– حافظ على علاقة متميزة مع مرضاك وعائلاتهم , وتعلم أن تنصت أو تنتبه إلى ما قيل أو ما أراد المريض قوله ولكن عجز عن الإفصاح عنه "ما عناه المريض فعلاً" .
الوصية الثانية : السجلات الطبية .
– لتكن أضابير المرضى مكتملة وغير ناقصة ، دون عليها كل المعلومات وأعلم أن المعلومات الغير مدونة تسقط قيمتها مهما كانت ذات أهمية عند حدوث أية مشكلة طبية .
يجب تسجيل كل المعلومات ولاسيما المرضية منها على أضابير المرضى هذا بالإضافة إلى التشخيص التفريقي وأسباب وضع الاستطباب الدوائي أو الجراحي .
وأعلم أنه في اللحظة التي تصبح فيه إضبارة المريض وثيقة تملكها المحكمة فإن الشكوك حول مصداقية المعلومات الواردة فيها ستثار في حال وجود شطب للمعلومات أو إضافات جانبية وإذا اضطررنا لذلك فيجب علينا ذكر سبب الإضافة أو الشطب مع وضع التاريخ الحقيقي لهذه التغيرات .
الوصية الثالثة : مبدأ "تدبير الأزمات".
– ناقش مع مريضك أو مع عائلته إذا لزم الأمر فوراً ودون أي تأخير أي اختلاط أو أية مشكلة قد تطرأ أثناء سير المرض و خاصة أثناء العلاج .
– تعلم أن تفهم مبدأ " تدبير الأزمات " وكيف تتعامل معه بل وكيف تتقنه باتت المشافي الكبيرة في الولايات المتحدة وأوربا تملك ما يسمى " قسم تدبير الأزمات" بالإضافة إلى إبلاغ بقية المسؤولين في المشفى (المحامي المختص، مسؤول التأمين الطبي،المدير الإداري والطبي ) كما يجب على الطبيب إبلاغ المريض أو ذويه بالمشكلة التي حدثت وبالأخطار التي قد تنشأ عنها ، مؤكداً في نفس الوقت عزمه على إيجاد الحلول المناسبة .
الوصية الرابعة : موافقة المريض على كل خطوة علاجية / استقصائية .
– انتبه إلى ضرورة أخذ موافقة المريض على المعالجة ولكن بعد إطلاعه وبدقة على الحالة المرضية وأسلوب العلاج و الاختلاطات التي يمكن أن تحدث .
– إن 30% من الدعاوى كان سببها ادعاء المريض أن ما قدم له من إيضاحات حول حالته المرضية وأسلوب العلاج و الاختلاطات التي قد تحدث كانت غير واضحة أو كانت ناقصة .
الوصية الخامسة : طوّر نفسك..
– اهتم أكثر بمستواك العلمي وراعي ضرورة متابعة التطورات في مجال اختصاصك وتابع الدورات والمؤتمرات الطبية ـ
"لا تكن الأول الذي يتخلى عن كل ما هو قديم ولا تكن الأخير الذي يتبنى كل ما هو حديث ".
إن العلوم الطبية في تطور مستمر وهناك طرق حديثة وتغيرات كثيرة ، لكن تبقى الطرق التقليدية هي الأكثر أمانة لكونها مجربة ولسنوات طويلة ، لكن الطبيب الناجح هو الذي يستطيع أن يختار الجديد لمرضاه ، فالطبيب المثالي هو الذي يهتم بمستواه العلمي ويعمل على تطويره ولا يسمح لهذا المستوى أن يتخلف عن الركب والتقدم .
الوصية السادسة : أخلاقيات المهنة .
– حافظ على تقاليدك ومبادئك الأخلاقية ، حتى في زمن تغيرت فيه المبادئ وتشوهت التقاليد .
إن الضغوط المادية التي يعيشها المجتمع ، والأطباء منهم ، قد تغري البعض بممارسات طبية غير أكاديمية أو غير أخلاقية ، كالتسرع في وضع التشخيص دون إجراء التقصي الكافي , أو ـ وهو الأخطر ـ التسرع في وضع استطباب العلاج ، لاسيما الجراحة ، بغية الكسب المادي .
الوصية السابعة : وفر لنفسك دعماً طبياً .
– ابحث عن الاحتكاك الدائم مع بقية الزملاء واغتنم الفرص للتحدث إليهم وتحسين العلاقات الشخصية معهم وراعي دوماً علاقات متميزة مع المؤسسات الطبية المختلفة مثل الجمعيات العلمية ونقابات الأطباء ووزارة الصحة والتعليم العالي وغيرها .
إن مثل هذه العلاقات المتميزة ستساعد كثيراً في حال حدوث أية مشكلة إذ سيقف الكثيرون إلى جانب الطبيب .
الوصية الثامنة : اشعر بمعاناة مريضك .
– أشعر بشعور المرضى فافرح لفرحهم وتألم لألمهم .
أكثر ما يؤلم المريض ويفقده الثقة بطبيبه هو إحساسه أن هذا الطبيب لا يتفهم معاناته ولا يحس بها بل وربما يتجاهلها .
الوصية التاسعة : ضع المريض في صورة الكلفة المادية للعلاج .
– تفهم الحالة المادية للمريض واجعل أسلوب ممارستك للطب متناسبة مع هذه الحالة .
إن المغالاة في طلب التحاليل المخبرية والفحوص الشعاعية تجعل المريض يتهرب من إكمال العلاج كذلك الأمر في كتابة الوصفات الطبية الغالية الثمن كما ويجب أن نكون دقيقين في وضع استطبابات الجراحة وإعلام المريض بالتكاليف الجراحية الضرورية وحتى الإضافية منها والتي قد تصبح مؤكدة في حال فشل الجراحة أو حدوث أي اختلاط .
الوصية العاشرة : كن على أهبة الاستعداد دائماً .
– لتكن لديك الجرأة على اتخاذ القرار بالعودة إلى حيث جئت أو إلى حيث طلبت حتى ولو كنت قد عدت من عملك للتو بعد يوم مرهق ووصلت لباب منزلك .
يجب أن يكون الطبيب مستعداً نفسياً وجسدياً للذهاب لرؤية مريضه كلما دعت الحاجة لذلك .
إن كثيراً من المشاكل الطبية سببها عدم ذهاب الطبيب لرؤية مريضه واعتماده على طلاب الدراسات أو الأطباء المقيمين .
منقول للافادة
إن أخلاق الطبيب والقضايا المتعلقة بها فيما يعرف بأخلاقيات المهنة الطبية ، لقيت اهتماما عظيما منذ ظهور الطب ، وسجل ذلك في الكثير من المواثيق.. وأساس هذه الأخلاقيات وأعمدتها التي تقوم عليها المهنة الطبية ست ، وهي على النحو التالي :
1. الإحسان والرحمة :
هو أمر نادى به القرآن الكريم حيث قال تعالى : " وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ(195) " وقال صلى الله عليه وسلم : " إن الله قد كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتهم فأحسنوا الذبحة ، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته " فإذا كان الإحسان قد كتب حتى على طريقة الذبح ، فهو من باب أولى قد كتب في مجال الطب والتداوي .
وقد صح عن المصطفى صلى الله عليه وسلم قوله : " لا ضرر ولا ضرار " ولا شك أن عدم الإضرار يعتبر أحد الأركان الأساسية في موضوع التداوي .
والأمراض الناتجة عن التداوي بالجراحة والأشعة والعقاقير تزداد يوما بعد يوم حتى أصبحت فرعا هاما من فروع الطب يعرف باسم الأمراض الناتجة عن التداوي .
3. المحافظة على السر :
وهو أمر أساسي في الحياة وفي الطب .
إذ يطلع الطبيب على كثير من أسرار المريض ، فلا يجوز له أن يفشيها إلا في حالات نادرة محددة حيث يمكن أن ينتج عن كتمان السر ضرر بالغ بالآخرين .
وقد وردت أحاديث كثيرة عن الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه تحث على حفظ السر ومنها قوله صلى الله عليه وسلم " المستشار مؤتمن " .
والمقصود بذلك العدالة في توزيع الخدمات الصحية بحيث لا تكون مقصورة على الأغنياء وذوي النفوذ والجاه والمال بينما يحرم منها الفقراء والضعفاء والمساكين .
وهو أمر قد حثت عليه الشريعة الغراء كما أن الأنظمة الحديثة قد تنبهت له .
ومن الخطأ التركيز في الخدمات الطبية والصحية على المستشفيات الضخمة المكلفة والتي تستهلك ميزانيات وزارة الصحة والقطاع الخاص ، وهي إن كانت تقدم خدمات طبية مهمة ، إلا أن هذه الخدمات لا تصل إلا لعدد محدد من أفراد المجتمع وبكلفة عالية جدا ، بينما لا تصل أي خدمة على الإطلاق للملايين في الأرياف والنجوع وإذا وصلت فهي خدمة رديئة ضئيلة محدودة .
والمقصود بذلك أن كل فرد في المجتمع بالغ عاقل راشد يتمتع بالحق في قبول أو رفض أي علاج طبيعي أو أي إجراء طبي .
ولا ينتهك هذا الحق إلا في حالات الإنقاذ وخاصة عند فقدان الشخص المصاب لإدراكه ووعيه أو عند اضطراب هذا الوعي.
وفي حالة معالجة الأطفال أو غير الراشدين فإن ولي هذا الشخص هو الذي يعطي الموافقة للإجراء الطبي أو العلاج إلا فيما ذكرنا في الحالات الإسعافية ، ولذا يجب وجود موافقة متبصرة من المريض العاقل البالغ أو وليه في حالة كونه قاصرا أو غير مدرك .
والمقصود بالموافقة المتبصرة ( الإذن بالإجراء الطبي ) أن يعرف المريض ماذا سيعمل له ، وما هي الفوائد المتوقعة وما هي الأضرار المحتملة حتى يكون على بصيرة من أمره
6. المسؤولية الطبية :
ويلخصها حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم " من تطبب بغير علم فهو ضامن " .
والطبيب مسؤول عن عمله وقد فصل علماء الإسلام في ذلك تفصيلا دقيقا فكان موقفهم وسطا بين الإفراط والتفريط الذي تعاني منه البشرية .
منقول
اسالك يا الله ان توفقني و جميع زملائي
في دراستنا و مهنتنا