التصنيفات
الأخبار و الأحداث الهامة

انتبه أنت مراقب

انتبه أنت مراقب


الونشريس

انتبه أنت مراقب
ابنك عينه عليك ، فالصواب عنده ما رأيته ، والخطأ ما رميته ، الابن يضع للأب صورة مثالية ولا يتصور أنه يُخطئ ، خاصة وهو في سنواته الأولى ، إذ كيف يخطئ الإنسان الذي يُصحح له الأخطاء ويعاقبه عليها؟ هل يخطئ الأب بعد كل تلك النصائح والتحذيرات؟ والأب والأم حجة ؛ فما يفعلانه هو عين الصواب ، ولو فطن الطفل لخطأ والده يصير ذلك رخصة له ودليل إباحة لإتيان هذا الخطأ ، وهو منشرح الصدر قوي القلب.
إنه بممارستك الصواب أو الخطأ يتعلم الصغار دون شعور منهم ولا منك ، فالطباع سرّاقة ، وتشربهم في الصغر هو الأصل ، مثل : طريقة حديثك ، غضبك ، هدوؤك ، حتى طريقة مشيتك ، خاصة البنت لأنها أسيرة البيت ؛ فتصبح أسيرة فكرك وفعالك ، بخلاف الذكر ، الذي يخرج للحياة لذلك كان (خير صلاة الرجل في بيته إلا المكتوبة. أخرجه البخاري (698) وغيره عن زيد بن ثابت مرفوعا.
فصلاة السنن في البيت تُصحح صلاة الأبناء والزوجة ، وتجعل ذكر الله فى البيت ، ويتعلم الأولاد الخشوع من صلاتك ، يتعلمون الأذكار بعد الصلاة ، يتعلمون المواظبة على السنن.
الابنة ترى أمها متبرجة تضع المساحيق ، وعندما تخرج الأم تقف الطفلة أمام المرآة وتصنع ما تصنعه أمها ، تُلوث الأم عقل بنتها -وربما الذكور أيضا- بالولع بالاهتمام المبالغ فيه بالمظهر بالملبس بالشعر بالوجه ، تقف طويلا أمام المرآة ، وتتحسس كل حين نفسها هل تلاشى المسحوق؟ هل تغير نظام شىء؟
ونخطئ عندما نأمر الصغار بشىء ولا نفعله نحن (وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم) بالطبع ليس الخطأ فى الأمر بل الخطأ في مخالفتنا له.

ترى بعض المربين دائم الأمر لأولاده بالخصال الطيبة ، وجميل الآداب والأخلاق ، وهو عار عن ذلك تماما ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ).
( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )
يكون الأب في خارج بيته نموذجا للإنسان المهذب الصالح أمام أصدقائه ، ثم يراه الابن مختلفا كل الاختلاف داخل البيت ، فيتعلم الخبث والرياء والتصنع.
كذلك غيبة الناس أمامه ، بعدما تغادر الخالة منزلهم بعد الزيارة ، يظل الأب ينتقدها ويتهكم على أفعالها ، أو تحتقر الزوجة أهل الزوج.

يُرِيْكَ البشاشـةَ عنـد اللُّــقا ** ويبريك في السرِّ بري القلم

والواجب عليك أن يكون همك هم الآخرة ، تنام وتقوم حريصا على إعادة الدولة الإسلامية ، ترفع صوتك أمامه بصدق بين الحين والحين بدعاء ( اللهم ارفع راية لا إله إلا الله ) ، ( اللهم مكِّن لدينك فى الأرض ) ، ( اللهم انصر المسلمين في بقاع العالم ) ، ( اللهم أعز الإسلام ) ، ( اللهم حكِّم فينا شرعك ) ونحوه.
ولا يرى منك خلاف ذلك من انهزاميّة وسلبيّة (هل سنغير الكون؟ هل سنصلح الدنيا؟) فأنت القدوة.

بالمصلح نصلح ما نخشى تغيره ** فكيف بالملح إن حلّت به الغِيَرُ

أبو مالك سامح عبد الحميد مليجي حمودة




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.