صحراء الجزائر أرض مختلفة، تضم تكوينات بركانية منحوتة بفعل الرياح، مدهشة بأشكالها الغرائبية، كما لو ان الطبيعة تطلق العنان لخيالها الجامح في تلك الجغرافيا السحرية، حتى يخال زائرها انه على أرض مريخية.
وتستعد الجزائر الى نهضة سياحية كبيرة، لتكون واجهة للسياحة العالمية والاستثمار في المجال السياحي. ولدى الحكومة الجزائرية برنامج لتحقيق ذلك، خصوصا ان الجزائر تعتبر “قارة” متنوعة تبلغ مساحتها اكثر من 2،380 مليون كيلومتر مربع، تشكل الصحراء معظم تلك المساحة.
وتتميز الجزائر بالتنوع الثقافي والبيئي والطبيعي، وتعد الصحراء أعجوبة حقيقية، وشهدت حضارات متعددة، حيث عثر على رسومات ونقوش ملونة وأخرى محفورة في صخور الجبال تعود الى آلاف السنين. وتضم الولايات الصحراوية الكثير من الواحات، وتم تسجيل عدد من المناطق في منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث الانساني، لما تتميز به هذه المحميات الطبيعية والتراثية من خصوصية وعمق، واعتبرت اليونسكو منطقتي الأهقار والطاسيلي متحفين طبيعيين.
وتعتبر منطقة الاهقار من مناطق الطوارق الذين يطلق عليهم اسم “الرجال الزرق” أو “الرجال الملثمون”. وفي تمنراست الولاية الواقعة في أقصى جنوب الجزائر وتبعد حوالي 2000 كيلومتر عن العاصمة، اقيم المهرجان الأول للسياحة الصحراوية في نهاية العام الماضي واختتم مع مطلع العام الجديد. وتشهد تمنراست وبقية الصحراء الجزائرية حركة سياحية نشطة، وتوجد فيها وكالات عديدة لتنظيم الرحلات في عمق الصحراء البركانية التي تشبه قصيدة منحوتة في الهواء الطلق. وتتوافر في صحراء الجزائر فنادق ومخيمات لاقامة السياح.
في ولاية تمنراست أرض الطوارق، ثمة سحر خاص يتمثل في طيبة أهلها وكرمهم ومساعدتهم لضيوف الصحراء المدهشة.
أما المرأة الطارقية فهي “سحر أزرق” حيث تتميز بجمال خاص، ولها حضور قوي في مجتمع الطوارق، وهي عادة لا تغطي وجهها. وتستخدم امرأة الطوارق “النيلة” في صبغ اصابعها باللون الأزرق، حيث تستعملها للزينة من جهة وللحماية من برد الصحراء وشمسها من جهة أخرى. وتتميز ملابسها بألوان يغلب عليها الأزرق ودرجاته، اضافة الى البني والعنابي.
كما ان لمرأة الطوارق حضوراً في الفنون والاساطير والتراث الذي تزخر به المنطقة الصحراوية.
وابتكرت المرأة موسيقا “الأمزاد” الخاصة بالطوارق، حيث تؤديها النساء بالعزف على آلة “الأمزاد” وهي كمان بوتر واحد. وتقول اسطورة تشكيل هذه الآلة انه في قديم الزمان عندما كانت القبائل تتحارب، عبرت النساء عن احتجاجهن على ذلك الاقتتال، فقامت احداهن بصنع آلة “الامزاد”، وبدأت العزف بين قبيلتين تقتتلان. وعندما سمع الرجال هذه الموسيقا، أصيبوا بالدهشة وألقوا أسلحتهم.
وتتميز منطقة الأهقار بالصناعات التقليدية، ويوجد في تمنراست عدد من مشاغل الفضيات والجلود. كما تتوافر فيها جامعة ومعهد مهني ويجري العمل على بناء جامعة جديدة. وتنتشر في الشارع القديم في تمنراست محلات لبيع المشغولات والأعمال التقليدية، يتوافد عليها السياح، من مختلف دول العالم.
في تلك الصحراء البركانية، تستخدم سيارات الدفع الرباعي في الجولات السياحية. ويعد التجوال فيها بمثابة رحلة سحرية ومتعة للعين، كما انها فرصة للتأمل والهدوء.
وفي منطقة الصحراء الكبرى في الجزائر، ثمة طقوس خاصة للشاي الذي يسمونه “التاي”، الذي يعده الرجل الصحراوي على الحطب. والشاي ثلاث درجات، مرّ ومتوسط الحلاوة وحلو. ويقول البعض انه يتم في الجلسة الواحدة تناول “التاي” بدرجاته الثلاث، دلالة على الحياة والموت، والتناوب بين المرارة والحلاوة.
جبل أسكرام الذي يبعد نحو 80 كيلومترا عن مدينة تمنراست، يعتبر مقصدا مهماً للسياح، ويتم الوصول إليه عبر طريق غير مرصوف، وتستغرق الرحلة نحو ثلاث ساعات، حيث تتخللها مشاهد طبيعية مدهشة، من بينها اشكال جبلية تشبه الابهام والأسد والفيل والسمكة التي يسمونها “الحوت” وغيرها من التكوينات البركانية المذهلة. قمة جبل اسكرام ترتفع حوالي 2800 متر عن سطح البحر، وتصل درجة الحرارة هناك في الليل الى 12 درجة تحت الصفر في أوقات من السنة. ولكنها تستحق الزيارة، لمشاهدة أجمل غروب وشروق للشمس في العالم حسب التصنيف السياحي، اضافة الى تأمل الطبيعة الساحرة بين تلك الجبال. الصحراء الجزائرية سيرة من الدهشة والمحبة والسحر. انها أرض مريخية في الجزائر.
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااا لك
دمت المتميزة
شكرا عزيزتي على مرورك العطر
شكرااا موضوع قيم
شكرا على هذا الكلام الصحراء هي رمال ذهبية موجود في تمنر ست
جمـيـل جداااااا