التصنيفات
النقاش الجاد و الحوار الهادف

هل من العيب أن نعترف بأخطائنا ؟؟

هل من العيب أن نعترف بأخطائنا ؟؟


الونشريس

هل من العيب أن نعترف بأخطائنا ؟؟
إن ارتكاب الإنسان للأخطاء ووقوعه فيها أمر وحالة طبيعية ملازمة له منذ الأزل .. ولهذا جاءت المقولة الشهيرة "جل من لا يخطئ" للبرهنة وللتدليل على أن صدور الأخطاء والوقوع فيها حقيقة ثابتة لا تتغير، تلاحق الإنسان –العادي- أينما ذهب (وجد) حتى وإن حاول جاهداً الهروب منها بتنزيه نفسه عنها، فإنها سوف تدركه لا محالة، لأنه لن يستطيع التخلص منها وتوديعها للأبد، وإنما سيعاود الوقوع فيها المرة بعد الأخرى رغماً عن أنفه !
ومع ذلك، فإن الإنسان قد يتمكن من التقليل أو من منع نفسه عن الوقوع في الأخطاء التي تصدر منه عن إرادة وقصد، وذلك إذا راقب نفسه وحاسبها وجاهدها سعياً منه لتخليصها من هذا العيب .. بيد أنه لن يستطيع أن يمتنع كلياً عن الأخطاء التي تصدر منه من دون قصد وإرادة ووعي، لأن هذه تبقى أموراً طبيعية تدلل على بشريته وضعفه حتى وإن أبى !!
-ولكن يا ترى هل أن العلم بهذه الحقيقة الطبيعية والمتوقعة من الإنسان ستكون مشجعة وموجهة له نحو الاعتراف بأخطائه ؟ أم أنها ستواجه بالمكابرة والمعاندة والطغيان ؟ أم ماذا ؟ وماذا ؟؟

-إن الواقع الذي نعيشه هو المخول بالإجابة على هذه التساؤلات، فنحن إذا استنطقناه أنبئنا عن حالة الإنسان وسلوكه الغريب في هذا الأمر، حيث نجده كثيراً ما يتمرد على واقعه وبشريته ويصور نفسه للآخرين وكأنه لا يخطأ ولا يسهو و لا …….

وحتى وإن كان يدرك جلياً في نفسه أنه على خلاف ذلك، فإنه لن يعترف بأخطائه ولن يعتذر عنها، وسيظل مكابراً معانداً يحاول ابتكار المبررات التي تمكنه من إقناع الآخرين بمشروعيتها، متجاهلاً بأنه هو نفسه ليس مقتنع بها . وقديماً قيل : "ليس العيب أن تخطأ ولكن العيب أن لا تعترف بالخطأ وتستمر فيه" .

ما هي الأسباب والمعوقات التي تحول دون اعتراف الإنسان بأخطائه ؟
قد يكون ذلك لأحد الأسباب التالية :

1- عدم المعرفة بالخطأ :

قد يكون الإنسان ليس على علم بخطئه ويظن بأنه على صواب، وهو في هذه الحالة غير ملام، بشرط أن لا يكون ذلك نتيجة لتقصيره أو لاعتداده الزائد بنفسه وثقته المفرطة بها .

2- استصغار الخطأ :

كثيراً ما يقوم الإنسان باستصغار أخطائه في مقابل تعظيمه لأخطاء غيره، ولهذا دائماً ما نراه يقيم الدنيا ولا يقعدها في سبيل جعل الآخرين يعترفون بأخطائهم وبزلاتهم، خصوصاً إذا كان هو المتضرر منها، بيد أنه غافل أو متغافل عن أخطائه ولا يرى أي ضرورة للاعتراف بها، فهو يبرر لذاته في الوقت الذي لا يجد فيه أي مبرر لغيره .. وينسى أو يغفل أن الآخرين كثيراً ما يكونوا مثله ، يرون في أنفسهم كالذي يراه هو في نفسه !!

3- الخوف على المكانة الاجتماعية :

ربما يظن الكثير بأن الاعتراف بالخطأ يقلل ويحط من مكانتهم ومنزلتهم في أعين الناس، ولهذا يلجئون إلى عدم الاعتراف بأخطائهم حفاظاً على المكانة الاجتماعية التي يتمتعون بها، وبالخصوص إذا كان من أخطئوا بحقه أقل منهم مقاماً ومنزلة اجتماعية . وهم في ذلك مخطئون في حق أنفسهم مثلما هم مخطئون في حق غيرهم، وذلك لأنهم لم يتمكنوا من تقييم الواقع جيداً، لأن مكانتهم في نفوس الناس سوف تنهار في المستقبل (على المدى الطويل) إذا اكتشف الناس بأنهم لم يكونوا على صواب ومع ذلك أصروا وكابروا ولم يعترفوا .
-نعم، بعضهم هكذا نجده إذا أخطأ يكون على استعداد لئن يعترف بخطئه فور وقوعه، ولكن بشرط أن يكون من أخطأ بحقه أعلى منه منصباً أو مكانة اجتماعية، وإلا فإنه لن يعترف بأخطائه وإن كانت في غاية الوضوح !!

ولهذا نادراً ما نرى القيادات السياسية أو الدينية أو الاجتماعية تعترف بأخطائها .. فهم بدلاً من اعترافهم بها وإصلاحها، يحاولون جاهدين تبرير ما وقعوا فيه من أخطاء بشتى الطرق والأساليب، مبينين في ذلك بأنهم لم يخطئوا، وإنما الآخرين هم الذين لم يفهموا أو لم يستوعبوا ما فعلوه !

4-الخوف من المطالبة بتصحيح الخطأ :

بعض الأخطاء كبيرة جداً ويصعب إصلاحها بل قد لا يمكن ذلك في أحيان كثيرة، ولهذا قد يمتنع البعض عن الاعتراف بها خوفاً من أن يطالب بتصحيحها ومعالجتها، لأنه إما لا يريد ذلك أو أنه لا يمكنه القيام به نظراً لما فيها من صعوبة وتعقيد .

5- الخوف من الإحراج وعدم القبول :

إن صعوبة قبول البعض للعذر أو للاعتذار عن الأخطاء هو مما يجعل الإنسان أحياناً يتردد في الاعتراف به أو أنه يجعله لا يفكر به أصلاً، وذلك لكي يحافظ على ماء وجهه، فنحن للأسف كثيراً ما نرى أو نسمع شخصاً يعتذر لشخص آخر عن إساءته وخطيئته، ويقابله الآخر بالرفض وعدم القبول، وأحياناً يحرجه ببعض العبارات مثل "ماذا أستفيد من أسفك" .. "وماذا تعني باعتذارك الآن" . وغيرها من العبارات التي تحرج المعتذر، وتدل على عدم قبول الاعتذار .

كلمة للختام :

إذا اعترف الإنسان بأخطائه واعتذر عنها فإنه حينئذ يعترف بإنسانيته، أما إذا أخذه التكبر والمكابرة والغرور، فإنه يعلن بهذا التمرد على واقعه وبشريته، وكأنه يريد أن يقول بأنه ليس كغيره من بني البشر !!




رد: هل من العيب أن نعترف بأخطائنا ؟؟

والله امتعتنا بهذا الموضوع وجاء في وقت مناسب للفترة التي نعيشها هذه الايام داخل منتدانا المحبوب .
-وكما انه موضوع في القمة ويتحدث عن عدم الاعتراف بالخطا وارجو ان يثبت الموضوع .
-تحياتي لك اخي الطاهر ودائما كما عاهدناك في انتظار جديدك.




رد: هل من العيب أن نعترف بأخطائنا ؟؟

اين انتم يا اعضاء المنتدى بردودكم واعتقد انه موضوع لصالحنا اجمع والمشكل كنت اتوقع ان تكون هذه الردود من طرف مشرفين ولكن للاسف وهذا هو المشكل المطروح بنفسه.
مع كل احتراماتي للجميع.




رد: هل من العيب أن نعترف بأخطائنا ؟؟

شكراا على الموضوع
أنا ان اخطئت في حق احد لن اتردد ابدا في طلب السماح منه لانه خطئي وعليا الاعتراف به مهما كانت الاسباب
وان شاء الله ما اكون اخطئت في حق اي شخص منكم اخوانيالونشريس




رد: هل من العيب أن نعترف بأخطائنا ؟؟

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أزهار الربيع
شكراا على الموضوع
أنا ان اخطئت في حق احد لن اتردد ابدا في طلب السماح منه لانه خطئي وعليا الاعتراف به مهما كانت الاسباب
وان شاء الله ما اكون اخطئت في حق اي شخص منكم اخوانيالونشريس

انت مشكورة اختي ازهار اربيع علبى الاعتراف باخطاءك وهذا هو الشيئ الجميل واتمنى من كل قلبي ان يكون لباقي الاعضاء والمشرفين بنفس التفكير والمحافظة على سمعة المنتدى عامة
تاج المروءة التسامح ……………..




رد: هل من العيب أن نعترف بأخطائنا ؟؟

السلام عليكم أخي الطاهر .
والله اني أعبر عن وجهة نظري الخاصة. انك يا الطاهر بموظوعك الجميل أشبه بلاعب دخل في وقت اظافي في المباراة و سجل هدف النصر لفريقه .
موظوع في غاية الروعة أخي الطاهر وخرجاتك ببعض المواظيع المشارك بها تجعل منك عظوا مميزا له حظوره بالمنتدى و محل اعجاب من طرف الأعظاء .أتمنى لك كل الخير و السعادة والعافية .
مشكور على الموظوع الرائع و المتميز في ان واحد الونشريس




رد: هل من العيب أن نعترف بأخطائنا ؟؟

والله موضوع في القمة كلنا إخوة في هذا المنتدى ربي يرزق الطيب بين الأعضاء
وشكراااااااااااااااااااااااااااااا
تقبل مروري




رد: هل من العيب أن نعترف بأخطائنا ؟؟

مشكورة أختي همس الليل على مرورك وإطلاعك على الموضوع




رد: هل من العيب أن نعترف بأخطائنا ؟؟

أنا الشيئ الذي أفتخر به هو الإعتراف بالخطأ .
شكرا لك أخي الطاهر على الموضوع .




رد: هل من العيب أن نعترف بأخطائنا ؟؟

وبالخصوص إذا كان من أخطئوا بحقه أقل منهم مقاماً ومنزلة اجتماعية . وهم في ذلك مخطئون في حق أنفسهم مثلما هم مخطئون في حق غيرهم،

شكرااااا موضوع فاق الروعة




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.