سئل فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد في برنامج حياتك الخاص بقناة المجد :
اذا استثنينا قاعدة الضرورات تبيح المحضورات ،هل من اشكال من ناحية المبدأ في المحادثة الفورية عبر الانترنت بين الجنسين من غير المحارم من خلال برامج الماسنجر وغيرها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الجواب : الحمد لله رب العالمين ،وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد………. فنحن نعلم أن الشريعة قد جاءت بضوابط شرعية للخطاب بين الرجل والمرأة الاجنبية ،ونعلم أنه لا بد في بعض الاحيان من حصول كلام بين الرجل والمرأة الاجنبية وأنه لا يمكن الاستغناء بالكلية عن الحديث ،فالمرأة تتحدث مع القاضي وتتحدث مع الطبيب أو البائع ونحو ذلك ، لكن هذا الكلام يجب أن يكون بضوابط
1_ أولا : فلا تتكلم بغير الحاجة
2_ ثانيا : أن لا تخضع بالقول ، لانها اذا لانت بالكلام ،واذا كان فيه شيء من الميوعة ، ومن طبع النساء وفي طبيعة صوتها أنها رقيقة الصوت وهذا شيء في خلقتها ،ولذلك عليها أن تحذر من هذه القضية عند الكلام وأن لا يكون الكلام في أمور مما هو خارج موضوع الحاجة كالاسترسال في الاحاديث الشخصية ،وهنا تأتي مسألة التواصل بين الجنسين التي جاءتنا من الغرب وهذه العملية عندهم مشهورة جدا وطبيعي انشاء العلاقات والكلام والتعارف والاصطحاب الى العشاء ثم رقص ثم نحو ذلك ، تبدأ العملية بتعارف .
هذه الشبكة قد شبكت الناس مع بعضهم وأدخلت الناس على بعض وربطت بين الناس ، وبالطبع يدخل فيها الطيب والرذيل والحرام والمباح ولذلك لا بد من الحذر الشديد في هذه العملية لقد نتجت مخاطر كثيرة جدا ولما قال الله {{{{{وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى }}}}} ،ولاحظ قول الله هنا فلم يقل لا تزنوا وانما قال ولا تقربوا الزنى ،اذا أي شيء يقرب من الزنا لا يجوز ارتكابه ،فعملية التخاطب بين الشباب والفتيات وهذا الانفتاح الحاصل الان وعبر الماسنجر وعبر ما يسمى التشاتنغ ( التخاطب بالوسائل المختلفة ) ،والان جاء الهاتف المرئي الذي سيجعل هناك صوت وصورة أيضا ، يعني نقلت قضية الانترنت الى الجوال بضوابط أقل وأبعد عن المراقبة وبالتالي تصبح المسألة فيها كوارث كبيرة جدا اذا لم ينتبه المسلمون والمسلمات لأننا نعلم بالأدلة الواقعية من قصص عرفناها وخبرناها يقينا وتحقيقات نشرت أن هناك عدد من المسلمين والمسلمات مع الاسف قد وقعوا في الفاحشة من نتيجة هذا التعارف لأنها في البداية قد تبدأ بداية شبه طبيعية ثم بعد ذلك تتطور ثم يقول أدخلي الخاص وهنا تبدأ عملية التعارف والحوار والسؤال عن الخصوصيات من أحد الطرفين للأخر وبالتالي ممكن أن يؤدي الى مواعدة وتؤدي الى أشياء محرمة ،وبعضهم قد يأتي بأفعال محرمة أثناء هذه المحادثات وربما سجل الصوت أيضا وهي تسجل صوته أيضا وبعضهم قد يبدأ بداية أن هذه أتعرف بها على زوجة في المستقبل مثلا ، هل هذه الابواب التي تؤتى منها البيوت ؟؟ هل هذه وضعية سليمة ؟؟
ثم نجد قضية الثرثرة وكثرة الكلام والنبي -صلى الله عليه وسلم -قال << من حسن اسلام المرء تركه ما لايعنيه >> وقال << ان أبغضكم الي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون >> وهذا الذي يحدث الآن ثرثرة الكترونية داخلة في هذا الحديث طبعا غير قضية ما تبعثه في النفس من الشهوات وما تقربه الى الفاحشة ولذلك فان المخالفات فيها كثيرة جدا فيجب الحذر فيها حذرا بالغا وانه اذا أمكن الاستعاضة عن هذا الكلام بالكتابة يفعل وتكون كتابة أيضا بريئة كتابة للحاجة ، حتى من تسأل المشائخ وتستفتي اذا أمكن أن تستفتي بالرسالة فهو أفضل من أن تتصل بصوتها مباشرة ، كل ذلك درءا للفتنة.
وسئل أيضا : ربما الغالب على المحادثة الفورية عبر الماسنجر ،قد يغلب عليها الكتابة فهل ينطبق هذا الكلام على الكتابة ، وقد يحدث الضرر قليلا عندما يكون الموضوع تواصل عن طريق الكتابة الفورية والرد الفوري؟؟؟؟؟؟
الجواب : اذا التزمت الكتابة الفورية أو غير الفورية ،التزمت بالادب الشرعي فلا حرج أن يكون هناك كتابة وهنالك أشياء على المكشوف واضحة كما يقولون في غرفة البالتوك أو غيرها للجميع ، الاشكال عندما يبدأ بالدخول في القضايا الخاصة أو تدخل معه في غرفة خاصة أو مكان خاص وقد تبدأ المسألة بقضية انكار منكر ، ومعروف وخير في البداية لكن التسلسل ( مَن الاخ وأين تسكن وهو يسأل من الاخت وكم عمرك وهكذا ) ويبدأ الدخول في التفاصيل عن أمور شخصية ، هذه فعلا تقود الى وقوع في محضورات شرعية ، فنحن ليس عندنا مانع أن نقوم بمعروف أو ننهى عن منكر ، نتعاون {{{{{ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ }}}}} لكن بالطرق الشرعية التي لا تؤدي الى الوقوع أو الانزلاق فيما حرم الله .
وسئل أيضا : عادة تبدأ عملية التحادث عبر الماسنجر بالاضافة الى القائمة مثلا : لو فرضنا أنني كشاب تمت اضافتي من قبل فتاة أو العكس هل من مجال لبدء الحديث معه لمعرفة دواعي الاضافة أم نغلق الباب من البداية ونستريح كما يقال ونرفض هذه الدعوة بالاستضافة الى قائمة الاصدقاء أو ما يطلق عليه قائمة الاتصال ؟؟؟؟؟؟
الجواب : اذا ما تبين للشخص اذا كان ذكرا أن انثى قد ضافت نفسها الى قائمته أو تبين للانثى أن شخصا من الذكور قد أضاف نفسه الى قائمتها ، أولا ماهو سبب الاضافة ؟؟؟؟
السبب مجهول ، قد يكون خيرا وقد يكون شرا ولذلك ما هو الاحوط للانسان؟؟؟؟ الاحوط أن لايدخل في المسألة أصلا ، يعني الآن لا يوجد حاجة معلومة معروفة واضحة تقول انني أقبل الاضافة وأبدأ بالكلام مع الطرف الآخر ، لو وجدت الحاجة المعروفة الواضحة مع الالتزام بالادب الشرعي والمسألة مكشوفة للكل لقلنا لا بأس ، لكن أضيف لك عنصر مجهول قد يكون خيرا وقد يكون شرا ، اذا ما هو الاحوط للمسلم في دينه ؟؟؟؟ويفترض أن يكون المسلم ورعا وأن يأخذ بالاحوط في الدين هذه مسألة واضحة من قواعد الشرع .
السؤال الاخير : هناك أشكال صغيرة يمكن ارفاقها مع الكلمات بحيث تصور المشاعر المصاحبة لهذه الكلمات من تبسم وغضب ،من تعجب أو ربما اعجاب ، هل يمكن أن نعتبر في ارفاق هذه الاشكال مع الكلمات تجاوز لحدود الادب ربما مع الجنس الاخر ؟؟؟؟؟؟
الجواب : لا شك أن بعض هذه الصور وخاصة الوجوه المختلفة ففي بعضها تجاوز ، على سبيل المثال يوجد مثلا وجه يغمز واضح فيه غمز العين ، هذه احدى الصور الموجودة في هذه الوجوه الصفراء المنشرة التي ترفق بالنصوص فهي تدخل في النصوص ادخالا . عندما يسهل على الشاب أن يتلاعب في مشاعر الفتاة وأيضا العكس ، عندما يضع لها مثل هذه الوجوه وما هي الحاجة ؟؟؟؟؟ في الحقيقة ليس هناك حاجة ، ممكن أن يقول الشخص أنا أمزح ، نقول هل ترضى أن يمزح شخص أجنبي مع أختك بمثل هذا ؟؟ هل ترضاه لابنتك؟؟ لو أن لديك فتاة ودخل شاب يضع لها تارة وجه ضاحك وتارة وجه يغمز هل هذه عملية بريئة ( وتسمية بريئة كما يقولون هم ) الجواب لا لأنها تثير أشياء في النفوس . انتهى
و هذه رسالة الشيخ محمد ابن ابراهيم آل شيخ بالإختلاط
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
اختلاط الرجال بالنساء له ثلاث حالات
الأولى : اختلاط النساء بمحارمهن من الرجال ، وهذا لا إشكال في جوازه .
الثانية : اختلاط النساء بالأجانب لغرض الفساد ، وهذا لا إشكال في تحريمه .
الثالثة : اختلاط النساء بالأجانب في : دور العلم ، والحوانيت والمكاتب ، والمستشفيات ، والحفلات ، ونحو ذلك ، فهذا في الحقيقة قد يظن السائل في بادئ الأمر أنه لا يؤدي إلى إفتتان كل واحد من النوعين بالآخر ، ولكشف حقيقة هذا القسم فإننا نجيب عنه عن طريق الادلة من الكتاب والسنة
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أما الأدلة من الكتاب فاربعة
الدليل الأول
أمر الله الرجال بغض البصر ، وأمر النساء بذلك فقال تعالى : { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن } . وجه الدلالة من الآيتين : أنه أمر المؤمنين والمؤمنات بغض البصر ، وأمره يقتضي الوجوب ، ثم بين تعالى أن هذا أزكى وأطهر . ولم يعف الشارع إلا عن نظر الفجأة، فقد روى الحاكم في المستدرك عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له " يا علي ، لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة " وما أمر الله بغض البصر إلا لأن النظر إلى من يحرم النظر إليهن زنا ، فروى أبو هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " العينان زناهما النظر ، والأذنان زناهما الاستماع ، واللسان زناه الكلام ، واليد زناها البطش ، والرجل زناها الخطأ " متفق عليه. وإنما كان زناً لأنه تمتع بالنظر إلى محاسن المرأة ومؤد إلى دخولها في قلب ناظرها ، فتعلق في قلبه ، فيسعى إلى إيقاع الفاحشة بها . فإذا نهى الشارع عن النظر إليهن لما يؤدي إليه من المفسدة وهو حاصل في الاختلاط ، فكذلك الاختلاط ينهى عنه لأنه وسيلة إلى ما لا تحمد عقباه من التمتع بالنظر والسعي إلى ما هو أسوأ منه
الدليل الثاني
قال تعالى : { ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن } . وجه الأدلة أنه تعالى منع النساء من الضرب بالأرجل وإن كان جائزاً في نفسه لئلا يكون سبباً إلى سمع الرجال صوت الخلخال فيثير ذلك دواعي الشهوة منهم غليهن، وكذلك الاختلاط يُمنع لما يؤدي إليه من الفساد
الدليل الثالث
قوله تعالى : { يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور } فسرها ابن عباس وغيره : هو الرجل يدخل على أهل البيت بيتهم ، ومنهم المرأة الحسناء وتمر به ، فإذا غفلوا لحظها ، فإذا فطنوا غض بصره عنها ، فإذا غفلوا لحظ ، فإذا فطنوا غمض ، وقد اطلع إليه من قلبه أنه لو اطلع على فرجها ، وأنه لو قدر عليها فزنى بها . وجه الدلالة أن الله تعالى وصف العين التي تسارق النظر إلى مالا يحل النظر إليه من النساء بأنها خائنة ، فكيف بالاختلاط
الدليل الرابع
أنه أمرهن بالقرار في بيوتهن ، قال تعالى : { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } . وجه الدلالة: أن الله تعالى أمر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاهرات المطهرات الطيبات بلزوم بيوتهن ، وهذا الخطاب عام لغيرهن من نساء المسلمين ،فإذا كن مأمورات بلزوم البيوت إلا إذا اقتضت الضرورة خروجهن ، فكيف يقال بجواز الاختلاط على نحو ما سبق ؟ . على أنه كثر في هذا الزمان طغيان النساء ، وخلعهن جلبات الحياء ، واستهتارهن بالتبرج والسفور عند الرجال الأجانب والتعري عندهم ، وقل الوازع عن من أنيط به الأمر من أزواجهن وغيرهم
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أما الأدلة من السنة فإننا نكتفي بذكر تسعة أدلة
الدليل الأول
روى الإمام أحمد في المسند بسنده عن أم حميد إمرأة أبي حميد الساعدي رضي الله عنهما أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله : إني أحب الصلاة معك ، قال : قد علمت أنك تحبين الصلاة معي ، وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك ، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك ، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك ، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي . قالت : فأمرت فبني لها مسجد في أقصى بيت من بيوتها وأظلمه ، فكانت والله تصلي فيه حتى ماتت . وروى ابن خزيمة في صحيحه ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن أحب صلاة المرأة إلى الله في أشد مكان من بيتها ظلمة . ويعطي هذين الحديثين عدة أحادث تدل على أن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد . وجه الدلالة : أنه إذا شرع في حقها أن تصلي بي بيتها وأنه أفضل حتى من الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه ، متى يمنع الاخلاط من باب أولى
الدليل الثاني
ما رواه مسلم والترمذي وغيرهما بأسانيدهم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خير صفوف الرجال أولها ، وشرها آخرها ، وخير صفوف النساء آخرها ، وشرها أولها " قال الترمذي بعد إخراجه : حديث حسن صحيح . وجه الدلالة : المسجد فاتهن ينفصلن عن الجماعة على حدة ، ثم وصف أول صفوفهن بالشر والمؤخر منهن بالخير ، وما ذلك إلا لبعد المتأخرات عن الرجال عن مخالطتهم ورؤيتهم وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع كلامهم ، وذم أول صفوفهن لحصول عكس ذلك ، ووصف آخر صفوف الرجال بالشر إذا كان معهم نساء في المسجد لفوات التقدم والقرب من الإمام وقربة من النساء اللاتي يشغلن البال وربما أفسدت به العبادة وشوشن النية والخشوع ، فإذا كان الشارع توقع حصول ذلك في مواطن العبادة مع أنه لم يحصل اختلاط ، فحصول ذلك إذا وقع اختلاط من باب أولى ، فيمنع الاختلاط من باب أولى
الدليل الثالث
روى مسلم في صحيحه ، عن زينب زوجة عبد الله ابن مسعود رضي الله عنها ، قالت : قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيباً " وروى أبو داود في سننه والإمام أحمد والشافعي في مسنديهما بأسانيدهم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ولكن ليخرجن وهن تفلات " . قال ابن دقيق العبد : فيه حرمة التطيب على مريدة الخروج إلى المسجد لما فيه من تحريك داعية الرجال وشهوتهم ، وربما يكون سبباً لتحريك شهوة المرأة أيضاً ، قال: ويلحق بالطيب مافي معناه كحسن الملبس والحلي الذي يظهر أثره والهيئة الفاخرة ، قال الحافظ ابن حجر : وكذلك الاختلاط بالرجال
الدليل الرابع
روى أسامة بن زيد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء" وجه الدلالة : أنه وصفهن بأنهن فتنة ، فكيف يجمع الفاتن والمفتون ؟ هذا لا يجوز .
الدليل الخامس
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الدنيا حلوة خضرة ، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون ، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل في النساء " رواه مسلم . وجه الدلالة : أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر باتقاء النساء ، وهو يقتضي الوجوب ، فكيف يحصل الامتثال مع الاختلاط ؟ هذا لا يجوز .
الدليل السادس
روى ابو داود في السنن والبخاري في الكني بسنديهما ، عن حمزة بن السيد الأنصاري ، عن أبيه رضي الله عنه ، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال النبي صلى الله عليه وسلم للنساء : " استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق ، عليكن بحافات الطريق " فكانت المرأت تلصق بالجدار حتى أن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها. وجه الدلالة : أن الرسول صلى الله عليه وسلم إذا منعهن من الاختلاط في الطريق لأنه يؤدي إلى الافتنان ، فكيف يقال بجواز الاختلاط في غير ذلك
الدليل السابع
روى ابو داود البالسي في سننه وغيره ، عن نافع ، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بنى المسجد جعل باباً للنساء ، وقال : " لا يلج من هذا الباب من الرجال أحد " وروى البخاري في التاريخ الكبير عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن عمر رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تدخلوا المسجد من باب النساء " . وجه الدلالة : أن الرسول صلى الله عليه وسلم منع اختلاط الرجال والنساء في أبواب المساجد دخولاً وخروجاً ومنع أصل اشتراكهما في أبواب المسجد سداً للذريعة الاختلاط ، فغذا منع الاختلاط في هذه الحال ، ففيه ذلك من باب أولى
الدليل الثامن
روى البخاري في صحيحه ، عن أم سلمة رضي الله عنها ، قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم من صلاته قام النساء حين يقضي تسليمه ومكث النبي صلى الله عليه وسلم في مكانه يسيراً ، وفي رواية ثانية له ، كان يسلم فتنصرف النساء فيدخلن بيوتهن من قبل أن ينصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وفي رواية ثالثة: كن إذا سلمن من المكتوبة قمن وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صلى من الرجال ما شاء الله . فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال " . وجه الدلالة : أنه منع الاختلاط بالفعل ، وهذا فيه تنبيه على منع الاختلاط في غير هذا الموضوع
الدليل التاسع
روى الطبراني في المعجم الكبير عن معقل ابن يسار رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير من أن يمس امرأة لا تحل له . وروى الطبراني ايضاً من حديث أبي أمامة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : " لأن يزحم رجل خنزيراً متلطخاً بطين وحمأه خير له من أن يزحم منكبه منكب امرأة لا تحل له . وجه الدلالة من الحديثين : أنه صلى الله عليه وسلم منع مماسة الرجل للمرأة بحائل وبدون حائل إذا لم يكن محرماً لها . لما في ذلك من الأثر السيء ، وكذلك الاختلاط يمنع ذلك
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
فمن تأمل ما ذكرناه من الأدلة تبين له أن القول بأن الاختلاط لا يؤدي إلى فتنة إنما هو بحسب تصور بعض
الأشخاص وإلا فهو في الحقيقة يؤدي إلى فتنة ، ولهذا منعه الشارع حسماً للفساد
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ولا يدخل في ذلك ما تدعو إليه الضرورة وتشتد الحاجة إليه ويكون في مواضع العبادة كما يقع في الحرم المكي ، والحرم المدني
نسأل الله تعالى أن يهدي ضال المسلمين ، وأن يزيد المهتدي منهم هدى ، وأن يوفق ولا تهم لفعل الخيرات وترك المنكرات والأخذ على أيدي السفهاء ، إنه سميع قريب مجيب، وصلى الله على سيدنا محمد، وآله وصحبه والتابعين ا.ه
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~