بسم الله الرحمن الرحيم
أختي المسلمة..</span>
تعلمين يا أختاه أن منهاج الله منهاج عبادة، وأن العبادة فيه ذات أسرار، ومن أسرارها أنها مدد للروح وجلاء للقلب ، وأنها زاد الطريق.</span>
ولقد عرف الرعيل الأول من المسلمات هذه الحقيقة ، وأدركن طول السفر ، فتزودن له بخير الزاد.. " التقوى ".. قال تعالى:</span>
((وتَزَوَّدُوا فَإنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى واتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ )) ، فالتقوى هي زاد الطريق إلى الله، زاد القلوب والأرواح ، والتقوى حساسية في الضمير وخشية مستمرة وحذر دائم ، وما يدفع الهوى إلا التقوى ومخافة الله ومراقبته في السر والعلن.</span>
والتقوى هى التي تهيئ القلب ليلتقي ويستجيب ، قال تعالى (الـم * ذَلِكَ الكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ)).</span>
والتقوى تجعل في القلب فرقاناً يكشف له الحق من الباطل ويبصره بطريق الحق ، قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا إن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً ويُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ويَغْفِرْ لَكُمْ واللَّهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ )).</span>
</span>والتقوى الحقيقية يا أختاه هي تقوى القلوب لاتقوى الجوارح ، قال تعالى ( ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإنَّهَا مِن تَقْوَى القُلُوبِ )) .وقال -عز وجل-( لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ )).</span>
</span>ولذلك تكون المسلمة أحرص على إصلاح سرها منها على إصلاح علانيتها، وتخشى الله ولا تخشى الناس.</span>
هذه هي التقوى.. وهي غاية عالية وهدف أسمى ، هل أدلك على وسيلة من وسائل تلك الغاية؟ إنه الصوم يا أختاه. قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )) ، فالتقوى تستيقظ في القلوب وهي تؤدي عبادة الصوم طاعة لله وإيثاراً لرضاه.</span>
فالصوم يجعل للتقوى القوامة على الجسد وحاجاته ، بل يجعل الجسد مطية للروح، فيصفو الفكر ويرهف الحس وتشف النفْس.</span>
ولذلك فإن الصوم يا أختاه يخرج فرداً لا يقبل أن يبيع دينه ببطنه أو فرجه.. وكلما دُعي لعبادة الطواغيت ردد قول يوسف -عليه السلام-(رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إلَيْهِ )).</span>
أختي الحبيبة:</span>
إن الصوم أسلوب عملي لتربية النفس وتهذيبها وتعبيدها لله رب العالمين ، وإمدادها بعون الله لتثبت في دربها الطويل وطريقها الوعر في مواجهة التحديات والمحن.</span>
وذلك لأن الصوم يربي الإرادة، الإرادة التي تصمد للحرمان وتستعلي على الضرورات وتؤثر الطاعة. فالصوم يربى إرادة " الامتناع " التي هي أصل الإرادة في الإنسان ، وقد كانت تجربة " الإرادة " التي خاضها آدم وحواء في الجنة هي تجربة إرادة " الامتناع"، قال تعالى( وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ )).</span>
</span>وأوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تكون إرادة الامتناع إرادة مطلقة فقال – صلى الله عـلـيـه وسـلـم:» ما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عن شىء فاجتنبوه«، </span>فأوجب رسول الله الانتهاء عن المنهيِّ عنه مطلقاً، بينما جعل الأمر بقدر الاستطاعة.</span>
أختي الحبيبة :</span>
لقد أشار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- </span>إلى مقام الصائمين الذين استعلوا على أهوائهم وغرائزهم ولجموها بلجام التقوى ، فقال :» الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام : أي رب :منعته الطعام والشهوة ، فشفعني فيه ، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل ، فشفعني فيه. قال : فيشفعان «.</span>
وقال -صلى الله عليه وسلم- :» إن في الجنة باباً يقال له :الريان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم ، فإذا دخلوا أُغلق فلم يدخل منه أحد".</span>
وبين -صلى الله عليه وسلم- </span>أن الصوم يكون حجاباً بين صاحبه وبين النار ، فقال:»ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً«.</span>
أختي الحبيبة:</span>
إن من الأشياء ما لا تدركه الكلمات، وليس يكفي أن نقول:"هذا حلو" إذا لم نتذوق طعمه فمن ذاق عرف ، ومن هذه الأشياء طعم الطاعة لله بالصيام !! فجاهدي نفسك يا أختاه بالصوم ، فإنه من أهم عوامل تزكية النفس وبلوغها درجة التقوى وقربها إلى باب الجنة .</span>
بارك الله فيك
جزاك الله عنا خيرا
موضوع رائع وشكرا لك على كل هذه المجهودات
:clap:
أنا بحب هذا الموضوع و كنت أبحث عنه شكرررراااااا