التصنيفات
"من المواطن إلى المسؤول"

رحمة القانون في الجزائر

رحمة القانون في الجزائر


الونشريس

مفتاح يوم: 08/07/2010
المواطن الجزائري: ع أحمد
بلدية مفتاح – ولاية البليدة

الموضوع/ رحمة القانون
أولا أتشرف بتقديم نفسي، أنا المواطن الجزائري أحمد ع، 37 سنة، متزوج وأب لطفل، مسؤول قسم المعلوماتية في إحدى الشركات الجزائرية الخاصة، زد على ذلك أني أديت الخدمة الوطنية مع حسن السير والسيرة، متحصل على رخصة السياقة منذ سنة 1993، لم أرتكب مخالفة قط، لم أكن محل متابعة قط، معروف في محل إقامتي من الكبير والصغير، باختصار أنا مواطن يعرف واجباته وفقط حتى لا أقول حقوقه.
ثانيا، لا أدري إن كان من حقي أن أكتب هذه الرسالة لك شخصيا، لكن لا بأس إن كانت قراءتك لها وحدها قد تهون عني أحاسيس اليأس والانكسار، والله، لهي مفارقات في بلاد أريد لها كل الخير، إلا الخير، أين لا يتحقق فيها ما هو مجبول فيها من رحمة وخير، والله، لتعاستي أكبر وأنا اليوم، هذا اليوم 08/07/2010 بعد يومين من أكبر حدث تعرفه بلادي، يفرح فيه الشاب ويبتهل لأني حر في بلاد الأحرار، ثم يصطدم بواقع أشبه بالمعادلة الرياضية التي لا تقبل الحلول.
كيف لا يا سيدي، وأنا اليوم دون سابق إنذار، دون مراعاة لأي معيار، دعني أسميه عالميا، أجد نفسي في لحظة إتسمت بالحرارة الشديدة والطرقات المكتظة والأوقات الضائعة، أجدني، مطالب بأن أركن سيارتي جانبا، بدون مقدمات، ثم تؤخذ رخصة سياقتي، هكذا، لأني (والله مفارقات) تجاوزت الثمانين (80) كلم في طرق وطني موحش ليس فيه إلا الحقول، بأربع (04) كيلومترات، وكأنني قدت السيارة بسرعة جنونية تغير الحسابات، 120، 140، 160 كلم/سا، لكن الأربع (04) كيلومترات في بلادي، كفيلة بأن تقهرني، وتذلني وتوجع نفسيتي، وهي كفيلة بأن تحرمني، عطلة سنوية أخذتها منذ يومين، بعد عام من العمل محروما من زوجتي وولدي، و أصدقك القول، أن ما حز في قلبي، أني كنت مع أمي (مريضة بالسكري)، لقد رأتني وأنا أتذلل للدركي، أسترحمه أن يغفر لي أربع (04) كيلومترات طائشة ولأن يسترعي وضعي، إسترحمته أكثر من مرة أمامها لكن دون جدوى، أنا المواطن الجزائري الذي عاش طيلة حياته مؤمن بأن هذه البلاد لا يذل فيها الرجال.
لا أريد أن أستعطفك في رسالتي لإسترجاع رخصة السياقة، صدقني، وقت إنتظارها فرصة لي لإستخراج جواز سفر، لكني أردت منك يا سيدي أن المواطن الجزائري الحق، يريد أن تتحلى بلادة برحمة القانون كما تفعله بلدان العالم الأخرى.
تقبلوا، إحتراماتي.

أحمد ع.




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.