التصنيفات
مادة الفلسفة في التعليم الثانوي

مفاهيم ضرورية في الكتابة الفلسفية

مفاهيم ضرورية في الكتابة الفلسفية


الونشريس

لا تتجلى صعوبة ودقة منهج التفكير الفلسفي قسرا في لغة تقنية معقدة بل في التـحكم في بعض المفاهيم المركزية على مستوى التصميم المنهجي،والتي ستمكن بالضرورة من مقاربة أكثر منهجية و مريحة تعمل على توفير نقاط مرجعية للتفكير و ضمن هذا الـمنظور سنتـقيد بتعريف مصطلحات تظل دائما ملتبسة و سيئة الاستخدام ،بما أنها تحدد بوجه دقيق المضمون والـمراحل و الـمناهج و أهداف التـحليل الـمتبعة بغية تسهيل تمثيل هذا "الزاد التصوري"حيث صنفنا التحديدات إلى خمسة أبواب مختلفة تتناسب مع خمسة نماذج للتفكير متكاملة تتعلق بموضوع معين.
المعالجة التحليلية للموضوع.
تحديد البعد الفلسفي للموضوع.
الدراسة النقدية للإشكال ومجاله الفكري.
الحمولة الفعلية للتمثل فكرة?مفهوم?تصور?مقولة.
تحديد وجهات النظر وتقويمها.
I ـ الـمعالجة الـتحليلية للموضوع :
يتعلق الأمر بفحص الـموضوع في جزئيا ته وفـقا لمستويات عملية عديدة ،يمكن تحديدها كمراحل في التوضيح الـمعمق و الـمنهجي للموضوع
1 ـ الـمعنى اللفظي أو الظاهر للموضوع:
يتعلق الأمر بمضمون الموضوع الأصلي ? الواضح كما ينتج من تفسير مصطلحاته ?ويمكن أن يحيل الـمعنى اللفظي إلى عدد من المستويات الدلالية في حالة امتلاك الموضوع لـمعاني مختلفة أو في حالة فهم الموضوع بطرق متعددة ذلك أن من شأن الـتحديد الدقيق لهذه الـمستويات الدلالية أن يسمح لنا الإمساك بالـموضوع و عرض ثرائه وسعته في نفس الوقت
2ـ [color="rgb(85, 107, 47)"]التحليل الدلالي للموضوع:

نتوجه هنا إلى تحليل عميق لـمعاني مصطلحات الـموضوع و تعريف التيمات التي يـقترحها و نوع الـمفردات اللغوية المستخدمة و ما يمكن تسميته ب"سجلات الـمعاني" بالإضافة إلى بنية الـموضوع في حد ذاته( إثبات أطروحة سجالية ? تعريف ? حكم ? إتخ)
3ـ [color="rgb(85, 107, 47)"]ضمنيات الـموضوع :[/color]
يتعلق الأمر بالنتائج التي يتضمنها الـموضوع و يقود إليها في جانبه الخفي ? فضمنيات الموضوع هي غالبا المحددة لمعناه العميق و ل"كثافـته الفلسفية" و من الضمنيات الممكنة نحدد الافتراضات العرضية للموضوع كما هو معطى مسبقا وضمنيا في السؤال نفسه . تشكل فرضيات موضوع معين بالـفعل ضمنيات تقيده و تجعله يشتغل كسؤال مما يفرض توضيحها أكثر وهذا ما يتأتى لنا عبر فحص دقيق للمصطلحات الـمعتمدة و الـمنتـقاة.لنأخذ مثلا الموضوع الآتي:
"هـل تـعـــتـبـر التـربـيـة إفـسـادا لـلطـبـيـعـة الأصـلـيـة للـفـرد"?
سيكون الافتراض بالطبع هو وجود قبلي لطبيعة إنسانية سابـقة على التـربية
إن توضيح ضمنيات و فرضيات الـموضوع يمكن أن تصاغ عندما تكون موجهة بطريقة منظمة كتفسير للشروط الممكنة للسؤال . و هكذا لا يكون السؤال : "هـل تـعـــتـبـر التـربـيـة إفـسـادا لـلطـبـيـعـة الأصـلـيـة للـفـرد"ممكنا إلا إذا أجبنا عن السؤال التالي :"هل توجد طبيعة إنسانية سابقة على التربية"?
4 ـ [color="rgb(85, 107, 47)"]مجـالات التـفكير أو الانتماء لموضوع ما:[/color]
يمكن أن تحدد كمجالات يأخذ الـموضوع بداخلها معنى خاصا , أي المجالات التي يمكن أن نعالجه ضمنها مثلا يتعلق مفهوم الاستلاب بميادين مختلفة متمايزة ( نفسية سياسية , اجتماعية , الخ… )
5ـ [color="rgb(85, 107, 47)"]رهانات الموضوع [/color]
يحدد هذا الرهان باعتباره نتيجة عملية لسؤال أو موضوع ( لا يجب أن نخلط و نطابق بين الرهـان و الضمنيات التي تتعلق بالأحرى بالنـتـائج المنطقية للموضوع) إن رهان التفكير و التحليل و السؤال يمكن أن يحدد باعتباره حمولة فكرية (إذا قبلنا هذا الرأي أو ذاك ما هي الآثار الناجمة عن التمثلات التي نكونها حول هذا الموضوع ? ) , و يمكن أن يعتبر كحمولة عملية مشخصة ( إذا سلمنا بهذه الحالة أو تلك ? ما هو الـموقف الذي نتبناه عمليا في الحياة ? ). إن تحديد رهان (حمولة فكرية أو حمولة عملية مشخصة ) يعني إبراز أهمية تفكير محدد و ذلك لتـقويم الموضوع
ii ـ تحديد البعد الفلسفي:
يجب في البداية التمييز بين المصطلحات التي غالبا ما .نخلط بينها كالتيمة , الأطروحة , السؤال , الأشكال .
1ـ التيمة
تشكل التيمة ايتيمولوجيا الموضوع المطروح وتغطي ما نقترح للتفكير أي ما بصدد ه نلتمس تحليله
2ـ الأطروحة:
إنها عرض رأي أو قضية تتضمن حكما, إنها تفترض وجود سؤال محدد يمكن الإجابة عنه.
3ـ السؤال:
إنه يطرح ما يجب مناقشته – الأطروحة أو الرأي – غالبا بطريقة استفهامية , ويمكن في بعض الحالات الاشتغال لتحديد مفهوم مثلا " من هو المستبد " لكن ينبغي ألا نحول السؤال دفعة واحدة إلى أشكال لأنه يمكن أن نفكر في عدة صيغ ممكنة بصدد إشكال محدد مثلا (( هل يوجد علم للتاريخ ? )) يمكن أن نطرح أسئلة متباينة جدا مثل ما هو الحدث التاريخي ? ) ( وهل نمنع أنفسنا من تأويل التاريخ?)
توجد أيضا طرق مختلفة لإثارة إشكال حسب وجهة النظر التي نتحدد ضمنها . ولقد رأينا بأن الموضوع لا يكون من تلقاء نفسه إشكالا ليس أكثر من السؤال الذي حددت و انتقيت مصطلحاته بطريقة تشكل صياغة خاصة جدا لإشكال لابد من تحديده .
4الإشكال الفلسفي
يمثل الإشكال الفلسفي مرحلة أساسية في التفكير النقذي للموضوع , فالإشكال يحيل إما على البحث عن نسخة غير معروفة انطلاقا من معطيات معروفة في البداية , و عندئذ يجب التساؤل حول أسباب وجود بحث كهذا? أو على البحث عن منهجية تمكن إعادة النظر في حدث أو رأي معلوم باعتباره نتيجة
أ ـ الحالة الأولى:
ننطلق مثلا من أطروحـتين تشكلان معطيات افتراضية معروفة و مسلم بها
الأطروحة أ: الـمجـتـمـع غـيـر عـادل من الناحية الأخلاقية.
الأطروحة ب :يـطـمـح كـل إنسان إلى حـيـاة عـادلـة
من خلال الافتراضات الـمسلم بها هنا باعتبارها مقدمات نطرح الإشكال "هل يمكن أن نعيش حياة أخلاقية عادلة في مجتمع غير عادل?"
عندما يصاغ الإشكال هكذا فانه لا يتقدم كسؤال للحل إلا على أساس اثباثين ضمنيين يشكلان الافتراضات المطروحة? فهو ليس بعد إشكالا فلسفياوهذا الأخير لا يبرز إلا بعد إعادة تدبير السؤال المطروح ولا سيما الفحص النقدي للافتراضات التي تكمن في ثنايا نص الموضوع. من بين الاشكالات التي يمكن طرحها في مثالنا نذكر مايلي " ما الذي يؤدي إلى تشكيل اعتراض ملموس ما بين أمل شخصي في حياة عادلة وسياق اجتماعي يبدو غير عادل ?
ب ـ الحالة الثانية
إذا اعتمدنا حدثا معينا باعتباره نتيجة فالبحث الذي يقودنا إليه ينتمي كليه لوسيلة الإيضاح النقدي ما دمنا سنأخذ بعين الاعتبار الواقع وبالوجه الذي نحدده به لنأخذه
[/color]




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.