ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير الآية (50) من سورة "الذاريات"
((ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين))
مَعنى فِرُّوا إلى الله تعالى أي فِرُّوا مِن معْصِيَته إلى طاعته ، وفِرُّوا من الإشراك به إلى الإيمان به ، و فرُّوا من عِقابه إلى طاعته ، ومن عِقابه إلى ثوابه ومن معْصِيَتِهِ إلى طاعته ، ومن الخوف إلى الورع ، فِرُّوا من التوكّل على غيره إلى التوكّل عليه، فِرُّوا من شَهوات الدنيا ، ومن الشَّهوات الأرضيَّة ومن الشَّهوات المنْحطَّة ، ومن قيود الأرض. قال تعالى :
فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ(81)
[سورة الأنعام]
فهانوا على الله. إن للكفار على المؤمنين ألف سبيل و سبيل ، معنى ذلك صار هناك انفصام في الدين ، ومرض الانفصام في الدين أخطر من مرض انفصام الشخصية ، الفكر في وادٍ والسلوك في وادٍ ، لذلك الحلّ كما قال عليه الصلاة و السلام : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدَأَ الإسْلامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ.
تفسير الآية (50) من سورة "الذاريات"
((ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين))
مَعنى فِرُّوا إلى الله تعالى أي فِرُّوا مِن معْصِيَته إلى طاعته ، وفِرُّوا من الإشراك به إلى الإيمان به ، و فرُّوا من عِقابه إلى طاعته ، ومن عِقابه إلى ثوابه ومن معْصِيَتِهِ إلى طاعته ، ومن الخوف إلى الورع ، فِرُّوا من التوكّل على غيره إلى التوكّل عليه، فِرُّوا من شَهوات الدنيا ، ومن الشَّهوات الأرضيَّة ومن الشَّهوات المنْحطَّة ، ومن قيود الأرض. قال تعالى :
فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ(81)
[سورة الأنعام]
هناك مرضٌ خطير يصيب المسلمين هو انفصال الفكر عن السلوك ، يألف أن يستمع وأن يحضر مجالس العلم وأن يستمع إلى الخطباء وأن يقرأ المقالات والكتب ، هذا كلُّه ألِفه ، وصار من عاداته اليومية لكن تجد حياته في وادٍ وفكرَه في وادٍ آخر، هذا الانفصال خطير جدًّا يصيب شخصية الإنسان ، وانفصال الفكر عن السلوك هذا أخطر فتجد المسلمين يعيشون في ثقافة إسلامية ومشاعر إسلامية ، إذا دخلتَ إلى بيوتهم فلن تجد إسلاما، وإذا نظرتَ إلى أهلهم فلن تجد إسلاما ، وإذا دخلت في أعمالهم فلن تجد إسلاما ، لذلك هان أمرُ الله عليهم ،
فهانوا على الله. إن للكفار على المؤمنين ألف سبيل و سبيل ، معنى ذلك صار هناك انفصام في الدين ، ومرض الانفصام في الدين أخطر من مرض انفصام الشخصية ، الفكر في وادٍ والسلوك في وادٍ ، لذلك الحلّ كما قال عليه الصلاة و السلام : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدَأَ الإسْلامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ.
المحصِّلة و النتيجة و الشيء الذي يلزم هذه المعرفة أن نفِرَّ إلى الله. إن المعلومات والأفكار والدروس والخطب والمطالعات ، هذه القوة الإدراكية التي أودعها الله فينا ، وهذه المُدرَكات التي ملأنا بها ذاكرتنا ما الجدوى منها وما فائدتها إن لم تتحوَّل إلى عمل وإن لم تتحول إلى سلوك ؟ فالإنسان الذي يكاد يموت عطشا وهو يبحث عن الماء ، ثم عرف الماءَ ، إن لم يتجِّه إليه ما قيمة هذه المعرفة ؟ إن لم يتحرك إلى الماء ما قيمة هذه المعرفة ؟ رغم أنها معرفةٌ مصيرية ، لكن ما قيمتها إن لم تتحرك نحو الماء؟ قال تعالى :
((قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا))
[سورة الكهف – 110]
[سورة الكهف – 110]
المؤمن يبحث عن أمر الله ، وعن منهجه وعمَّا يُرضيه ، وعن الحُكم الشّرعي في كلّ شيء ، فَبَعْدَ أن تعرف الله ليس هناك موضوع أخْطر من أن تعرف أمرَهُ كي تُطيعهُ ، لأنَّ إذا عرفْتَهُ شَعَرتَ بِدافعٍ لا يوصَف إلى التَّقرّب إليه عن طريق طاعته.
*******
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً
وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
واجعلنا ممن يسمعون القول فيتَبعون أحسنه
وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً
وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
واجعلنا ممن يسمعون القول فيتَبعون أحسنه
وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
رد: ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين
هذه اصدق العبارات وانبلها اهديتنا اياها في العام الجديد الهجري والميلادي نسال الله لنا ولكم الصدق والاخلاص في العمل فالايّام تمر مرور الكرام ونحن في غفلة ما بعدها غفله جعلها الله في ميزان حسناتك!