أثبتت الشبكات الاجتماعية أنها منصات رائعة لتوزيع الأخبار العاجلة ولاتزال تحظى باهتمام الصحافيين كأدوات تواصل. ولاعجب أن كثيرا من الإعلاميين أسرعوا بالانضمام إلى شبكة Google+ لاكتشاف ماتوفره من امكانيات للصحافيين، حيث قام بعضهم بتحديث حساباتهم الشخصية بينما قام البعض الآخر بإنشاء صفحات لمؤسساتهم وراحوا يختبرون أي الميزات هي الأكثر إفادة لإرسال الرسائل والتواصل مع جماهيرهم.
إليكم بعض الطرق التي يستخدم فيها الإعلاميون المحترفون الموقع وما قد يعنيه ذلك لمستقبل Google+ في عالم الصحافة.
1- التحدث عن Google+
ليس مستغرباً أن يرغب مستخدموا Google+ بالحديث عن الشبكة ذاتها، وهذا ينطبق على الصحافيين أنفسهم. فقد قام العديد منهم بنشر نصائح وحيل حول استخدام المنصة مثل كيفية الحصول على عدد دقيق لأعضاء الدوائر وسبل لنقل نشاطات المستخدم من فيسبوك إلى Google+.
حتى المحادثات حول شبكتي فيسبوك وتويتر يبدو أنها تتحول لتصبح عن Google+، فعلى سبيل المثال قام ماثيو إغرام من مدونة GigaOm بفتح نقاش حول الإعلانات في تويتر، وبينما التزمت بعض الاستجابات بالموضوع بدأ الكثيرون بالحديث والتساؤل هل ينبغي أن يتحول مستخدمو تويتر إلى Google+ أو هل ستبدأ غوغل بتضمين منشوراتها إعلانات تجارية.
وبينما يستمر الصحافيون في الانضام إلى الشبكة ستقوم المزيد من النقاشات والاسهامات حول Google+ كوسيلة تواصل بتحديد الطريقة التي يتم استخدام الشبكة فيها لإنشاء وتوزيع المحتوى الإخباري.
2- استضافة الجمهور في محاثات الفيديو على خدمة Hangouts
تقوم ساره هيل مراسلة تلفزيون KOMU في كولومبيا- ميسوري بدعوة معجبيها على شبكة Google+ للإنضام إليها في خدمة Hangouts لمحادثات الفيديو الخاصة بالشبكة. ويستضيف تلفزيون KOMU محادثة Hangout خلال نشرة أخبار الساعة الخامسة مساء لإعطاء المشاهدين نظرة من وراء الكواليس على استديو الأخبار. وتقوم ساره هيل بإجراء مقابلات على الهواء مباشرة مع أشخاص على Hangout حول ردود أفعالهم بخصوص أخبار اليوم.
وتقول هيل "إن خدمة محادثة الفيديو من Google+ تحولت إلى نسخة خاصة بتلفزيون KOMU على القمر الصناعي، وهي مجانية، فجودة الصوت والصورة تصلح للبث الحي ولا حاجة لنقل معدات التصوير إلى تسعة أماكن مختلفة للحصول على تسعة آراء، فنحن ببساطة نقوم بدعوة 9 مشاهدين إلى محادثتنا على Hangout والأخبار تأتي إلينا". وجمعت إحدى تلك المحادثات بين أشخاص من الباكستان ونيوزيلاندا وأورلاندو ونيو يورك ولوس انجلوس وميسوري وأيوا وبريطانيا. وقد أعجب المشاركون عبر Hangout بقدرة هيل على إنجاز عدة مهام. وكتب المشاهد كريستوفر سكوت الذي انضم إلى المحادثة من نيوزيلاندا " لقد كان الأمر مذهلا، حيث كانت ساره في بث تلفزيوني حي وهي تصغي بإحدى أذنيها إلينا نحن المشاركون عبر Google+ وبالأذن الأخرى إلى الأشخاص الموجودين في المحطة التلفزيونية..ولابد أنها كانت تقرأ شاشة التلقين في نفس الوقت، حتى أنها كانت ترحب بأشخاص جدد على Hangout وتتحدث معهم كما لو أنها كانت في بيتها تستمتع بكأس من الشراب مع أصدقائها. لقد تأثرت بالفعل".
ويسمح لعشرة أشخاص فقط بالإنضام إلى محادثة الفيديو على Hangout لذا يكتمل العدد بسرعة ويتم استبعاد المشاركين الذين لايستطيعون مواكبة المحادثة، ومع ذلك فإن تجربة هيل توضح كيفية الوصول إلى مجتمعات Google+. وكما تقول هيل" يبدو الأمر كما لو أن لدينا مشاهدين من كل أنحاء العالم باتصال فيديو".
إن محادثات Hangout يمكن أن تكون طريقة عظيمة للصحافيين للحصول على ردات فعل الجمهورالآنية تجاه أحداث الأخبار أو لإيجاد افكار قصص من خلال سؤال مشاركي Hangout عن الأشياء المهمة في مجتمعاتهم.
3- إشراك القراء:
على الرغم من قيام غوغل بإخبار العلامات التجارية أن المنصة ليس جاهزة لهم حاليا، قامت المؤسسات الإعلامية بالإنضام إلى الشبكة بسرعة. وككثير ممن تبنوا الشبكة من عالم الصحافة قامت شبكة الأخبار الأولى في كندا CBC بنشر روابط لقصص إخبارية طالبة تعليقات القراء. وقد جربوا إشراك القراء من خلال مسابقة صور وقد تم نشر المسابقة ايضا على فيسبوك وتويتر وعلى موقع CBC الإلكتروني.
وقالت كيم فوكس كبير منتجي أخبار المجتمع والإعلام الإجتماعي في CBC " لاحظنا أن هناك منافسة لإثبات الذكاء في استخدام Google+، وقد اعتقدنا أن فكرة مسابقة اللقطة الفوتوغرافية اليومية ستلعب دورا في ذلك وقد قامت بذلك بالفعل متفوقة على منصات أخرى" وأضافت فوكس أنها رأت حوارا ذكيا ومستوى أعمق من الاشتراك في محتوى Google+ وهي وفريقها يخططون لتجنب تكرار منشوراتهم على فيسبوك وتويتر والتفكير بما هو أجدى لمجتمع Google+ بشكل دقيق.
إذا يمكن لشبكة Google+ أن تصبح مكانا للصحافيين لتوليد تعليقات رصينة من جماهيرهم من خلال الحماسة الطبيعية لإشراك الجمهور والمحادثة الذكية. من الضروري أن يحظى الصحافون بكامل إمكانيات المنصة وهكذا يمكنهم تحسن ميزاتها لخلق حوار اجتماعي حول المحتوى الإخباري.
4- تحليل التغطيات الإخبارية:
تقوم شبكة Google+ بتعزيز محادثات غنية حول الصحافة، وهي تضم مجتمعا من رواد الفكر الذين يعتمدون على بعضهم البعض للحصول على تعليقات حول آرائهم بشأن الأحداث الإخبارية وصناعة الإعلام.
عند نشر تعليقات الأخبار على تويتر فإن الصحافي يكون ملزما بعدم تجاوز 140 حرفا إلا إذا إحتوى الحوار علامة hashtag ومن الصعب رؤية كامل الحوار بحكم أن المستجيبين للحوار ربما لايتبعون كل مايجري. أما على فيسبوك فإن المحادثات حول الصحافة لاتنطلق بسبب أن الكثيرين لايآزرون جهات الاتصال المهنية. وحتى لو امتلك الصحفي صفحة عامة فإن حواراته تتنافس عادة مع تحديثات أصدقاء معجبيهم وصفحات أخرى بسبب نظام تغذية الأخبار. أما Google+ فهي تعيد المحادثات إلى الواجهة حين تظهر التعليقات. وبالرغم من أن فيسبوك فيها العديد من المجموعات المنظمة ذاتيا من قبل صحافيين إلا أن إنشاء المجموعات والمشاركة مع جهات إتصال مهنية هو أكثر بدهية على Google+.
ويبدو أن منشورات Google+ تستقطب إشتراكا أكبر من منشورات فيسبوك، فعلى سبيل المثال أطلقت مدونة مارشابل نقاشا حول المنصتين يتعلق بدراسة تزعم أن 34% من مستخدمي هواتف iPhone يعتقدون أنهم يمتلكون هواتف بتقنية 4G. و وفي نفس الوقت الذي نشرت فيه المنشورات وردت أسئلة حول نتائج الدراسة. وعلى شبكة فيسبوك كان هنالك 57 "إعجاب" و40 تعليق، بينما حظيت المنشورات على Google+ بـ 183 إعجاب أو"+1" و116 تعليق. وهذا مثال واحد ولكنه معبر.
وعلى الرغم من أن بدء نقاشات حول الأخبار وتحليلاتها لايشكل جديدا بالنسبة للصحافيين، إلا أن Google+ تبدو المنصة الأنسب لتلك المحادثات.
5- إظهار الشخصية:
إن تركيز صناعة الإعلام على موضوعية الصحافة يدفع بعض الصحافيين للتحفظ في إبداء آرائهم ومعتقداتهم وتفاصيل أخرى حول أسلوب حياتهم. ولكن Google+ أساسا تتعلق بالناس وقد أصبحت مكانا حيث يستطيع الصحافيون إظهار هوياتهم الشخصية.
ففي لجة روابط الأخبار والنقاشات يتم تبهير المنشورات بالنكات والصور ونوادر تتحدث عن الحياة. فعلى نقيض مشاركاته في تويتر يقوم جيف جارفيس مثلا بإضحاك الناس بمنشوراته الحيوية كتلك التي تتحدث عن كون مطار LAX ينتمي إلى العالم الخامس أو السادس وليس الثالث وتوقع رؤية خنازير وماعز فيه. كما يقوم صحافيون آخرون بإعادة مشاركة منشورات أشخاص في دوائرهم كما فعلت إيفون بنديكت من محطة KING-5 في سياتل حين تأثرت بقصة نشرها زميل لها من خريجي جامعة واشنطن.
نحن ننسى احيانا أن الصحافيين أناس مثلنا لذا تشكل Google+ تذكرة جيدة بحيث أصبحت تعني بالنسبة للإعلاميين ارتباطا أكبر بالحياة منه بالأخبار.