المؤمن و المؤمنة
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال الله تعالى:
"مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "
يقول الإمام القرطبي عليه رحمة الله :
[الأول] أنه الرزق الحلال.
[الثاني] القناعة .
[الثالث] توفيقه إلى الطاعات فإنها تؤديه إلى رضوان الله .
وقال أبو بكر الوراق: هي حلاوة الطاعة. وقيل: الاستغناء عن الخلق والافتقار إلى الحق. وقيل: الرضا بالقضاء .
هذا وعد من الله تعالى لمن عمل صالحا وهو العمل المتابع لكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من ذكر أو أنثى من بني آدم وقلبه مؤمن بالله ورسوله وإن هذا العمل المأمور به مشروع من عند الله بأن يحييه الله حياة طيبة في الدنيا وأن يجزيه بأحسن ما عمله في الدار الآخرة والحياة الطيبة تشتمل وجوه الراحة من أي جهة كانت وقد روى عن ابن عباس وجماعة أنهم فسروها بالرزق الحلال الطيب .
يقول تعالى ذكره من عمل بطاعة الله وأوفى بعهود الله إذا عاهد من ذكر أو أنثى من بني آدم وهو مؤمن يقول وهو مصدق بثواب الله الذي وعد أهل طاعته على الطاعة وبوعيد أهل معصيته على المعصية فلنحيينه حياة طيبة واختلف أهل التأويل في الذي عنى الله بالحياة الطيبة التي وعد هؤلاء القوم أن يحيوها فقال بعضهم عني أنه يحييهم في الدنيا ما عاشوا فيها بالرزق الحلال . وقال آخرون فلنحيينه حياة طيبة بأن نرزقه . وقال آخرون بل يعني بالحياة الطيبة الحياة مؤمنا بالله عاملا بطاعته . وقال آخرون الحياة الطيبة السعادة . وقال آخرون بل معنى ذلك الحياة في الجنة .
وأولى الأقوال بالصواب قول من قال تأويل ذلك فلنحيينه حياة طيبة بالقناعة وذلك أن من قنعه الله بما قسم له من رزق لم يكثر للدنيا تعبه ولم يعظم فيها نصبه ولم يتكدر فيها عيشه باتباعه بغية ما فاته منها وحرصه على ما لعله لا يدركه فيها .
هذا شروع فى ترغيب كل مؤمن فى كل عمل صالح وتعميم للوعد ومعنى من عمل صالحا من عمل عملا صالحا أى عمل كان وزيادة التمييز بذكر أو أنثى مع كون لفظ من شاملا لهما لقصد التأكيد والمبالغة فى تقرير الوعد . فلنحيينه حياة طيبة وقد وقع الخلاف فى الحياة الطيبة بماذا تكون فقيل بالرزق الحلال ، وقيل بالقناعة ، وقيل بالتوفيق إلى الطاعة ، وقيل الحياة الطيبة هى حياة الجنة ، وقيل الحياة الطيبة هى السعادة ، وقيل هى المعرفة بالله ، وقيل هى الإستغناء عن الخلق والإفتقار إلى الحق وأكثر المفسرين على أن هذه الحياة الطيبة هى فى الدنيا لا فى الآخرة لأن حياة الآخرة قد ذكرت بقوله ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون .
والمراد بالحياة الطيبة الحياة التي تكون في الجنة إذ هناك حياة بلا موت وغنى بلا فقر وصحة بلا سقم وملك بلا هلك وسعادة بلا ، وقال شريك هي حياة تكون في البرزخ فقد جاء القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار ، وقال غير واحد هي في الدنيا وأريد بها حياة تصحبها القناعة والرضا بما قسمه الله تعالى له وقدره ، ووجه بعضهم طيب هذه الحياة بأنه لا يترتب عليها عقاب بخلاف الحياة بالرزق الحرام فقد جاء إيما لحم نبت من سحت فالنار أولى به .
وأولى الأقوال على تقدير أن يكون ذلك في الدنيا تفسيرها بما يصحبه القناعة .
وفي الحياة الطيبة خمسة أقوال
[الأول] أنه الرزق الحلال.
[الثاني] القناعة .
[الثالث] توفيقه إلى الطاعات فإنها تؤديه إلى رضوان الله .
وقال أبو بكر الوراق: هي حلاوة الطاعة. وقيل: الاستغناء عن الخلق والافتقار إلى الحق. وقيل: الرضا بالقضاء .
ويقول الإمام ابن كثير عليه رحمة الله :
هذا وعد من الله تعالى لمن عمل صالحا وهو العمل المتابع لكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من ذكر أو أنثى من بني آدم وقلبه مؤمن بالله ورسوله وإن هذا العمل المأمور به مشروع من عند الله بأن يحييه الله حياة طيبة في الدنيا وأن يجزيه بأحسن ما عمله في الدار الآخرة والحياة الطيبة تشتمل وجوه الراحة من أي جهة كانت وقد روى عن ابن عباس وجماعة أنهم فسروها بالرزق الحلال الطيب .
ويقول الإمام الطبري عليه رحمة الله :
يقول تعالى ذكره من عمل بطاعة الله وأوفى بعهود الله إذا عاهد من ذكر أو أنثى من بني آدم وهو مؤمن يقول وهو مصدق بثواب الله الذي وعد أهل طاعته على الطاعة وبوعيد أهل معصيته على المعصية فلنحيينه حياة طيبة واختلف أهل التأويل في الذي عنى الله بالحياة الطيبة التي وعد هؤلاء القوم أن يحيوها فقال بعضهم عني أنه يحييهم في الدنيا ما عاشوا فيها بالرزق الحلال . وقال آخرون فلنحيينه حياة طيبة بأن نرزقه . وقال آخرون بل يعني بالحياة الطيبة الحياة مؤمنا بالله عاملا بطاعته . وقال آخرون الحياة الطيبة السعادة . وقال آخرون بل معنى ذلك الحياة في الجنة .
وأولى الأقوال بالصواب قول من قال تأويل ذلك فلنحيينه حياة طيبة بالقناعة وذلك أن من قنعه الله بما قسم له من رزق لم يكثر للدنيا تعبه ولم يعظم فيها نصبه ولم يتكدر فيها عيشه باتباعه بغية ما فاته منها وحرصه على ما لعله لا يدركه فيها .
ويقول الإمام الشوكاني عليه رحمة الله :
هذا شروع فى ترغيب كل مؤمن فى كل عمل صالح وتعميم للوعد ومعنى من عمل صالحا من عمل عملا صالحا أى عمل كان وزيادة التمييز بذكر أو أنثى مع كون لفظ من شاملا لهما لقصد التأكيد والمبالغة فى تقرير الوعد . فلنحيينه حياة طيبة وقد وقع الخلاف فى الحياة الطيبة بماذا تكون فقيل بالرزق الحلال ، وقيل بالقناعة ، وقيل بالتوفيق إلى الطاعة ، وقيل الحياة الطيبة هى حياة الجنة ، وقيل الحياة الطيبة هى السعادة ، وقيل هى المعرفة بالله ، وقيل هى الإستغناء عن الخلق والإفتقار إلى الحق وأكثر المفسرين على أن هذه الحياة الطيبة هى فى الدنيا لا فى الآخرة لأن حياة الآخرة قد ذكرت بقوله ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون .
ويقول الإمام الألوسي عليه رحمة الله :
والمراد بالحياة الطيبة الحياة التي تكون في الجنة إذ هناك حياة بلا موت وغنى بلا فقر وصحة بلا سقم وملك بلا هلك وسعادة بلا ، وقال شريك هي حياة تكون في البرزخ فقد جاء القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار ، وقال غير واحد هي في الدنيا وأريد بها حياة تصحبها القناعة والرضا بما قسمه الله تعالى له وقدره ، ووجه بعضهم طيب هذه الحياة بأنه لا يترتب عليها عقاب بخلاف الحياة بالرزق الحرام فقد جاء إيما لحم نبت من سحت فالنار أولى به .
وأولى الأقوال على تقدير أن يكون ذلك في الدنيا تفسيرها بما يصحبه القناعة .