(( اللهم اهدي قومي فانهم لا يعلمون )) لاشك ان الهداية لها معنيان الاول شرح القلوب والصدور وهي المقصودة في قوله تعالي (( انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء )) القصص 56
والثاني الهداية بمعنى الدلالة على الشيء ومنه رجل هادئ اي دليل ومنه قوله (( وانك لتهدي الى صراط مستقيم )) الشورى 52
اي تدل الناس على الطريق القويم , فدلالة الناس على الطريق المستقيم مطلب كل مسلم وهي وصية الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع , حيث قال ليبلغ الشاهد منكم الغائب ولقد ترسخت هذه العقيدة في رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خشي عليه من انفلات روحه حسرة على الناس قال تعالى (( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات )) فاطر 8 وقال تعالي (( فلعلك باخع نفسك على آثارهم ان لم يؤمنوا بهذا الحديث اسفا )) الكهف 6 اي قاتل نفسك حسرة وكمدا لان الناس لا يؤمنوا بل كان عزيزا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تموت نفس دونما ايمان واسلام قال الله تعالي (( لقد جائكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم )) التوبة 128 اي يعز عليه عصيانكم وكفركم ولو تفكرنا على من كان يتحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبكي اذا كان اولاده مغفورا لهم وازواجه واصحابه من المهاجرين والانصار كذلك .
اذ لم يبقى الا الكفار انه يحزن عليهم ويبكي لاجلهم بل بعث من اجل انقاذ الناس وهم منه ومن اجل ذلك كانت دعواته في وقت الاجابة لهم ( اللهم اهد قومي فانهم لا يعلمون ) ( اللهم اهد دوسا ) ( اللهم اهد عمر ) .
وتحول هذا الهم الى واقع عملي يمارسه النبي صلى الله عليه وسلم ففي مكة زار كفار قريش في نواديهم واسواقهم كعكاظ وذي المجاز ومخيماتهم في الحج وبيوتهم وتلطف معهم ودعا لهم ورغبهم وذكرهم وصبر عليهم وفي المدينة زار اليهود كما جاء في حديث انس قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (( قوموا بنا الى البيت المداس) وهو كبير اليهود .
وزار راس المنافقين عبد الله بن ابي بن سلول وزار جار له يهوديا واجاب دعوة امرأة يهودية في خيبر وارسل الملوك والامراء .في الشمال والجنوب والمشرق والمغرب .
واطلق الاحاديث يرغب في هداية الناس ودعوتهم , فقال لعلي رضي الله عنه يوم خيبر ( يا علي انزل بساحتهم وادعهم الى لا اله الا الله يا علي لإن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ) .
وقال ( ان الله وملائكته واهل سماواته واهل ارضه حتى الحوت في البحر والنمل في جحرها ليصلون على معلم الناس الخير ) كل ذلك حرصا منه على هداية الناس واخراجهم من الظلمات الى النور , بل هذا هو همه الوحيد دعوة الناس طلبا لرضا الله عز وجل , بل هذا من رحمة الله بنا ان ارسل الرسل وهيأ الدعوة .
هذا الموضوع مهدى إلى العضو. القدس الحبيبة
بارك الله فيك على الموضوع
شكراااا