التصنيفات
علم النفس وعلوم التربية

دور الوظيفة الرمزية ومكانة اللعب في تطور ذكاء الطفل

دور الوظيفة الرمزية ومكانة اللعب في تطور ذكاء الطفل


الونشريس

بسم الله الرحمن الرحيم الصلاة والسلام على سيد المرسلين أما بعد
إن نمو الطفل من الميلاد إلى الطفولة الأولى والثانية يمس مختلف الوظائف العقلية، اللغوية، الاجتماعية والنفسية ويتأثر بعدة عوامل بيولوجية ، عصبية ،وراثية ، غذائية ، أسرية ، بيئية ، تربوية مدرسية ويتخذ أوجه تصبغ بالوسط الاجتماعي الذي يجعله يختلف من حيث العامل الزمني وهذا باختلاف الوسائل وطرق التفاعل ومعايير التنشئة الاجتماعية والأدوات البيداغوجية المسخرة وخلال بحثنا هذاركزنا على عنصر واحد يتمثل في الوظيفة الرمزية ودور اللعب في تطور الذكاء عند الطفل دونالتطرق للعوامل الأخرى مثل النضج العصبي والتدريب والخبرة المكتسبة من التفاعل مع الأشياءوالتفاعلات والتبادلات الاجتماعية والتوازن وطرحنا الإشكالية التالية إلى أي مدى أن اللعب بمختلف أنواعه ينمي الوظيفة الرمزية ومن ورائها الذكاء عند الطفل؟
وقمنا بطرح الفرضية التالية ينمي اللعب الوظيفة الرمزية لدى الطفل مهما كان جنسه وسنه ونتطرق في البداية إلى تسلسل النمو المعرفي حسب بياجي الذي يميز بين ثلاث أشكال من الذكاء: الحسي حركي – قبل المنطقي والمنطقي وكل واحد منه يناسب مرحلة من مراحل النمو التي تتميز بالوظائف العقلية التي يتم ارساؤها.
إنه يستعمل مفاهيم مثل التمثل من داخل الفرد نحو المحيط الخارجي ، المواءمة التي تجعل تركيبة الفرد تتكيف حسب تغيرات المحيط أي تأثير الخارج على الفرد والتكيف بين التمثل والمواءمة لبلوغ الموازنة الضرورية ، بالنسبة لبياجي النمو المعرفي يتم في أربعة مراحل
1- مرحلة الذكاء الحسي-حركي التي تمتد من0 إلى 2 سنوات وتتعلق بإرساء المنعكسات والتركيبات ،تجريب الجسم بواسطة مثلا ألعاب التمارين
« jeux d’exercices »
2- مرحلة قبل العمليات من 2 الى 6 سنوات التي بفضل الذكاء التمثلي ترجع ممكن استمرارية الموضوع ونمو الوظيفة الرمزية التي تفتح على أنشطة اللعب والتقليد أين تأخذ اللغة مكانة كبيرة.
3- مرحلة العمليات الملموسة بين 7 و 12 سنة وتعني أن الطفل يمكن له التفكير حول الملموس والخروج من التمركز حول الذات للذهاب نحو التربية الإجتماعية إنها مرحلة ألعاب القواعد.
4- مرحلة العمليات الشكلية فوق 12 سنة تسمح بالدخول في التجريد والطفل يكون مهيأ للمواد العلمية ، الرياضيات ، تكوين الفرضيات والاستنتاجات المنبثقة منها ، إنه يستقطب من طرف المواضيع الجديدة ذات الطابع الأخلاقي الديني الفلسفي إنها مرحلة ألعاب الجماعات ، تكوين مجموعة الرفاق من نفس السن والجنس.
وبياجي هنا يستعمل مصطلحات العملية والإجراءOpération et opératoire
ويقصد ب opératoire تحول ذهني انعكاسي أي تحويل المعرفة الأولى الموصلة إلى نتيجة بحيث بواسطة العملية العكسية يمكن الرجوع إلى نقطة البداية.
في 11-12 سنة الطفل يخرج من الملموس ( الموجود بالنسبة له) ويدخل في التحليل المجرد في عالم الممكن خارج مايوجد حقيقة ( إنه يفكر في الممكن) هذه الفترة أو المرحلة تقابل العمليات الشكلية ، هناك تغيير في المستوى وظهور الفكر الشكلي والتحليل الإفتراضي الإستقرائي ( افتراضات – استنتاجات) وبهذا التحول في المستوى يظهر مستوين من البنيات المعرفية:
Ý- البنية التركيبية: إنها منطق الإفتراضات والقضايا في مجمله الذي يكون هذه البنية في مقابل التركيبات المحدودة في المجموعات الملموسة التي يقوم بها الطفل في التحليل الملموس.
ȝ- الإنعكاسية المزدوجة أو مايسمى بمجموعة I N R C وهذه البنية تسمح ب أربعة تحولات
I: عملية مماثلة
N: ضدها أو نفيها
R: نظيرها
C: الإرتباط/ عكس النظير
ومجموعة I N R C تسمح بالقلب الكلي في مقابل القلب أو العكس البسيط في المستوى الملموس أين يكون الطفل قادر على القيام فقط بتحويلين إثنين عملية وعكسها.
– قبل المراهقة: التفكير العملي الشكلي في 11- 12 سنة الطفل يخرج من الملموس ويقدر على التحليل في فرضيات ذهنية ، تكوين عمليات شكلية
propositionnelles opérations formelles et
formelles : ترتكز على خصائص منطقية للفكرة العامة ، المحاكمة ، التحليل
Propositionnelles: المصاغة في لغة وتسلسل قضايا.
أحد توجهات الفكر الشكلي هو التحليل التجريبي إنه من نوع التفكير قريب من الفكر الملموس للمرحلة السابقة ( الطفولة) التحليل التجريبي إنه شكل مميز من التفكير لهذه المرحلة وهو التكوين التلقائي لعقل تجريبي إنه تحليل حقيقي عارف inductif
حوالي 12 سنة المراهق له إدراك كبير لعامل الوقت والزمن من الطفل لأنه لا يعيش في الحاضر وإنما في المستقبل وجريان التاريخ يبدأ في أخذ معنى عنده ويدخل أيضا في الفكر النقدي.
للتأكد من الفرضية قمنا بدراسة ميدانية مسحية انتهجنا فيها الأسلوب الوصفي والملاحظة البسيطة للأطفال في الوسط خارج البيت وثلاث مدارس ابتدائية بتلمسان الكبرى ( العيسوف بومدين – بن منصور عبد القادر- أباجي محمد) وهذه الدراسة الميدانية جعلتنا نلاحظ أن اللعب في الشوارع تسوده التلقائية والإعتباطيية وعدم وجود أي ضوابط نظرا لتداخل عدة عوامل خاصة فيما تعلق بتدخل الراشد في أنشطة الأطفال وعدم تجانس الفئات العمرية ووجود ألعاب التمارين الجسدية أكثر من ألعاب التقليد والمحاكاة والألعاب بعض الأحيان لاتتناسب مع مرحلة النمو .
أما في المدارس الابتدائية الثلاث فإننا لاحظنا أن هناك حصة أسبوعية واحدة للعب مخصصة للتلاميذ حسب الأقسام وهي عبارة عن تمارين رياضية جسدية ولا توجد أنشطة المسرح وتقليد الأدوار وألعاب التمارين والألعاب الرمزية وألعاب القواعد.
وفيما يخص الدراسات السابقة حول الموضوع فإننا تناولنا الموضوع من عدة زوايا تجاوزت العلاقة بين متغيرات الموضوع مثل الوظيفة الرمزية واللغة التي تعد وظيفة جديدة تتيح إمكانيات جديدة على المستوى الذهني وتميز المرور إلى صفة الإنسان من الفعل إلى التفكير وليس هناك إلا قفزة يقوم بها الإنسان وحده ../..
يتبع الموضوع في الحلقة القادمـــــــــــــــــــــــــــــــــــة ..




رد: دور الوظيفة الرمزية ومكانة اللعب في تطور ذكاء الطفل

الونشريس




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.