الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
أيها الأخوة الأكارم ، مع درس جديد من دروس مقاصد الشريعة الإسلامية والموضوع اليوم كسب المال بالذات .
كسب الرزق عبادة لأن المال قوام الحياة
إن كسب الرزق عبادة ، لأنه قوام الحياة هو المال ، طلب الحلال فريضة بعد الفريضة ، لا تقدر تشد ابنك لك ، ويسمع كلامك ، وينصاع ، إذا كل شيء بابا ما معي ، ما معي ، ما معي ، يأتي رفيق له غني يأخذه مشوار ، يدخله لمطعم ، يريه كل شيء ، يكون ابنك قد انتهى ، من كلمة ما معي ، أنا أعترض فقط على فقر الكسل ، سامحوني ، على فقر الكسل .
هناك فقر القدر ، صاحبه معذور ، و فقر الإنفاق ، أنا أعترض على فقر الكسل مهمل لا يتقن عمله ، إرجائي ، تأخير .
حتى مع الأسف الشديد بعض البلاد الغربية يصفون الإنسان الشرقي بكلمة أي بي إم ، ما معناها ؟ أي ؛ إن شاء الله ، بي ؛ غداً ، إم ؛ لابأس ، أي ، بي ، إم ، أي إن شاء الله ، لا يريد أن يدفع ، إن شاء الله أعطيك ، إن شاء الله آتي ولا يأتي ، استخدم إن شاء الله على غير ما أرادها الله ، الله أراد أن تقولها وأنت عازم على المجيء .
***64831; إِلاَّ أَن يُحَاطَ ***64830; .
( سورة يوسف الآية : 66 ) .
أراد أن تقولها وأنت عازم على دفع الذمة ، ***64831; إِلاَّ أَن يُحَاطَ ***64830; ، تستخدمها أنت بخلاف ما أرادها الله ، بي ، غداً ، إرجاء ، إرجاء .
ورد في بعض الأقوال المأثورة :
(( أن هلك المسوفون)) .
وإن ؛ لابأس ماذا حصل ؟ اللامبالاة ، هذه صفة التخلف .
من ابتغى بعمله خدمة الناس كان عمله صالحاً
لذلك أيها الأخوة ، كسب المال عمل صالح ، ولكن بشرط ألا يصرفك عن طاعة وعن أداء واجب ، أقول لكم هذه الحقيقة : صنعتك ، حرفتك ، دكانك ، عيادتك ، مكتبك الهندسي ، مكتب المحاماة ، حقلك ، عملك ، حرفتك ، مهنتك ، إذا كانت في الأصل مشروعة وسلكت بها الطرق المشروعة تخدم الناس ، تكرم ، تكرم ، سهلة جداً ، يقوم معه أحياناً يمشي المعاملة ، يقول : الله يجزيك الخير ، الله يحفظك ، الله يديمك ، الله يقويك ، إذاً يمتن المواطن .
والله يا إخوان ممكن أن تجعل عملك جنة إذا ابتغيت به خدمة الناس ، وكان العمل صالحاً .
أكثر معاصي الإنسان تكون من كسب ماله
أيها الأخوة ، الحياة قصيرة ، والدروس بليغة ، والموت ! إنسان يكون ببيت ، أو راكب بمركبة ، أو في تجارة ، بثانية بقي في النعش ، تحمله إلى القبر ، ماذا يوجد بداخل القبر ؟ لا في سيراميك ، ولا في دهان ، ولا في ثريات ، ولا في شيء ، إن كنت كريماً أكرمك القبر ، وإن كان العبد لئيماً القبر أصبح حفرة من حفر النيران .
يا أيها الأخوة ، أكثر المعاصي تكون في كسب المال ، تسعة أعشار المعاصي في كسب المال ، في كذب ، في تدليس ، في غش ، في كذب بالمواصفات ، في بضاعة انتهى مفعولها ، أصبحت لا تفيد ، تباع ، الحديث عن الأخطاء في البيع والشراء يكاد يكون البيع والشراء أكبر مجال ، أي إنسان ولو ما كان تاجراً ، موظف يبيع ويشتري ، ينفق راتبه ، كيف تنفق هذا المال ؟ .
فلذلك أيها الأخوة ، الموضوع الآن هو كسب المال ، المؤمن يتحرى الحلال ودائماً وأبداً المال الحرام يذهب هو وأهله ، الحلال يذهب ، قال والحرام ؟ يذهب وأهله ، يذهب بالإنسان ، المال يذهب وصاحبه يذهب معه .
الدين النصيحة :
هل تحب أن تكون قوياً ؟ الله يسلمك من كل مرض ؟ أطب مطعمك ، انصح الناس ، انصحهم الدين النصيحة ، لأن أكبر المعاصي تتأتى من كسب المال ، وألف كسب مال حرام لست مداناً في الأرض ، ممكن أن تعمل عملاً سيئاً ، لكن صعب كشفه ، بعد ذلك يكشف ، الله يتولى كشفه ، أما الإنسان لا يقدر ، نريد اثني عشر تحليلاً ! هل تستطيع أن تناقش الطبيب ؟ هو يريد واحد ، ممكن ، مثلاً هذه الدعوى رابحة ، هي ليست رابحة ، ليست رابحة أكيد ، في اجتهاد محكمة النقد ، يمنع أن تربح الدعوى ، معك ثماني سنوات ، من الصلح ، للاستئناف ، للتميز ، ومماطلة ، وتأجيل ثمان سنوات ، تأخذ منه خير الله .
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي .