الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله أما بعد :
فهذا بحث علمي لا تجده في مكان آخر ، من تحريري سوف أتناول فيه جميع العلاجات النفسية تباعا إن شاء الله تعالى .
لا شك أن كل مخلوق معرض للمرض ، و عليه مداواة هذا المرض لكي يحقق الصحة النفسية ، و من أشد الأمراض مرض النفوس لكن طب النفوس مسلم إلى الرسل صلوات الله وسلامه عليهم ولا سبيل إلى حصوله إلا من جهتهم وعلى أيديهم فإن صلاح النفوس صلاحا للقلوب التي تكون عارفة بربها و فاطرها و بأسمائه و صفاته و أفعاله و أحكامه و أن تكون مؤثرة لمرضاته و محابه متجنبة لمناهيه و مساخطه و لا صحة لها ولا حياة البتة إلا بذلك ولا سبيل إلى تلقيه إلا من جهة الرسل وما يظن من حصول صحة النفس بدون إتباعهم فغلط ممن يظن ذلك و إنما ذلك حياة نفسه البهيمة الشهوانية و صحتها و قوتها و حياة قلبه و صحته و قوته عن ذلك بمعزل و من لم يميز بين هذا وهذا فلبيك على حياة قلبه فإنه من الأموات و على نوره فإنه منغمس في بحار الظلمات و سوف نتناول في هذا البحث تكوين الأنا و الأمراض النفسية و أنواع العلاجات .
المقدمة
أولا : تكوين الأنا
ثانيا : تعريف المرض النفسي :
ثالثا : الوقاية من المرض النفسي
1 ـ الوقاية الأولية
2 ـ الوقاية الثانوية
3 ـ الوقاية في المرحلة الثالثة
رابعا : تصنيف الأمراض النفسية و العقلية
1 ـ الأمراض النفسية و العقلية عضوية المنشأ
2 ـ الأمراض النفسية و العقلية نفسية المنشأ ( الوظيفية )
3 ـ الأمراض السيكسوماتية ( النفسية الجسمية )
4 ـ اضطرابات الشخصية
5 ـ المشكلات النفسية
خامسا : أسباب الأمراض النفسية
1 ـ الأسباب المهيئة
2 ـ الأسباب المرسبة
3 ـ الأسباب الحيوية
4 ـ الأسباب النفسية
5 ـ الأسباب البيئية
سادسا : أعراض الأمراض النفسية
سابعا : الفحص و التشخيص و المآل
ثامنا : وسائل جمع المعلومات في العلاج النفسي
الفصل الأول
تكوين الأنا و المرض النفسي
أولا : تكوين الأنا :
1 ـ جذور النفس أو الشكل البدائي للشخصية : أثناء المرحلة الأولية يعتبر الطفل نفسه كأنه الكون و الوعي بذاته معناه الوعي بحدود جسمه ، فيخرج الطفل بالتالي من مرحلة الراحة السعادة المطلقة إلى مرحلة الصراعات . أي ينتقل من التوظيف النفسي المبني على أساس العمل الأولي ( الهو ) إلى التوظيف النفسي المبني على أساس العمل الثانوي ( ضغوطات و نظام الواقع ) . في مبدأ اللذة يحاول الولد باستمرار الهروب من الحالات العصبية باحثا عن تحقيق رغبته بطريقة فورية و شاملة و بالتالي ينمو الجهاز النفسي مع الصراع بين البحث عن اللذة المطلقة الماضية و صعوبات نظام الواقع ، و الأنا هنا يكون مثاليا و ينتمي إلى النرجسية الأولية التي هي مزيج بين الهو و الأنا ، كما نجد الأنا هنا لا يدرك بعد نظام و ضغوطات الواقع .
و من الناحية العيادية إذا كان الأنا حليف الهو فهذا يعطي لنا ذهان ، أما إذا كان الأنا حليف الأنا الأعلى فينتج عن ذلك العصاب .
2 ـ مراحل تطور الأنا : يمكن إجمالها فيما يلي :
أ ـ المرحلة النرجسية ( 0 ـ 2 سنة ): التي يمكن تقسيمها إلى :
ـ المرحلة النرجسية المجزأة: لا يوجد في هذه المرحلة بعد فرق بين الفرد و العالم الخارجي ، و التبادلات بينه و بين العالم الخارجي لا تدرك على أنها اكتساب و لكنها تدرك كامتداد للذات و تبقى كبنية سيكولوجية بهذا الميكانيزم بمحتوياتها النفسية من نزوات غير موحدة ، أفكار مجزأة ، هوامات ، هلوسات ، هذيانات ، ، قلق التجزئة ، رفض للواقع مبدأ اللذة و السعادة المطلقة ، و في هذه المرحلة لا يوجد ما هو داخلي و لا ما هو خارجي ، أي بدون تكوين ممكن لتمييز حقيقي للموضوع و معناه عدم وجود ذات مستقلة . كما نجد الأنا هنا لم يصل إلى مرحلة الموضوع و يبقى غير واعي بنظام الواقع ، و الأنا هنا مجزأ بسبب عدم إدراك موضوع موحد .
ـ المرحلة النرجسية الموحدة خياليا : هي مرحلة الأنا المثالي الموحد أي في هذه المرحلة الطفل يبدأ في توحيد أناه و لكن خياليا ، التمييز عن الموضوع لم يتم ( مرحلة المرآة ) ، هنا الأنا منظم و يعتبر بالنسبة للطفل أول تجربة لتوحيد الأنا المجزأ للمرحلة السابقة ، و بإمكانه إدراك الموضوع و لكن بدون تمييز حقيقي و واقعي ، و يعتبر الأنا أكثر تطورا من الفترة السابقة ، و في نفس الوقت لا يعترف بوجود موضوع منفصل ، كما نجد الطفل لا يبقى في تلك السعادة المطلقة و لكنه يحاول المحافظة عليها بالشعور بالعظمة ( الانا المثالي و الموضوع الخيالي ) ، إذن في تطور الأنا أثناء المرحلة النرجسية تتم عملية توحيد الأنا قبل تمييزه .
ب ـ المرحلة الاتكالية ( 2 ـ 3 سنوات ): هي المرحلة الأقرب من الموضوع الحقيقي ، يفقد فيها الأنا عظمته و مثاليته و خياله النرجسي و يفقر من الطاقة اللبيدية التي يستثمرها في الموضوع ( الأم ) التي تصبح لديه الموضوع المثالي المستقل عنه بالرغم من أنه يبقى في حالة اتكالية بالنسبة لهذا الموضوع المثالي ، و الموضوع الحقيقي يكون منفصلا تماما عن الأنا و كليا ، و يكتشف الطفل أنه ضعيف و بدون قوة ، اتكالي غير قادر على فرض أناه في السيطرة الحقيقية على الموضوع الذي أصبح على الطفل إلزامية التحصل عليه و ربحه ، و تتشكل لديه البنية البينية مع استثمار لبيدي مفرط نحو الموضوع ، قلق فقدان الموضوع .
ج ـ المرحلة الثلاثية الأوديبية ( 3 ـ 6 سنوات ) : في هذه المرحلة يصبح الأنا لا مجزأ و لا نرجسي و لا اتكالي بل أنا واقعي مدركا لحدوده و استقلاله عن الموضوع و له وظيفتان خارجية هو التكيف مع نظام الواقع و داخلية تأسيس آليات دفاعية ضد النزوات الجنسية ، و يظهر شخص ثالث الأب الرمزي الذي يرفض له رغباته مقدما له نظام الواقع اللغة و إلزامية تأجيل الرغبة و تمريرها بوسطية منظمة .
ثانيا : تعريف المرض النفسي :
تقول إجلال محمد سرى : " هو اضطراب وظيفي في الشخصية أسبابه نفسيه و أهمها : الصراع و الإحباط و الحرمان و الصدمات ، و أعراض نفسية و جسمية و اجتماعية و يبدو في شكل سلوك مرضي يعوق التوافق النفسي " .
ثالثا : الوقاية من المرض النفسي :
المرض النفسي لابد أن يصحبه سلوك مرضي ، و لكن السلوك المرضي لا يعني بالضرورة أن الفرد مريض نفسيا .
و للوقاية من المرض النفسي لابد من معرفة أسباب الأمراض النفسية ، و إزالتها ، و تحديد الظروف التي تؤدي إليها ، و تهيئة المناخ النفسي الصحي و تنظم الوقاية في ثلاث مراحل على النحو التالي :
1 ـ الوقاية الأولية : و تهدف إلى منع حدوث المرض و توجه إلى الأفراد العاديين و من إجراءاتها : منع الأسباب و التدخل الفوري عند ظهورها ، و التشجيع على تبني أنماط سلوك الوقاية و تضطلع بها المدارس ، دور العبادة ، وسائل الإعلام ، الأسرة ، الأطباء النفسيون …
2 ـ الوقاية الثانوية : و تهدف إلى التعرف المبكر على المرض و محاولة تشخيصه في المراحل الأولى بقدر الإمكان للمبادرة بالعلاج و الوقاية من المضاعفات و الإزمان و من إجراءاتها الاهتمام بالتشخيص الفارق بين الاضطرابات المختلفة في بدايتها ، و الانتباه إلى أي تغيير مفاجئ في السلوك ، و المبادرة باتخاذ الإجراءات العلاجية .
3 ـ الوقاية في المرحلة الثالثة : و تهدف إلى تقليل أثر الإعاقة الباقية بعد الشفاء من المرض ، و الوقاية ضد الانتكاس ، أي أنها تعتبر امتدادا للعلاج . و من إجراءاتها خدمات التأهيل الشامل بعد العلاج لتحقيق أعلى مستوى من التوافق و العودة إلى الوضع الاجتماعي العادي مع التخلص من أثر كونه مريض سابق على حياته الأسرية و المهنية و الاجتماعية
مساء الخير اخ كريم شكرا على البحث