1- لمحة توضيحية : مع أن مفهوم الواجب الدراسي قد يمتد ليشمل كافة الأنشطة والخبرات الإضافية التي يقوم بها التلاميذ في الفصل وخارجه لزيادة تعلمهم للمادة المنهجية ، إلا أنه يتركز بشكل رئيسي هنا في المهمات التعليمية التي يكلف بها التلاميذ خارج الدوام والبيئة المدرسية .
يجسد الواجب الدراسي عادة عاملاً مساعداً للتعليم الصفي ، مؤدياً في معظم الأحوال إلى زيادة تعلم التلاميذ الخاص بالمادة المنهجية وتركيزها لديهم ، وبالتالي إلى ارتفاع كفايتهم الذاتية في الاستجابة لمتطلباتهم و تهيئة فرص أكبر للنجاح فيها .
وبالرغم من أهمية أداء الواجب أعلاه في تسريع عملية التربية المدرسية و إغنائها فإن القيام به من بعض تلاميذنا يعتريه كما يلاحظ عدم الاكتمال أو السلبية مما يفقده الهدف الذي يعطى للتلاميذ من أجله ، وينمي لديهم أحياناً عادات غير مستحبة كالغش أو الاعتماد على الغير كما هو الأمر عند نسخ التلميذ للواجب من دفتر زميل له أو ميول سلبية تجاه المادة كما هي الحال في تسرب البعض من الحصة ، أو قيامهم ببعض أنواع السلوك الصفية المعيقة للتعليم أو المقاومة للمعلم نفسه .
2- مظاهر السلوك : تبدو مشكلة أداء الواجب الدراسي لدى التلاميذ في أربعة مظاهر رئيسية :
• تأخر بعض التلاميذ في القيام بالواجب .
• القيام به بصيغة غير كاملة أو دقيقة .
• نسخه تلقائياً من دفتر زميل آخر – الغش في أدائه .
• عدم القيام به على الإطلاق .
3- المنبهات (العوامل ) المحتملة : قد تتمثل المنبهات أو العوامل المحتملة لسلوك التلاميذ السلبي الخاص بأداء الواجب الدراسي فيما يلي :
• خبرة التلميذ لمشكلة أسرية أو شخصية مرحلية – نفسية أو مادية أو صحية .
• طول الواجب الكمي .
• صعوبة الواجب .
• كثرة الواجبات الدراسية اليومية بوجه عام .
• روتين الواجب أو عدم أهميته وذلك نتيجة إعطاء المعلم تلقائياً للواجب دون الاهتمام بصياغته أو تعديله لملاءمة حاجات التلاميذ الفردية ، أو الاطلاع عليه و تصحيحه فيما بعد وتوجيه التلاميذ من خلاله للأفضل .
• ضعف التلميذ في تنظيم وقته وتوزيعه بشكل مناسب على الأنشطة التربوية و اليومية العادية .
• ميول التلميذ السلبية تجاه المادة نتيجة لصعوبتها .
• ميول التلميذ السلبية تجاه المعلم لصفة في شخصيته أو سلوك يقوم به .
• عدم امتلاك التلميذ للأدوات والمواد المساعدة للقيام بالواجب مثل الأقلام والكراسات الكتابية المناسبة والأدوات الهندسية في الرياضيات والألوان والورق المقوى في رسم الخرائط …
• عدم قدرة التلميذ على فهم أو اتباع تعليمات المعلم الخاصة بالتعيين نتيجة صفة ذاتية لديه … ذكائية أو سماعية مثلاً ، أو سرعة المعلم في إعطائه للتعيين أو عدم وضوح المطلوب منه .
• عدم توفر تعليمات المعلم التوضيحية المساعدة للتلاميذ للقيام بالتعيين .
• عدم توفر الظروف البيتية المناسبة للقيام بالواجب ، كعدم توفر الإضاءة أو الكهرباء والتدفئة المناسبتين والضوضاء أو الإزعاج الحاصل من الأخوة وعدم توفر الفراغ الخاص للدراسة و إنجاز الواجب كما هو الأمر في الأسر الكبيرة التي تمتلك في نفس الوقت بيتاً من غرفة أو اثنتين فقط تتم فيها عادة كافة أنشطة الأسرة اليومية من نوم وطبخ ومأكل وجلوس وتزاور وغيرها .
• انشغال التلميذ بواجبات أو مسؤوليات أسرية مجهدة تستهلك منه معظم وقته وحيويته وقدرته على التركيز .
4- الحلول الإجرائية المقترحة : يمكن للمعلم معالجة مشكلة أداء الواجب الدراسي لدى التلاميذ بالإجراءات التالية :
• مقابلة التلميذ والتعرف على مشاكله أو مصاعبه الأسرية أو الشخصية ومحاولة المعلم الاستجابة لهذه المشاكل أو المساعدة في حلها ما أمكنه ذلك أو مجرد التعاطف مع التلميذ إن كان الأمر خارجاً عن طاقته .
• تقليل الواجب الدراسي لدرجة يكون معها مقبولاً أو ممكناً حله من التلميذ ومفيداً تربوياً في نفس الوقت وقد خبرنا بهذا الخصوص خلال تعليمنا المبكر في إحدى المدارس أن أحد المعلمين اعتاد تكليف تلاميذه في الصف الثاني الابتدائي نسخ موضوع القراءة يومياً مقدار خمس عشرة مرة مما سبب لبعضهم التسرب والخوف من المعلم والمدرسة بوجه عام وفي حالات عديدة عدم قيامهم بالواجب أو إنجازه بشكل مشوش أو غير مقروء أو غير كامل بحذفهم جملة هنا وعبارة هناك في كل مرة ينسخونها وعليه ننصح المعلمين الرفق والإنسانية والموضوعية والهادفية في تعليمهم لأن سلوكهم قد لا ينحصر في قيام التلميذ بالواجب أو عدم قيامه بل يؤدي في الغالب إلى تكوين ميول وعادات حسنة أو سيئة وذلك حسب سلوكهم وقراراتهم التربوية التي يتخذونها يومياً معهم .
• تنسيق معلم المادة مع المعلمين الآخرين لمسألة التعيينات الدراسية ، خاصة عند وجود مشاكل أكاديمية تتعلق بأداء الواجب من قبل تلاميذهم وقد يكون هذا التنسيق في الكم – مقدار الواجبات اليومية المعطاة لأفراد الفصل من قبلهم أو في الكيف والنوع – باعتبار قيام التلاميذ بتعيين محدد من مادة إنجازاً في مادة أخرى .
• تعيين المعلم نصيباً محدداً من تقدير المادة للواجبات التي يعطيها لتلاميذه .
• تصحيح الواجب دائماً مرفقاً بالتوجيهات المفيدة و المناسبة ، حيث يشعر التلميذ بالفائدة و القناعة من جراء قيامه بالواجب . يستعين المعلم بالطبع لتحقيق القناعة الذاتية لدى التلميذ بوسائل التعزيز الإيجابي المناسب لطبيعته وللمهمة التعليمية ، ويعقد اتفاقيات ثنائية خاصة مع التلميذ .
• تعليم التلميذ لمهارة تنظيم الوقت وكيفية توزيعه على التزاماته اليومية إذا كان التلميذ مفتقداً لمثل هذه المهارة وذلك باستعمال المعلم الإجراءات كالحث والاقتداء والتشكيل أو التسلسل .
• تعرف المعلم على مسببات (منبهات ) ميول التلميذ السلبية تجاه المادة الدراسية أو تجاهه شخصياً ومحاولته سحب أو تغيير هذه المنبهات وقد يستعمل مع التلميذ في حالة أخرى قاعدة " بريماك " حيث يقرن قيام التلميذ بالنشاط المفضل إليه بآخر من المادة الصعبة أو غير المستحبة .
• توفير الأدوات المناسبة لحل الواجب إما من المدرسة أو صندوق الفصل إن وجد أو بحث الأسرة على ذلك إذا كان أحد أسباب المشكلة متمثلاً في هذا .
• تزويد المعلم للتلميذ بتعليمات واضحة ومفيدة للقيام بالواجب .
• تعديل المعلم لتعليماته التوضيحية لغوياً وكيفياً لتتلاءم مع إمكانيات التلميذ الذكائية أو الصحية .
• تنسيق المعلم مع أسرة التلميذ بخصوص الواجبات التي يكلفونه بها في البيت أو العمل ووضع خطة بناءة تنسجم مع حاجات الأسرة والواجبات الدراسية وقدرة التلميذ وكفايته الذاتية .
• تفريد المعلم للواجبات الدراسية التي يعطيها لتلاميذه ويمكنه بهذه المناسبة اتباع النموذج التالي :
– تقليل التعيين بوجه عام في حالة كونه جماعياً بحيث لا يتعدى دائماً ثلاثة أسئلة أو مهمات على أن يراعي فيها مبدأ الأهمية للمادة المنهجية والفائدة العامة لتعلم التلاميذ .
– تفريد التعيين نسبياً بحيث يعطي خمس مسائل أو مهمات طالباً من أفراد الفصل جميعاً حل مسألة واحدة أو اثنتين تجسدان أهم جانب للمادة الدراسية ثم اختيار مسألة أخرى على الأقل من الثلاث أو الأربع المتبقية مع مراعاة تقارب هذه المسائل الاختيارية في الأهمية والمتطلبات والعلامات .ما يجده المعلم غالباً في مثل هذا الإجراء هو أداء معظم التلاميذ للواجب وأن بعضهم قد قام بحل كل المسائل الاختيارية والبعض الآخر قد قام بحل معظمها ، أما البعض الثالث فقد اكتفى بحل المسألة الإجبارية المطلوبة بمعنى أنه بالرغم من شبه جماعية التعيين فإنه قد سمح لدرجة مقبولة لأفراد التلاميذ بالاختيار وراعى نسبياً الفروق في رغباتهم وقدراتهم .
– تفريد التعيين بشكل كامل وفي هذه الحالة يمكن للمعلم إعطاء التلاميذ عشر مسائل أو واجبات متقاربة في الأهمية المنهجية والطول والمكافأة ( العلامات أو المعززات الأخرى ) ثم يطلب من أفراد التلاميذ انتقاء ما يريدون منها على أن لا يقل المجموع عن ثلاث مسائل مثلاً .
و في حالة انفراد تعيين عن غيره في الأهمية ، يستطيع المعلم إعطاءه وزناً أكثر ضمن المجموعة كأن يساوي حله من قبل التلميذ تعيينين مثلاً وفي هذه الحالة إذا كان المطلوب من أفراد التلاميذ حل ثلاث مسائل من عشر كحد أدنى ، عندئذ يقوم التلميذ بأداء مسألة واحدة بالإضافة لتلك المهمة المساوية وزناً لاثنتين عاديتين ، مؤدياً بذلك المطلوب من خلال رغباته الفردية واختياره الذاتي وقدراته . ولا يستغرب المعلم عند اتباعه للأسلوبين الثاني والثالث في إعطاء الواجبات الدراسية ، إذا اكتشف كما نتوقع بأنه لم يتغلب فقط على مشكلة دراسية هامة تواجه التلاميذ والتربية المدرسية بل إن كافة أفراد الفصل أو الأغلبية الساحقة منهم على الأقل قد قامت بأداء الواجب كاملاً ومرتباً وصحيحاً كما هو مفروض
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
شكرا جزيلا لك على الموضوع الهامّ و القيم
جزاك الله خيرا.موضوع هادف جدا..