1-ماذا نعني بالتميز؟
نعني بالتميز:التفوق على الأقران،والظهور على الاتراب بكمال الصفات التي ترفع المرء وتعلى شأنه، فتجليه من بينهموتظهره عليهم بحسن سمته وهديه الفذ، وخلقه وسلوكه المرموق وبشخصيته الإسلاميةالمتميزة.
أهمية الموضوع:
موضوع التمييز في تربية الأبناء من الموضوعات المهمة التيينتمي أن تعني بها الأسرة المسلمة عموماً، وذلك لعدة أسباب منها:
أولاً:-
لأننا من أمةمتميزة، ميّزها الله عز وجل عن سائر الأمم.. حتى أصبح التميز سمة من سماتها وصفةبارزة من صفاتها )كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف …) الآية
)وكذلكجعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس)الآية، )إنها أمة الوسط التي تشهد علىالناس جميعاً، فتقيم بينهم العدل والقسط، وتضع الموازين والقيم، وتبدي فيهمرأيها فيكون هو الرأي المعتمد، وتزن قيمهم وتصوراتهم وتقاليدهم وشعاراتهم فتفصل فيأمرها، وتقول: هذا حق وهذا باطل..)
–أمة متميزة في شريعتها، فهي الشريعةالخالدة التي لا يمحوها الزمن فهي صالحة لكل زمان ومكان.. لا يحدها جنس فهي للناسكافة..
–أمة متميزة في عبادتها وما أكثر ما كان يقول قائدها صلى الله عليهوسلم: )خالفوا المشركين) لتتميز الأمة عن كل من سواها.. ومن أبى إلا التبعية فإنهليس منها )من تشبه بقوم فهو منهم) إن انتمائنا لهذه الأمة التي ميزها الله عن سائرالأمم يعني أن نبحث عن التميز، ونربي أبناءنا عليه ليكونوا كالأمة التي ينتسبونإليها"
ثانياً:-
لأن الله عز وجل قد شرفنا، ورفع قدرنا، وأعلى شأننا وميّزنابأن جعل محمداً صلى الله عليه وسلم رسولنا ونبينا ومبعوثه إلينا.. وأكرم به منتميز وأنعم به من فخر، وأعظم به من فضل وحظنا من هذا التميز أن نكون متميزين وذلكبالاقتدار به صلى الله عليه وسلم )لقد كان لكم من رسول الله أسوةحسنة).
ثالثاً:-
حاجة الأمة إلى المتميزين من أبنائها، الذين يرفعون رأيتها،ويؤمنون برسلها، ويدركون وظيفتها، الواحد من هؤلاء المتميزين يعدل ألفاً بل يعدلألوفاً كما قيل:
والناس ألف منهم كواحد *** وواحد كالألف إنأمر.
رابعاً:-
انتشار الغثائية في الكثير من الخلق ودنوّ همهم وسفول خلقهم حتى أصبح الكثيرمن النشء لا أثر لهم ولا فائدة منهم في أمور الأمة، ونصرة الدعوة.. بل أصبحواعالة على الأمة بسوء خلقهم وسفول طباعهم وانحراف سلوكهم والأخطر من ذلك كله شذوذأفكارهم واعتقاداتهم.
خامساً:-
كثرة وسائل الفساد التي سلطتعلى الأسرة المسلمة، مما أفقد الكثير من هذه المحاضن أثرها في تربية النشء وإعداده، والاهتمام به ورعايته، وهذا يجعل التذكير ببعض الوسائل التربوية والأساليبالدعوية المؤثرة في إصلاح النشء من الأهمية بمكان.
سادساً:-
للأجر العظيم، والثوابالكبير لمن سعى في صلاح أبنائه، وأحسن تربيتهم ورعايتهم فقد جاء في الحديث إنالرجل ترفع منزلته يوم القيامة فيقول: أنى لي هذا؟ فيقال: باستغفار ولدك لك)
والحديث الآخر: )إذا مات ابن أدم انقطع عمله الا من ثلاث: وذكر منها ولدصالح يدعو له) فبذل الجهد في تربية الأبناء ليكونوا متميزين في صلاحهم وسلوكهموقدراتهم مشروع استثماري عظيم لا ينتهي به حتى بعد الممات..
سابعاً:-
إن تربيةالأبناء والقيام على توجيههم ورعايتهم، أمانة عظمى، ومسئولية كبرى سنسأل عنها بينيدي الله عز وجل كما جاء في الصحيحين في حديث أبن عمر )كلكم راع وكلكم مسئول عنرعيته)..
ولهذا فالاهتمام بتربية الأبناء أداء لهذه المسؤوليات وقيام على هذهالإناث.
ثامناً:-
الذريّة المتميزة بصلاحها، مطلب الأنبياء ومحل سؤالهمورجائهم فقد جاء في دعاء زكريا عليه السلام )فهب لي من لدنك ولياً، يرثني ويرث منآل يعقوب واجعله رب رضياً).
فأجاب الله دعاءه ووهب له يحيى فكان متميزاً بزكاتهوتقواه )يا يحيى خذ الكتاب بقوة وأتيناه الحكم صبيًا، وحناناً في لدنا وزكاة وكانتقياً).
تاسعاً:-
التميز والتفوق هو مطلب الصالحين، ولهذا كان من دعائهم)واجعلني للمتقين إماماً).
إذا ثبت هذا، فإننا بين يدي العديد من الأفكارالعملية للإجابة عن هذا السؤال.. الذي هو في الأصل بحث ميداني شمل العشرات منالأسر، قمت به عبر استبانة وزعتها على تلك الأسر المتميزة لمحاولة الوقوف على أبرزالأفكار العملية التي جعلت في أبنائهم متميزين.وإليكم بعض تلك الأفكار أو التجاربالعملية إذ لم أذكر إلا الأفكار العملية؛ لأنها أكثر أثراً من التوجيهاتالنظرية.
1)المربي الخاص:-
نظراً لانشغال كثير من الآباء عن أبنائهم لظروف العمل وطبيعةالعصر فإن التقصير كبير في قضية الجلوس مع الأبناء وتربيتهم وتأديبهم، ولذلك فإنبعض الآباء اتجه إلى فكرة المربي لخاص للأبناء.. فيأتون بمدرس مربٍّ لبيوتهم أوالأبناء يذهبون إليه، فيحفّظهم القرآن والسنة، ويتعلمون معها بعض الآداب والفنونويضع الأب للمربي البرامج التي يريد تربية أبنائه عليها.. وهي فكرة ليست بجديدة إذطبّقها الكثير من السلف.. ومنهم بعض خلفاء الدولة الأموية والعباسية إذ كانوايوكلون تربية أبنائهم لأحد من المشايخ الأفذاذ فيتعلم الأبناء العلم والأدب جميعاً …
وهي فكرة ناجحة.. ناجحة.. جداً.. وتخفف من التقصير الحاصل من بعض الآباءبحق أبنائهم نظراً لانشغالهم أو لعدم قدرتهم على تعليم أبنائهم تلك العلوم والآدابأو لعدم اتساع صدورهم للجلوس مع الأبناء والصبر على أخطائهم..
وأنا أعرف بعضالأسر قد أخذت بهذا فابتدأ المربي بتحفظ جزء عمّ للطفل منذ سن الخامسة أو السادسةومعه الأذكار، فتحفة الأطفال للجمزوري ثم منظومة الآداب ثم متن العدة ثم نظمالآجرومية وهكذا.. وليس الأمر مقصوراً على حفظ تلك الفنون، وإنما أيضاً كما ذكرنايعلمه الأدب معه وقد لا يستطيع كل أب أن يأتي لأبنه بذلك المربي.. فتأتي الفكرةالثانية وهي:
2)حلقاتالتحفيظ:-
وقد لا يستطيع كل أحد على فكرةالمربي الخاص، فلابد أن يكون هناك بديل عنها وهي حلقات التحفيظ في المساجد.. ومننعم الله علينا في هذه البلاد انتشار حلق تحفيظ القرآن واشتراك الأبناء فيها أمرطيب ولكن لابد من تفعيل أثر تلك الحلق، ومتابعة تحصيل الابن بها ومن أجل أن نحصلعلى أكبر فائدة ممكنة أنصح بأمور أهمها
أولاً:أن يكون هناك سجل يومي تعرف فيهكم حفظ وجودة الحفظ، وكم راجع من المحفوظات السابقة.
ثانياً:أن يكون هناكتشجيع دائم من قبل الأب لابنه على انتظامه وحسن أدائه )جوائز عينية أو مالية).
ثالثاً:شكر مدرس الحلقة وتشجيعه على الاهتمام بالابن.
3)اختيار المدرسة المتميزة في إدارتهاوتربيتها:-
المدارس ليست على مستوى واحد..من حيث التميز في الإدارة والتربية والعطاء.. فأبحث لأبنك عن المدرسة المتميزةالتي يقوم على إدارتها والتدريس فيها أساتذة فضلاء مربون، محتسبون يستشعرونبالأمانة التي وكلت إليهم، والمسئولية التي أنيطت بهم.. فكلما كثر عدد هؤلاءالصنف من المعلمين في مدرسة كلما أصبحت قلعة علم وإيمان وتربية وإحسان.
الطالبيتأثر بأستاذه كثيراً.. وعيونه تبصره كل يوم سبع ساعات أو ثمان ساعات.. فإن كانمن أهل الاستقامة كان ذلك أدعى لاستقامة التلميذ.. وإن كان متميزاً في شخصيتهوعلمه وأدبه كان ذلك عوناً على تميز ولدك وارتقائه.. )إذن فهناك معايير لاختيارالمدرسة المناسبة، وليس القرب من البيت هو المقياس الوحيد..).
4)تسجيله في أبرز نشاطات المدرسة:-
في المدارس عادة جماعات أنشطة، تقوم على تنمية مهارات الطلاب، والارتقاء بملكاتهم ومهاراتهم والإفادة من مواهبهم، والكثير من الطلاب استفادوامن تلك المناشط في إبراز شخصياتهم في حياتهم أكثر من استفادتهم أحياناً منالتوجيهات الأسرية، كما أن تسجيلهم في تلك النشاطات فيها فائدة أخرى وهي عزلهم عنالطالح من الطلاب وشغلهم عن الدوران في الممرات مما يتيح الفرصة للتعرف علىالشلل.
5)المجلة الهادفة:-
الإعلام لا يمكن تجاهله وإدارة ظهورنا عنه، فهو بمختلفوسائله المسموعة والمرئية والمقروءة يشكل رافداً من أهم روافد الارتقاء نحو التميزولما كان الإعلام العالمي منه الغث والسمين، كان لابد للأسرة المسلمة أن تعنيبإيجاد الوسائل الإعلامية التربوية الهادفة في داخل الأسرة كبديل عن تلك الغثاثةوالسفاهة التي تعرض في الليل والنهار على شاشات التلفزة وغيرها من وسائل الإعلام،وكذلك وتحذير الأبناء من الوسائل الإعلامية الهامة المفسدة.فالمجلة الهادفة إحدىالوسائل الإعلامية وفي الساحة بحمد الله العديد من المجلات التي تدعو إلى الخيروتنشره وتحرص عليه، وتحذر من الشر والتيارات الهدامة وتدعوا إلى محاربتها، وتكشفزيفها وانحرافاتها وباطلها، فالمجلة الهادفة طريقة من طرق معرفة أحوال المسلمين،ومتابعة قضاياهم، وإشعار للابن بأنه لبنة من لبنات بناء كبيرة هو الأمة الإسلامية، فيشعر بانتمائه لهذه الأمة، ويستشعر مسئوليته تجاه المسلمين في كل مكان بالإضافةإلى تنمية قدراته الأدبية، وتعويده على القراءة، وإكسابه للمعارف المتنوعةالمبثوثة في تلك المجلات.
6)الشريط:-
أيضاً الشريط وسيلة إعلاميةاستعملها بعض الأباء في تربية أبنائهم وساهم في تميزهم فلقد عجبت من طفل صغير لميدخل المدرسة بعد قد حفظ جزء الثلاثين.. فلما سألت عرفت أن أباه أشترى له مسجلومعه شريط لقارئ يقرأ جزء عم فكان كل صباح يسمع ويعيد ومع التشجيع أتم حفظ هذاالجزء..
وكذلك يمكن استعماله في السيارة لنفس الغرض أو لغرض آخر من متن يكرر أومحاضرة ونحوها..
7)المكتبةالمنزلية:-
ولها الأثر الكبير في تميزالأبناء وحبهم للقراءة والإطلاع، والبحث والتزوير العلمي، وأنا أعرف اليوم العديدمن المشايخ الذين كانت لمكتبة آبائهم في البيوت أثر كبير في تميزهم العلمي.. فتجدهملماً بالكثير من الكتب والمراجع، بل ويعرف أدق طبعاتها وأفضل من قام بتحقيقها..
والوسائل الثلاث السابقة أعني الشريط والمجلة والمكتبة تحتاج هي الأخرىلبرامج عملية لتفعيلها وزيادة تأثيرها الإيجابي على الأبناء.. ومما استفدته من بعضالأسر في تفعيل دور المجلة والشريط والكتاب.
8)المسابقات المنزلية:-
عمل مسابقةمنزلية )على مستوى الأبناء) وجعل المراجع شريط ومجلة في البيت وبعض كتب المكتبةالمنزلية.
فيتفاعل الأبناء مع المجلة والكتاب والشريط في أنواحد.
9)مجلة الأسرة:-
هدية لكل فرد من أفراد الأسرة يعمل مجلة ينتقي موضوعاتها منتلك المجلات والكتب وهذا يوجد لدى الأبناء الحس الفني والبعدالثقافي.
10)الأبحاثوالتلخيصات:-
تلخيص الكتاب أو شريط )وبهذايقرأه ويلخصه ويتحسن بذلك إملاؤه وخطه) وقد يطلب منه نقده.
11)ما رأيك في؟
المراد بها أن نتعرف على آرائه ونعلمه المعايير التي يميز بها بين النافعوالضار والخير والشر، الابن المتميز هو الذي يعرف الخير ويصطفيه، ويبصر الشرويبتعد عنه من خلال معايير ومبادئ وقيم تعلمها من أبيه وأمه عبر رحلة طفولته ومنخلال وسائل تربوية عديدة من أهمها:ما رأيك في؟، ولنضرب على هذا مثالاً:ذهب الابنمع أبيه إلى السوق. قال له الأب: ما رأيك نشتري من هذه البقالة أم تلك؟ من تلك ياأبي؟ لماذا؟ لأن فيها ألعاب وشوكولاته كثيرة، فيأتي دور الأب في غرس معاييرجديدة للالتقاء.
الأب: لكنها تبيع المجلات الفاسدة والدخان ما رأيك لو ذهبناإلى بقالة أكثر منها ألعاباً ولكنها لا تبيع الدخان! إذن معيار انتقاء الشراء منالبقالات هو خلوها من المنكرات وعلى هذا المنوال " ما رأيك في كذا " ثم يبين لهالمعيار.. تتضح المعايير.. معايير الانتقاء وعندما يشب.. تتجمع المعايير..معيار لمن أصاحب.. معيار انتقاء الألفاظ والكلمات، كما قال الأب لأبنه يحدد لهمعايير الكلام إذا أراد أن يتكلم:
أوصيك في نظم الكلام بخمسة *********إن كنتللموصي الشفيق مطيعاً
لا تغفلن سبب الكلام ووقته*********والكيف والكموالمكان جميعاً
وما دمنا أشرنا إلى معايير الكلام فلنذكر فكرة عملية في إصلاحالمنطق وتقويمه وتهذيبه.
12)حسن المنطق:-
جزاك الله خيراً …." لو سمحت "… " اللهيحفظك".
–لفت نظري طفل يقول لأبيه " جزاك الله خير ممكن أخذ منديل " وبعدالسؤال تبين أن الأب أعتاد أن لا يعطي أبناءه شيئاً مما يحتاجونه إلا بعد إن يقولكل واحد منهم بين يدي طلب الحاجة جزاك الله خيراً.. الله يحفظك.. ممكن تعطينيمصروفي للمدرسة. فاستقاموا على هذا..
–وكذلك بالنسبة عند الخطأ.. لن يفلت منالتوبيخ إلا إذا قال: أنا أسف إن شاء الله لن أكرره مرة أخرى..
13)حسن الإنفاق )الإدارة المالية):-
الكثير من شبابنا اليوم إذا توظف لا يعرف كيف يدير راتبه..إسراف وخلل في أولويات الصرف فتقدم الكماليات على الحاجات،والحاجات على الضروريات،وهكذا لا يصل نصف الشهر إلا والمحفظة خاوية.. لماذا؟.. لأنه لم يتعلم الإدارةالمالية في صغره..
الطفل المتميز هو الذي يحسن الإنفاق ويوزع ما لديه من مالعلى متطلباته مراعياً في ذلك أهميتها وضرورتها وكذلك يراعي الزمن )البرنامج الزمنيللإنفاق).
ولغرس هذه الصفة، وللتميز فيها: أعطه 10 ريالات، وقل له هذا هومصروفك لمدة أسبوع.. لا تأخذ منه إلا بحسب اليوم كل يوم خذ معك للمدرسة ريالينوحاول أن تقتصد لكي تتجمع عندك بعض الريالات،وفي نهاية الأسبوع إذا جمعت ريالينسازيدك أربع ريالات على حسن إدارتك للمال وسأخرج بك إلى السوق لكي تشتري بها ماتريد من حاجاتك.. وهنا علمته العديد من الأمور:
1-حسن إدارة المال.
2-الاقتصاد معالتوفير.
3-ليس كل شيء يشتهيه يشتريه وهكذا.
14)الإحساس بالآخرين " الصدقة":-
–تحدث لابنكعن فضل الصدقة وأجرها عند الله.. وإذا أردت أن تتصدق على فقير فليكن ابنك هو الذييوصل الصدقة إليه.
–وكذلك حاول أن تجعله يتصدق من بعض ما احتفظ به من مصروفه،وعوّضه عنه جزاءً لإيثاره وإحسانه،فإذا أعطى الفقير ريال.. أعطه ريالين وقل له:جزاؤك عند الله أكبر من هذا بكثير.
–وقد خطبت خطة عن الشيشان وبعد الصلاة جمعتالتبرعات، وبعدها جاءني الأب مع اثنين من أبنائه وقال لي: أريد منك أن تأخذ منهمصدقتهم تشجيعاً لهم فأخرجوا ما معهم من ريالات وقالوا نريدها للشيشان.
15)اسناد بعض المسؤولياتإليه:-
لكي يشعر ابنك بنمو شخصيتهواستقلاليته أوكل إليه بعض المسؤوليات، واجعلها تكبر تدريجياً مع العمر.. وعلىسبيل المثال ليس من الضروري أن تنزل من سيارتك إلى البقالة لتشتري حاجة تريدها أعطهالفلوس وقل له اشتر هذه الحاجة مع ذكرك له معايير قد يحتاج إليها في شراءالسلعة..
وكذلك بالنسبة للأنثى..الأم توكل إليها ترتيب سفرة الطعام أو أوانيالمطبخ وهكذا مع التوجيه عند الخطأ والتشجيع عند الإصابة تكبر المسؤوليات ويكبرمعها التميز في أدائها والإبداع في عملها.
16)التفخيم.. والتعظيم.. بالتنكية:-
إن من عوامل شعور الطفل بشخصيته واستقلاليته، ومما يبعث فيه روح الرجولةوحسن السمت التكنية… يا أبا محمد.. يا أبا عبد الله.. )يا أبا عمير ما فعلالنقير).
17)المراكزالصيفية:-
استثمار وقت الفراغ، بل والتخطيطلاستغلاله قبل أن يوجد من أعظم مسؤوليات الأب كما أنه من أكبر أسباب حفظ الأبناء منالانحراف.. فكم جرّ الفراغ من مشكلات على النشء نتيجة لغياب فكر التخطيط الجادلاستثماره واستغلاله، ومن أبرز ما يمكن استثمار أوقات شبابنا وأبنائنا فيه المراكزالصيفية فهي محاضن تربوية وتجمعات إيمانية ولقاءات ترفيهية ومجالس علمية تستوعبالطاقة فتضعها في مكانها المناسب.. كما أنها تحقق الكثير من جوانب التميز التينريد.. تصقل الشخصية، وتبرز الملكات وتنمي المواهب والقدرات، فإذا بالشخصيةمتميزة في رأيها وخططها..
18)تنميةالمهارات:-
قد أودع الله في كل إنسان العديدمن الطاقات والمهارات والقدرات، والتي يحرص الشياطين من الأنس والجن على تسطيحهاوتبديدها في أمور تافهة وأخرى سافلة. ولهذا ينبغي أن تتعرف على ميول أبنائك، ثمهاك بعض الأفكار العملية لتنمية هذه الميول لاستثمارها في امور نافعة.
–توجدالآن عندنا في الرياض مؤسسات تهتم بتعليم الإلقاء.. فن الخطابة والإلقاء.. وهناكالكثير من الأباء سجلوا ابناءهم في برامج هذه المؤسسات.. فإذا تكلم الابن افصح عنفكرته، وأوصلها للسامعين بأبلغ عبارة وأحسن إشارة.. لا يتردد ويتلعثم، ولقد زرتإحدى الأسر في وليمة فاستأذن صاحب البيت الحضور لكي يلقي ابنه كلمة قصيرة، فألقىالابن كلمة أبدع ونفع.. واستفاد وأفاد.. وفي هذه الفكرة من الأب العديد منالفوائد.
–مهارة أخرى أو فكرة عملية أخرى: تعليمه الحاسب الآلي بفنونهالمتعددة ومجالاته الواسعة التي تتطور كل يوم.
–مهارة ميكانيكا السيارات ومهارةالتحدث باللغة الإنجليزية فهناك معاهد لتعليم اللغات.. والمهم أن لكل من الأبناءميوله ورغباته فعليك أن تراعي تلك الميول وتستثمرها للوصول إلىالتميز.
19)المشايخ:-
الربط بالمشايخ والأخذ عنهم من أبرز وسائل التميز.. وهيطريقة السلف الصالح إذ كانوا يربطون أبناءهم منذ نعومة أظافرهم بالمشايخ، بل ربماأحضروهم معهم لمجالس الحديث وهم دون سن التمييز رجاء بركة تلك المجالس العامرة بذكرالله والتي تغشاها الرحمة وتحفها الملائكة..
وانظر إلى التميز الذي بلغه أنس بنمالك رضي الله عنه يوم جاءت به أمه ليخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتعلم منه.لاشك أن هناك أطفالاً كثر من أقران أنس وأترابه لم يبلغوا مبلغه ولم يصلوا لما وصلإليه.
20)الرحلاتالترفيهية:-
السفر يكشف عن خصال المرء ويسفرعن شخصيته.. فيعرف فيه الجواد من البخيل، والمؤثر لغيره من الأناني الذي لا يفكرالا بنفسه،ويبدو فيه الحليم من الأحمق العجول، ولهذا سمي السفر سفراً لأنه يسفر)يكشف) عن أخلاق الرجال. وبالتالي فإنك ستتعرف على الكثير من صفات أبنائك أثناءسفرهم معك، بالإضافة إلى تحقيق الكثير من الأهداف منها:
–التقرب إليهم
–قضاء وقت فراغهم في استجمام النفوس تحت عينك.
–الربط الإيماني )رحلة إلى مكةوالمدينة).
21)التنظيم:-
وهناك عدة أفكار عملية لغرس هذه الصفة في الأبناء وتربيتهمعليها:-
–تنظيم الدفاتر والكتب – تنظيم الملابس )في الدرج الخاص بها).
–تنظيم الفراش – تنظيم الغرفة.. تنظيم الألعاب بعد الانتهاء من اللعب تنظيم الوقت..فلدراسة وقتها، ولدراسة وقتها، ولحلقة التحفيظوقته، وللعب وقته، وللصلاةوقتها.. وهذا النظام مطرد في جميع ايام السنة.. فالصيف لا يعني الفوضى وتبديدالأوقات كيفما اتفق.أعرف بعض الأسر عندها جدول ينظم حياة ابنائهم في الصيف فضلاً عنأيام الدراسة.
22)الفيديو:-
هناك في الساحة العديد من الأفلام التربوية، والمحاضراتالوعظية.. وعلى الرغم من كون هذه الأفلام تتضمن قيماً تربوية، إلا أن عليها بعضالملحوظات والتي لو استدركت لكان ذلك أفضل وأكمل..ومن هذه الملحوظات:
–التوسعفي استخدام الدف والتساهل في إخراج الصبايا من الإناث اللاتي ربما تجاوزنالتاسعة.
–ومنها الكثير من الأفلام الكرتونية فيها بعض المفاهيم والتقاليدالغربية مثل اصطحاب الحيوانات والاهتمام بها بشكل لافت لا سيما الفواسق كالغرابوالفارة والحيوانات النجسة كالكلاب ونحوها وأظن أن هذه جاءت نتيجة لشراء مسلسلاتغربية جاهزة ومن ثم دبلجتها..
–وعلى أي حال: فإنها تبقى وسيلة تحتاج إلى مراقبةوتكييف بما يتناسب مع قيمنا ومبادئنا..
23)السبورة المحفظة:-
من الأفكار العملية التيطبقتها بعض الأسر ووجدت فيها فائدة للكبار والصغار وجود سبورة معلقة على الجدار فيمكان تجمع أفراد الأسرة اليومي – مثل الصالة – والكتابة على هذه السبورة بفوائديراد حفظها أو التذكير بها، ويمكنك تعيين أحد أفراد الأسرة بشكل دوري ليضع هذهالفوائد.
24)اصطحاب الأبناء فوق سن التمييزإلى المسجد:-
ليعتادوا على الصلاة فيه،ويشبوا على ذلك.. مع التأكيد على تعليمهم آداب المسجد كعدم العبث والكلام وعدمالحركة الكثيرة في الصلاة ونحوها.
25)اللقاءات الوعظية للأسرة:-
اللقاء الأسبوعيللأسرة على كتاب رياض الصالحين ونحوه من الكتب فيجلس أفراد الأسرة في لقاءٍ دورييقراءون في الكتاب ويتناصحون بينهم.
26)خلاصة خطبة الجمعة:-
–اعتادت بعض الأسرة علىالجلوس بعد مجيء الأب وابنائه من صلاة الجمعة فيقوم الأب أو أحد أبنائه بذكر خلاصةخطبة الجمعة وفيها فوائد عظيمة.
–وبعض الأسر يشترط الأب على أفراد أسرته أنيجلسوا فيقرأ كل واحد منهم سورة الكهف أو يسمعونها عبر شريط ثم يستمعون جميعاًلخطبة الحرم في اذاعة القرآن الكريم.
27)لقاء الأذكار:-
بعض الأسر يقرأون القرآن علىشكل حلقة.. ويتعلمون تفسير بعض الآيات )التسميع اليومي..).
28)الحاسب الآلي (برامج ثقافية وتربوية…):
هناك في الاسواق العديد من البرامج التربوية والثقافيةوالترفيهية على اقراص الحاسب يمكن استثمارها في تحقيق التميز الثقافيوالتربوي.
29)زيارة المكتبات (الحكومية + التجارية):
ليعتاد الابناء على القراءة وحبالاطلاع اجعل في جدولك التربوي زيارة تقوم بها انت واسرتك الى بعض المكتباتالحكومية أو التجارية للاطلاع على الكتب لغرس حب القراءة والبحث العلمي منذ نعومةأظفارهم.
30)المشاركة في المجلات الدورية:
وذلك بكتابة المقالات أو حتى اختيار بعضالفوائد وارسالها الى تلك المجلات لكي تنشر على صفحاتها.
وأخيراً لكي تؤتي هذه الأفكار ثمارها.
1)الجدية في التنفيذوالدقة في التطبيق:-
وذلك يكون عندما يستشعر الاب مسئوليته تجاه أبنائه، وأنالاهتمام بتربيتهم والقيام على رعايتهم أمر لازم )يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكموأهليكم ناراً).
2)الاستمرارية وعدم الانقطاع:-
قد يتحمس بعض الآباء لفكرةعملية فيندفع إليها ويبدأ بتطبيقها ولكن ما يلبث أن يقل حماسه فينقطع.. وهذا يفقدهذه الأفكار أثرها، ويقلل من ثمارها.
3)الحكمة:-
الأبناء ليسوا على سواء..في طباعهم وميولهم واهتماماتهم فما يصلح لطفل قد لا يصلح بحذافيره لطفل آخر.والحكمة مطلوبة في إنزال هذه الأفكار للواقع.
4)التعاون والتكاتف بين الأبوين أوالزوجين:-
لايمكن لاي مشروع تربوي ان ينجح الا في ظل التعاون والتكاتف بينالزوجين لانهما قطب رحى الاسرة واعمدتها، وهل تقوم خيمة بلا عمد؟
5)القدوة الحسنة وعدمالتناقض.
6)الربط العاطفي.
7)الربط المادي.
8)الربط الترفيهي.
اسأل الله عز وجل ان يصلح لنا ذرياتنا وازواجنا وان يجعلنا من عباده الصالحين والحمد لله رب العالمين.
منقول