قصة المطر
قصة المطر
نعمة الماء هي من أجل النعماء، وإن الحياة بلا ماء بأساء وضراء ، فقد جعل الله في المياه الحياة
( وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ).
فالناس منذ القدم عاشوا بجوار الغُدران، وأحبوا الشُطآن، وجاوروا البحار، وتركوا القفار، إذ هي خاوية من الكلأ والأشجار
ساروا إلى أرض لا يعرفونها، ومنازل قد لا يصلونها، كل ذاك بحثًا عن الماء ، إذ الماء والحياة رفيقان ، وبزوال الماء يكون الفناء
ساروا إلى أرض لا يعرفونها، ومنازل قد لا يصلونها، كل ذاك بحثًا عن الماء ، إذ الماء والحياة رفيقان ، وبزوال الماء يكون الفناء
(صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ )
( هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ).
بالأمس القريب خرج الناس إلى المصلى يتضرعون ويستسقون ، يرجون أنّ دعاءهم يسمع وهتافهم يرفع
فأنزل الله عليهم غيثاً مغيثاً هنياً
فعم الأرض بعد الجدب رياً ، ولم يزل بعباده رؤوفاً رحيماً لطيفاً حفياً ، ولم يزل يوالي خيراته على عباده شيئاً فشيئاً
رويت الأرض، وجرت الشعاب والوديان ، ومطرنا بفضل من الله ورحمة وإحسان ، فإنه الجواد الرؤوف بالعباد ، فليس لخيره ولا لخزائنه نقص ولا نفاد
فهو سبحانه يبتلي عباده بالمكاره وحبس الغيث لعلهم أن يرجعوا إليه ويثوبوا ، ويلجأوا إليه ويتضرعوا ويتوبوا
ينعم عليهم بتقدير بلائه ، ثم يتفضل ببسط جوده وعطائه .
يبتليهم بالمصائب ليصبروا ، ثم يبدلها بالنعم ليحمدوه ويشكروا .
فطوبى لمن كان لنعمه شاكرا وبعهده وفياً ، وويل لمن توالى عليه النعم فيصبح طاغياً متمرداً عصياً
إن في قصة المطر لعبراً وآيات
ومن الآيات أن يرسل الله الرياح مبشِّرات بالخير والرحمات
( وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ )
فالرياح تقل السحاب ، وقد تحمل على العصاة المخالفين لشرع الله العذاب ، قال تعالى عن قوم عاد
( فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ )
( فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ )
ولهذا كان من هدي النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أذا رأى الريح أن يقول : " اللهم أنا نسألك خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أرسلت به ، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أرسلت به " رواه الترمذي وصححه الألباني
ومن الآيات والعبر في ارتواء الأرض ونزول المطر
إنبات الأرض وخروج بركاتها ، وهذا مذكر بوحدانية الله ، ومذكر بالآخرة وأن الله يبعث من في القبور
فهل من مدكر !
فهل من مدكر !
( وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَأَنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ )
فبينما الأرض جرداء قاحلة إذا بها تهتز خضراء رابية
( إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
ومن الآيات والعبر حال نزول المطر
ما يحدثه الله من الآيات العظيمة الدالة على كمال خلقه وكمال قدرته ، كالبرق والرعد والسحاب الثقال
( هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ * وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ * لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلا فِي ضَلالٍ )
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
أَقْبَلَتْ يَهُودُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا يَا أَبَا الْقَاسِمِ أَخْبِرْنَا عَنْ الرَّعْدِ مَا هُوَ ؟ قَالَ : " مَلَكٌ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ مَعَهُ مَخَارِيقُ مِنْ نَارٍ يَسُوقُ بِهَا السَّحَابَ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ " فَقَالُوا : فَمَا هَذَا الصَّوْتُ الَّذِي نَسْمَعُ ؟ قَالَ : " زَجْرُهُ بِالسَّحَابِ إِذَا زَجَرَهُ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى حَيْثُ أُمِرَ " قَالُوا : صَدَقْتَ . رواه الترمذي وحسنه الألباني .
والله أعلم
رد: قصة المطر
ان شاء الله يوفقنى ربى و نوصل الى مستواك فى طرح المواضيع.
رد: قصة المطر
رد: قصة المطر
اقتباس
ان شاء الله يوفقنى ربى و نوصل الى مستواك فى طرح المواضيع.
|
ان شاء الله أختي ولما لا
مشكورة أختي فريال على مرورك الرائع وردك الأروع
رد: قصة المطر
اقتباس
بارك الله فيك أختي الرائعة
|
وفيك بارك الله أخي مروان
رد: قصة المطر
رد: قصة المطر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وفي نسلك
ولا يسعني الا أن أقول لك
بارك الله فيك وفي نسلك
ولا يسعني الا أن أقول لك
رد: قصة المطر
اقتباس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وفي نسلك |
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
وفيك بارك الله أخي صيام
وشكرا أخي على مرورك الرائع وردك الأروع