التصنيفات
معلومات و فوائد

**

**اصبر نفسك**


الونشريس

بســـم الله الرحمـان الرحيـــم

يقول تبارك و تعالى: الونشريسو اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه و لا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا، ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتبع هواه و كان أمره فرطاالونشريس (الكهف 28)

غذاء القلوب: ذكر علام الغيوب، وقد نادى منادي حي على الفلاح، فأجابته الأرواح الصحاح.

جلس أهل الشهوات يدنسون ألسنتهم بانتهاك الأعراض، و الوثوب على الحرمات، واقتحام أستار المؤمنين، شادوا دورهم،
و خربوا قبورهم، زخرفوا برودهم، و هدموا لحودهم.
عندها هب أهل الإيمان على بريد التوفيق مجيبين بلال العزم في سحر الأيام، فأما قلوبهم فمطمئنة بذكر ربهم، و أما ألسنتهم ففي زجل بمدح ربهم، و أما عيونهم فجارية بماء الحب، باعوا دمائهم من الله، فهم ينتظرون الذبح في سبيله، و أرخصوا أنفسهم في خدمته، فكل تعب في مرضاته راحة، و كل سهر في عبادته أنس، وكل جوع لأجله غنيمة.

إذا رأيت خدام الدنيا يلوحون بالدنانير الملس، و يتهافتون كالذئاب العلس،….. فاصبر نفسك.
و إذا دعاك الناكثون في السهرات، الغافلون في الخلوات، المتثاقلون عن الطاعة، المتفلتون عن صلاة الجماعة،.
فاصبر نفسك.
إذا سمعت نغمة الوتر، و صولة أهل البطر، و جموح المترفينن و استفزاز المرجفين…..،فاصبر نفسك.
عندنا خير مما عندهم، حياتنا جد، و حياتهم هزل، ولايتهم في اضطراب، و ولايتنا لا تقبل العزل، كلما كذنا نرضخ، صاح النذير:واصبر نفسك.

أيها المؤمنون ، هل شممتم مسكا أزكى من أنفاس التائبين؟ هل سمعتم بماء أعذب من دموع النادمين؟ هل رأيتم لباسا أجمل من لباس المحرومين؟ هل رأيتم زحفا أقدس من زحف الطائعين؟

يا ساري البرق خذ بالله من خلدي …………………. دمـع المحبـة مجتـازا إلى أضـم
فالعيـن ساكبـة و الطـرف مكتمـل……………………من السهاد و ذو الأشواق لم ينم

يا مسلما ، هل من ركعتين و دمعتين؟ فالحياة بلا ركوع دمار، و العمر بلا دموع خسار.

خلا رسولناالونشريس في الغار، فهبطت عليه الأنوار، فأتت من الغيب بشرى النبوة تتنفس في السحر كالشذى، و شقت صمت العالم و أنسام التوفيق تحملها السكينة من دار إلى دار، فاستقامت مكة على هدهدة أنامل الرسالة، فإذا بشمس الوحي تتهادى من خلف تلال التاريخ، و في عينيها أسرار عشاق المبادئ و سمار المجد، و في كف اليتيم شعل من طور سيناء، و في دمه عقيدة حارة تتحدى الطواغيت و الجبابرة، و في ملامحه وعد يقرؤه أتباعه من القراء و الآيبين.

شب اليتيم و نجم سعوده يهوي في بادية بني سعد، و الملحمة تناديالونشريس: و النجم إذا هوى، ما ضل صاحبكم و ما غوىالونشريس ( النجم 1-2) ، فأشرقت شمسه، فكل أرض لم تسعد بها فهي شقية، و كل عين لم تشاهدها فهي عمياء، ذلك بأن الله يهدي برسوله من يشاء و يضل من يشاء.

الونشريسوكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان و لكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا و إنك لتهدي إلى صراط مستقيم. الونشريس( الشورى:52) .
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.