المشهور عند النحاة أن حذف لام يد ودم وغد وبابه حذف اعتباطي لا سبب له ، لأنهم لم يروه جارياً على قياس الحذف ، وقد يظهر فيه معنى لطيف وهو أن الألفاظ أصلها المصادر الدالة على الأحداث فأصل غد مصدر غداً يغدو غدواً بوزن رمى وأصل دم دمي بوزن فرح مصدر دمي يدمى كبقي يبقى . وأصل يد كذلك يدي من يديت إليه يديا ، ثم حذفوا : فقالوا : يداً وكذلك سم أصله سمو من سما يسمو سمواً كعلم يعلم علماً . فلما زحزحت على أصل موضوعاتها وبقي فيها من المعنى الأول ما يعلم أنها مشتقة منه . حذفت منها لاماتها بإزاء ما نقص من معانيها ليكون النقص في اللفظ موازياً للنقص في المعنى ، فلا يستوفي حروف الكلمة بأسرها إلا عند حصول المعنى بأسره .
(بدائع الفوائد : ابن القيم)
شكرااااااااااااا
لا شكر على واجب ، والله أتشرف كثير بيك وبمروك الكريم