وما أفضلها من مناسبة تلك الأوقات المباركة في شهر رمضان المبارك ليراجع المسلم نفسه ويتأمل سلوكه ويحاسب ذاته ليعود إلى دروب الحق والصواب.
نعم فالصوم مدرسة وفرصة مناسبة لمحاربة الأمراض الاجتماعية التي تجد دروبها المظلمة بين الناس في زحمة الحياة فإذا بها تُدمِّر العلاقات وتقطع الصلات وتقيم السدود فيما بين الإخوة وتقتل وتضعف أسباب التواصل بين الأصدقاء.
الصوم مدرسة للعديد من الأمراض التي تصيب البشر فتفرق بينهم وتكدِّر صفوهم وتقيم العداوات بين الناس، وكل ذلك وغيره من المساوئ يمكن علاجه في (مستشفى رمضان) إذا أدركنا حقيقة الصوم وحكمته وتمسكنا بآدابه وأخلاقياته، وإذا أدرك الناس أهمية اللسان وخطره في العلاقات الاجتماعية واتجهوا إلى الصوم ليأخذوا منه العلاج الناجح لألسنتهم متذكرين ما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان، تقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا) رواه الترمذي.
غير أن بعض الناس ينسى قيمة اللسان ويتناسى أخطاءه ومساوئه فيطلق له العنان بالوشاية، وما ذلك إلا لمرض في القلب حيث (جُعل اللسان عن الفؤاد دليل)، فنجد الواشي ساعياً بالغيبة والنميمة محاولاً الوقيعة بين الأصدقاء والإخوان، فلا يروق له بال، ولا يطمئن له حال إلا إذا قطع الأوصال، وفرَّق بين الناس ودقَّ بينهم كما ورد في الأدب العربي (عطر منشم) فإذا بالصداقة تصبح عداوة وإذا بالتفاهم والود يتحول إلى حقد وبغضاء، والتقارب والتعارف يستحيل إلى تباعد ونكران، وكل ذلك جرَّاء الوشاة الذين في قلوبهم مرض يحرك ألسنتهم بالنميمة غير عابئين بما ينتج عن أقوالهم وأكاذيبهم من نتائج سيئة وأفعال مشينة في العلاقات بين الناس.
وما أكثر الوشاة الذين يحاولون تزيين أقوالهم للوقيعة وكأنهم يحاولون المحافظة على المعنى اللغوي للفعل الذي اشتقت منه الوشاية، لأن وّشِيَ الثوب معناه طرَّزه وحلاه وحسنه، فالواشي يستخدم من أساليبه الدنيئة ما يُحسِّن به بضاعته السيئة ومساعيه المسمومة للدسِّ والخديعة ويجعل من اللسان أداة طَيِّعه لمآربه الدنيئة الخادعة التي توعز الصدور وتباعد بين الناس في مختلف مجالات الحياة
تمثل الوشاية إحدى طرق تدمير العلاقات ولعل أناس يجعلونها همهم وديدنهم وبكل ما أوتوا من قوة في الضغينة والخسة فإنهم لا يرتاح لهم بال إلا حين تفسد العلاقات الإنسانية
وكأنهم وكلاء شرعيون للشيطان
فكم تتجلى الضغينة بشكل سافر ولن يستطيع حجبها برقع المجاملات أو جلباب التنمق
وليس بجديد ما يستجر في مجتمعاتنا وفي تجمعاتنا فتأريخنا مشبع
ولله في خلقه شؤون.
فكثير من العلاقات قد دمرتها الوشاية
علاقات عمل، علاقات صداقة، علاقات عاطفية، علاقات زوجية …
فهناك أناس لا يرتاحون و لا يهنأ لهم بال إلا إذا نقلوا كلاماً عن هذا و أوصلوه إلى ذاك
و يا ليتهم ينقلونه كما سمعوه
بل إنهم يزيدون عليه من بهاراتهم و يفلفلونه حسب مذاقهم آآآآآآآآآآ عفواً أقصد حسب مزاجهم
هذه هي طبيعتهم، يحبون الإيقاع بين الناس
لا يسرهم أن يروا ثنين متفقين
فهذا يؤلمهم
ربما لأن لا أحد يسأل عنهم
و لا أحد يتفق معهم
فيلجأون إلى الوشاية حتى ينتقمون لأنفسهم
و كل ما يعينهم على فعلتهم هذه
هو الإستماع إلى كلامهم و تصديقهم
فلو رفض كل واحد الإنصات إلى مثل هذا الكلام لما حصل التشتت و التفريق
مثلاً
إذا جاءك يا مروان أحد و قال لك إن ام كلثوم تقول عنك كذا و كذا و يكون هذا الـ كذا كلام سيء
كيف لك من المفروض أن تتعامل معه؟
أنا من وجهة نظري لابد أن لا تصدقه أولاً على الأقل أمامه، أي أنك تكذبه قوله
و أن تواجهني بالقول و صاحبه ثانياً
هكذا لن يبقى الأمر مخفياً
فلو كنتُ أنا حقاً قلت هذا الكلام فلن يتوانى لحظة في مواجهتي
أما إذا كان العكس فأكيد أنه سيتهرب
و إذا واجهْتَني ستظهر الحقيقة
آسفة مروان لأني اتخذت هذا المثل و أقحمتك فيه حتى أوصل فكرتي
موضوع رائع فعلاً شكراً
لثقة هي كل شيء
يعني يا مروان أنت تتفق معي في أن تصديق كلام الواشي هو سبب التفريق و التشتت
و خاصة إذا كنا نعرفو حقيقة هاذ الإنسان أنه واشي
و التحري أنا نظن أنه يكون بقولنا له
" قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين "
مروان عس روحك تصدق حاجة يقولهالك عليا هههههههههههه
مرة ثانية مشكور على الموضوع
ٍ
وليس بالضرورة أن تكون الوشاية هي خبر كذب لكي تُسمى وشاية، بل حتى نقلك لأخبار صحيحة عن أخيك، إذا كانت دوافعك من نقل تلك الأخبار الصحيحة هي كشف معلومات للآخرين للمضرة بأخيك، أو إذا كنت تنشر تلك الأخبار لقصد تقبيح صورة أخيك، فهذه وشاية.كم من علاقات دمرت بسبب وشايات الواشيين لكن الله سبحانه مع البرئ