التصنيفات
فقه السنة النبوية

انتساب محمد (صلَّى الله عليه وسلم) إلى أصل عريق

انتساب محمد (صلَّى الله عليه وسلم) إلى أصل عريق


الونشريس

بسم الله الرحمن الرحيم

من الميلاد إلى البعث

1- انتساب محمد (صلَّى الله عليه وسلم) إلى أصل عريق من ناحية الأبوين
ولد محمد (صلَّى الله عليه وسلم) من أسرة زاكية المعدن، نبيلة النسب ، قال رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) عن نفسه:"إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة ، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم".حديث صحيح، أخرجه مسلم
وعراقة الأصل لا تمنح الرجل الفاشل فضلاً. لذلك لما سئل النبي (صلَّى الله عليه وسلم): أي الناس أكرم؟ قال: "…فعن معادن العرب تسألوني؟" قالوا: نعم، قال: "فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا".صحيح ،أخرجه البخاري و مسلم
و"عبدالله" أصغر أبناء عبد المطلب وله في قلبه منزلة جليلة، وقد زوجه بآمنة بنت وهَبْ، ثم تركه يسعى في الحياة وحده، فخرج وهو عروس بعد أشهر من بنائه بآمنة، خرج يضرب مناكب الأرض ابتغاء الرزق، وذهب في رحلة الصيف إلى الشام، فذهب ولم يعد… عادت القافلة تحمل أنباء مرضه، ثم جاء بعد قليل نعيه. ولما بلغ نعيه إلى مكة رثته آمنة بأروع المراثى، قالت ‏:‏

عَفَا جانبُ البطحاءِ من ابن هاشم ** وجاور لَحْدًا خارجـًا في الغَـمَاغِـــم

دَعَتْـه المنــايا دعــوة فأجـابـــهـا ** وما تركتْ في الناس مثل ابن هاشـم

عشيـة راحـوا يحملــون سريـره ** تَعَاوَرَهُ أصـحـابــه في التزاحــــم

فإن تـك غـالتـه المنـايا ورَيْبَهـــا ** فقـد كـان مِعْطــاءً كـثير التراحم

مولده :
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وُلِدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ ، لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ ، عَامَ الْفِيلِ. ويوافق ذلك عشرين أو اثنين وعشرين من شهر أبريل سنة 571 م حسبما حققه العالم الكبير محمد سليمان ـ المنصورفورى ـ رحمه الله ‏.‏
وقد روى البعض أن إرهاصات بالبعثة وقعت قبل الميلاد؛ فسقطت أربع عشرة شرفة من إيوان كسرى؛ وخمدت النار التي يعبد المجوس؛ وانهدمت الكنائس حول بحيرة "ساوة" بعد أن غاضت. قال البوصيري:
أبان مولده عن طيب عنصره ** يا طيب مبتدأ منهومختتم
يوم تفرَّس فيه الفرس إنهم ** قد أنذروا بحلول البؤسوالنقم
وبات إيوان كسرى وهو منصدع ** كشمل أصحاب كسرى غيرملتئم
والنار خامدة الأنفاس من أسف ** عليه؛ والنهر ساهي العين منسدم
وساء ساوة أن غاضت بحيرتها ** ورُد واردها بالغيظ حينظمي
ولما ولدته أمه أرسلت إلى جده عبد المطلب تبشره بحفيده،فجاء مستبشرًا ودخل به الكعبة، ودعا الله وشكر له‏.‏ واختار له اسم محمد ـ وهذا الاسم لم يكن معروفًا في العرب ـ وخَتَنَه يوم سابعه كما كان العرب يفعلون‏.‏
لذلك سألوه: لم رغب عن أسماء آبائه؟ فأجاب: أردت أن يحمده الله في السماء، وأن يحمده الخلق في الأرض،
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله:
"ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم؟ يشتمون مذمماً ويلعنون مذمماً وأنا محمد!". حديث صحيح أخرجه البخاري

مرضعته :
أقبلت "آمنة" على ابنها تحنو عليه في انتظار المراضع المقبلات من البادية، وكانت "حليمة ابنة أبي ذؤيب" من قبيلة بني سعد إحدى القادمات إلى مكة ابتغاء العودة برضيع تستعين على العيش بحضانته. ولم يرض طموحها أول الأمر طفل يتيم؛ إلا أنها لم تجد طِلْبتها واستحيت أن تعود صفر اليدين، فرجعت إلى "آمنة" تأخذ منها "محمداً". وكانت البركة في مقدمه معها، كانت سنواتها عجافاً من قبله. فامتن الله عليها بخير مضاعف: درّت الضروع بعد جفاف، ولان العيش وأخصب، وشعرت حليمة وزوجها وولدها بأن أوبتهم من مكة كانت باليمن والغُنْم، لا بالفقر واليتم، مما زاد تعلقهم بالطفل و اعزازهم له




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.