عام جديد يا سادتي الحكام

عام جديد يا سادتي الحكام

عام مضى وانقضى وطويت صفحاته بحلوه القليل ومره الكثير الوفير, عام شاهد العديد من الأحداث, عام شاهد العديد من المصادمات والمشاحنات وإن كان أخرها بين شقيقين بسبب مطاط دائري منفوخ يُسمى الكرة!, أطويها كلحظات مرت في ظل حملي كمسلم عربي مصري لآمال.
العزة التي غابت عنا سنين, العزة التي ضيعتموها بعدما نلناها بدماء الشهداء ممن سبقونا وحافظوا عليها سنوات متتالية, بل وقفنا ننظر إليها كالضيف الغريب الذي لا نعرفه, هل سيكون العام عام نرى فيه العزة من جديد يا سادتي الحكام؟
الوحدة التي ضاعت وتفككت, الوحدة التي وصانا بها رسولنا صلى الله عليه وسلم, الوحدة التي فقدت ثقتها بنا بعدما رأت حالنا الذي لا يسر عدو ولا حبيب, حال لا يمت للوحدة بشيئ, والأدهى والأبشع المبارزة التي حدثت بين شقيقين بسبب لعبة !, هل سنرى الوحدة من جديد يا سادتي الحكام ؟
القدس الذي أضعناه وفرطنا فيه وفي ترابه, القدس الذي لا يلتفت إليه أحداً ومن يقول غير ذلك فهو لكاذب, لم يضحك صلاح الدين والقدس أسير لذلك حُرر القدس, أما نحن فنضحك وتملأ الأفراح قلوبنا حتى انستنى القدس!, هل سنصلي بالقدس هذا العام يا سادتي الحكام ؟
فساد ملأ الأرض, من فوق ومن تحت على اليمين وعلى اليسار, فساد طال حتى الحيوان والنبات, أصبحنا كأمة تتميز أراضيها بخصوبة تربتها لا لزراعة النباتات, بل لزراعة شتى أساليب الفساد!. هل سنرى أراضينا خالية من الفساد يا سادتي الحكام ؟
العراق التي ملأت أرضيها دماء المسلمين شهداء وجرحى, العراق التي كانت وستظل من أهم مراكز العروبة, متى سنراها يا سادتي الحكام ة الحكام عراق كما كانت؟
الرجولة التي ضاعت وسقط شرفها حينما وقفتم جميعاً تنظرون لغزة وسط حصارها, تنظرون للأطفال بين أكوام الرمال بين جثث الشهداء, وقفتم وقفة خزي وعار, وقفة خالية وعارية من الرجولة التي عرفناها كمسلمين عبر تاريخ رموز الاسلام محملين بعضكم البعض مسئولية ما يحدث وكأنها قنبلة يتسابق كل من الآخر قذفها بعيداً عنه, هل سيكون هذا العام عام ظهور درع وسيف جديد لأمتنا يا سادتي الحكام ؟

يا سادتي الحكام, يتظاهر كل حاكم منكم بشعبه ويفخر وهذا حق له, ولكن أين ما عليه من حقوق تجاه الأمة التي فرطنا فيها ورمى الكل القضية وألتفت لقضايا بلاده, لئن سألتمونا ماذا نريد فلن نجيب سوى إجابة واحدة سنجتمع عليها ألا وهي الحرب إما النصر أو الشهادة, فوالله إن العيش سنة واحدة بعزة وشموخ المسلم خير من العيش عشرات السنوات وسط ظلال الذل والقهر, أصبحنا كجيل ينتظر ويأمل أن يرى عزته قبل موته, وأن يرى القدس بين أحضان أمته من جديد, دعوني أقولها باختصار انني كلما وددت الاحساس بالفخر والعزة أذهب لمشاهد متقطفات من حروبنا العظيمة, وقراءة احداث غزواتنا الاسلامية وأكون في كامل أملي من أن أرى ولو جزء منها على اياديكم, أفعل هذا بعدما ضاعت القيم العظيمة وفرطنا فيها قيمة وراء الآخرى, أعلم علم اليقين أنكم المسئولين بالمقام الأول عما يحدث لنا كشعوب وأمة, ولكننا أيضاً كشعوب لنا مسئولية كبيرة, لكن يبقى الأمل برؤية شموخنا وعزتنا وكرامتنا من جديد, هذا الأمل الذي يوم بعد يوم يتلاشى ويتهاوى.