فسبحان الله..
في لحظاتٍ معدودات، انقلب الأمن خوفاً، والسرور حزناً، والحركة سكوناً؛ فالسحب البركانية أدت إلى توقَّف الطائرات، وإغلاق المطارات, وتعليق الرحلات، واحتجاز ملايين المسافرين والمسافرات.
أغلقَ أكثر من 100 مطار أوروبي أبوابه الجوية…
وألغيت عشرات الآلاف من الرحلات الجوية…
وبلغت خسائر شركات الطيران مئات الملايين من الدولارت يومياً، فضلاً عن خسائر المصدرين والمستوردين.
أوربا بأكملها، بأحدث تقنياتها، وقوتها وجبروتها وغطرستها، تقف عاجزةً أمام بركان من نهر صغير، في جزيرة صغيرة من مجموعة جزر، في دولة صغيرة.
غزة اليوم محاصرة… وأوروبا اليوم محاصرة…
غزة اليوم لا يستطيع أهلها أن يسافروا… وأوروبا اليوم لا يستطيع أهلها السفر…
أظلموا ليل غزة… فأظلم الله نهارهم وسماءهم بركام من السحب الغبارية…
غزة اليوم تعطل مطارها… وأوروبا اليوم والغرب تعطلت كثيرٌ من مطاراتها…
ضُربت غزة قبل عام، وتُضرب اليوم مناطق من أفغانستان بغازات سامة… فأنزل الله على الغرب الرماد البركاني الذي وُصِفَ بالقاتل؛ لأن استنشاقه يمزق النسيج الرئوي.
إن ما تخسره غزة في عام بسبب الحصار تخسره أوروبا في أيام فقط {إنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَاد} [سورة الفجر: 14].
إنَّ بركان (أيسلندا) ليس عبرة لأوروبا فحسب، بل وللولايات المتحدة التي تتزعم سياسة الحصار والتجويع لبلادٍ شتى في أنحاء العالم.
فأمريكا تحاصر غزة بمساندتها للكيان الصهيوني، وتخوض حروباً دامية في العراق وأفغانستان وباكستان وغيرها، فأذاقها الله مرارة الحصار وخسائره رغم بعدها عنه.
وصدق الله القائل:
{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّـهُ ***1750; وَاللَّـهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال: 30].
{وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّـهِ فَأَتَاهُمُ اللَّـهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ***1750; وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ} [الحشر: 2].
{وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} [المدثر: 31].
موقع الدرر السنية – قسم دراسات الواقع