التصنيفات
اللغة العربية وادابها للشعب الأدبية

بناء وضعية مستهدفة الشكوى واضطراب احوال المجتمع

بناء وضعية مستهدفة الشكوى واضطراب احوال المجتمع


الونشريس

بناء وضعية مستهدفة الشكوى واضطراب احوال المجتمع

تحميل مذكرة الدرس من الرابط التالي :

المطلوب : ارو قصته معتمدا نمط السرد

و الآن أترككم مع القصة:

يقف شريدا طريدا وحيدا في نفس الزاوية ، لا ملبس و لا مأوى ، لا أهل و لا أقارب ، في الصباح تراه يبتسم محاولا الصمود في وجوه الناس الذين يُبادلونه نظرات الاشمئزاز ، قلّما تجد من يكلمه أو يحنو عليه فيُدخل السرور على قلبه ، فلا أجد ما يُحيرني في وضعه أكثر من تحمله للضجيج و الدخان طوال اليوم ، كان أصحاب الحافلات يتناوبون على رعايته و الاهتمام به و لو بشكل يسير ، و قد نال مني الحزن و الأسى على حاله فتمنيت أن أعرف ما حلّ به ، أن أبادله الحديث عله يأنس به و يُذهب عنه بعضا من كرده ، فكلما تأملت في حاله ألمّ بي التفكير في أحوال المجتمع ، لماذا كل هذا الاضطراب ؟ أين هي السعادة الاجتماعية في قواميس البعض ؟
و بإذن من والديّ ، صرت أجلب له بعض الطعام و الشراب في طريقي ذهابي إلى المدرسة و هو قاعد لا يُبارح مطرحه ، فكان يُجزل لي الدعاء بما يسرني و يفرحني فكأنه ثلج يتساقط على حرارة قلبي فآنسني ذلك كثيرا .
و لمّا حلّ فصل الشتاء و رحبت به الطبيعة ندُر وجوده ثم انعدم ، فشعرت بشيء يُنغص علي حياتي و رُحت أستشعر غيابه و أفكر في حاله ، ثم إني علمت بعد السؤال عنه أنه يسكن كوخا أقرب منه إلى منزل ، و لكني لم أزره قط . في إحدى اليالي الماطرة الشديدة البرد حتى أحسست أنها مختلفة عن الشتاء ، لم أستطع النوم فقد خطر على بالي فجأة ذلك المشرد فبقيت أتقلب في فراشي و أصبحت قلقلة عليه ، و بعد محاولات عديدة أقنعت والديّ بالذهاب و الاطمئنان على حاله ، بخطوات صغيرة وجدت نفسي أمام عتبة بيته و صوت من الداخل : – تفضلي ، ولجت بسرعة لأجده يُحاول التدفء ببعض الخشب و الغرفة مظلمة ، أحسست لولهة أن الأشباح تُعشش في جدرانها ، لولا لهيب النار و صوت احتراق حبات الكستناء ، تسمرت في مكاني و أنا أحاول عدّ نعم الله عليّ و تأثرت كثيرا بوضعه ، تساءلت من يكون المُذنب في كل هذا و جال في خاطري الأحوال الاجتماعية التي هي ليست سوى نتيجة للفساد السياسي و العجز الاقتصادي … قطع شرودي : – اجلسي يا ابنتي ، فإني قررت أن أخبرك عن نفسي حتى أزيح همي ، جلست بصمت و الفضول يتملكني كما يتملك المس إنسانا .
بدأ يسرد عليّ قصته الحزينة فأخبرني أنه كان موظفا في إحدى الشركات المتوسطة بعدما نال شهادته الجامعية بامتياز ، أمين و ذو قيم سامية ، عمل بجهد كبير و تفانى في خدمته ، فحرص على جلب المال الحلال و العيش بالحلال ، ترقى في الرتب و حافظ على أدبه و أخلاقه ، إلى أن جاء ذلك اليوم المشؤوم حيث عصفت عليه ريح القدر … إن أغلب الموظفين يتعاطون الرشوة و يزورون أعمالهم ، يبيعون ضمائرهم لقاء قروش قليلة ، كانت هُناك بعض المناوشات من أجل تمرير صفقة مشبوعة و كان هو المسؤول عن مثل هذه القرارات ، و لما وقع أمام أحد خيارين لا ثالث لهما ؛ فضّل الالتزام بمبادئه دون مدّ اليد إلى الحرام ، أغراه الكثيرون و هدده الأكثر لكنه لم يكترث قط ، فكانت نهايته على يد بعض المسؤولين و العمال المتورطين في الأعمال القذرة . و قد كانت له زوجة عاشت معه السراء و لم تتحمل الضراء فطلقته و شظف العيش بعد عامين من العشرة . و فيما كان قلبي يتقطع ألما على حكايته ، يبكي دما على ما جرى له ، ابتسم لي و أكدّ أنه مسرور جدا لأنه لم يرتشي و لم يخن أحدا ، فقد عاش حياته يرتزق الحلال و سيموت كذلك ، كل ما تحسر عليه هو أن لم يقدر على الإخبار عنهم ، ليس لأنه كان خائفا بل بسبب أنه طُرد نهائيا و لم يعد يُصدقه أحد .
أُعجبت كثيرا بالقصة و أكبرت في عينيّ ذلك المتشرد ، بل و قررت أن يكون قدوتي فلا أقترب على الحرام مهما حدث … " لا يخلو المجتمع من الأخطاء و المفاسد و لكن يجب التعاون للقضاء عليها " … هذا ما استنتجته ، ثم عُدت إلى المنزل بعد أن وعدته بأن أستفيد من تجربته و أحافظ لى مبادئي و قيمي .




رد: بناء وضعية مستهدفة الشكوى واضطراب احوال المجتمع

شكرا على الموضوع ………جعلها الله في ميزان حسناتك




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.