التوحد هو خلل معقد بالجهاز العصبي المركزي ويتميز بثلاث صفات جوهرية هي:
1 – مشكلة في التفاعل مع المجتمع .
2 – خلل في التواصل اللفظي وغير اللفظي verbal and nonverbal .
3 – نمط يتكرر من التصرفات مع اهتمامات ضيقة ومقيدة .
وهناك عدد من الأعراض غالبا ما تكون مصاحبة للتوحد , وأغلب الذين يعانون من التوحد لديهم مشكلة في استخدام اللغة وتكوين العلاقات , وأيضا في تفسير ما يدور في العالم الخارجي حولهم أو الاستجابة له بشكل ملائم .
والتوحد يمكن تعريفه من جانب السلوك والتصرفات كخلل في تطور الجهاز العصبي يبدأ في الطفولة المبكرة وبالرغم من أن تشخيص التوحد من الممكن ألا يتم إلا عندما يصل الطفل إلى سن ما قبل دخول المدرسة أو سن دخول المدرسة فإن أعراض وعلامات التوحد من الممكن أن تظهر عندما يكون الطفل في العمر من 12 إلى 18 شهر , كما تكون السلوكيات المميزة للتوحد تكاد تكون مؤكدة في أغلب الحالات عند سن ثلاث سنوات , ويمكن التعرف عليهم عند سن ما قبل المدرسة ( 5 سنوات ) بظهور تأخر اكتساب اللغة وهى أول ما يظهر على الأطفال الذين يتأثرون بالمرض بصورة شديدة severely affected children , أما الأطفال الذين يكونون أحسن حالا Higher functioning فهم يعرفون بصفة عامة بالمشاكل السلوكية عندما يصلون إلى عمر 4 إلى 5 سنوات أو بالمشاكل الاجتماعية في سن متأخر عن ذلك , ويستمر التوحد طوال عمر الشخص المصاب به بالرغم من أن البعض من المصابين بالمرض لديهم القدرة على تعلم ضبط وتعديل سلوكهم إلى حد ما .
تولد مرض التوحد
ينشأ التوحد عن نمو غير طبيعي لبعض أجزاء المخ.
سبب مرض التوحد
– معظم الحالات غير معروفة السبب ومع ذلك فإن الأبحاث تشير بقوة إلى العوامل الوراثية genetic component وكذلك فإن العوامل البيئية environmental والمناعية immunologic والتحول الغذائي ****bolic تؤثر في تطور المرض .
– ومن ناحية العامل الوراثي فكما يبدو للعلماء لا يوجد عامل وراثي واحد no single gene هو المتسبب ولكن عدة عوامل number of different genes والتي عندما تجتمع معا combine together فإنها تزيد من مخاطر الإصابة بالتوحد , وفى الأسر التي يكون فيها طفل واحد مصاب بالتوحد يكون احتمال إصابة طفل آخر من 3 إلى 8 بالمائة , وفى التوائم الذين ينشأون من بويضة واحدة monozygotic twins تصل نسبة الإصابة في أحدهم إذا أصيب الآخر إلى 30 بالمائة , كما تشير عدة أبحاث إلى أن نسبة الإصابة في الأطفال ذوى القرابة من الدرجة الأولى لأطفال مصابين تكون أكبر منها في الأقارب لأطفال عاديين .
– في بعض الأطفال يكون التوحد مرتبط بحالة مرضية أخري مثل العدوى عند الولادة congenital infections بفيروس الحصبة الألمانية rubella والفيروس المضخم للخلايا Cytomegalovirus وداء القطط toxoplasmosis وبعض الأمراض الوراثية مثل التصلب الحدبي Tuberous Sclerosis وبعض الأمراض التي تصيب الجنين بعد الولادة مثل الالتهاب السحائي الميكروبي bacterial meningitis , ولا تعتبر هذه الأمراض سبب للتوحد حيث أن معظم الأطفال المصابون بهذه الأمراض لا يعانون من التوحد .
– التعرض لبعض العوامل البيئية يتفاعل مع العوامل الجينية لدى بعض الأسر ليزيد من خطر الإصابة بالتوحد .
– وقد وضع الباحثين والعلماء نظريات لتفسير سبب التوحد لكن هذه النظريات لم تثبت , ومنها تعرض الطفل للزئبق الموجود في بعض التطعيمات vaccines كمادة حافظة أو تعرض الطفل للصدمات النفسية emotional trauma وخاصة التي يسببها الأبوة والأمومة السيئة bad parenting .
أعراض التوحد
يتميز التوحد بثلاث أعراض هامة وهى:
1 – خلل بالتفاعل الاجتماعي Impaired social interactionوأمثلة لذلك الافتقار إلى استخدام لغة الجسم والتعبيرات الغير كلامية مثل التواصل البصري وتعبيرات الوجه والإشارات , والافتقار لإدراك مشاعر الآخرين وعدم التعبير عن الانفعالات مثل السرور (الضحك) أو الحزن (الصراخ) والبقاء في عزلة وتفضيل الوحدة عن الوجود مع الآخرين وعدم الاستجابة للآخرين وصعوبة التفاعل معهم , والفشل في عمل صداقة مع الأقران وعدم الرغبة في العناق , وعدم الاستجابة للكلام الشفهي في الوقت المناسب وكأنه أصم .
2 – خلل بالتواصل Impaired communication
مثال ذلك عدم اكتساب اللغة أو الكلام أو التأخر فيه spoken or speech, وعند وجود الكلام واللغة تكون غير عادية في محتواها ونوعها وصعوبة التعبير عن الرغبات والاحتياجات بالكلام أو بدونه , وتكرار الكلمات المنطوقة وعدم القدرة على بدأ الحوار أو الاستمرار فيه , ونقص أو غياب الألعاب التخيلية .
3 – تكون الأنشطة والتصرفات والاهتمامات محصورة ومقيدة
ومثال ذلك الإصرار على روتين ومقاومة التغير والتصرف بطريقة جبرية أو ذات طابع كأنه شعائر وتكرار بحركات الجسم مثل خبط اليد أو ضرب الرأس والدوران أو الهز ومثل المشي على أصابع القدم ووضع أشياء في خط , والانهماك في جزئيات الأشياء والافتتان بالحركات المتكررة مثل إطفاء النور وإضاءته او الاهتمامات المحدودة والضيقة مثل الاهتمام بالتقويم والتواريخ والأرقام والمناخ .
وهناك عدد من السمات المصاحبة والتصرفات التي يمكن رؤيتها عند بعض المصابين بالتوحد وتشمل:
– الوظيفة الإدراكية Cognitive function:
فالتوحد يحدث على كل مستويات الذكاء ومع أن حوالي 75 بالمائة من المصابين بالتوحد يكون معامل الذكاء عندهم أقل من المعدل , فإن حوالي 25 بالمائة يتمتعون بالمعدل العادي أو فوق العادي من الذكاء في مجال معين مثل الرياضيات mathematics .
– الوظيفة العصبية Neurologic function:
تحدث تشنجات لنحو 25 إلى 35 بالمائة من الأطفال المصابين بالتوحد , وهذه الحالات تكون مقاومة للعلاج ولا تستجيب له , وتصل التشنجات إلى ذروتها في الطفولة المبكرة ثم عند البلوغ , وتزيد خطورة التشنجات عند الأطفال المصابين بالتوحد والذين يعانون أيضا من تخلف عقلي وفى ذات الوقت ينتمون لأسر لها تاريخ لأفراد منها يعانون من التوحد , أما بالنسبة للمهارات الحركية فهي تكون نامية في بعض المجالات وناقصة النمو في مجالات أخرى .
– الأعراض السلوكية Behavioral symptoms:وتشمل:
– تصرفات عدوانية أو مؤذية للذات.
– زيادة ملحوظة في الفعالية والنشاط أو نقص ملحوظ .
– نوبات من الغضب .
– قصور في مدى الانتباه .
– استجابة غير عادية للمنبهات الحسية مثل الألم , فالذين يعانون من التوحد يظهرون حساسية زائدة أو ناقصة في استجابتهم للألم , كذلك قد يبدو عليهم الرعب كاستجابة للأصوات المرتفعة وقد لا يوجد عند البعض منهم خوف في مواضع الخطر .
– النوم والأكل الغير طبيعيين فقد لا يأكل إلا أنواع معينة من الطعام .
– عدم الاستجابة لوسائل التعليم العادية .
– اللعب بطرق شاذة وغير معتادة .
– ارتباط غير طبيعي بالأشياء .
– المزاج والتأثر:
يختلف من حالة إلى أخرى وقد يشمل عدم الانتباه وعدم إدراك مشاعر الآخرين والانسحاب وعدم الاستقرار الإنفعالى , وبعض المصابين بالتوحد يبدو علي مظهرهم الخارجي القلق وأحيانا يبدو عليهم الحزن كاستجابة بعد تحققهم من مشكلاتهم , وفى بعض الأطفال الذين يظهرون تأثرا فإن انفعالاتهم وتعبيراتهم يكون من الصعب تمييزها .
متى نبحث عن المساعدة الطبية
إذا كانت تصرفات الطفل غير طبيعية ليوم أو يومين بعد أن كان يتصرف بطريقة طبيعية بالكامل فمن المحتمل أن ينشأ ذلك عن علة بسيطة أو أن يكون متعبا بتأثير نوع ما من الضغوط , ولكن إذا استمر الأمر لمدة طويلة وكانت هناك بعض الأعراض السابق ذكرها فيجب زيارة طبيب الأطفال وخاصة إذا حدث ذلك في عمر من 4 إلى 6 سنوات , ومع ذلك فإن بعض الآباء يشتبهون أن هناك شيئا خطأ ويستحق الاهتمام عند عمر 18شهر ويعبرون عن هذا عند عمر عامين .
وأهم هذه الملاحظات:
– أن يبدو الطفل غير شاعر بما يحيط به ومنعزلا .
– عدم اللعب والتفاعل مع الآخرين .
– أن يبدو غير واضح أو كتوما .
– أن يبدو لديه مشاكل في التحدث أو فهم حديث الآخرين .
– عدم السيطرة على نوبات الغضب .
– الإصرار على الروتين وعدم التغيير .
– الأفعال المتكررة.
ويجب أن يقيم أي طفل من ناحية التوحد إذا مر بالآتي:
– إذا لم ينطق كالأطفال عند عمر سنه .
– إذا لم يستخدم الإشارات للتعبير كالأطفال عند عمر عام .
– إذا لم ينطق بكلمة واحدة عند عمر 16 شهر .
– إذا لم ينطق بكلمتين عند عمر عامين .
– عند فقدان الطفل اللغة أو المهارات الاجتماعية .
وعند ظهور أحد هذه العلامات يجب عدم الانتظار , فإن ذلك يعنى وجود إعاقة – حتى وإن لم تكن هذه الإعاقة بسبب التوحد وكانت بسبب مرض آخر – فالتشخيص المبكر والتدخل لهم أهمية كبيرة في تحسين النتائج على المدى الطويل لكل اضطرابات النمو بما فيها التوحد .
الفحوص والاختبارات لمرض التوحد
لا يوجد فحوص معملية ولا أشعة لتأكيد التشخيص ولكن التشخيص يتم تأكيده بناء على ملاحظة تصرفات الطفل المصاب بالتوحد والمعلومات من أفراد العائلة , كما أن طبيب الأطفال يهتم بتمييز التشخيص عن الحالات المشابهة مثل التأخر العقلي وأمراض التمثيل الغذائي والأمراض الوراثية أو الصمم , وزيارة واحدة ليست كافية للتشخيص , ويلاحظ طبيب الأطفال تصرفات الطفل (عند الأطفال الصغار عند 18 شهر فصاعدا ) وبالإضافة إلى ذلك استجابات الأطفال للأوامر البسيطة والأسئلة (عند عمر 4 سنوات فصاعدا ) ومن الممكن أن يستعين طبيب الأطفال بمتخصص في اضطرابات نمو الأطفال developmental disorders عندما يعتقد أن الحالة تحتاج إلى مزيد من التقييم أو طبيب أمراض عصبية neurologist أو نفسية psychiatrist كما يشارك في تقييم الحالة أخصائي علاج أمراض النطق والتواصل speech and pathologists و أخصائي السمعياتaudiologists (specialists in testing hearing), و أخصائي العلاج الوظيفي و المهني occupational therapists و أخصائي اجتماعي social workers .
ويشمل تقييم حالة المريض التاريخ المرضى ونتائج الفحص الطبي وتقييم السمع وبعض نتائج التحاليل والفحوص مثل الاختبارات الوراثية genetic tests والمتعلقة بالتمثيل الغذائي ****bolic tests وصور أشعة الرنين المغناطيسي للمخ brain MRI والرسم الكهربي للمخ EEG والكلام speech واللغة l anguage وتقييم التواصل communication assessment وتقييم الإدراك والسلوكيات cognitive and behavioral assessments (ويكون التركيز على المهارات الاجتماعية social skills والعلاقات relationships ومشاكل التصرفات problem behaviors والدافع أو الحافز motivation والتعزيز والتقوية reinforcement والوظيفة الحسية sensory functioning وتنظيم النفس self regulation) وتقييم أكاديمي academic assessment (الوظيفة التعليمية educational functioning وأسلوب التعلم learning style)
علاج مرض التوحد-
لا يوجد شفاء للتوحد حتى الآن سواء بالوسائل الطبية أو السلوكية ولكن مع معرفة أكثر عن التوحد توجد استجابات لبعض العلاجات التي تكون على شكل برامج تعليمية جيدة التخطيط والتي تركز على تنمية مهارات التواصل والمهارات الاجتماعية .
– طبيب الأطفال يقوم في العادة بتوجيه الطفل والمهتمين إلى متخصص في اضطرابات نمو الطفل لتقييم الحالة , وبعض الناس يفضلون أن يقوم هذا الأخصائي بتقديم العلاج لطفلهم ولكن لهم الحرية في اختيار المعالج .
– لا توجد معايير محددة لعلاج التوحد , وكثير من المحترفين لهم فلسفات وممارسات مختلفة في علاج التوحد .
– الأطفال المصابون بالتوحد يكون لديهم القدرة على استيعاب المعلومات التي يرونها عن التي يسمعونها ولذلك فإنهم يتعلمون بالمشاهدة .
– يصعب على المصابون بالتوحد فهم الجمل والتعليمات المطولة .
– يشمل العلاج تنمية قدرة الطفل على الاستيعاب والتعبير عن مشاعره كما يشمل أنشطة مهدئة مثل الموسيقى والأرجحة ومشاهدة التلفاز والفيديو وإعطاء الطفل فترات من الراحة لا نكلفه فيها بشيء .
– يمكن للأطفال المصابون بالتوحد حفظ الأشياء التي شاهدوها والتي سمعوها تكرارا , ويستطيعون تذكر حوارات كاملة دارت بعروض الفيديو أو كتاب يحبونه أو الطريق لبعض الأماكن .
– يمكن التدرج في تعليم الطفل المصاب بالتوحد بأشياء حقيقية مرئية مثل علب العصير ثم الملصقات على هذه العلب ثم صور العلب ثم رسوم للعلب وهكذا يكون التعليم بتدرج من الأشياء السهلة إلى الأصعب كما يمكن الاستعانة بمتخصص في مشاكل النطق .
– والطريقة التقليدية للعلاج تشمل التعليم الخاص special education بكل حالة وترتيب تصرفاتها behavioral management .
– وهناك أدلة تشير إلى أنه كلما كان العلاج المهني occupational therapy – والمتعلق بالكلام والتصرفات – مبكرا كلما كانت النتائج أفضل على المدى الطويل .
– كما يشمل العلاج بجانب الاهتمام باللغة والكلام والتصرفات العلاج بالأدوية والعلاج التكميلي أو الطب البديل complementary therapies والدعم بالدراسات العلمية scientific studies .
– هناك أدوية كثيرة مستعملة في علاج التوحد أهمها العلاجات الخاصة بالتشنجات seizures والسلوكيات والانفعالات المصاحبة للتوحد مثل الاكتئاب والذي تستخدم له مضادات الاكتئاب Antidepressants والأدوية المعالجة للذهان Antipsychotic drugs والتي تقلل من العدوانية والتصرفات المتكررة عند بعض المصابين بالتوحد .
الوقاية من مرض التوحد-
لا توجد طرق للوقاية من التوحد ولكن البحث في مورثات التوحد genetics of autism يسعى لتقديم تدخلات لتصحيح الخطأ في المورثات genetic errors قبل ظهور الأعراض والعلامات.
ما هو التوحد؟
مرض التوحد هو اضطراب عصبي لا يعرف مصدره. وهو إعاقة نمائية يتم تشخيصها في معظم الأحيان خلال الثلاث السنوات الأولى من عمر الطفل. تؤثر هذه الإعاقة على وظائف المخ، وتقدر نسبة الإصابة بها بنحو 1 بين كل 500 طفل وبالغ في الولايات المتحدة الأمريكية. لا تتوفر إحصائيات دقيقة عن عدد المصابين في كل دولة. وما يعرف أن إعاقة التوحد تصيب الذكور أكثر من الإناث أي بمعدل 4 إلى 1، وهي إعاقة تصيب الأسر من جميع الطبقات الاجتماعية ومن جميع الأجناس والأعراق.
ويؤثر التوحد على النمو الطبيعي للمخ في مجال الحياة الاجتماعية ومهارات التواصل communication skills . حيث عادة ما يواجه الأطفال والأشخاص المصابون بالتوحد صعوبات في مجال التواصل غير اللفظي، والتفاعل الاجتماعي وكذلك صعوبات في الأنشطة الترفيهية. حيث تؤدي الإصابة بالتوحد إلى صعوبة في التواصل مع الآخرين وفي الارتباط بالعالم الخارجي. حيث يمكن أن يظهر المصابون بهذا الاضطراب سلوكاً متكرراً بصورة غير طبيعية، كأن يرفرفوا بأيديهم بشكل متكرر، أو أن يهزوا جسمهم بشكل متكرر، كما يمكن أن يظهروا ردوداً غير معتادة عند تعاملهم مع الناس، أو أن يرتبطوا ببعض الأشياء بصورة غير طبيعية، كأن يلعب الطفل بسيارة معينة بشكل متكرر وبصورة غير طبيعية، دون محاولة التغيير إلى سيارة أو لعبة أخرى مثلاً، مع وجود مقاومة لمحاولة التغيير. وفي بعض الحالات، قد يظهر الطفل سلوكاً عدوانياً تجاه الغير، أو تجاه الذات.
كيف يتم تشخيص التوحد؟
يقلق والدي الطفل غالباً عندما يبلغ السنتان من عمره دون أن يتكلم كأقرانه، وقد يلاحظان عليه عدم التركيز البصري أو عدم ربطه للأمور. وقد يظهر على البعض الآخر سلوكيات غريبة مثل الرغبة في إيذاء الذات. إلا أن زيارة لطبيب الأطفال قد لا تفيد فقد يخبرهم بأنه لا داعي للقلق وأن الطفل على ما يرام. والواقع أنه على الوالدين عدم تكذيب حسهم الأبوي والأفضل استشارة طبيب آخر وعدم الاكتفاء برأي واحد فقط .
ولعل تشخيص مرض التوحد من أصعب الأمور وأكثرها تعقيداً، وخاصة في الدول العربية، حيث يقل عدد الأشخاص المهيئين بطريقة علمية لتشخيص التوحد، مما يؤدي إلى وجود خطأ في التشخيص، أو إلى تجاهل التوحد في المراحل المبكرة من حياة الطفل، مما يؤدي إلى صعوبة التدخل في أوقات لاحقة. حيث لا يمكن تشخيص الطفل دون وجود ملاحظة دقيقة لسلوك الطفل، ولمهارات التواصل لديه، ومقارنة ذلك بالمستويات المعتادة من النمو والتطور. ولكن مما يزيد من صعوبة التشخيص أن كثيراً من السلوك التوحدي يوجد كذلك في اضطرابات أخرى. ولذلك فإنه في الظروف المثالية يجب أن يتم تقييم حالة الطفل من قبل فريق كامل من تخصصات مختلفة، حيث يمكن أن يضم هذا الفريق: أخصائي أعصاب neurologist، أخصائي نفسي أو طبيب نفسي، طبيب أطفال متخصص في النمو، أخصائي علاج لغة وأمراض نطق speech-language pathologist، أخصائي علاج مهني occupational therapist وأخصائي تعليمي، والمختصين الآخرين ممن لديهم معرفة جيدة بالتوحد.
هذا وقد تم تطوير بعض الاختبارات التي يمكن استخدامها للوصول إلى تشخيص صحيح للتوحد، ولعل من أشهر هذه الاختبارات (CHAT (Checklist for Autism in Toddlers،
Chilhood Autism Rating Scale- CARS وغيرهما. وهي للاستخدام من قبل المتخصصين فقط.
ما هي أعراض التوحد؟
وكيف يبدو الأشخاص المصابين بالتوحد؟
عادة لا يمكن ملاحظة التوحد بشكل واضح حتى سن 24-30 شهراً، حينما يلاحظ الوالدان تأخراً في اللغة أو اللعب أو التفاعل الاجتماعي، وعادة ما تكون الأعراض واضحة في الجوانب التالية:
التواصل:
يكون تطور اللغة بطيئاً، وقد لا تتطور بتاتاً، يتم استخدام الكلمات بشكل مختلف عن الأطفال الآخرين، حيث ترتبط الكلمات بمعانٍ غير معتادة لهذه الكلمات، يكون التواصل عن طريق الإشارات بدلاً من الكلمات، يكون الانتباه والتركيز لمدة قصيرة.
التفاعل الاجتماعي:
يقضي وقتاً أقل مع الآخرين، يبدي اهتماماً أقل بتكوين صداقات مع الآخرين، تكون استجابته أقل للإشارات الاجتماعية مثل الابتسامة أو النظر للعيون.
المشكلات الحسية:
استجابة غير معتادة للأحاسيس الجسدية، مثل أن يكون حساساً أكثر من المعتاد للمس، أو أن يكون أقل حساسية من المعتاد للألم، أو النظر، أو السمع، أو الشم.
اللعب:
هناك نقص في اللعب التلقائي أو الابتكاري، كما أنه لا يقلد حركات الآخرين، ولا يحاول أن يبدأ في عمل ألعاب خيالية أو مبتكرة.
السلوك:
قد يكون نشطاً أو حركاً أكثر من المعتاد، أو تكون حركته أقل من المعتاد، مع وجود نوبات من السلوك غير السوي (كأن يضرب رأسه بالحائط، أو يعض) دون سبب واضح. قد يصر على الاحتفاظ بشيء ما، أو التفكير في فكرة بعينها، أو الارتباط بشخص واحد بعينه. هناك نقص واضح في تقدير الأمور المعتادة، وقد يظهر سلوكاً عنيفاً أو عدوانيا، أو مؤذياً للذات.
وقد تختلف هذه الأعراض من شخص لآخر، وبدرجات متفاوتة.
علاج حالات التوحد:
يقسم المختصون طرق العلاج إلى:
1– طرق العلاج القائمة على أسس علمية:
مثل:
طريقة لوفاس Lovaas:
وتسمى كذلك بالعلاج السلوكي Behaviour Therapy، أو علاج التحليل السلوكيBehaviour Analysis Therapy. ونعتبر واحدة من طرق العلاج السلوكي، ولعلها تكون الأشهر، حيث تقوم النظرية السلوكية على أساس أنه يمكن التحكم بالسلوك بدراسة البيئة التي يحدث بها والتحكم في العوامل المثيرة لهذا السلوك، حيث يعتبر كل سلوك عبارة عن استجابة لمؤثر ما.
فاست فورورد FastForWord:
وهو عبارة عن برنامج إلكتروني يعمل بالحاسوب (الكمبيوتر)، ويعمل على تحسين المستوى اللغوي للطفل المصاب بالتوحد
وتقوم فكرة هذا البرنامج على وضع سماعات على أذني الطفل، بينما هو يجلس أمام شاشة الحاسوب ويلعب ويستمع للأصوات الصادرة من هذه اللعب. وهذا البرنامج يركز على جانب واحد هو جانب اللغة والاستماع والانتباه، وبالتالي يفترض أن الطفل قادر على الجلوس مقابل الحاسوب دون وجود عوائق سلوكية.
2- طرق العلاج الأخرى (غير المبنية على أسس علمية واضحة)
التدريب على التكامل السمعيAIT) Auditory Integration Training): وتقوم آراء المؤيدين لهذه الطريقة بأن الأشخاص المصابين للتوحد مصابين بحساسية في السمع (فهم إما مفرطين في الحساسية أو عندهم نقص في الحساسية السمعية)، ولذلك فإن طرق العلاج تقوم على تحسين قدرة السمع لدى هؤلاء عن طريق عمل فحص سمع أولاً ثم يتم وضع سماعات إلى آذان الأشخاص التوحديين بحيث يستمعون لموسيقى تم تركيبها بشكل رقمي (ديجيتال) بحيث تؤدي إلى تقليل الحساسية المفرطة، أو زيادة الحساسية في حالة نقصها.
إذن ما هي أفضل طريقة للعلاج:
بسبب طبيعة التوحد، الذي تختلف أعراضه وتخف وتحد من طفل لآخر، ونظراً للاختلاف الطبيعي بين كل طفل وآخر، فإنه ليست هناك طريقة معينة بذاتها تصلح للتخفيف من أعراض التوحد في كل الحالات. وقد أظهرت البحوث والدراسات أن معظم الأشخاص المصابين بالتوحد يستجيبون بشكل جيد للبرامج القائمة على البُنى الثابتة والمُتوقعة (مثل الأعمال اليومية المتكررة والتي تعود عليها الطفل)، والتعليم المصمم بناء على الاحتياجات الفردية لكل طفل، وبرامج العلاج السلوكي، و البرامج التي تشمل علاج اللغة، وتنمية المهارات الاجتماعية، والتغلب على أية مشكلات حسية. على أن تدار هذه البرامج من قبل أخصائيين مدربين بشكل جيد، وبطريقة متناسقة، وشاملة. كما يجب أن تكون الخدمة مرنة تتغير بتغير حالة الطفل، وأن تعتمد على تشجيع الطفل وتحفيزه، كما يجب تقييمها بشكل منتظم من أجل محاولة الانتقال بها من البيت إلى المدرسة إلى المجتمع. كما لا يجب إغفال دور الوالدين وضرورة تدريبهما للمساعدة في البرنامج، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي لهما.
ولا نستطيع القول أنه مرض وراثي لأنه أيضا يرتبط بالعامل البيئي
فقد يكون الطفل حاملا للجين المسبب للمرض ثم يتعرض
أولا لبيئة تسبب ظهور أعراض المرض , ويرتبط التوحد بعدد من الجينات وليس حينا واحدا , وهذه بعض النظريات التو توصلت لها الأبحاث عن أسباب مرض التوحد :- ا
• لوحظ أن الأطفال الذين يعانون من التوحد يعانون من حساسية من مادة الكازين ( وهى موجودة في لبن وحليب الأبقار والماعز ) وكذلك الجلوتين وهى مادة بروتينية موجودة فى القمح والشعير والشوفان .ا
• عندما يأخذ الطفل المضاد الحيوي يؤدى ذلك إلى القضاء على البكتيريا الضارة والنافعة أيضا في نفس الوقت وإلى تكاثر الفطريات التي تقوم بدورها في إفراز المواد الكيميائية
• لقاح النكاف والحصبة والحصبة الألمانية ..وجد أن الأطفال المصابون بالتوحد يعانون أضربات في جهاز المناعة مقارنة بالأطفال الآخرين وهذه اللقاحات تزيد فى الخلل وبعض دراسات المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية أثبتت أن هناك علاقة بين حدوث التوحد وهذه اللقاحات
• عن حساب كمية الزئبق التى تصل للطفل عن طريق عطاء اللقاحات –وجد أنها أعلى بكثير من النسبة المسموح بها حسب لوائح منظمة الأغذية العالمية والأدوية الأمريكية وهذه النسبة تعتبر سامة وضارة بصحة الطفل وقد تكون من الأسباب التي تؤدى إلى التوحد .ا
إلى هنا تنتهي الأسباب المحتملة لمرض التوحد لكن هناك حقيقة هامة أخرى عن هذا المرض
وهى أن 75% من حالات الإصابة به تكون بين الذكور
وهو بذلك يشابه مرض هشاشة كروموسوم x الوراثى ولذلك هناك تحذيرات طبية تحذر من عدم الخلط بينه وبين مرض التوحد وتشير إلى أن قسم بحوث الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة قد توصل إلى سمات مميزة إكلينيكية من خلالها يمكن معرفة الفرق بين المرضين وتؤكد ضرورة الدقة والتشخيص حيث يعتمد التشخيص على تقدير الطبيب فقد يرى أنها حالة توحد بينما يرى غيرة أنها ليست كذلك
والنتيجة التالية ويمكن أن تساعد في الكشف عن وجود التوحد:::-ا
• الصعوبة في الاختلاط والتفاعل مع الآخرين
• يتصرف الطفل كأنه أصم
• يقاوم تغير الروتين
• يضحك ويقهقه بدون مناسبة
• لا يبدى خوفا من المخاطر
• يشير بالإيماءات
• لا يحب العناق
• مفرط الحركة
• لا يستطيع التواصل مع البشر
• تدوير الأجسام واللعب بها
• ارتباط غير مناسب بالأجسام والأشياء
• يطيل البقاء واللعب الانفرادي
• أسلوبه متحفظ وفاتر المشاعر
أما عن علاج هؤلاء الأطفال فقد أجرى بحث بالقسم فوجد ان 90 %منهم يعانون من نقص في الزنك وزيادة في النحاس ونقص في الكالسيوم والماغنسيوم ونقص في الأحماض الدهنية الغير مشبعة ونقص كامل في مضادات الأكسدة
وإجراء هذه التحاليل يتيح فرصة التدخل العلاجي بوصف الفيتامينات والدواء لأطفال
ولا تزال الأبحاث مستمرة لمساعدة الأطفال الذين يعانون من التوحد