مصححو الامتحان يعلقون التصحيح احتجاجا على الغش في البكالوريا

دعا المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع كافة الأساتذة المصححين بالتوقف عن العمل لمدة ساعتين غدا، ابتداء من الساعة العاشرة صباحا بداخل مراكز التصحيح الـ54 الموزعة عبر الوطن، احتجاجا على المساس بمصداقية امتحان شهادة البكالوريا على خلفية ما شهده اختبار مادة الفلسفة في اليوم الثالث من الامتحان.

أوضح الأمين الوطني المكلف بالإعلام والاتصال بالمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع، أن المكتب الوطني للنقابة اجتمع بعد متابعة قضية عضو المجلس الوطني الذي صدر في حقه حكم بالتسريح عن طريق مجلس التأديب، موضحا بأن المكتب الوطني أودع ملفا يتعلق بالغش في امتحان البكالوريا يحتوي على عينات من تقارير جاءت من مراكز الإجراء من عدة ولايات مشفوعة بتوقيعات الأساتذة الحراس لدى كل من الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات ووزارة التربية. في الوقت الذي جدد مطالبته بفتح تحقيق في القضية ومعاقبة المتسببين من مترشحين وإداريين في عملية الغش.

ودعا المكلف بالإعلام والاتصال المصححين لتسجيل رفضهم المساس بمصداقية امتحان البكالوريا ورفضهم المساس بالسلطة البيداغوجية للأستاذ من خلال فرض احترام قرارات مجالس الأقسام، مؤكدا بأن الوقفة الاحتجاجية هي إنذار مستعجل بالخطر الذي يداهم العملية البيداغوجية في المدرسة بداية من المساس بهيبة وحرمة الأستاذ إلى سحب "السلطة البيداغوجية" منه باعتماد سياسة اللاعقاب عند قيام التلاميذ بالاعتداء لفظيا وجسديا على أساتذتهم، وفسح المجال للمطالبة بالعتبة واختيار المواضيع، وربما حتى المطالبة بتحديد نسبة النجاح .

وعبرت النقابة عن رفضها المساس بمصداقية شهادة البكالوريا، خاصة في ظل المعطيات التي جعلتها تعتمد على نسبة 60 بالمائة على الأسئلة المباشرة في امتحان مصيري مثل البكالوريا و40 بالمائة فقط للأسئلة التي تتطلب تحليلا وتركيبا وتفعيلا لذكاء المترشح .

موازاة مع تسجيل فائض في تعداد أساتذة العلوم والفيزياء

غيابات بالجملة في صفوف مصححي الشريعة، الرياضيات واللغات

شهدت أمس، مراكز التصحيح 54، غيابات بالجملة وسط الأساتذة المصححين، وعليه فمديريات التربية بالولايات ملزمة بتعويض تلك الغيابات في الوقت المناسب قبل انطلاق التصحيح الفعلي.

وعلمت "الشروق" من مصادر مطلعة، أن الغيابات قد سجلت في اليوم الأول من انطلاق التصحيح النموذجي، في مواد العلوم الإسلامية، التاريخ والجغرافيا، اللغات والرياضيات، رغم أنه قد تم استدعاؤهم من قبل الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، بالمقابل فقد تم تسجيل فائض في عدد الأساتذة المصححين في مواد الفيزياء، العلوم الطبيعية والأدب العربي.

وفي نفس السياق، أكدت نفس المصادر التي أوردت الخبر، أن مديريات التربية بالولايات ملزمة باتخاذ الإجراءات والتدابير المناسبة بتعويض هؤلاء الأساتذة الغائبين بآخرين قبل انطلاق التصحيح الفعلي اليوم، علما أن مراكز التصحيح قد تم تجهيزها بكافة الوسائل المادية لتمكين المصححين من أداء مهامهم في أحسن الظروف، وكذا لضمان السير الحسن للعملية منذ انطلاقها وإلى غاية اختتامها، من خلال توفير عناصر الأمن وأعوان من الحماية المدنية و الصحة.

وتجدر الاشارة، إلى أنه قد تم تدريب الحراس على التصحيح الفعلي، من خلال عرض الأجوبة النموذجية على السبورات و إرفاقها بسلّم التنقيط الخاص بكل مادة، ليقوم بعدها الأساتذة بتصحيح أوراق الاجابات بشكل جماعي.