منح الدراسة في الخارج تحت الطاولة
كشفت مصادر مطلعة لـ"الشروق"، أن وزارة التعليم العالي بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية، تعمل على إيجاد صيغ لمكافأة نجباء البكالوريا الموسم المقبل، عدا الرحلات نحو الخارج، في وقت تكتمت مصادرنا عن المكفاءات البديلة، خاصة ما تعلق بمنح الدراسة في الخارج التي تحتاج إلى قرار رئاسي.
ويأتي قرار الوزارة في ظل تصاعد معدلات الطلبة المهاجرين للدراسة في الخارج، سيما في فرنسا التي أثبت التقرير الأخير الصادر عن مصالح الهجرة بوزارة الداخلية الفرنسية، أن نحو 66 ألف جزائري يتابعون دراستهم بفرنسا من الإطارات العليا، وهي الدراسة التي أزعجت وزارة التعليم العالي، حيث أثبتت المدارس التحضيرية التي أنشئت لاستقطاب المتفوقين تذمرا من قبل الطلبة المسجلين فيها.
وقالت مصادر "الشروق" أن تراجع وزارة التعليم العالي، عن منح التكوين بالخارج مرده ارتفاع التكاليف وتفضيل المتفوقين البقاء والعمل في الخارج. حيث يقدر متوسط تكلفة تكوين طالب جزائري في الخارج 100 ألف دولار، كما أن هجرة الكفاءات الجزائرية كلفت الاقتصاد الوطني خسارة وصلت إلى 40 مليار دولار في الفترة الممتدة بين 1992 إلى 1996.
ولم تحقق المدارس التحضيرية ما يرجوه المتفوقون، حيث لا تزال المدارس العسكرية الأكثر استقطابا من قبل المتفوقين، إلى جانب تخصصات الطب والصيدلة وجراحة الأسنان.
وقدر عدد المتفوقين لهذه الدورة 2022 بـ 60 متفوقا ومتفوقة، وسجل أعلى معدل بـ18.45 بتقدير ممتاز في شعبة العلوم التجريبية، ووعد المتفوقون برحلات إلى ماليزيا، واستغرب أولياء المتفوقين استمرار العمل بإلغاء مكافأة الدراسة في الخارج، بالرغم من قلّة المتفوقين مقارنة بالسنة الماضية.
وتستعد وزارة التربية لمراسلة مديري التربية، والنقابات المعتمدة إلى جانب الكنفدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ، لتحديد الإطارات المعنية بمرافقة النجباء في رحلاتهم نحو ماليزيا، وهو ما آثار سخط بعض النقابيين رافضين سياسة (أكل الغلّة وسب الملة).
وقال مسعود عمراوي، متحدثا باسم نقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، إنه إلى غاية كتابة هذه الأسطر لم يصلهم أي استدعاء، وقال المتحدث أن مرافقة النقابات في مثل هذه الرحلات التي تخصص لنجباء البكالوريا كل سنة، يضع النقابات في موقف طرف مراقب وملاحظ ليس أكثر.
صحيفة الشروق.
سبحان الله وبحمده.