التصنيفات
النقاش الجاد و الحوار الهادف

علاقة الطبيب بالمريض

علاقة الطبيب بالمريض


الونشريس

علاقة الطبيب بالمريض

حسن الاستماع

علاقة الطبيب بالمريض هي لب العمل الطبي وأسه ( أو أساسه ) ، ولا يمكن تصور عمل الطبيب وقيامه بدوره في المجتمع على الوجه الصحيح دون أن تتحد معالم هذه العلاقة ويتحدد إطارها.

العلاقة بين الطبيب والمريض تتعدى حدود المرض، وترتبط بما لدى كل من الطبيب والمريض من آراء مواقف وتوجهات بل واعتقادات .

و هذه العلاقة لا تقف عند الأحكام الشرعية المرتبطة بممارسة مهنة الطب ، أو المتعلقة بالمرض ، وإنما تشمل – من وجهة نظرنا – آداب وسلوك الطبيب في تعامله مع مرضاه .

ونعلم بادئ ذي بدء أن كثيراً من الآداب التي سنتناولها بالحديث هي من البدهيات التي يعرفها الأطباء ، إلا أنها قد تغيب عن بعضهم ، خصوصا في زحمة العمل ، وكثرة المرضى مع قلة الوقت المتاح لكل مريض . وعلى أية حال فنحن نذكر بها والذكرى تنفع المؤمنين.

آداب المقابلة الطبية :

ونعنى بها هنا أي حديث يدور بين الطبيب والمريض حول مرضه سواء أكان المريض منوماً في المستشفى أم مراجعاً في عيادة أو إسعاف . وغالباً ما تكون المقابلة في أول لقاء يتم بين الطبيب والمريض . ولكنها ربما تكررت للمريض الواحد عدة مرات . وإذا كانت المقابلة الطبية تبدأ بالحديث فإن هناك آداباً يحسن بالطبيب أن يراعيها ويلتزم بها ومن أهمها ,

حسن الاستماع :

دلت كثر من الدراسات الحديثة التي أجريت لمعرفة مدى قناعة المرضى بالخدمة الطبية المقدمة لهم من الأطباء على أن أهم مشكلة يواجهونها أن الأطباء لا يحسنون الاستماع إلى شكواهم ، كما دلت دراسة أخرى على أن حسن الاستماع كان له الدور الأساس في قناعة المريض بطبيبه ، كما كان له أثر بالغ في فهم كل منهما الآخر ، وتحسن حالة المريض مع العلاج .

وقديما أدرك العقلاء أن المتحدث البارع هو المستمع البارع ، فقال ابن عباس – رضي الله عنهما – " لجليسي عليّ ثلاث : أن ارميه بطرفي إذا أقبل . وأن أوسع له في المجلس إذا جلس . وأن أصغي إليه إذا تحدث.

وقال سعيد بن العاص – رضي الله عنه – " لجليسي علي ثلاث . إذا أقبل وسعت له . وإذا جلس أقبلت إليه . وإذا حدث سمعت منه "

وقال الحسن " إذا جالست فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول . وتعلم حسن الاستماع كما يتعلم حسن القول "

ويقول صاحب كتاب التشويق الطبي ، الطبيب أبو العلاء صاعد بن الحسن بن صاعد : " وإذا دخل إلى المريض فليقعد قريباً منه بحيث يرى وجهه ويقابله ويسمع كلامه ، ويسأله عما يجب أن يسأل عنه ، وينصت له ".

وقبل هؤلاء جميعاً هاهو رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصت إلى محدثه وهو كافر جاء يعاتب الرسول صلى الله عليه وسلم على ما كان منه ، فيقبل عليه الرسول صلى الله عليه وسلم مستمعاً منصتاً بكل جوارحه … ولندع ابن إسحاق يروي لنا هذه القصة الرائعة .

قال ابن إسحاق :" حدثني يزيد بن زياد ، عن محمد بن كعب القرظي قال : حدثت أن عتبة بن ربيعة ، وكان سيداً قال يوما وهو جالس في نادي قريش ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد وحده : يا معشر قريش ألا أقوم إلى محمد فأكمله وأعرض عليه أموراً لعله يقبل بعضها ، فنعطيه أيها شاء ويكف عنا ؟ وذلك حين أسلم حمزه ، ورأوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيدون ويكثرون . فقالوا : بلى يا أبا الوليد ، فقم إليه فكلمه . فقام إليه عتبه حتى جلس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : يابن أخي إنك منا حيث قد علمت من السلطة والعشيرة ، والمكان في النسب . وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم ، فرقت به جماعتهم ، وسفهت به أحلامهم ، وعبت به آلهتهم ودينهم ، وكفرت به من مضى من آبائهم ، فاسمع مني أعرض عليك أموراً تنظر فيها ولعلك ، تقبل منا بعضها . قال : فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : قل يا أبا الوليد أسمع ! فقال : يابن أخي إن كنت تريد شرفاً سودناك علينا ، حتى لا نقطع أمراً دونك . وإن كنت تريد به ملكاً ملكناك علينا . وإن كان هذا الذي يأتيك رئياً تراه ( أي مس من الجن ! ) ، لا تستطيع رده عن نفسك ، طلبنا لك الطب ، وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه ، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه – أو كما قال له – حتى إذا فرغ عتبة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع منه قال : أفرغت يا أبا الوليد ؟ قال نعم . قال : فاستمع منى قال : أفعل ……" الحديث.

وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم الآيات الأولى من سورة فصلت.

هذا هو الاستماع المقصود . الاستماع بانتباه وتركيز . الاستماع الذي يدلى على اهتمام المستمع لمحدثه . ذلك هو الذي يعطي المريض فرصة أفضل للتعبير عن نفسه . وعن مشكلته الصحية . وهنا يستطيع الطبيب أن يفهمه أكثر وأكثر وهذا أول آداب مقابلة المرضى .


اخاكم د.عثمان




رد: علاقة الطبيب بالمريض

merci bieb doc pour cette article c’est vraiment interessant ton frere morouan




رد: علاقة الطبيب بالمريض

slt docteur
je te remercie infiniment pour c information
c trés coul de ta part
en attend avecplaisir tes nouveauté
meci encore
mes sincére amitier




رد: علاقة الطبيب بالمريض

شكراً لك حكيم على الموضوع القيم

حقيقة حسن الإستماع من الأمور المهمة التي تريح المريض نفسياً و تجعله يضع كامل ثقته في الطبيب

و قد يكون هذا أحد الأسباب و إن لم يكن أهمها، الذي يجعل المريض يداوم على زيارة طبيب معين و في كل صغيرة و كبيرة

لماذا؟ لأنه أحسن الإستماع إليه و أعطاه فرصة يشتكي فيها من جسمه

و أنا شخصياً أرى أن حسن الإستماع لا يقتصر على الطبيب وحده، و قد سبق لك حكيم أن ذكرت بعض مواقف السلف الصالح من الصحابة، و كذا موقف قدوتنا و سبيلنا إلى النجاح و الفلاح خير البشر صلى الله عليه و سلم

و هذا عن سابق تجربة، أنك لما تنصت إلى أحدهم و باهتمام فإنك تكسب قلبه قبل عقله، لأنه أكيد في لحظة ضعف و هو بحاجة إلى أذن صاغية، لا إلى لسان مناقش

و هكذا ستجده يلجأ إليك إذا ضاقت الدنيا من حوله، أو إذا احتاج إلى النصح أو أخذ رأي

شكراً لك حكيم مرة أخرى على الموضوع المهم و الذي يحتاج فعلاً إلى النقاش




رد: علاقة الطبيب بالمريض

شكرا لك دكتور على هذه المعلومات القيم




رد: علاقة الطبيب بالمريض

شكرا على مروركم جميعا
وتفاعلكم معه نورتوه
تحياتي للجميع




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.