هاني الرفاعي مولود في عام 1394 هـ، الموفق ل1974م
ولديه خمسة من الأبناء (ولدين وثلاث بنات) ، ويدير إدارة الشؤون الشرعي
ة بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة،
إضافة لإمامته لمسجد العناني.
كان الرفاعي منذ الصف الأول الابتدائي يصوم، ويقول عن نفسه:
«كانت والدتي حفظها الله تحثنا على الصيام وتتابعنا أثناء الصيام وتحفزنا على ذلك
وتشجعنا بالهدايا -جزاها الله خيرا- وجمل ذلك في موازين حسناتها»..
نشأة قرآنية
نشأ الرفاعي في أسرة مباركة يهتم أفرادها بحفظ كتاب الله تعالى ابتداء من أبيه -رحمه الله-،
ووالدته -حفظها الله- وإخوته الكبار والذين كانوا بمثابة القدوة له
في حفظ القرآن الكريم وأعمال مسيرة حفظه.
وقال الرفاعي في حديثه لـ»المدينة» عن نشأته:
«بدأت بالالتحاق بإحدى حلقات تحفيظ القرآن في المسجد الذي بجوار بيتي وأنا في سن السادسة
من العمر وكانت أول حلقة ألتحق بها آنذاك يشرف على التدريس فيها فضيلة الشيخ محمد يوسف
إمام جامع الأمير متعب بجدة ثم أكملت المسيرة لحفظ كتاب الله من بعد ذلك بسبب انتقال مسكننا
إلى مسجد العماري بجدة إلى أن حفظت كتاب الله كاملاً على يد الشيخ محمد عبد الرحيم عشيشي
من جمهورية مصر العربية وذلك في عام 1411 هـ.».
ويصف تلك الأيام: «لقد كانت والله من أسعد أيام حياتي وأبركها هي تلك اللحظات
والساعات والأيام التي كنت أعكف فيها لحفظ أعظم كتاب أنزله الله على أفضل
وأعظم نبي من أنبيائه».
انطلاقة الإمامة
وأضح الرفاعي في حديثه عن بداية انطلاقه في الإمامة وسلوكه هذا الطريق فقال:
«بداية الإمامة كانت عن طريق صلاة التراويح في مدينة الطائف في مصلى لأحد الأقارب
حيث كنّا نصيّف في مدينة الطائف عند أحد أقاربي عندما كان عمري 10 سنوات
فكنت أصلي فيه الركعتين الأخيرة مع الوتر حيث كنت أحفظ حينها 20 جزءاً كمن القرآن،
وكان ذلك كنوع من التكريم لحافظ كتاب الله». أمّا عن ظهوره في مدينة جدة
وكيف عُرف فقد قال: «رشحت من قبل أساتذة الجمعية والذين درست علي أيديهم في جمعية تحفيظ جدة
أن أقرأ في افتتاح حفل الجمعية لتكريم حفظة كتاب الله، فقرأت في هذه الحفلة وسمع صوتي كث
ير من المسؤولين والإخوة والمحبين فرشحت مساعداً رسمياً لصلاة التراويح
في مسجد الملك عبد العزيز في حي البلد مع الشيخ محمد حسن الحضيري إمام المسجد حينها،
وبعد ذلك اتسعت السمعة».
وتابع الرفاعي حديثه: «بعدها عينت إمام وخطيب لجامع أبو بكر الصديق
في حي البغدادية في جدة عام 1410 لمدة 3 سنوات، ثم أمّيت المسلمين
في مسجد العناني في عام 1413 وحتى الآن».
أشخاص .. ومواقف
ويذكر الشيخ الرفاعي أشخاصاً كان لهم طيب الأثر وشاركوه مسيرة حفظ القرآن فيقول:
«من أبرز هؤلاء المباركين الأخ الشيخ يحيى الدايل رحمه الله، وأحمد حسن
والأخ في الله مروان الفياض، والأخ في الله الشيخ يحيى والأخ في الله الشيخ عبد الله علام
وغيرهم ممن لم أذكرهم كانوا قدوة صالحة يذكرون ويوجهون ويعينون على ذكره وعبادته
تبارك وتعالى لا لجاه ولا لمال إنما لله ولوجهه جل في علاه ولعل هذا أهم ما يميزهم،
ولقد كانوا أطيب صحبة ورفقة ما كان يجلسنا إلا كتاب الله نجتمع عليه فأسأله تعالى
أن يرزقنا الإخلاص والقبول».
ويضيف القارئ الرفاعي: «لا أنسى ولن أنسى ذلك الموقف الرهيب يوم احتفالي بختم القرآن والكل مسرور
بذلك التوفيق المبارك من أهلي وأصحابي وأحبابي إلا أن أعز حبيب وأغلى قريب كان قد وافته المنية
في ذلك اليوم العظيم أنه والدي توفاه الله في ذلك اليوم الذي أسأل الله له المغفرة والجزاء الحسن والثبات
عند السؤال ورحمة واسعة من عنده سبحانه تغفر ذنوبه وترفع درجته آمين».
وعن علاقته بالأئمة في جدة قال: «تربطني علاقة طيبة جداً بكثير من الأئمة في جدة،
ونلتقي في أغلب المناسبات الدينية، والمحافل الإسلامية، وبعض المناسبات والأفراح، وعلاقتنا عن طريق الهاتف
والرسائل، وهناك موقفٌ لا أنساه مع الشيخ توفيق الصائغ .. ففي عام 1415 في صلاة التهجد .. وبعد فراغي
من الصلاة تفاجأت بأن أخي الشيخ توفيق الصائغ يصلي خلفي .. فسألته كيف تترك مسجدك وتأتي لتصلي ..
فأجاب بأنه حب الاستماع والصلاة خلفي وأن ذلك من باب الأخوة، وهناك أود أنشر إلى أن علاقتنا نحن
الأئمة مبنية على الأخوة والحب، لا الحسد والغيرة كما يظن بعض الناس».
هاني .. الخطيب
ويشير في حديثه إلى الخطابة، وما أضافته له في مسيرة حياته:
«كانت الخطابة هي القناة العظيمة التي مكنتني بفضل الله بالقيام بواجب الدعوة والنصح
لهذا الكتاب الكريم الذي حفظته في صدري جعله الله لي ولكل إمام وسيلة للدعوة إليه
سبحانه وتوجيه عباده ووعظهم وإخراج ثروات القرآن التي اكتسبتها من مشايخي حفظهم الله،
وصياغة ذلك في خطب الجمعة لعل الله أن ينفع بما فيها من ذكر وإرشاد ولتوعية العباد
إلى طريق الهدى والرشاد فأسأل الله أن يجعلنا عند حسن الظن وأن يعيننا جميعا
على طاعته وحسن عبادته».
وأضاف: «الخطيب المتميز أصبح كنزاً مفقودا في هذا الزمان إلا من رحم الله وسدد خطاه،
وبفقده فقدت كثير من المساجد دورها التوعوي والتوجيهي والإصلاحي للأمة، فكثير من الخطباء
لا يعدون لخطبهم بنظرة ثاقبة في مشاكل الأمة وقضاياها المعاصرة الإرهاق والإرهابيون والمفجرون
في تزايد وتكاثر لتدمير الممتلكات وإزهاق الأرواح وبعض الخطباء يتكلمون في خطبهم
عن قصص الأنبياء وفوائد الوضوء وهذا ليس من تقليل شأن وعظمة هذه القصص
لكن هناك قضايا مهمة لا بد للخطيب أن يكون له فيها الرأي الأعلى والأسمى المستنبط من كتاب الله
وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأقوال علمائنا ومشايخنا حفظهم الله تناسب أحوال
وأوضاع المجتمع لا بد للخطيب أن يتحدث بما يدور في واقع الناس ومشاكلهم وهمومهم
ولا ينسى مع ذلك مراعاة أحوال الناس الصحية والسنية فمنهم المريض والكبير والشيخ المس
ن والمتعلم والجاهل ليكن حديثه مبسطا سهلا مفهوما فقصر خطبته وطول صلاته مئنة من فقهه
بهذا صحت الأخبار عن سيد البشرية وأعظم خطيب صلى الله عليه وسلم».
قصتي مع والدي >>>> والله قصة مبكية ((ابكتني )) :
كان لوالدك- رحمه الله- دور كبير في تربيتك واخوانك على حفظ كتاب الله الا انه لم يفرح
باستلامك شهادة اتمام حفظ القرآن الكريم في يوم تكريمك حيث توفي قبل ان يراك تكرّم..
ما هي قصة ذلك اليوم؟
– اسأل الله العظيم في هذا الشهر الكريم ان يغفر له ولموتى المسلمين، فانه رحمه الله
كان تواقاً لذلك اليوم الذي يرى فيه اول ابنائه حفظاً للقرآن الكريم، ولكنه وافاه الاجل
المحتوم قبل حفل التكريم بساعات حيث اصيب بأزمة قلبية بسبب مرض قديم له، ادخل على اثرها
المستشفى فكنت متردداً أأذهب الى حفل التكريم ام الى والدي المريض في المستشفى
فاستشرت والدتي حفظها الله فاشارت الى ان سعادة والدك ورضاه هو في ذهابك
الى حفل التكريم لتأتيه بعد ذلك زائراً في المستشفى وانت تحمل الشهادة
والجائزة، وكنت عندها في سن مبكر، فنفذت مشورتها،
وعدت مساء بالشهادة والجائزة ولكن لأجد والدي قد فارق الحياة..
إنا لله وإنا إليه راجعون.
مؤثر جدا يوم تكريم الشيخ الرفاعي , رحم الله والده و اسكنه فسيح جنانه
موضوع في قمة الروعة , افادني كثيرا
جزاك الله خيرا ونفع بك اخي فاروق
بارك الله فيك
بارك الله فيك اخت بسمة على المرور
فعلا قصة الشيخ عن والده مؤثرة جدا رحمه الله واسكنه فسيح جنانه
جزاك الله خير الجزاء على قراءة الموضوع