ويدرس هؤلاء الطلبة في56 جامعة، منها القليل فقط عبارة عن مراكز جامعية، أما البقية فهي جامعات قائمة بذاتها وطبعا ميزانية الخدمات الجامعية هي ميزانية دول كثيرة في العالم.. ومن الطريف، والمهم القول إن عدد الطلبة في الجزائر يفوق عدد مالا يقل عن 68 دولة في كامل المعمورة، وهي دول معترف بها ولها مقعد في الأمم المتحدة، ومنها بلدان كبرى، ومنها حتى من شاركت في منافسات كأس العالم والألعاب الأولمبية وأحرزت الميداليات وحطمت الأرقام القياسية بتعداد سكاني أقل بكثير من تعداد الطلبة والطالبات في الجزائر..
فدولة الباهاماس القابعة في القارة الأمريكية التي في جعبتها أربع ميداليات ذهبية في عالم ألعاب القوة في مختلف الدورات الأولمبية لا يزيد تعداد سكانها في آخر إحصاء عن 350 ألف نسمة أي ربع تعداد الطلبة الجزائريين، كما أن مملكة البحرين وهي إحدى أغنى دول العالم أحصت 650 ألف نسمة، أي نصف تعداد الطلبة ونفس تعداد قاطني الإقامات الجامعية في الجزائر.. وحتى قطر الفائزة باحتضان منافسات كأس العالم عام 2022 لا يزيد عدد سكانها عن نصف عدد الطلبة الجزائريين، أي 600 ألف نسمة.. ولا تتوقف الظاهرة على دول عربية وأمركية وإفريقية، وإنما تعم أوروبا، حيث يبلغ تعداد سكان قبرص حاليا 750 ألف نسمة، وهي دولة متوسطية تمتلك 10 آلاف طالب جامعي، أي أقل من طلبة جامعة باتنة أو تلمسان، والمقارنة غير واردة مع طلبة الأقطاب الجامعية الجزائرية الكبرى مثل العاصمة ووهران وقسنطينة..ويبلغ تعداد سكان مالطا400 ألف نسمة، ولوكسومبورغ 440 ألف نسمة، وإيسلندا 300 ألف نسمة، وأندورا التي تقع بين إسبانيا وفرنسا65 ألف نسمة، وإيستونيا بذات تعداد الطلبة الجزائريين، وحتى سلوفينيا التي واجهت الجزائر في المونديال الأخير وحرمتنا من بلوغ الدور الثاني بعد أن هزمتنا في أول لقاء بهدف نظيف لا يبتعد تعداد سكانها البالغ حاليا مليون و900 ألف نسمة، بعيدا عن تعداد الطلبة الجزائريين، وطبعا سيتفوق عدد الطلبة الجزائريين على سكان سلوفينيا في السنوات القادمة..وتوجد في إفريقيا دول واجهتنا مؤخرا وديا ورسميا في مباريات كرة القدم وهزمتنا أيضا في عقر دارنا، يبلغ عدد سكانها نفس عدد طلبة الجزائر، مثل الغابون التي أحصت مليون و400 ألف نسمة، وغامبيا التي أحصت أيضا مليون و400 ألف نسمة في آخر تعداد سكاني لعام 2022 وحتى عدد سكان إفريقيا الوسطى التي عبثت بمنتخبنا في بانغي يوم الأحد مرشح لأن يسقط مستقبل أمام عدد طلبتنا..ولا يتوقف هذا الكم المهول عند عدد الطلبة المهول في الجزائر والميزانية الكبرى وإنما في المقاعد البيداغوجية والأسرّة وعدد المطاعم، حيث تعد الجزائر حاليا56 جامعة، ولا تعد ماليزيا التي تعتبر حاليا من أكبر دول المعمورة وأنجحها اقتصاديا إلا ثلاث جامعات فقط. وفاق رقم الاقامات الجامعية خلال الدخول الجامعي الحالي300 إقامة، بينما لا يزيد عدد الاقامات الجامعية في المملكة المغربية عن عشر إقامات، وهو ذات التعداد في تونس التي توفرها الدولة بصفة مؤقتة للطلبة والطالبات، حيث لا تزيد مدة إقامة الطالب في الحي الجامعي الذي توفره الدولة عن سنة واحدة، يجبر بعدها على البحث عن مكان للإيجار بإمكاناته الخاصة، ولا تزيد بالنسبة للطالبات عن سنتين وتكون الطالبة بعد ذلك مجبرة على البحث عن إقامة خارجية أيضا بإمكاناتها الخاصة.. وطبعا لا مقارنة مع ما يحدث في الجزائر، حيث هناك طلبة تقاعدوا في الإقامات الجامعية.. وكشف مديرو إقامة خلال الموسم الجامعي الماضي عن وجود طلبة، بلغ سنهم الأربعين عاما، ومازالوا يشغلون غرفا في الإقامات الجامعية بعد فترة دراسة وإعادة السنة والتنقل من شعبة إلى أخرى خلال قرابة 18سنة من التعليم الأبيض..ومساحة ما تشغله الجامعات الجزائرية 56 والإقامات الجامعية 300، هي أكبر من مساحة 46 دولة معترف بها في العالم لها علم وشعب ورئيس دولة وعملة مثل سان هيلان واندورا وطونغا.. أما الحديث عن الميزانية التي تستنزفها هذه "الدولة التعليمية القائمة بذاتها" فهي ذات شجون بالتأكيد خاصة أن الجامعة الجزائرية هي الوحيدة حاليا في العالم التي تقدم تعليما مجانيا وأيضا خدمات بالدينار الرمزي من الإطعام إلى الإيواء إلى النقل إلى بقية خدمات الأنترنت والترفيه، بينما تبقى الميزانية الخاصة بالأبحاث دون المستوى.
نتمنى ان ينجح كل الطلبة وان يخدموا بلدهم لان هذا شيئ عظيم….