بعد أقل من 24 ساعة عن إلقاء الرئيس المصري حسني مبارك لخطابه أمام الاجتماع المشترك لمجلسي الشعب والشورى، في افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة، وفي أعقاب المباراة التي جمعت المنتخبين المصري والجزائري بالسودان الأربعاء الماضي، استقبلت مصر "الشقيقة" الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز الذي حل بالقاهرة في زيارة رسمية لها..
أين أجرى محادثات مع نظيره المصري -على انفراد- وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول توقيت الزيارة والغرض الخفي منها، رغم أن الظاهر – حسب تصريحات الطرفين هو "بحث التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط وسبل دفع عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين". فيما ذهبت صحف إسرائيلية إلى القول أن بيريز التقى رئيس وزرائه بنيامين نتانياهو – المعروف بعدائه وكرهه الشديد للجزائر – لمناقشة القضايا المقرر طرحها خلال لقاء مبارك. وعلى ما يبدو فإن صداقة مصر لإسرائيل وحفاظها على علاقاتها معها أهم بكثير من حرصها على رد الاعتبار لرموز الجزائر التي لازالت تهان وتدنس في أرض الكنانة، أين قام محامون بحرق العلم الجزائري في مظاهرة احتجاجية أمام نقابة المحامين في القاهرة، ولعل ما يثبت ذلك هو ردود فعل الكثير من المصريين التي أجمعت على الترحيب بكل حفاوة بزيارة السفاح بيريز، ومنها ما جاء في أحد التعليقات بصحيفة "اليوم السابع" المصرية، حيث يقول صاحبه "ها هم الأصدقاء الحقيقيون عند الشدة تجدهم".