التصنيفات
النقاش الجاد و الحوار الهادف

صوتٌ ممنوع في شوارع القاهرة!

صوتٌ ممنوع في شوارع القاهرة!


الونشريس

وردة الجزائرية
الأحد الماضي كانت إذاعة الأغاني تفتح ذراعيها مرحبة باتصالات المستمعين في فقرتها المفتوحة، اتصلت مستمعة
طالبة أغنية شجية لوردة أبدعت في غنائها على بليغ.. سادت لحظة من الصمت بعد إنهاء المكالمة، ثم فوجئ المستمعون بأغنية أخرى تعرضها الإذاعة هي "وحشتني" لسعاد محمد.

تحولت وردة بين ليلة 18 نوفمبر وضحاها إلى صوت ممنوع في مصر، انسحب الملحن وليد سعد والمؤلف خالد تاج الدين ومعهما المغني تامر حسني الذي طار فرحا قبل عدة أشهر لاختيار وردة له ليلحن لها أغنية، أو يقدم معها دويتو. أصبح صوتها خطرا على الأمن القومي مثلما كان الاستماع لإذاعة إسرائيل في وقت ما جريمة يعاقب عليها القانون..

ظهرت مطالبات بمنع دخولها مصر.. وبرغم وجودها بالقاهرة إلا أنها تتجرع آهات النحر الفني لها وهي خريف العمر.. بعد طويلة ومقلّبة في طريق علاقتها بالقاهرة.. تنوعت ما بين الخصام والصدام، ثم العناق الطويل الذي أخرج روائع أبرزها ما لحنه زوجها لسبع سوات بليغ حمدي.

ولدت وردة لأب جزائري وأم لبنانية، وفي باريس قضت طفولتها وصباها هناك. ثم قدمت لمصر عام 1960 لتقدم فيلم "ألمظ وعبده الحامولي". وبعد أقاويل وشائعات عن علاقتها بالمشير عامر، تركت مصر لتتزوج من زوجها الأول جمال قصيري. وهناك طلبها الرئيس هواري بومدين لتغني في عيد الاستقلال عام 1972، ثم واصلت الغناء؛ فطلقها الزوج لتعود إلى القاهرة وتمر بأخصب سنوات عمرها الفني، بعد نجاح أغنيتها "أيامي بتحلوّ" التي كان مقررًا أن تغنيها أم كلثوم، لكن وفاتها جعلها من نصيب وردة.. ترتبط ببليغ وتولد الروائع…. مالي.. بودّعك.. وحشتوني. اسمعوني.. أحبك فوق ما تتصور..

عاشت وردة ثلاثين عاما في القاهرة.. نالت خلالها الجنسية المصرية.. وشهدت مراحلها الغنائية المختلفة.. أصبحت جزءا من الوجدان المصري.. حزِن المصريون لمرضها بالكبد.. وبعد تعافيها هللوا لها.. بعد المرض تذكرت وردة أن لها وطنا.. تحمل جنسيته وعلى ترابه عظام الأجداد.. غنت له مقطعا خالدا في نشيد "وطنى الأكبر".. عادت مثلما يعود الموظف المصري إلى قريته آملا في شيخوخة هائلة..

وجدت من يستقبلها هناك، ويمنحها بيتا على الشاطئ.. ويكرمها ويمنحها الجوائز.. هناك بجانب الأهل للوطن معنى آخر.. لا يقلل من فضل مصر ولا يعد عقوقا لها.. أخطأت عندما تمنت أمنية مشروعة بفوز فريق وطنها الأم.. خانتها الكياسة الفنية في وقت الفتنة.. أصرت على أنها تشجع بلدها ولا معنى لفوز المصريين بهدفين، "فالعبرة بالخواتيم".. ظهرت في وقت الغضب؛ فطالتها نيران الفتنة.. وانهال عليها الحصى.

العامة يطالبون بمنعها من الدخول.. والفنانون ينسحبون في نوبة مزايدة في حب الوطن.. ظهرت أعراضها فجأة لدى البعض، برغم كون أحدهم متهربا من خدمة وطنه عسكريا!

من الصعب على وردة أن تتنكر للجزء المصري فيها.. فتتحدث بلسانها العامي، وحققت نجوميتها ومجدها على ألحانها وكلماتها وكتابها.. كما أن مصر لن تستطيع أن تصم آذانها عن أغانيها الشجية.. ولن تقدر على قمع تعلق قلوب بنيها بصوتها الساحر.. لن يقدر أحد على محو ذكريات غنائية توثق لحظات الهجر.. واللقاء الأول.. أول لمسة يد.. سهرات الحنين ومناجاة الحبيب على أنغام بليغ وعبد الوهاب.

مناشدات عاطفية منبعها فتنة.. من المستحيل تطبيقها.. فقرار المنع في عصر الكشف غير منطقي.. لن تكف الألسنة عن ترديد أغاني وردة مهما كان قرار القمع.. تصمت للأبد إذا توقفت القلوب عن الحب.. إذا حكمنا بالإعدام على أنغام بليغ.. وعبد الوهاب.. إذا حزفنا من أرشيفنا تنافسها مع حليم على الكلمة الصدقة والنغم المتدفق.. إذا أصبنا بفقدان ذاكرة جماعي ينسف عصر فريد الأطرش وفايزة أحمد وحليم.. إذا أجبرنا الأجيال الجديدة على اعتبار "وطنى الأكبر" و"على الربابة" عملين مشينين.. إذا تجشأت كتب الفن الراقي.. "حكايتي مع الزمان".. عندئذ تنتهي وردة للأبد ومعها نحن.




رد: صوتٌ ممنوع في شوارع القاهرة!

الونشريس اقتباس الونشريس
أخطأت عندما تمنت أمنية مشروعة بفوز فريق وطنها الأم.. خانتها الكياسة الفنية في وقت الفتنة.. أصرت على أنها تشجع بلدها ولا معنى لفوز المصريين بهدفين، "فالعبرة بالخواتيم".. ظهرت في وقت الغضب؛ فطالتها نيران الفتنة.. وانهال عليها الحصى.

اختلف مع صاحب المقال في هذه الجملة
لم تخطئ وردة لانه ببساطة حقها الشخصي ان تشجع بلدها الجزائر
لن تبدل ابدا بلدها وما يهمهاش فيهم




رد: صوتٌ ممنوع في شوارع القاهرة!

اخوتي وردة وغيرها من الجزائريين ببلدهم الثاني كحال المصريين بالجزائري.
صدقاً اننا في ورطة بتخطيط صهيوني.
ادعو الله ان يصلح احوال المسلمين في شتى البقاع.




رد: صوتٌ ممنوع في شوارع القاهرة!

رنا عارفين كل شيئ ولكن هذا الكلام قلو عندكم راكم تعذبو في اشقائنا ولكن متقدرش




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.