الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم .. وبعد
فإن الناس إذا انحرفوا عن منهج الصواب تاهوا في مسالك ملتقطة من هنا وهناك ، فمن ذلك أنهم خالفوا المنهج السني السوي في التعامل مع ولاة الأمور فاخترعوا مناهج مبتدعة ناقصة مستوردة !
و من هذه الأمور التي أحدثوها ما يسمى بالإضراب عن الطعام أو العمل …
فإليك كلام بعض العلماء في مثل هذا الفعل ، و حبذا لو أن الأخوة الكرام يضعون ما لديهم بهذا الصدد من كلام العلماء :
قال الإمام العثيمين رحمه الله :
" …
قضية الإضراب عن العمل سواء كان هذا العمل خاصا أو بالمجال الحكومي لا أعلم له أصلا من الشريعة يبنى عليه
ولا شك أنه يترتب عليه أضرار كثيرة حسب حجم هذا الإضراب شمولا وحسب حجم هذا الإضراب ضرورة
… "
المصدر : فقه السياسة الشرعية صفحة 284 .
و قال الشيخ العثيمين في فتاوى نور على الدرب ، أنه إذا مات الممتنع عن الطعام في هذا الإضراب فإنه قاتل لنفسه .
و قال العلامة الألباني رحمه الله في سلسلة الهدى و النور شريط رقم -465- جواباً على سؤال :
هل يجوز للعامة أو بعض العامة أن يصوموا أمام الحكام كي يلبوا لهم بعض الطلبات ؟
[ لا ، هذه عادة أجنبية كافرة لا يجوز للمسلم أن يتخذوها وسيلة لإظهار عدم رضاهم بشيء ما يصدر من قبل الدولة .
و يجب أن نستحضر في هذه المناسبة قوله عليه السلام في حديث معروف ( من تشبه بقوم فهو منهم ) و أحاديث كثيرة وكثيرة جداً جاءت كالتفصيل لهذا الحديث المجمل : ( من تشبه بقوم فهو منهم )
من تلك الأحاديث التي يمكن أن تعتبر تفصيلاً لهذا الحديث من تشبه بقوم فهو منهم قوله عليه الصلاة و السلام ( صلوا في نعالكم و خفافكم وخالفوا اليهود )
و أغرب من هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان راجعاً من غزوة فمروا بأشجار من السدر كان المشركون يعلقون عليه أسلحتهم فقال بعض الصحابة يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذاتُ أنواط -كلمة قالوها- اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انواط ، فقال عليه الصلاة والسلام – مستنكراً ! – الله أكبر إنها السُنن أو السَنن لقد قلتم كما قال قوم موسى لموسى اجعل إلهاً كما لهم آلهة .
انظروا الفرق بين المقولتين :
– اولئك يقولون اجعل لنا إلاهاً نعبده من دون الله .
– أما أصحاب الرسول اجعل لنا شجرة كما لهم ذات نواط .
شتان بين المقوليتن ، تلك لها علاقة بالعقيدة بل بالعبادة بالتوحيد وما ينافي التوحيد من الشرك الأكبر اجعل لنا الها كما لهم اله
وقول بعض الصحابة اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ليس له علاقة بالعقيدة ولا بالفقه و إنما إلها [ = لها ] علاقة ممكن نسميه ببعض النواحي الاجتماعية
[ كلمة لم أتبين منها ] رضي الرسول عليه السلام هذا التشبيه و إن كان الموضوع منفك أحدهما عن الآخر كل الانفكاك فأنكر عليهم أنهم قالوا ( كما لهم ذات انواط )
فهذا الحديث بأكد أن المسلمين يجب أن يكونوا لهم شخصية مستقلة تماماً عن الكافرين ليس فقط باطناً بل وظاهراً أيضاً ولهم شخصية خاصة متميزة عن شخصيات الأمم أو الشعوب الكافرة .
فتجويع المسلم لنفسه هو يشبه تماماً حلق الرأس ؛ في بعض الطرق الصوفية كان المسلم إذا انتمى إلى شيخ له طريق فليظهر له خضوعه التام المتثل بقولهم – أعني الصوفية – المريد بين يدي الشيخ بين يدي الغاسل ، تحقيقاً لهذا الإستسلام الأعمى المخالف لقوله تعالى : { قل هذه سبيلى أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني } يعلنون عن ذاك المبدأ المخالف للبصيرة بأن يأمروا المنتمي إلى الطريق بأن يحلق رأسه ، ونحن نعلم بأن حلق الرأس هو عبادة و طاعة لله عز وجل في بعض الأماكن ، و هو أمر جائز في غير تلك الأماكن ، كما قال عليه السلام : ( احلقوه كله أو دعوه كله ) أما في الحج { محلقين رءوسكم و مقصرين } و الرسول عليه السلام كما جاء في الصحيحين قال ( اللهم اغفر للمحلقين اللهم اغفر للمحلقين اللهم اغفر للمحلقين ) قالوا يا رسول الله وللمقصرين قال ( و للمقصرين )
فإذن لما كان الحلق عبادة ومنسك من مناسك الحج ؛ لا يجوز شرعاً نقله إلى مناسبة أخرى كما اتخذ ذلك الصوفية أو بعض مشايخ الصوفية طريقة ومنهجاً لهم على ما شرحت آنفاً .
ذلك الصيام ، الصيام طاعة لله عز وجل له نظامه وله شروطه و أركانه ، لو أن المسلم أراد أن يواصل الليل بالنهار لكان عاصياً لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تواصلوا فإن كان ولا بد فمن السحور إلى السحور ) .
فمواصلة الصيام الي[ = الذي ] هو طاعة و عبادة لله لا يجوز فكيف يجوز في شريعة الله أن يضرب عن الطعام و يواصل الليل و النهار اتباعا لطريقة الكفار .
فهنا مخالفتان :
– المخالفة الأولى ما كنا ندن حولها وهو التشبه بالكفار .
– و المخالفة الأخرى أننا سننا لأنفسنا مواصلة الإمساك عن الطعام حيث لا يجوز في العبادة فضلاً أن لا يجوز في غير العبادة ] ا.هـ
و للشيخ عبد الوهاب بن علي الحجوري بحثاً طيباً في هذه المسألة ، في كتابه " وقفات مع تنظيم الإخوان المسلمين " صفحة 155 ..
" باب تشبه الإخوان المسلمين للكفار في الإضرابات "
و خلاصته :
– أنها تشبه بالكفار .
– أنها بدعة محدثة مخالفة لما عليه السلف .
– أنها محض أفعال يقوم بها الجهال فلا تضر في الخصوم ، ولا تنفع المظلوم ! و إنما تضره .
و قال :
" و الإضرابات هذه سواء كانت من الأعمال أو عن الطعام ، أو عن الكلام فهي محرمة ، لو لم يكن فيها إلا أنها من أفعال الكفار المذمومة ، لكان هذا كافياً في تحريمها "
شكررررررررررررااااااااا
والظلم المسلط على المعلمين ليس حراما
كم ظلمتنا………………
فتواك في غير محلها أخي..نحن لو وجدنا طريقة أخرى لإسماع مطالبنا وأسترجاع الحد الأدنى من حقوقنا..لاتبعناها..اعلم أن أيام الإضراب مخصومة..هذا أليس ظلم في حقنا..أنت لا تعرف شيئا عن الأنهيار العصبي الذي سببه ويسببه هذا البن بوزيدي..أنه …لا داعي في الخوض اكثر مما هذا
احب ان اشير الى ان المقصود بالاضراب المحرم هنا عند الشيخين الجليلين ابن عثيمين والالباني هو الاضراب عن الطعام
و قال الشيخ العثيمين في فتاوى نور على الدرب ، أنه إذا مات الممتنع عن الطعام في هذا الإضراب فإنه قاتل لنفسه .
و قال العلامة الألباني رحمه الله في سلسلة الهدى و النور شريط رقم -465- جواباً على سؤال :
هل يجوز للعامة أو بعض العامة أن يصوموا أمام الحكام كي يلبوا لهم بعض الطلبات ؟
[ لا ، هذه عادة أجنبية كافرة لا يجوز للمسلم أن يتخذوها وسيلة لإظهار عدم رضاهم بشيء ما يصدر من قبل الدولة .
أجل كما قال الأخ فاروق و فتواك في غير محلهاو الله اعلم