لديا جارتي توفيت امها تشفني مسكينة عندها اختها فقط ومتخدمش اختها و4 ذكورى 2 يقراو 1يخدم واحد1لا
المهم قالتلي حوسيلي انت عندك الانترنت ربي يعيشك على هذه الوضعية نهار الثلاثاء ترقبها 4 متوسط تاع تاريخ
كانت نتائج اعمال 20اوت المفتاح الثاني الذي فتحت به الثورة التحريرية باب التضامن والمغربي و المغربي التدويل
اكتب فقرة 10اسطر من خلال مكتسباتك القبلية وموضف فيها دلك
هذه هيا ديرو فيا بليزير يا اصحااااابي بليززززززززززززز ربي ان شاء الله بدخلكم لللجنة
وشكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
من فضلكم ارجوكم
اختي ماجدة ممكن توضحي اكثر السؤال ربما بامكاني المساعدة .
تعد أحداث الشمال القسنطيني منعطفا هاما في مسار ثورة نوفمبر ,1954 بما ترتب عنها من نتائج من الناحية العسكرية والسياسية، سواء داخليا، بقطع الطريق أمام المتشككين والمترددين، وكذا ادعاءات فرنسا أن ما وقع، بعد نوفمبر، هو عمل متمردين وقُطاع طرق ولصوص، فجاءت هذه الأحداث لقطع دابر هذا الادعاء من ناحية،
وبذلك، تمكن الشهيد زيغوت يوسف، رحمه الله، من فك الأغلال عن الثورة التي كسرت أسطورة >الجيش الذي لا يقهر<، وأصبحت نموذجا، يقتدى به من لدى الشعوب المتطلعة للحرية والإستقلال·
تحيي الجزائر بالموازاة مع انقضاء العشرين الأوائل من شهر رمضان المعظم الذكرى المزدوجة لهجوم شمال قسنطينة ذات الـ20 أوت من العام 1955 بقيادة الشهيد زيغود يوسف وكذا انعقاد مؤتمر الصومام الذي يصادف نفس اليوم من سنة 1956 وهو المؤتمر الذي أطّر الثورة التحريرية المجيدة وبفضله تمكن جيش التحرير وجبهته من مواصلة الكفاح حتى الاستقلال سنة 1962 . في الذكرى عبرة …
بهذه المناسبة نحاول في موقع الإذاعة الجزائرية العودة بزوارنا الأكارم لهذين الحدثين بشيء من السرد التاريخي ليس بغرض إعادة إعطاء الدروس و العبر بقدر ما هو تمهل عند ما يستوقفنا في هذه الذكرى المزدوجة الغالية والتي إن دلت على شيء فإنما تدل على الحنكة العسكرية والسياسية للجزائري .
لقد تضمن هجوم 20 أوت في الشمال القسنطيني 39 عملية شملت معظم مدن و قرى المنطقة، و لكنها تفاوتت من حيث تحقيق أهدافها و من حيث رد فعل السلطات الفرنسية عليها. وإن كان هجوم 20 أوت قد حقق نجاحا كبيرا في منطقة سكيكدة و ضواحيها، إلا أن الخسائر البشرية كانت كبيرة للغاية، بحيث غطت كل الانتصارات العسكرية للمجاهدين، فمجزرة سكيكدة و ضواحيها تقارب ما حصل في 8 ماي 1945 من حيث طرق و أساليب الإبادة المتوحشة التي اتبعها الفرنسيون. اختلف سير عمليات 20 أوت بمنطقة الميلية عن مثيلاته في منطقة سكيكدة، و ذلك لاختلاف التكتيك الذي اتبع. فقد كانت هذه المنطقة الممتدة من عين قشرة حتى وادي إيرجانة تقع تحت قيادة “مسعود بوعلي” و هو مساعد للأخضر بن طوبال.
لقد قام مسعود بوعلي بتنظيم المجاهدين و المسبلين و تحضيرهم للهجوم على الأهداف المحددة، مراعيا في ذلك أن يكون الاعتماد في تنفيذها على المجاهدين بالدرجة الأولى، و يكون المسبلون و الشعب خلفهم. و ذلك على عكس ما حصل في المناطق الأخرى حيث كان إقحام الشعب وسط المجاهدين سببا في وقوع ضحايا كثيرة، هذا ما جعل العمليات تكلل بالنجاح دون حصول خسائر تذكر في صفوف الشعب، و من أبرز العمليات التي نفذت في هذه المنطقة و دامت ثلاثة أيام متتالية (20 ، 21 و 22 أوت) نصب كمين لحاكم الميلية على الطرق الرابط بين الميلية و قسنطينة على بعد 5 كلم من الميلية، إنه الحاكم “رينوا” الذي وقع في الكمين و تم قتله و سقط سلاحه من السيارة –مدفع رشاش- فاغتنمه المجاهدون بينما هرب سائقه به و هو ميت حتى دخل به إلى الميلية.
إضافة إلى ذلك تم نصب عدة أماكن منها كمين زقار، الذي قتل فيه عدد من جنود العدو، و غنم المجاهدون قطعة رشاش من عيار 24،29 ، حيث كانت أحسن قطعة سلاح تملكها فرنسا في ذلك الوقت، كذلك كمين “حزوزاين” و قتل فيه شرطي فرنسي و غنم مسدسه، و تم تحطيم عدة جسور، و قطع أسلاك الكهرباء و الهاتف، و حرق شاحنات المعمرين، بالإضافة إلى تطويق مدينة الميلية من جميع الجهات و عزلها عن العالم الخارجي، بحيث التزم الجنود الفرنسيون ثكناتهم، و اتخذوا موقف الدفاع و الحذر، كما توج المجاهدون هجوماتهم باحتلال قرية “أراغو” (برج علي حاليا) التي كان يسكنها المعمرون، حيث تم تحريرها تماما و رفع العلم الجزائري فوقها.
لم يتجاوز عدد الشهداء الذين سقطوا خلال الثلاثة أيام التي دارت فيها العمليات سوى بضعة شهداء منهم: قليل زيدان، بوزردوم علي، زرطال عبد الحميد، بغيجة بوخميس و لقرون يوسف. و يجدر الذكر أن الشهيدين زرطال عبد الحميد و بغيجة بوخميس شاركا في هجوم 20 أوت يوم 22 منه، بدون سلاح، فانقضا على جنديين فرنسيين بالسلاح الأبيض فقتلاهما و استوليا على سلاحيهما فواصلا القتال حتى استشهدا
مؤتمر الصومام …الانطلاقة الكبرى
في أوائل 1956م، استطاعت الثورة أن تتخلص من كثير من الصعاب والمشاكل وتتخطى العراقيل والعقبات، كما استطاعت أن تتغلغل إلى أعماق الطبقات الشعبية، وتقوي نفوذها وسيطرتها، ولذلك فكر القادة من جديد في أمر المؤتمر وشرعوا في الإعداد له، فجرت اتصالات عديدة بين مسؤولي الولايات وقادتها وكانت الفكرة في البداية متجهة إلى عقد هذا المؤتمر في( ) المكان المسمى بوزعرور في شبه جزيرة القل، نظرالحصانته، لكن وصول نبا استشهاد بن بولعيد اثر نوعا ما على عملية التحضير،وبعد ذلك تم اقتراح الأوراس، ثم الأخضرية الواقعة في المنطقة الرابعة، وحدد يوم21 يوليو1956م لعقد المؤتمر، لكن تسرب الأخبار عن مكان وزمان عقده إلى السلطات الفرنسية أدى بالقيادة الثورية إلى إلغائه هناك( ) ثم حدد في النهاية في المنطقةالثالثة (القبائل) بناحية البيبان التي تتوفر على أفضل الضمانات الأمنية والدخول السهل بالنسبة لممثلي المناطق، وكان على المؤتمرين أن يعبروا الصومام ويمروا إلى الضفة اليمنى نحو منطقة البيبان في 30جويلية 1956م،ولكن في مستوى مشدالة (مايو) سابقا اصطدمت القافلة بوحدة من الجيش الفرنسي وخاض أوعمران معركة على رأس جنوده، وخلال ذلك تمكن المسؤلون الآخرون من الابتعاد عن المكان، وحصل حادث أن البغل الذي كان يحمل قسما من الوثائق فرإلى إسطبل قديم بإحدى الثكنات الفرنسية في مايو أوتازمالت، وبعد أيام شن العدو عملية تمشيط واسعة بالضبط في منطقة البيبان (بني عباس، بني اورتيلان، بني يعلا)، وكان لابد من تعديل الخطة مرة أخرى.
فقرروا في الحال تغيير مكان وتاريخ المؤتمر، ولقد التأم شمل المؤتمر في قرية ايفري بأوزلاقن، داخل غابة أكفادوا الكثيفة، فوق مدينة أقبو، وجنوب غرب مدينة بجاية على الضفة الغربية لوادي الصومام، وذلك ابتداء من منتصف أوت1956 وبالضبط في منزل حارس الغابة السيد(سعيد محمد أمقران)، المدعو مخلوف في قرية ايفري، بعرش أوزلاقن (وهو مناضل قديم من قرية أغزر أمقران)وكلف القائد عميروش مساعده المجاهد أحميمي بحراسة مكان المؤتمر ومنطقته على رأس عدد كبير من الجنود المسلحين.
وقد استعرض المؤتمرون في عدة جلسات نتائج وتجارب 22 شهرا من عمر الثور وما حصل خلالها من أحداث وتطورات، وانفرد القادة الكبار في اجتماعات مضيقة النطاق، ومناقشة الصيغ النهائية للقرارات والنتائج التي تنبثق عن المؤتمر، ثم في 20أوت1956انتهى المؤتمر من أشغاله وصادق المندوبين الحاضر ين بإجماع على كل المقررات و التوصيات التي توصل إليها المؤتمر خلال انعقاده،
وتعتبر هذه القرارات من ووثائق الثورة الهامة، كما تعتبر نتائجها من العوامل الأساسية التي دفعت عجلات الثورة إلى الأمام بخطوات ثابتة، وأرست قواعد القيادة الجماعية على أسس متينة، وتتنوع هذه المقررات إلى سياسية
وعسكرية.
م 20 أوت تاريخ مزدوج يرمز لهجوم 20 أوت 1955 ومؤتمر الصومام في 20 أوت 1956 وقد أطلق اسم "المجاهد" على هذا اليوم الرمز الذي يعتبر من الأيام الخالدة، في تاريخ ثورة التحرير بصفة خاصة، وفي تاريخ الجزائر بصفة عامة اعترافا وتخليدا لبطولات وتضحيات المجاهدين من أجل تحرير الجزائر، لقد أصبحت الثورة الجزائرية مصدرا من مصادر الفكر الثوري في العالم وعاملا من العوامل التي شجعت وتشجع على المقاومة والكفاح من أجل انعتاق الإنسان وتحريره في العالم. وبما أن التاريخ هو ذاكرة الشعوب والأمم، فمن حقها ومن واجبها أن تحتفل وتذكر الأجيال الصاعدة بتلك الأحداث الكبرى التي كانت من الأسباب الرئيسية في استرجاع السيادة، ولا شك أن حدثي 20 أوت 1955 و20 أوت 1956 هما من أهم الأحداث التي عاشتها الثورة التحريرية ودفعت بها إلى النجاح، كما تعتبر هذه الأحداث ترجمة لفلسفة الثورة التحريرية وإرادتها على تحرير الجزائريين من العبودية التي فرضها عليهم الاستعمار.
إن الثورة تعني وضع الإنسان كل إمكانياته المعنوية والمادية في خدمة قضية عادلة تتعلق بحريته وكرامته. والإنسان التواق للحرية عادة ما يضحي بالنفس والنفيس من أجل هذه القيم الإنسانية الضرورية لوجوده كشخص، كجماعة، كشعب وكأمة.
لقد كانت الثورة الجزائرية حركة شعبية اعتمدت على الكفاح المسلح كوسيلة لتحرير البلاد تقودها قوة طلائعية منظمة عسكريا، منبثقة عن الجماهير الشعبية، مكونة سياسيا ومجندة ومعبأة لتحقيق أهداف الثورة، فجيش التحرير كان مكونا من متطوعين مناضلين مستعدين للتضحية من أجل الثورة، فهم جنود مسلحين ماديا ومعنويا يعتمدون على الجماهير التي يستمدون منها قوتهم ويستلهمون منها عبقريتهم، أما قيادة هذا الجيش فكانت تتميز بقدرتها على المبادرة، مما سمح لها بإيجاد الطرق المناسبة للمعركة والتأقلم مع كل الظروف والاستفادة منها.
هجوم 20 أوت 1955 نموذج تطبيقي لثورة التحرير الجزائرية
إستراتيجية الهجوم: كان لا بدّ للثورة التي تعيش حصارا في الأوراس، وكذلك الحملات الأخرى الوحشية التي كانت تهدف إلى سحق الثورة أن تجد متنفسا جديدا كما كان عليها أن تعلن عن شموليتها. وهكذا قررت قيادة الولاية الثانية بقيادة زيغود يوسف القيام بهذا الهجوم التاريخي ورسمت له الأهداف التالية:
1/ فك الحصار على الأوراس.
2/ تأكيد استمرارية وشمولية ودحض ادعاءات العدو التي تقول بمحدودية مواقع الثورة وعدد الثوار،
3/ إثبات شعبية الثورة عكس ما يدعى الاستعمار من أن الثورة دبرها بعض الخارجين عن القانون من اللصوص وقطاع الطرق.
4/ تعميم الثورة وترسيخها في الجماهير بواسطة هجوم عام تشارك فيه الجماهير الشعبية،
5/ رفع معنويات المجاهدين والشعب بصفة عامة وكذلك التيارات السياسية الأخرى التي كانت تتردد في الانضمام إلى الثورة.
6/ أما على المستوى الخارجي فيهدف الهجوم إلى لفت أنظار الرأي العام الدولي للقضية الجزائرية،
7/ يصادف 20 أوت ذكرى نفي ملك المغرب محمد الخامس إلى مدغشقر وهذه الالتفاتة تهدف إلى خلق روح الشعور بالتضامن والمصير المشترك مع الأقطار المغاربية.
أما قائد هذا الهجوم التاريخي زيغود يوسف فيقول عن الهجوم : »اليوم أصبحت القضية قضية موت أو حياة ففي أول نوفمبر كانت مسؤولياتنا تنحصر في تحرير الوطن وتنفيذ الأوامر، لكن اليوم وجب علينا أن نختار إحدى الطريقتين: إما أن نشن غارات عامة يحدث من جرائها الانفجار الشامل وبالتالي نحث كل الجهات على مضاعفة عملياتها وإيداع صوت كفاحنا بكل صراحة على المستويين الداخلي والخارجي وإما أن يكون هذا بمثابة برهان بأننا عاجزين على أن نقود هذا الشعب إلى الاستقلال وبهذا نكون قد قاتلنا إلى آخر مرة وتكون في النهاية عملية انتحارية".
الإعداد للهجوم: عقد الاجتماع الأول في أواخر جوان 1955 في نواحي سكيكدة بقيادة زيغود يوسف، حيث وضع مخطط الهجوم ويشمل: التوقيت، أماكن الهجوم، تنظيم عمل سياسي يهدف إلى إشراك الجماهير الشعبية في الهجوم. وقد اختير يوم السبت الذي كان نهاية الأسبوع وبداية العطل لعساكر جيش الاحتلال في الصيف، كما أن يوم السبت يوم سوق، حيث يسهل على أفراد جيش التحرير التستر والدخول مع الوافدين إلى الأسواق، كما أن اختيار الثانية عشر ظهرا يسمح للمجاهدين بالمفاجأة، حيث يذهب الأوروبيون إلى تناول الغداء كما يتبادل الجنود الحراسة، كما أن منتصف النهار وقت الصلاة يكون الناس في المساجد.
وقد تمّ تحديد 39 هدفا في أماكن تتوفر على أهداف عسكرية واقتصادية وتسمح بالانسحاب بعد العمليات.
الاستعداد للهجوم: بعد الاجتماع التحضيري، تمت عدة اجتماعات لتوضيح طرق إجراء العملية وأهدافها وخاصة التكوين السياسي للجماهير، وفي ليلة تنفيذ العمليات، قطعت خطوط الاتصالات الهاتفية والبرقية وخطوط المواصلات والتموين لخداع العدو وإيهامه بأن العملية هي عملية تخريب، وآخر اجتماع تم يوم الجمعة 19 أوت بقيادة زيغود يوسف، حيث أعطيت الأوامر الأخيرة والتحق كل واحد بالمكان المحدد له.
الهجوم: في صباح يوم 20 أوت، وصل معظم أفراد جيش التحرير متنكرين في الزي المدني، متجهين إلى الأسواق أو متمركزين في الغابات القريبة من العمليات منتظرين منتصف النهار، وفي تمام منتصف النهار بدأت العمليات في مختلف الأماكن المتفق عليها، مما أذهل قوات الاحتلال وشلّ حركاتها وشجع الجماهير على المشاركة في الهجوم وإعطائها طابعا شعبيا.
وهناك وصف لأحداث 20 أوت 55 في جريدة "ليكو دلجري" (صدى الجزائر) جاء فيه: »لقد كان الثائرون يجتازون الطريق في صفوف متوالية يشمل كل صف ستة رجال وكانوا يرددون نشيد حزب الشعب الجزائري، أما الن*** فكن يملأن الفضاء بالزغاريد من فوق السطوح، وكانت الرايات تتقدم الصفوف، وفي الصف الأول كانت الفرق النظامية (إن صح التعبير) وكانوا يلبسون اللباس العسكري ويحملون الرشاشات، وكان بعضهم يحمل شارة حمراء وهم قادة الفرق، والبعض يحمل عمامة صفراء وهم مكلفون بجمع المتطوعين… ويأتي بعد صفوف الفرق النظامية صفوف المتطوعين الذين يحملون بنادق الصيد والمناجل والفؤوس يتظاهرون بها".
ونستنتج من العرض السابق لهذا الهجوم أنه خضع لقواعد حرب العصابات بدقة، فنجده جسد المبادئ التي تقوم عليها حرب العصابات مثل شمولية الثورة بين الجماهير، الاعتماد على النفس، حيث استعمل الثوار ما لديهم من بنادق الصيد، والسلاح الأبيض ووضعوا خطة دقيقة ومفصلة حول الهجوم وإفهام كل مشارك دوره، لقد كانت مدة الإعداد للهجوم قصيرة زمنيا حتى لا يكتشف أمر الهجوم، لذا يمكن القول إن الهجوم كان ناجحا وهذا يرجع للخطة الهجومية الدقيقة التي رسمها الثوار ويمكن أن نلخص أهم النتائج فيما يلي:
1/ تحطيم أسطورة الجيش الفرنسي الذي لا يقهر، وتعزيز الروح القتالية لدى المجاهدين وإثبات قدرة الثوار على التخطيط والتنسيق.
2/ فك الحصار العسكري والسياسي على الثوار وبالأخص في منطقة الأوراس.
3/ دحض ادّعاءات العدو القائلة بأن الثوار جماعة من قطاع الطرق، حيث تناقلت وسائل الإعلام هذا الحدث البارز.
4/ شجع هذا الهجوم الجزائريين على الانضمام للثورة.
5/ إن هجوم 20 أوت جعل المعمرين يشكون في مقدرة جيشهم على القضاء على الثوار مما جعلهم يفكرون حتى في مغادرة الجزائر.
6/ كما أثبت هذا الهجوم أن الثورة الجزائرية شعبية أصيلة وطنية وأن الشعب الجزائري يقف وراء جيش التحرير ويريد تقرير مصيره.
ساعد هجوم 20 أوت 1955 على تدويل القضية الجزائرية وتعريف الرأي العام بها فالجمعية العامة بفضل موقف بلدان العالم الثالث سجلت المسألة الجزائرية في جدول أعمال دورة سنة 1955، وكان ذلك بأغلبية صوت واحد، مما جعل الوفد الفرنسي ينسحب، بينما في الجزائر صرح الحاكم العام جاك سوستل بعد الأحداث بأسابيع: »هناك تاريخان يفرضان نفسيهما وهما: فاتح نوفمبر و20 أوت الذي يعتبر أهم، لأنّ سلسلة الأحداث تكاثرت مباشرة بعده".
رد الفعل الاستعماري: لقد كانت عمليات القمع وحشية، استهدفت كل المواطنين بدون تمييز وإن كان الاختيار يذهب غالبا إلى الرجال والشباب، واختلفت الجهات في تقدير عدد القتلى، فالمصادر الفرنسية تحدثت عن حوالي ألف وخمسمائة شخص من بينهم حوالي مائة وعشرين أوروبيا.
أما جبهة التحرير الوطني فنشرت، يومها، أسماء وعناوين اثني عشر ألف قتيل وقتيلة، ونحن نعتقد أن شهداء الانتفاضة كانوا أكثر بكثير، نستدل على ذلك بشهادة جندي فرنسي ذكره ألستير هون في كتابه "تاريخ الحرب الجزائرية" يقول ذلك الجندي الذي يتحدث عن مدينة سكيكدة: " إننا سرنا نطلق الرصاص على الجميع بدون تفريق… وكان قادتنا يحددون الأوامر باستهداف كل العرب الذين نلقاهم، وظللنا مدة ساعتين لا نسمع غير صوت الأسلحة الأتوماتيكية تقذف النار على الجمهور… بعد ذلك جاءت أوامر جديدة تقضي بجمع الأسرى، وفي الغد، على الساعة السادسة صباحا، سطرت المدافع الرشاشة أمامهم ثم أطلق الرصاص، بعد عشر دقائق انتهى كل شيء وكانت أعدادهم هائلة إلى درجة أن دفنهم استوجب استعمال الجرافة ".
ؤتمر الصومام
لقد تركز اهتمام القيادة الثورية في السنة الأولى على تنظيم الجماهير وتعبئتها حول أهداف الثورة وإعدادها لتحمل المسؤولية لمواصلة الكفاح المسلح حتى النصر مع القيام ببعض العمليات العسكرية المحدودة التي تدخل في إطار التحضير النفسي للجماهير الشعبية من جهة وبث الرعب وعدم الاستقرار في صفوف الأعداء من جهة ثانية.
وقد تجاوب الشعب تجاوبا كبيرا مع الثورة، خاصة بعد الهجوم الشامل الذي شهدته المنطقة الثانية في 20 أوت 1955، هذا الهجوم الذي أعطى الثورة نفسا جديدا، بحيث عزز التحام الشعب بالثورة، وأسقط الحصار الإعلامي الذي كان مضروبا على الجزائر، وبدأ الجنود الفرنسيون يرفضون الالتحاق بالجزائر (سبتمبر 1955) ودخلت القضية الجزائرية مؤتمر باندونغ ومنه إلى الأمم المتحدة.
وأمام هذه التطورات والانتصارات كان لابد لقادة الثورة من الاجتماع لتقييم المرحلة السابقة والاستعداد للمرحلة اللاحقة… وهكذا بدأت الاتصالات بين قادة الثورة أو بين قادة المناطق، وكانت صعبة للغاية نظرا للمراقبة الشديدة من طرف الاستعمار.
كما أن اختيار الزمان والمكان كان صعبا نظرا لانتشار قوات العدو في مختلف مناطق البلاد، وفي النهاية اتفق القادة على الاجتماع في 20 أوت 1956 وقد وقع الاختيار على منطقة إيفري بوادي الصومام مكانا للمؤتمر نظرا لموقعها الجغرافي والاستراتيجي الممتاز، حيث تجاور غابة أكفادو المعروفة بكثافتها ومناعتها، كما أنها منطقة تتوسط البلاد.
أهداف مؤتمر الصومام
1/ تقييم ودراسة الحالة السياسية والعسكرية للثورة منذ أول نوفمبر 1954،
2/ وضع تنظيم جديد يتماشى مع تطور الثورة، ورسم استراتيجية جديدة تأخذ بعين الاعتبار المعطيات الداخلية والخارجية، وتهدف للوصول بالثورة للانتصار.
تنظيم وسير أشغال المؤتمر: حضر المؤتمر بالإضافة إلى قادة المناطق قادة ثوريون كانوا بالداخل ودام المؤتمر من 20 أوت إلى 5 سبتمبر 1956:
انبثقت عن مؤتمر الصومام قرارات كانت في مستوى المرحلة التي تمر بها الثورة آنذاك، كما كانت في مستوى آمال المجاهدين والمناضلين وكل الشعب الجزائري الذي لم يبخل بالتضحية في سبيل تحرير البلاد وتحقيق النصر المبين.
وتمثلت تلك القرارات على المستوى السياسي في:
– ضبط سياسة جبهة التحرير الوطني في الداخل والخارج، والعمل على تدويل القضية الجزائرية، وتحديد الهدف، باستقلال الجزائر، وإقامة جمهورية ديمقراطية اجتماعية، ووحدة التراب الجزائري والعمل على توعية وتجنيد الشعب حول أهداف الثورة وتدعيم الالتحام بين المجاهدين والجماهير الشعبية ومواجهة وإحباط كل المناورات السياسية للعدو في الداخل والخارج.
– أما في ما يخص القيادة فقد تقرر نبذ السلطة والأخذ بمبدأ القيادة الجماعية في تسيير شؤون الثورة وتشكيل المجلس الوطني للثورة ولجنة التنسيق والتنفيذ كهيئات قيادية.
فالمجلس الوطني هو مصدر القرارات التي تهم سياسة الثورة ومستقبلها فهو أعلى مؤسسة ذات سيادة، فكان بمثابة برلمان. أما لجنة التنسيق والتنفيذ فدورها يتمثل في التنسيق بين مختلف مؤسسات الثورة وتنفيذ قرارات المجلس الوطني للثورة، وكانت بمثابة مجلس حربي، فهي التي تقود وتوجه جميع فروع الثورة العسكرية والسياسية والدبلوماسية، أي الإِشراف على مختلف مرافق الثورة، حتى إنشاء الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في 19 سبتمبر 1958.
– كما أقر المؤتمر مبدأ الاعتماد على النفس وذلك إيمانا منه بأن الحرية لا تعطى وإنما تؤخذ، وأن استقلالية القرار الثوري الجزائري ضروري لاستمرارية الثورة وإنجاحها، وعلى هذا الأساس ضبط المؤتمر وحدد السياسة الخارجية لجبهة التحرير الوطني وعلاقاتها مع مختلف الدول في العالم.
أما على المستوى العسكري، فقد اتخذ المؤتمر عدة قرارات هامة منها:
– توحيد الجيش من حيث الرتب والتشكيلات، فتشكيل جيش التحرير الوطني أصبح يتكون من الفيلق (350 مجاهدا) والفرقة (35 مجاهدا) والفوج (11 مجاهدا).
– أما من حيث الرتب فقد تبنى المؤتمر الرتب التالية: الجندي الأول (العريف)، العريف (رقيب)، العريف الأول (رقيب أول)، المساعد، ملازم أول (مرشح)، الملازم الثاني (ملازم)، الضابط الأول (ملازم أول)، الضابط الثاني (نقيب)، الصاغ، الصاغ الثاني (عقيد).
أما القيادة على مستوى الولاية فكانت كما يلي:
– مسؤول الولاية برتبة صاغ ثاني ومساعدوه الثلاثة برتبة صاغ أول يتولون الوظائف السياسية والعسكرية والإخبارية.
– مسؤول الناحية برتبة ملازم ثاني ومساعدوه برتبة ملازم أول.
– مسؤول القسم برتبة مساعد ونوابه الثلاثة برتبة عريف أول.
وكان في كل قيادة من قيادات الولاية عضو مكلف بالشؤون السياسية وفي كل وحدة عسكرية يوجد محافظ سياسي يقوم بالتوعية والإعلام وكذا تنظيم الشعب وإرشاده ومحاربة الدعاية وتنظيم العلاقات مع الشعب والاتصالات بالمجالس الشعبية وتنسيق الأعمال معها، خصوصا فيما يتعلق بقضية التموين والمالية.
كانت لكل هذه القرارات نتائج وردود فعل انعكست على مسيرة الثورة، وقد تمثلت هذه النتائج على المستوى الداخلي في تجنيد الشعب أكثر حول الثورة وامتثاله لأوامرها وتحدي القوات الاستعمارية بمختلف الوسائل، كالإضرابات والمظاهرات وتخريب اقتصاديات العدو، وتحطيم معنوياته، كما ارتفعت الروح القتالية والمعنوية لدى المجاهدين وزاد إقبال المتطوعين على الانخراط في صفوف جيش التحرير الوطني طلبا للاستشهاد في سبيل الوطن، وهكذا عمت العمليات العسكرية كل التراب الوطني وتعددت هجومات وحدات جيش التحرير الذي ارتفع عدده خلال هذه المرحلة إلى حوالي 20.000 مجاهدا، بالإضافة إلى عدد مماثل من المسبلين والفدائيين مع 12 إلى 13 ألف قطعة من الأسلحة الحربية من بينها قطع حديثه كالرشاشات ومدافع الهاون التي بدأت تدخل من الخارج ابتداء من سنة 1956، وهو ما مكّن من تكوين الفصائل والكتائب في أواخر هذه السنة وأتاح فرصة خوض المعارك بتشكيلات منظمة كبّدت العدو خسائر كبيرة، لم يكن يعلن عنها عادة وإنما كان ردّ فعله يتمثل في قتل المدنيين.
ذكر أحد العساكر الفرنسيين في كتابه "المجندون يشهدون": " كانت التعليمات الصادرة تفيد أنه في حالة هجوم علينا فإنه يجب أن تهدم في الغد كل المشاتي دون الاهتمام بسكانها ".
أهمية مؤتمر الصومام: تكمن أهميته في وضع مؤسسات ضمنت استمرارية الثورة، فالتقسيم الثوري للبلاد كان يقوم في بداية الثورة وهذا حسب اجتماع 10 أكتوبر 1954 ببلدية الرايس حميدو حاليا، على أساس المنطقة التي لم يكن لها تنظيم معين أو محدد، وكانت تتمتع قيادة المنطقة بلا مركزية مطلقة، كما أن قيادة المنطقة غير محددة، وأن نظام الرتب لم يكن معمولا به؛ فقائد المنطقة ومساعدوه هم قمة السلطة، أما الجيش فكان عبارة عن مقاتلين لا يخضعون لنظام عسكري معين بل كل ما كان يجمعهم هو الهدف المشترك والانضباط والأخلاق الثورية. إضافة إلى أنّ البعثة الخارجية لم تكن تخضع لأي توجيه.
يوم 20 أوت هو ذكرى مزدوجة لهجومات الشمال القسنطيني عام 1955
و مؤتمر الصومام التاريخي عام 1956
هجومات 20اوت 1955
1- التحضير للهجومات
عندما حل صيف عام 1955، كانت الثورة الجزائرية قد خطت بثبات المرحلة الأولى في مسيرتها ضد الإحتلال الفرنسي. فعلى الصعيد الداخلي عملت جبهة التحرير الوطني على توعية الجماهير وتنظيمها ضمن هيئات مختلفة مثل تأسيس فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا في ديسمبر 1954، وإنشاء الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين في جويلية 1955.
وبعد مضي عشرة أشهر على اندلاعها، فقد بدا واضحا تزايد اتساع رقعة المشاركة الجماهيرية على الرغم من استشهاد العديد من مفجري الثورة كالشهيد ديدوش مراد، قائد المنطقة الثانية، أو اعتقال بعضهم من أمثال مصطفى بن بولعيد ورابح بيطاط وغيرهم.
أما على الصعيد الخارجي، فإن القضية الجزائرية سجلت حضورها رسميا ولأول مرة في المحافل الدولية في مؤتمر باندونغ في أبريل 1955.وكان ذلك أول انتصار لديبلوماسية الثورة الجزائرية الفتية ضد فرنسا العظمى.
وفي ظل هذه الأوضاع، خططت قيادة الثورة لشن هجومات واسعة في الشمال القسنطيني، دام التحضير لها حوالي ثلاثة أشهر في سرية تامة . وقد وجّه زيغود يوسف، القائد الذي خلف ديدوش مراد على رأس المنطقة الثانية ، نداء إلى كلّ الجزائريين، أعضاء المجالس الفرنسية، يدعوهم فيه للانسحاب منها والإلتحاق بمسيرة الثورة.
و كانت هجومات 20 أوت في الشمال القسنطيني تهدف إلى :
_ إعطاء الثورة دفعا قويا من خلال نقلها إلى قلب المناطق المستعمرة في الشمال القسنطيني.
_ إختراق الحصار الحربي المضروب على المنطقة الأولى – الأوراس – باستهداف أهم القواعد العسكرية بالمنطقة.
_ رفع معنويات جنود جيش التحرير بتحطيم أسطورة الجيش الفرنسي الذي لا يقهر.
– تحطيم ادعاءات السلطات الاستعمارية بأن ما كان يحدث هو مجرد أعمال تخريبية يرتكبها متمردون خارجون عن القانون وقطاع طرق.
_ تجسيد التضامن مع الشعب المغربي الشقيق حيث تزامنت الهجومات مع ذكرى نفي السلطان محمد الخامس (20 أوت ).
2- بداية الهجومات
بدأت الهجومات في منتصف نهار 20 أوت 1955( الموافق لأول محرم 1375 هجرية) بقيادة البطل زيغود يوسف، وشملت أكثر من 26 مدينة وقرية بالشمال القسنطيني. استهدفت العمليات المسلحة كافة المنشآت و المراكز الحيوية الاستعمارية، و مراكز الشرطة والدرك في المدن؛ ومزارع المعمرين في القرى و الأرياف. وقد تمكن المجاهدون من احتلال عدة مدن وقرى في هذا اليوم المشهود مما سمح للجماهير الشعبية بالتعبير عن رفضها للاستعمار ومساندتها لجبهة وجيش التحرير الوطني .
3- نتائج هجومات 20 أوت 1955
[COLOR=o****]*برهنت أن جيش التحرير قادر على المبادرة في الزمان والمكان
*تأكيد التلاحم الشعبي مع الثورة وفك الحصار عن منطقة الاوراس
*انضمام معظم الأحزاب للثورة
*أما بالنسبة لفرنسا فالهجومات قبرت كل خططها العسكرية
*قيام فرنسا بمذابح ومجازر حيث راح ضحيتها 12الف شهيد
[/COLOR]
4- القمع الفرنسي علي اثر هجومات 20 أوت 1955
وقد ردّت السلطات الفرنسية بوحشية لا نظير لها على الهجومات الجريئة لجيش التحرير الوطني ، إذ شنت حملة توقيف وقمع واسعة استهدفت الآلاف من المدنيين الجزائريين وأحرقت المشاتي وقصفت القرى جوا وبرا. وقامت الإدارة الفرنسية بتسليح الأوربيين، فشكلوا ميليشيات فاشية وعمدوا على الإنتقام من المدنيين الجزائريين العزل . وارتكبت قوات الاحتلال مجزرة كبيرة في ملعب فيليب فيل PHILLIPEVILLE سكيكدة ) أين حشرت الآلاف من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ ، وأعدمت العديد منهم .
وقد ذهب ضحية الحملة الإنتقامية للسلطات الإستعمارية، العسكرية والمدنية والمليشيات الفاشية ، ما ي
إن الـمـراحـل الـصـعـبـة الـتـي واجـهــت الـثـورة كـانـت عـمـومـا فـي الـبـدايــة، لأن أصـعـب الأمـور كـمـا يـقـال بـدايـتـهـا.
فـقـد واجـهـت الـثـورة عــدة صـعـوبـات فـي عـامـهـا الأول مـثـل قـلـة الـوسـائــل الـمـاديـة والـحـربـيـة كـالأسـلـحـة والـعـتـاد وغـيـرهـا، وصـعـوبـة الاتـصـال بـيـن الـولايـات لـتـنـسـيـق الـجـهـود، واسـتـشـهـاد عـدد مـن أبـطـال الـثـورة مـثـل: ديـدوش مـراد، مـصـطـفـى بـن بـولـعـيد واعـتـقـال الـعـديـد مـن الـثـوريـيـن الـمـنـاضـلـيـن. لـكـن هـذه الـمـصـاعـب لـم تـفـشـل الـثـورة ولـم تـؤثـر عـلـيـهـا، وبـدأت تـحـقـق بـعـض الانـتـصـارات سـواء عـلـى الـصـعـيـد الـعـسـكـري أو الـسـيـاسـي.
نـتـيـجـة اسـتـمـرار الـثـورة وإنـتـشـارهـا اتـخـذت الـسـلـطـات الـفـرنـسـيـة عدة إجراءات، إذ قـامـت الـطـائـرات الـفـرنـسـيـة بـأول قـصـف جـوي لـلأوراس فـي 10 – 11 – 1954 وفـي 03 أفـريـل 1955 طـبـق "قـانـون الـطـوارئ" عـلـى مـنـطـقـة الأوراس بـعـد أن صـادق عـلـيـه الـبـرلـمـان الـفـرنـسـي، وعـيـن الـعـقـيـد "بـارلـنـج" فـي مـاي 1955 قـائـدا عـلـى شـرق الـبـلاد وكـان لـه سـجـلا في الـقـتـل الـوحـشـي الـجـمـاعـي وقـد قـابـل جـيـش الـتـحـريـر هـذه الاجـراءات بـهـجـومـات 20 أوت 1955 فـقـد قـام الـعـقـيـد زيـغـود يـوسـف بـتـنـظـيـم هـجـوم فـي ولايـة قـسـنـطـيـنـة كـان الـهـدف مـن خـلالـه :
1 – تـخـفـيـف الـضـغـط الـشـديـد الـمـسـلـط عـلـى مـنـطـقـة الأوراس.
2 – اظـهـار قـوة الـثـورة لـفـرنـسـا والـعـالـم كـلـه.
3 – تـشـتـيـت قـوات الـعـدو.
4 – إثـبـات أن جـيـش الـتـحـريـر الـوطـنـي لـيـس مـجـمـوعـة مـن "قـطـاع الـطـرق" كمــا تـزعـم الادارة الـفـرنـسـيـة إنـمـا هـو جـيـش ثـوري مـسـانـد مـن قـبـل الـشـعـب بـإمـكـانـه أن يـضـرب قـوات الـعـدو فـي الـصـمـيـم.
5 – إثـبـات تـعـلـق الـشـعـب بـالـكـفـاح الـمـسـلـح مـن أجـل الاسـتـقـلال الـوطـنـي.
6 – إظـهـار روح الـتـضـامـن مـع الـمـغـرب الأقـصـى الـذي نـفـي مـلـكـه مـحـمـد الـخـامـس فـي 20 أوت 1953.
7 – كـسـب إنـضـمـام كـل تـيـارات الـحـركـة الـوطـنـيـة والـشـخـصـيـات الـجـزائـريـة إلـى صـفـوف جـبـهـة الـتـحـريـر.
8 – تـكـذيـب أقـاويـل وادعـاءات الاسـتـعـمـار بـتـبـعـيـة الـثـورة لـبـعـض الـعـواصـم الـخـارجـيـة وإثـبـات وطـنـيـة الـثـورة وشـعـبـيـتـهـا.
9 – لـفـت الأنـظـار الـدولـيـة لـلـقـضـيـة الـجـزائـريـة وكـفـاح شـعـبـهـا ضـد الـفـرنـسـيـيـن وإدراجـهـا ضـمـن أعـمـال ومـنـاقـشـات الـجـمـعـيـة الـعـامـة لـلأمـم الـمـتـحـدة والـمـؤتـمـرات الـدولـيـة.
ويـكـفـي لـلـدلالـة عـلـى قـوة الـثـورة أنـه قـد إنـتـشـرت بـيـن أفـراد الـجـيـش الـفـرنـسـي روح الـتـمـرد والـعـصـيـان ضـد الـحـرب فـي الـجـزائـر. فـقـد تـمـرد أكـثـر مـن 200 جـنـدي مـن فـرقـة الـمـدفـعـيـة ( رقـم 451 ) بـسـان سـبـغـران ووزعـوا مـنـشـورات أعـلـنـوا فـيـهـا مـعـارضـتـهـم فـي الـذهـاب إلـى الـجـزائـر.
أمـام هـذا الـفـشـل الـداخـلـي والـخـارجـي إلـتـجـأت فـرنـسـا إلـى حـمـلات الاعـتـقـال والـسـلـب والـنـهـب ونـفـذ حـكـم الاعـدام فـي الـكـثـيـر مـن الـمـواطـنـيـن مـع دفـنـهـم أحـيـاء.
عـلـى الـمـسـتـوى الـسـيـاسـي فـقـد قـامـت الإدارة الـفـرنـسـيـة بـتـعـيـيـن "جـاك سـوسـتـيـل" حـاكـمـا عـامـا عـلـى الـجـزائـر خـلـفـا " لـروجـي لـيـونـارد" فـقـام سـوسـتـيـل بـزيـارة لـمـنـطـقـة الأوراس فـي 15 / 02 / 1955 حـيـث صـرح قـائـلا "إن هـذه الـمـنـطـقـة تـشـهـد تـزايـدا مـلـحـوظـا فـي عـدد الـسـكـان، الأرض لا تـكـفـي لـذا نـرى فـي هـذه الـمـنـطـقـة حـركـة إرهـابـيـة ويـعـنـي هـذا أن الـثـورة سـبـبـهـا الـفـقـر، وعـلـى الـجـيـش الـفـرنـسـي ألا يـقـوم بـعـمـالـيـات الـقـتـل، إنـمـا بـعـمـلـيـات سـلـمـيـة أي يـكـسـب ثـقـة الـشـعـب خـصـوصـا فـي الـمـنـاطـق الـتـي لـم تـشـتـعـل فـيـهـا الـثـورة بـعـد، وكـسـب هـذه الـثـقـة يـكـون بـتـطـبـيـق إجـراءات إداريـة اقـتـصـاديـة واجـتـمـاعـيـة".
وشـرع بـعـدهـا سـوسـتـال فـي إعـداد مـشـروعـه الاقـتـصـادي الـذي شـمـل عـدة نـواحـي مـنـهـا :
1 – الـوظـيـف الـعـمـومـي.
2 – قـانـون الـديـانـة الإسـلامـيـة.
3 – الإدارة الـجـهـويـة والـمـحـلـيـة.
4 – تـدريـس الـلـغـة الـفـرنـسـيـة.
5 – الـمـجـال الـفـلاحـي والـصـنـاعـي والـمـالـي.
كـمـا قـام بـتـوزيـع كـمـيـات كـبـيـرة من الـقـمـح والـحـبـوب الأخـرى عـلـى سـكـان الـمـنـاطـق الـفـقـيـرة.
إلا أن هـذا الـمـشـروع رفـضـتـه جـبـهـة الـتـحـريـر الـوطـنـي وعـمـلـت عـلـى إفـشـالـه كـمـا رفـضـه الـشـعـب.
زيـادة عـلـى هـذا فـقـد عـرفـت الـسـيـاسـة الـفـرنـسـيـة اضـطـرابـات ومـنـهـا أن قـوة الـثـورة قـد عـمـلـت عـلـى اسـقـاط حـكـومـة "مـنـداس فـرانـس" 23 / 12 / 1955 وقـيـام حـكـومـة "ايـدغـارفـور".
أمـا مـن الـجـانـب الـوطـنـي فـقـد عـمـلـت الـثـورة عـلـى رفـع صـوتـهـا عـالـيـا وأشـعـرت الـعـالـم أن مـا يـجـري فـي الـجـزائـر هـو ثـورة حـقـيـقـيـة ومـع أن الـجـمـعـيـة الـعـامـة لـلأمـم الـمـتـحـدة رفـضـت مـنـاقـشـة الـقـضـيـة الـجـزائـريـة فـي دورة 1955 إلا أن هـذا الـرفـض تـم بـأغـلبـيـة صـوت واحـد.
كـمـا شـارك وفـد جـزائـري كـوفـد مـلاحـظ فـي مـؤتـمـر بـانـدونـغ، أفـريـل 1955. وفـي جـوان 1956 طـرحـت الـقـضـيـة الـجـزائـريـة عـلـى مـجـلـس الأمـن، ورغـم رفـض الـمـجـلـس، الـنـظـر فـي الـقـضـيـة بـحـجـة أن الـوقـت لـم يـكـن مـواتـيـا لـذلـك إلا أنـه إعـتـبـر أن الـقـضـيـة الـجـزائـريـة قـضـيـة دولـيـة، وقـد أضـافـت الـثـورة إنـتـصـارا آخـر وهـذا عـلـى الـمـسـتـوى الـداخـلـي عـنـدمـا إسـتـجـاب الـشـعـب الـجـزائـري لـلإضـراب الـعـام الـذي دعـت إلـيـه الـجـبـهـة فـي 5 جـويـلـيـة 1956.
س1 – يـمـثـل هـجـوم الـشـمـال الـقـسـنـطـيـنـي 20 أوت 1955 حـدثـا هـامـا فـي تـاريـخ الـثـورة الـجـزائـريـة.
أ – اشـرح أبـعـاد الـحـدث عـلـى الـصـعـيـد الـداخلـي والـخـارجـي ؟
ب – وضـح كـيـف كـان رد الـفـعـل الـفـرنـسـي، عـلـى ذلـك ؟
ج1 – تـمـهـيـد :
هـجـوم 20 أوت 1955 يـعـتـبـر مـن الأيـام الـتـاريـخـيـة الـحـاسـمـة الـتـي حـقـقـت فـيـهـا الـثـورة الـجـزائـريـة انـتـصـارات بـاهـرة، وهـذا الـيـوم مـن أهـم انـتـصـارات الـثـورة فـي تـلـك الـمـرحـلـة، وهـو عـبـارة عـن هـجـوم شـامـل نـظـمـتـه قـيـادة الـولايـة الـثـانـيـة ( الـشـمـال الـقـسـنـطـيـنـي ) الـتـي كـان يـقـودهـا الـشـهـيـد الـبـطـل زيـروت يـوسـف بـعـد اسـتـشـهـاد ديـدوش مراد فـي 18 جـانـفـي 1955 ، وشـارك فـي هـذا الـهـجـوم إلـى جـانـب أفـراد جـبـهـة الـتـحـريـر الـوطـنـي أعـداد كـبـيـر مـن الـسـكـان الـمـدنـيـيـن، تـم تـخـريـب كـل مـالـه عـلاقـة بـالاسـتـعـمـار.
أ – أبعـاد هجـوم 20 أوت 1955 على الصعـيد الداخـلي والخـارجي :
إن هـذا الـهـجـوم الـشـامـل إنـطـلـق فـي مـنـتـصـف نـهـار يـوم الـسـبـت 20 أوت 1955 وكـان لـهـذا الإخـتـيـار الـدقـيـق عــدة أبـعــاد.
– فـبـالـنـسـبـة لـتـوقـيـت الـنـهـار فـإنـه يـهـدف إلـي الـتـأكـيـد عـلـى أن جـيـش الـتـحـريـر الـوطـنـي لا يـخـاف مـقـابـلـة الـعـدو فـي وضـوح الـنـهــار وفـي عـقـر داره أي فـي الـمـدن الـكـبـرى، هـذا مـا مـكـن تـحـطـيـم حـاجـز الـخـوف الـذي كـان لا يـزال عـنـد بـعـض الـمـتـمـرديــن.
كـمـا أن إشـتـراك الـسـكـان الـمـدنـيـيـن فـي هـذا الـهـجــوم يـراد مـنـه إثـبـات إلـتـحـام الـشـعـب مـع الـثـورة وعـدم سـيـطـرة الـعـدو عـلـى الـمـوقـف.
– بـالإضـافـة إلـى أن مـثـل هــذا الـهـجـوم يـدفـع الـعـدو إلـى نـقـل جـزء مـن قـواتـه الـتـي كـانـت تـحـاصـر مـنـطـقـة الأوراس إلـى الـشـمـال الـقـسـنـطـيـنـي مـمـا يـسـمـح لـمـجـاهـدي ومـنـاضـلـي الأوراس بـأخـذ أنـفـاسـهـم وإعـادة تـرتـيـب مـواقـفـهـم.
– وبـاعـتـبـار أن شـهــر أوت قـريـب مـن تـاريـخ إجـتـمـاع الـجـمـعـيـة الـعـامـة لـلأمـم الـمـتـحـدة فإن هـذا الـهـجـوم اسـتـهـدف أيـضـا دفـع هــذه الـجـمـعـيـة إلـى دراسـة الـمـشـكـل الـجـزائـري.
– والـجـديـر بـالـذكـر أيـضـا أن يـوم 20 أوت 1955 يـصـادف الـذكـرى الـثـانـيـة لـنـفـي الـسـلـطـان الـمـغـربـي مـحـمـد بـن يـوسـف ( مـحـمـد الـخـامـس ) وبـالـتـالـي فـإن هـذا الـتـوقـيـت كـان يـراد مـنـه أيـضـا الـتـأكـيـد عـلـى تـضـامـن الـشـعـب الـجـزائـري مـع كـفـاح الـشـعـب الـمـغـربـي الـشـقـيـق.
ب – رد الـفـعـل الـفـرنـسـي عـلـى هـذا الـهـجـوم :
قـامـت الـسـلـطـات الاسـتـعـمـاريـة عـقـب هـذا الـهـجـوم بـشـن حـمـلـة إبـادة جـمـاعـيـة ضـد الـسـكـان الـعـزل فـي مـخـتـلـف أرجــاء الـمـنـطـقـة الـثـانـيـة (الـشـمـال الـقـسـنـطـيـنـي) ونـتـج عـنـهـا حـسـب بـعـض الـتـقـديـرات 12 ألـف شـهـيـد.
– خـاتـمـة :
حـقـا يـعـتـبـر هـجـوم 20 أوت 1955 مـن الأيـام الـتـاريـخـيـة الـهـامـة الـتـي رفـعـت الـثـورة الـجـزائـريـة إلـى الـهـدف الـرئـيـسـي وبـعـثـت الـرعـب مـن جـديـد فـي صـفـوف الـقـوات الاسـتـعـمـاريـة.
بارك الله فيك اخي شكراااااااااااااااااااااااا لقد ساعدتني
شكرااااا يا طالبة العلى شكرااااااااااا
بارك الله فيكم وجعله في مزان حسناتك
عفوا غاليتي لم افعل شيئا .الشكر للاخ فتحي على المعلومات حتى انا افادتني . تقبلي تحياتي غاليتي
وفيك بركة اختي ماجدة و طالبة العلى العفو نحن في الخدمة …..