التصنيفات
الكتب و المراجع الإسلامية

والنجم إذا هوى

والنجم إذا هوى


الونشريس

يقول العلماء في اكتشاف جديد من نوعه إنهم اكتشفوا نجماً وقد تهاوى على نفسه وانفجر بشكل مروع. إنه نجم عملاق يبلغ وزنه 150 ضعف وزن الشمس، وقد بث كمية هائلة من الضوء لم يشهدها التاريخ من قبل!

ويعتبر العلماء هذا النجم من أكبر النجوم العملاقة في الكون، ويعبرون عن هذا الانفجار بموت النجم، ولكن هذا التعبير غير دقيق، لأن النجم عندما ينفجر لا يموت، بل يتحول من شكل لآخر. وتتلخص قصة هذا النجم أنه بعد عدة بلايين من السنين يستنفد هذا النجم وقوده ولم يعد قادراً على إنتاج الضوء والحرارة، وبالتالي يبدأ بالسقوط على نفسه باتجاه مركزه.

ويؤكد العلماء إن أفضل وصف لحالة هذا النجم هي أن نقول إنه يتهاوى على نفسه وتسقط مادته باتجاه المركز، حيث إن مركز النجم هو مركز الجاذبية فيه، وبالتالي تتسارع مادة النجم باتجاه مركزه ويعتبر العلماء هذه العملية بمثابة سقوط لمادة النجم باتجاه مركز جاذبيته.

يقول رئيس الفريق العلمي الذي أعلن هذا الاكتشاف ناثان سميث، الأستاذ في جامعة كاليفورناي ببيركلي، إن هذا الانفجار هو أعظم انفجار كوني على الإطلاق! وقد أطلقوا على النجم العملاق اسم SN2006gy ويعتبرونه استثنائياً وغير مألوف.

ويقول العلماء في وكالة ناسا إن هذا النجم العملاق لم يمر بمرحلة موت النجوم، ولم يتحول إلى ثقب أسود كبقية النجوم وإنه يمثل حالة خاصة من انفجار النجوم!
الونشريس

صورة تخيلية لانفجار النجوم، ويقول العلماء إن النجم العملاق الذي تم رصد انفجاره منذ أشهر يبعد عن الأرض 240 مليون سنة ضوئية، ونلاحظ أن مادة النجم لا تذهب بعيداً كما يحدث في الانفجارات العادية بل تتهاوى باتجاه مركز النجم (أي مركز جاذبية النجم) ولذلك فإن كلمة (هوى) تعتبر أدق لغوياً من مصطلح (موت النجوم)، بل إن هذا النجم لم يمر أصلاً بمرحلة موت النجوم.

إن هذا الانفجار هو من الأمور الكونية العظيمة والتي لا يشك العلماء أبداً في وجودها، أي أنهم متأكدون من حقيقة انفجار النجوم وسقوطها وأن كل نجم في الكون لابد أن يأتي عليه يوم يستهلك فيه وقوده ومن ثم يهوي على نفسه وينفجر.

هذه الحقيقة الكونية يا أحبتي ذكرها لنا القرآن بكلمات قليلة ولكنها معبرة تعبيراً دقيقاً، يقول تبارك وتعالى مقسماً بالنجم إذا هوى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) [النجم: 1-4].

جاء في القاموس المحيط: هوى: سقط. ولو تأملنا تفاسير القرآن نجدهم يتحدثون عن سقوط للنجوم، هذا ما فهموه من الآية، ومع أنهم لم يروا هذا السقوط، إلا أنهم آمنوا به لأن الله تبارك وتعالى هو من حدثهم عنه.

وبفضل الله تمكنا اليوم من رؤية هذه الانفجارات العظيمة، وقد يكون هذا الانفجار الذي شهدناه مؤخراً هو المقصود في الآية الكريمة (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)، فالقرآن كتاب كما وصفه النبي الأعظم فيه خبر من قبلنا ونبأ من بعدنا، وفيه تفصيل وبيان لكل شيء، والله أعلم.




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.