بسم الله الرحمن الرحيم. بعد التحية و السلام : الموضوع الذي بين يدي أظن بأنه سيكون موضوع مميز أي أنني سأجد وجهات نظر و أفكار متباينة أتمنى من الكل التفاعل . حتى نتبادل أفكارنا مع بعضنا البعض. لنتفضل معا إلى الموضوع. بدأنا :
لماذا هذا الولع والهوس بمشاهدة مباريات كأس العالم لدرجة أن طلبة الجامعات طلبوا تقديم الامتحانات النهائية ليتفرغوا لمتابعتها؟ ولماذا البشرية تنشدّ لمتابعة 22 شخصا يتقاذفون كرة بأرجلهم في نشاط يعتمد على مهارة وليس فيه ما يعدّ منجزا «بشريا» يتسم بالابداع، وليس فيه نظافة واناقة وجمال العاب رياضية أخرى كالجمناستك؟
أطرح السؤال وانا نفسي انشدّ واستمتع بها، وأرى أن ما جعلها بهذا التفرّد أسباب سيكولوجية تخص الطبيعة البشرية وما ورثته من تاريخها الذي يعود الى مرحلة الصيد قبل ملايين السنين. وما بين مباراة كرة القدم وعملية الصيد شبه كبير، فالصياد يجري وراء الطريدة، ينفعل، ويصوّب، ويسدد، وأن هو اصطادها جرى له احتفال واستقبل استقبال المنتصر. والآلية السيكولوجية نفسها تعمل في لاعب كرة القدم والجمهور، وهذا يعني أن حاجة الانسان الى «التغلّب» وقهر الخصم قديمة في الطبيعة البشرية، والفرق في طريقة التعبير عنها التي تطورت من الصيد الى المصارعة الحرّة… الى كرة القدم التي أخضعها التطور المدني لقوانين تضبط الصراع.
السبب الثاني يرتبط أيضا بحاجة متأصلة في الطبيعة البشرية هي نزعة الانسان الى الصراع مع الآخرين الذي تطور الى صراع بين الدول. وفيها أيضا شبه كبير بين ساحة الحرب وساحة اللعب. ففي الاولى جيشان يتقاتلان من اجل فوز أحدهما وهزيمة الآخر، وهذا ما يحصل في كرة القد م. حتى رفع الاعلام! وبهذا الاختراع سجّلت كرة القدم فضلا على البشرية بأن نقلت الصراعات بين الدول من ساحات الحروب الى ساحات كرة القدم، وان كانت احيانا سببا في تأجيجها.
والسبب الثالث هو حاجة الانسان الى التماهي بـ«المنتصر». ونعني بالتماهي تمثّل الشخص صفة من الآخر ليتحول كليا أو جزئيا على غراره، وهي هنا الفوز على الخصم والشعور بالزهو وتوكيد الذات الفردية والجمعية التي توحّد الجماهير بصيغة الـ «نحن» وقولها: «غلبناهم، هزمناهم» وتفريغ للعنف وتنفيس للعدوان المكبوت.
والسبب الرابعأن الحياة مملة وأن الدماغ يحتاج الى تنشيط، وأن كرة القدم بما فيها من ترقّب وتوتّر وصراخ، تزيح عن الدماغ انشغاله اليومي بالهموم، وتنعشه بما تحدثه فيه من انفعالات وايعازات بافراز هرمونات منشّطة. (ابتكرت حديثا العاب السبايدر والمقص وسكة الموت لاحداث صدمة تجدد النشاط).
واللافت أن العراقيين ينفردون بأسباب إضافية خاصة بهم. فقد حصلت ظاهرة غريبة لمتابعتهم قبل اسابيع مباريات برشلونه والريال، لدرجة أن بائع لبن وزع اللبن مجانا بعد فوز فريقه الريال! رغم أنه من «البياع!». وطاف شوارع مدينة بغداد موكب دراجات هوائية لمناسبة فوز فريق برشلونه! ووعد مدرّس رياضيات باقامة دورة مجانية للطلبة اذا فاز الريال. وانطلقت العيارات النارية بسماء بغداد لحظة احرز الريال هدفا، فيما هللت بمكان آخر حين ردّ برشلونه بهدف. ولا يعود ذلك الى غياب المنافسة الحقيقية بين الفرق الرياضية العراقية كما يرى رياضيون، انما السبب الحقيقي هو توالي الخيبات على العراقيين وتكرار الاحباطات التي تولّد لدى الجماهير المحرومة حاجة البحث عما يشفي غليلها وتمنّي مجيء «البطل المخلّص». فضلا عن أن مشاهدة مباريات كأس العالم تفعل في المضنوك ما يفعله المخدّر في المحبط الهارب اليه من واقع خشن. فكيف بالمواطن العراقي اذا كان رئيس جمهوريته ورئيس وزرائه يتقاضيان 150 مليون دينار شهريا! فيما هو يكدح «والعشا خبّاز»… وفي طرق ملغومة بالموت!
رد: الكرة و العشق المستبد
وعليكم والسلام لا ادري لما نحب كرة القدم لهذه الدرجة ربما للاساب التي ذكرتها وربما لغيرها ، لكننا حقا عند مشاهدتها نستمتع ونعيش اجواءا لا مثيل لها ، لكنني استغربت لما قلته في العراق الهذه الدرجة؟! ( نقولك الصح انا نفرح غير كي نربحو حنا ، اما الباقي غير نتفرج برك اللي يربح ولا يخسر ما يهمنيش ).
بارك الله فيك على الطرح الممتاز تقبل تحياتي ومروري بانتضار جديدك
رد: الكرة و العشق المستبد
بعد التحية و السلام : أشكر لك الأخت أزهار المرور العطر و الطيب . نتمنى لك مزيدا من التألق و النجاح. تقبلي تحياتي الخالصة .بارك الله فيك . إلى اللقاء
رد: الكرة و العشق المستبد
لا اعرف لمادا احب الكرة لكن يجب ان لن ننسى الامور الاخرى شكرا على الموضوع
رد: الكرة و العشق المستبد
بعد التحية و السلام : شكرا على المرور الطيب و الجميل روى. بارك الله فيك. تقبلي تحياتي الحارة . إلى اللقاء.