخ
يسود البلاد مناخ حار رطب على الشريط الساحلي، معتدل طوال السنة ويميل للبرودة شتاءًا في المرتفعات الجبلية، وحار جاف في المناطق الصحراوية.
نظام الحكم
نظام الحكم في اليمن جمهوري وديمقراطي نيابي، تم استيفاء الدستور اليمني عام 1991م، وتم تعديله مرة أخرى في عام 1994م، وينص الدستور على أن الجمهورية اليمنية دولة عربية إسلامية مستقلة ذات سيادة، وأنها دولة واحدة لا تتجزأ ولا يجوز التنازل عن أي جزء من أراضيها، وأن الإسلام هو دين الدولة، وأن الشريعة الإسلامية مصدر لجميع التشريعات، ويتميز النظام السياسي في اليمن بالتعددية الحزبية والسياسية، واليمن دولة دستورية أي أن الدستور هو الذي يحدد شكل الدولة ونظام الحكم فيها والسلطات العامة وتوزيعها وحقوق الأفراد وواجباتهم.
وتنقسم السلطات في اليمن إلى ثلاث:
السلطة التنفيذية وتتمثل في رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء، ويتم انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة عن طريق الشعب وتمتد الدورة الرئاسية لمدة خمس سنوات، ولا يجوز تولي منصب رئيس الجمهورية لشخص واحد أكثر من دورتين رئاسيتين.
والسلطة التشريعية وتتمثل في مجلس واحد هو مجلس النواب، ويتكون من 301 عضو يتم انتخابهم عن طريق الاقتراع السري العام المباشر، وتكون مدة عضويتهم في المجلس أربع سنوات.
أما السلطة القضائية فتتمثل في المحاكم بأنواعها وينص الدستور على أن القضاة مستقلون في قضائهم ولا سلطان عليهم إلا للقانون، وتعد المحكمة العليا للجمهورية هي أعلى هيئة قضائية من اختصاصها الرقابة على دستورية القوانين واللوائح والأنظمة والقرارات.
ترجع الحضارة اليمنية إلى عصور موغلة في القدم حيث ارتبط اسم اليمن قديماً بأشهر الحضارات والممالك مثل سبأ واوسان وحمير، وتأتي على رأس هذه الحضارات مملكة سبأ والذي ارتبط بها التاريخ اليمني ارتباط وثيق، فعرفت هذه المملكة بملكتها الشهيرة بلقيس والتي ذكر اسم مملكتها في القرآن الكريم، ولقد تميزت مملكة سبأ باتساع رقعتها فكانت تشمل معظم أراضي اليمن، وعرفت بقوتها وازدهارها لفترة كبيرة من الزمن، حتى بدأت تنفصل عنها بعض المناطق لتكون دول ومناطق مستقلة توازي في قوتها وازدهارها مملكة سبأ الرئيسية وكانت من هذه الدول معين وقتبان وحضر موت.
جاءت بعد مملكة سبأ دولة حضر موت والتي نالت حظها هي الأخرى من الازدهار والتقدم وذلك بعد انفصالها عن سبأ، خاصة أنها كانت تمتلك أرض اللبان والذي كان أهم مصادر للتجارة في المنطقة.
وقد شهدت الحضارة اليمنية فترات من النمو والازدهار، وعرفت بازدهار النشاط التجاري على طول الطرق التجارية القديمة والتي كانت تعبرها العديد من القوافل المحملة بقطع البخور واللبان والتوابل والبخور.
وبالإضافة لتفوق اليمنيين في التجارة، فقد تفوقوا أيضاً في الفنون المعمارية والتي مازال العديد منها متبقي إلى الآن في عدد من المعابد والحصون والمدن القديمة.
أثار الازدهار الذي كانت فيه اليمن أطماع الكثيرين من أجل الاستيلاء عليها وعلى حضاراتها وطرقها التجارية، وبالفعل حاول الفرس والرومان فرض سيطرتهم على البلاد وبالتالي على طرق التجارة القديمة، فحاولت الإمبراطورية الرومانية إرسال حملة عسكرية لغزو اليمن ولكن باءت هذه الحملة بالفشل ولم تستطع اختراق أسوار مأرب الخارجية وذلك في عام 24 ق.م.
كما قام أبرهة حاكم أثيوبيا – والتي كانت اعتنقت المسيحية – بغزو اليمن وذلك كنوع من العقاب لذي نواس أخر الملوك الحميرين والذي قام بإصدار أوامر بقتل مسيحيون نجران، وقد سيطر هذا الغزو على اليمن لمدة دامت حوالي نصف قرن، قام الغزاة خلالها بتدمير القلاع الخاصة بملوك حمير ونصبهم التذكارية.
جاء الخلاص لليمن من الاستعمار الأثيوبي بوفاة أبرهة أثناء محاولته لدخول مكة لهدم الكعبة بعد أن أنزل الله سبحانه وتعالى عقابه عليه هو وجنوده.
جاء بعد ذلك حكم الفرس لليمن، ثم جاء الإسلام لتدخل معه اليمن مرحلة جديدة من تاريخها، فدخل أهلها إلي الإسلام وانضموا للجهاد في سبيل الله في ظل الدولة الإسلامية، توالت بعد ذلك على اليمن العديد من الدول والممالك فجاءت الأسرة الزيادية في بداية القرن التاسع ولكنها سقطت في القرن الحادي عشر، ونشأ بعدها العديد من الدول الصغيرة مثل الدولة اليعفرية بمنطقة شبام كوكبان، دولة الإمامة الزيدية في صعدة، دولة الصليحيين في صنعاء والتي تمكنت من توحيد اليمن وشهدت فترة ازدهار حيث عملت الملكة أروى بنت احمد الصليحي على بناء المساجد والمدارس وقنوات الري، ثم توالت الدولة الأيوبية في تعز، وبعدها الدولة الرسولية في تعز، الدولة الظهيرية في المقرانة.
وقعت بعد ذلك الأجزاء الشمالية، والشرقية من البلاد تحت نفوذ الاستعمار العثماني التركي الأول في الفترة ما بين 1539- 1635م وقد تم التصدي لهذا الغزو من قبل الشعب اليمني، إلا أن العثمانيين ما لبثوا أن عادوا مرة أخرى في عام 1872م، كما فرض البريطانيون سيطرتهم على عدن عام 1839، وامتد نفوذهم إلى المناطق الجنوبية والشرقية من اليمن، ونظراً للصراعات التي دارت بين كل من العثمانيين والبريطانيين على فرض النفوذ في البلاد تم توقيع معاهدة بين كل من الطرفين وذلك من اجل تقسيم اليمن، وواصل الشعب اليمني مقاومته للاستعمار حتى تمكنوا أخيرا من إجبار العثمانيين على الانسحاب في عام 1918.
أنتقلت اليمن بعد ذلك لنظام الحكم الإمامي والذي تم إقصائه بعد ذلك بثورة 26 سبتمبر 1962 بصنعاء، تمكن الشعب اليمني بعد مرحلة من الكفاح ضد الاستعمار البريطاني بإجلاء أخر جندي بريطاني من عدن في 30 نوفمبر 1967، تم توقيع اتفاقية الوحدة في 30 نوفمبر 1989م والتي تم بموجبها وضع اليمن تحت ظلال الحكم الدستوري.
المدن والسياحة
توجد باليمن العديد من المدن الجميلة والتي تتنوع بها عناصر الجذب السياحي فتوجد السياحة الثقافية، والتاريخية بالإضافة للسياحة الطبيعية، وتندرج تحت بند السياحة التاريخية العديد من المدن اليمنية القديمة والتي كانت موطن لعدد من الحضارات من هذه المدن نجد معين، سبأ، عاد وثمود وغيرها، وتمتاز المدن اليمنية بتألق الفن المعماري والذي أزدهر في العصور اليمنية القديمة.
تمتاز السياحة الطبيعية في اليمن بالتنوع الهائل في طبيعة السطح والأشكال الجغرافية، فنجد سياحة الشواطئ حيث تمتد اليمن بسواحل طويلة على كل من البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، هذا بالإضافة للجزر التي تتألق بجمالها الساحر وكثرة المناظر الطبيعية الخلابة بها، ونذكر هنا "جزيرة سقطرة" والتي تمتلك العديد من مقومات الجمال الطبيعية الأمر الذي جعل اليمن تقوم بترشيحها لتكون واحدة من عجائب الدنيا السبعة الطبيعية.
كما تنتشر المرتفعات الجبلية والمدرجات الخضراء بالإضافة للكهوف والمغارات والأودية، والتي يجد بها السائح المتعة والترفيه فيمارس رياضة التسلق والمشي ومن اشهر المناطق الجبلية باليمن عتمة، جبل النبي شعيب، مرتفعات اللواء الأخضر وغيرها، وتمثل طرق التجارة القديمة أيضاً احد مصادر للجذب السياحي مثل مأرب، ورملة السبعتين، شبوه القديمة.
من المعالم السياحية في المدن اليمنية يوجد بصنعاء الأسواق الشعبية والمتاحف مثل المتحف الحربي والمتحف الوطني ومتحف التراث الشعبي، كما يوجد سور صنعاء التاريخي، وتضم مدينة غيمان العديد من المعالم التاريخية والأثرية الباقية من الدولة الحميرية، وتشتهر مدينة مأرب لكونها عاصمة لدولة سبأ أقدم المدن التاريخية في جنوب الجزيرة العربية، وتتنوع تضاريسها ما بين جبال ووديان وسهول وصحاري، وتوجد بمأرب العديد من المعالم الأثرية الباقية من حضارة سبأ مثل سد مأرب، المعابد الأثرية مثل محرم بلقيس، معبد بران وغيرها من المعالم، كما تشتهر مدينة عدن كواحدة من المدن الساحلية الهامة وهي ميناء اليمن على البحر العربي، ويوجد بها العديد الشواطئ الرائعة مثل شاطئ أبين، والشاطئ الذهبي، وعرفت عدن أيضاً كميناء هام أثناء الدولة الحميرية.
ومن المدن اليمنية الأخرى توجد حضر موت، حجة، المحويت، الحديدة، صعدة، شبوة، أبين، الضالع، المخا.