– عندما تسكن المرأة غيرة تكون حبيسة عقلها و لا تفارقها الا و هي قد فارقت الحياة للأبد , فإنها لا تفعل شيئاً غير البحث و التصنت للوقع بالطرف الآخر متلبساً بالجريمة ,
– تسأل و تبحث عن دروس اضافية لعلوم الكشف السرية المجربة لدى الكثيرات ممن سبقوها , تحاول جس النبض بإستعمالها الحاسة السادسة في كل اختبار لهذا الطرف المبهم و المصر على عدم ايضاح ما يكنه قلبه , تنصحها هاته على قراءة عينيه و تنصحها الاخرى بجره في الكلام , في حين تقودها الاخرى الى ادخاله في شجارات كلامية يبوح فيها عما يخبأه داخله , لكن لا فائدة من كل هذا , تدخل هذه المرأة التي عشعشت الغيرة داخل رأسها في صراع مع الزمن و تنسج الحيرة ردائها الاسود و تلازم الوساوس قلب أحب حتى الجنون , يجالس الأرق تلك المسكينة لسبب ليس له سبب و لا خطب …….
– ذهاب و اياب دون جدوى , و يدخل الشيطان هذه اللعبة من بابها الواسع فتطلب المرأة التي أصبحت لا تصدق حتى نفسها المساعدة في ايجاد كتاب عنوانه : الغيــــــــــــــــــــــــــــــــرة
– بمساعدة جادة توجب احضار الكتاب و بسرعة البرق تفتح المرأة صفحات هذا المجلد التي كانت متأكدة أن الحل موجود فيه , تتصفح كل صفحة بتمعن و صورة من تشك فيه ترتسم أمام عينيها , تقلب و تقرأ , و كل مرة تسأل نفسها عما دهاها لركوب هذا المنطاد الذي ذهب بها بعيدا و قصف بمشاعرها الى الشك و التعنت ,
– حاولت مراراً أن تملك نفسها و لكن …… ضاقت بها الدنيا و أصبحت قاب قوسين , نظرت حولها فلم تجد أحد , تمنت لو تراجعت و لو شبراً واحداً حتى تستعيد قواها و تتحكم في أعصابها التي تكاد تخرج عن سيطرتها , تنفجر بكاءاً بعدما احمر وجهها , و تبدأ الدموع تذرف ندماً و ناراً تأججت في فؤاد صادق رق و حن ذات يوم لأجل حبيب ما كان هكذا لولا طيبته و صدقه و شساعته …….
– و في لحظة ما , ضاعت الاشواق و ترسبت سيول المحبة , جفت ينابيع الحب بكل أنواعها , فتوقف العقل عن التفكير برزانة و بقي القلب المكبوس يصارع عاصفة هذه المرأة التي هبت و لا موقف لها و هو يتأجج و يتعصر دماً لأنه يعلم أن فقدان الحبيب غير بعيد و مناورة قتله أصبحت على الابواب و هي تنتظر الاشارة فقط لغرس سهم الشك في قلب عاهد على الصفاء الى آخر العمر .
– حدقت بعينيها التي كانت تشع شرراً و مواقفاً تحرض على شنق حب دام سنين , و بتر يد مدتها بهجة و سعادة و سقتها سروراً و حلم مشرق , هنا اختلطت الحكاية بحكايات و اشتبكت خيوط ورطة كان حدوثها متوقع اثر زيارة الغيرة هذه المرأة و الترحيب الاحلى الذي لقيت به …….
و طبعاً لن أكمل الحكاية و سأدعكم تتمتعون بنهايتها المأسوية التي سيتخيلها كل واحد منكم كما يشاء , و التي بالفعل عصفت برجل أحب امرأة بكل صدق و وفاء و فعل المستحيل للحفاظ على حب أخفاه حتى لا تفسده رياح الحياة التي أصبحت تضرب كل قلب صاف , عفيف و محب , ………..
– لا شك أن كل واحد منكم سيتخيل النهاية المأسوية التي آلت اليها هاته المرأة فور تسرب الشك الى قلبها و نفسها التي ملئتها غيرة لا صحة لها و ما كانت تراه هو حب مميز و وفي لم يزدها الا شكوكاً دمرت هذا الحب و رمته في الجحيم !!!!!!!!!!!!!!!!!!! ..
والله هذه المرأة مسكينة لكن الحل عندي اذا ارادت ان تشاورني سأنصحها بأن تتركه يفعل ما يشاء واو بالاحرى تحطو في الثقيل ………………………………………….. ……………؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لان كل هذا سيدمرها وحدها فلتعش حياتها لأن الحياة قصيرة وجميلة ولتعطي نفسها حق لأنها ستحاسبها عند ملاقات ربها
وإذا كرهت المرأة فمن المأكد انها ستنتقم لذلك , مستعملة شت الوسائل والطرق الأنجع للفتك بخصمها في أقصر مدة زمنية ………. لكن في الحقيقة هي تنتقم لغيرتها
وهنا أنا أشفق على هذا الرجل الذي وقع في مأساة حب سببها تلك الغيرة التي جرت المرأة إلى الشك والإنتقام ……..
فلو أنها فكرت قليلا مع عقلها وتريثت قبل ان تشد الرحال لركوب هذا المنطاد الذي لاتعلم إلى اين سيأخذها …. لما وجدت نفسها داخل هذا السجن الذي ضاع مفتاحه .
ولكن يا اخي لا دخان بلا نار فالشك هو وليد كلمة لها معنى او فعل يبعث على التساؤل او اي تصرف يوحي بعدم الامان وانا اعتبر الغيرة تعبيرا عن الحب الذي يكنه الطرف الاخر والخوف من فقدانه في يوم من الايام فلا داعي لتكبير المسالة واعطائها اكثر من حجمها فما تعتبره المراة دغاعا عن حبها يؤول الى هجوم بدافع الحاق الاذى بقلب كما تقولون كان بالامس سيقتل من اجله .
في الموضوع خلط ؟؟؟ من لا يغار لا يحب
السيدة عائشة رضي الله عنها و ارضاها كانت تغار على رسول الله حتى انه في مرة كان الرسول الكريم في منزل السيدة عائشه و مه اصحابه فارسلت اليه زوجته السيدة زينب قصعة بها اكل فغارت امنا عائشة و افسدت تلك القصعة –رمتها على الارض– فاخذ الرسول يلملم تلك القصعة و نظر لاصحابه و قال غارت امكم غارت امكم……. و اكتفى بقوله لها لقد افسدتي عليها قصعتها فرديها لها …. و مرة جعلته يقول لن اكل العسل بعد اليوم … كيف؟ كان عند السيدة حفصة على ما اظن و كانت تطعمه العسل و عندما عاد للبيت قالت ما هذه الرائحه انها رائحة مغافير – المغافير زهر كريهة رائحته- فقال و الله ما اكلت الا عسلا فقالت ربما اكلت عسلا رعى نحله من المغافير فحرم العسل على نفسه فنزلت اية التحريم ….
نعود للقصة الاولى … لو انه في وقتنا هذا فعلن امراة كما فعلت امنا عائشة هل كان سيكتفي زوجها بلملمة ما سكبت بسبب الغيرة التي وهبها اياها الخالق و ليست بيدها ام كان سيعطيها لطمة على وجهها تنسيها متى ولدت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الغيرة نوعان غيرة محمودة ننصح بها و غيرة منبوذه نحاول تركها
الغيرة المحمودة تلطف الجو بين الزوجين يفرح الرجل بها و يضحك و يحس كم هو غال على زوجته و مدى جاذبيته و تفرح المراة ايضا بغيرته عليها و ان ابدت غير ذالك
و غيرة منبوذة تخنق الطرف الاخر و تؤدي الى الشك فيموت الحب بينهما
اما عن الانتقام فهذا احيانا وارد و احيانا غير وارد
ان كانت زوجته امراة عاقل تستحي لا تحب المشاكل و مسالمة فلن تفكر في فعل شيء سوى ان تقول حسبي الله
اما ان كانت غير ذالك فعوضه على الله
و هذا اختياره يداك اوكتا و فوك نفخ هو من اختارها في باديء الامر
– أشكر الجميع على المرور السريع الذي أعطى فهماً خاطئاً للموضوع و جعل الخلاصة تأخذ منحنى آخر ليس له صلة بالموضوع أصلاً ……
– تمنيت لو أحد منكم فقط فهم حقيقة الموضوع و اكتشف الحقيقة التي تحدثت عنها و الشيء الذي كنت أشير اليه من خلال هذا الموضوع الذي أرى أنكم ركزتم فيه على العنوان و ما هذا العنوان الا مدخلاً للنص ….
– و الملاحظ أن هناك من دافع عن المرأة التي تكلمت عنها دون أن ينتبه لما حمله الموضوع من شكوك لازمتها و ظنون أربكتها و أثقلت كاهنها دون سبب وجيه ….
– و مع ذلك شكراً مرة أخرى على المرور و المشاركة ….
الغيرة لها حد كما يقال اذا زاد الشيء عن حده انقلب ضده
la jalousie est une preuve d’amour…..n’est pas un défaut